الأسم: بيريفان آتا
اللقب: آرجين غرزان
إسم الأب: عبد الرحيم
إسم الأم: ثنايات
تاريخ الإستشهاد: 2018
مكان الولادة: بدليس
مكان الإستشهاد: مناطق الدفاع المشروع
آرجين غرزان
وُلدت رفيقتنا آرجين في منطقة نورشين التابعة لبدليس في كنف عائلة وطنية، ونشأت متمسكة بقيم الكردياتية بفضل الثقافة والتربية التي تلقتها من أسرتها، ونظراً لارتباط عائلتها وبيئتها بقيم الحرية، تعرّفت مبكراً على حركتنا النضالية، وقد نشأت وهي تستلهم بطولات رفيقتنا الشهيدة مزكين (غربت آيدن) التي تحولت إلى أسطورة في منطقة غرزان، واتخذتها مثالًا لها كقائدة رائدة ذات قيمة كبيرة.
ومع مرور الزمن وازدياد نضجها، بدأت تدرك حقيقة العدو بشكل أعمق، وشعرت بغضب شديد تجاه السلوكيات القائمة على ارتكاب المجازر التي ينتهجها العدو ضد شعبنا، ومنذ وقت مبكر بدأت رفيقتنا آرجين تشعر بمسؤولية تجاه شعبها، وانخرطت في البحث عن سبل للإجابة على آلام ومعاناة شعبنا، ومن هذا المنطلق، بدأت أولى خطواتها في النضال من خلال الانخراط في نشاطات الشبيبة الوطنية، وخلال فترة نشاطها بين صفوف الشبيبة، سعت إلى فهم حقيقة نضالنا بشكل أعمق، وبدأت تُكوِّن شخصيتها وفق ثقافة وأسلوب الآبوجي، وعلى الرغم من تلقيها التعليم في مدارس النظام، إلا أنها لم تنجرف أبداً نحو أسلوب حياة النظام، بل اختارت أن تكون ابنة تليق بشعبها من خلال الوقوف في صفوف نضال التحرري كأعلى هدف لها، وبعد فترة من مشاركتها في أنشطة الشبيبة، قررت تعميق نضالها والانخراط في العمل الثوري بشكل احترافي، وبدأت تأخذ مكانها في النضال الاجتماعي ونضال حرية المرأة. وقد قرأت تحليلات قائدنا حول حرية المرأة بتركيز كبير، وتعمقت فيها حتى بلغت وعياً عالياً بها، وبناءً على الدروس التي استخلصتها من تلك التحليلات، طوّرت رفيقتنا آرجين شخصية قوية، وعزّزت من نضالها يوماً بعد يوم، ولهذا السبب لفتت انتباه العدو، وعلى الرغم من تعرضها للاعتقال عدة مرات، لم تتنازل أبداً عن موقفها الثوري، وقد زاد هذا من نقمتها ضد العدو، وأدركت أن من واجبها الرد بشكل أكثر فعالية على هجمات العدو. ومن أكثر الأحداث التي أثّرت عليها بعمق كانت الاعتقالات التي طالت العديد من رفاقها الذين كانت تعمل معهم، وأخيراً اعتقال والدها، الذي كان له أثر كبير في حياتها، ضمن حملات الاعتقال والسجن التي يستخدمها النظام التركي كسلاح لقمع شعبنا، وفي آذار من عام 2012، كان استشهاد مجموعة من رفيقاتنا في منطقة غرزان، وفي مقدمتهن رفيقتنا آرجين غرزان (ليلى آلتان)، بطريقة غادرة، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لها. ومن ثم، وبعد أن رأت أن إمكانات النضال داخل النظام أصبحت غير مجدية، بادرت بالتوجه نحو جبال كردستان، وانضمت إلى صفوف الكريلا.
ولقد رأت رفيقتنا آرجين أن الوفاء للشهداء هو أساس نضالها، ومن هذا المنطلق بدأت مسيرتها الثورية بحمل اسم رفيقتنا الشهيدة آرجين غرزان (ليلى ألتان)، وبفضل إقبالها الكبير على النضال بوعي وإرادة قوية، لم تواجه أي صعوبة في التأقلم مع حياة الجبل والكريلا، بل استطاعت أن تتأقلم بسرعة، ومن خلال شخصيتها الناضجة والمجتهدة، لم تكتفِ بتطوير نفسها فقط، بل بذلت جهداً في سبيل تطوّر رفيقاتها اللواتي ناضلت معهن، وقد تأثرت بعمق بنمط الحياة الجماعية للكريلا وروح الرفاقية الفريدة، فعملت بإصرار لتكون مناضلة آبوجية متميزة، ومن هذا الوعي، كرّست نفسها للنضال يوماً بعد يوم، مدركة أنها بذلك تحفظ ذكرى الشهداء بطريقة صحيحة.
ونظرًا لغضبها العميق من العدو، كانت تطمح إلى أن تتقن تكتيكات الكريلا بأسرع وقت ممكن لتتمكن من الانتقال إلى ساحات القتال الأكثر اشتعالاً، وبهذا الجهد أصبحت قدوةً ومثالاً لجميع رفيقاتها كمناضلة ثورية، وفي الوقت ذاته، سعت إلى التعمق أكثر في خط حرية المرأة، وأولت أهمية كبيرة لتقييمات قائدنا في هذا المجال، ساعية لتشكيل شخصيتها وفق تلك المعايير.
وأتمّت رفيقتنا آرجين تدريباتها بنجاح، وخاضت لفترة نضالا في مناطق مختلفة من مناطق الدفاع المشروع، وقد استفادت من هذه المرحلة لتعميق وتطوير ذاتها في حياة الكريلاتية، وسرعان ما أصبحت مقاتلة متمكنة في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار وبسبب تصاعد الهجمات على شعبنا في شنكال وروج آفا يوماً بعد يوم، رغبت في أن تكون جزءاً من المعركة ضد المجموعات المرتزقة، ومن أجل ذلك، التحقت بتدريبات تخصصية، وتمكنت من اجتيازها بنجاح كبير. وبفضل شخصيتها المنضبطة والمنظمة، وموقفها الواثق، وثباتها على خط النضالية الآبوجية، شاركت رفيقتنا آرجين لفترة في مهام استراتيجية، وقد لعبت دوراً مهما في تطوير نضالنا من خلال ما قدمته من جهود وتضحيات في تلك المهام.
وبطاقتها التي لا تنفد، وحبها لتكتيكات الكريلا التي تخصصت فيها، وغضبها العميق تجاه العدو، أدّت رفيقتنا جميع المهام والمسؤوليات التي أُوكلت إليها بكفاءة كاملة وفي وتيرة عالية. وبإصرارها على الذهاب إلى ساحات الحرب الأكثر اشتعالاً ردًا على هجمات الدولة التركية على مناطق الدفاع المشروع، قُبل اقتراحها بهذا الخصوص، لكنها رأت أولاً ضرورة تلقي تدريب أيديولوجي، ومن هذا المنطلق التحقت بأكاديمية المرأة الحرة للشهيدة بيريتان. وخلال هذه الفترة، خاضت عملية تركيز فكري وروحي مع رفيقاتها، واستطاعت أن ترفع وعيها بمبادئ حرية المرأة التي طرحها قائدنا، وجسدتها في شخصيتها. ولهذا السبب، نالت احترام جميع رفيقاتها، وأدركت تماماً أن الحرية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال استمرارية هذا التركيز والتعمق الذاتي.
وبعد أن أتمّت رفيقتنا آرجين تدريباتها بنجاح، انتقلت إلى ساحات القتال التي كانت تشهد اشتباكات عنيفة، وانخرطت فيها بحماس وحيوية كبيرة، ولم تكتفِ بالرد على هجمات العدو المتصاعدة باستخدام التكتيك الذي تخصصت فيه، بل نفّذت أيضاً العديد من العمليات النوعية، ومع كل ضربة كانت توجّهها للعدو، كانت تشعر بأنها، ولو جزئياً، تنتقم لشهدائنا. لقد امتلكت رفيقتنا آرجين أسلوب نضال لا شبيه له صيغ بجهد متواصل وإيقاع نضالي عالٍ، وتمكّنت بإصرارها وإيمانها العميق الذي كان يلمع في عينيها، وبإرادتها القوية، من أن تصبح مقاتلة متميزة في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار، ومثالاً يُحتذى بها من قبل جميع رفيقات دربها، وفي الهجوم الذي شنّه العدو نالت رفيقتنا آرجين شرف الشهادة، تاركة وراءها قيم لا تُنسى، وإرثاً نضالياً غنياً وعظيم القيمة. وإننا نُجدد عهدنا بأننا سنواصل نضال رفيقتنا آرجين حتى نبلغ النصر. [1]