#مؤيد عبد الستار#
اذا كان هناك في تاريخ العراق من استطاع التفوق على درجة الاولياء وارتقى مصاف الانبياء فهو الزعيم عبد الكريم قاسم ، بزهده وعفته ونزاهته وتسامحه وتساميه وترفعه وتضحيته بحياته و استشهاده .
في مثل هذا اليوم التاسع من شباط ، مرت على العرق عام 1963 عاصفة صفراء راح ضحيتها الاف المواطنين الابرياء ، فقراء العراق من مدينة الثورة وعكد الاكراد ، والكاظمية ..
تمكنت الفاشية من التغلب على وزارة الدفاع ولكنها لم تتمكن من التغلب على الكاظمية وعكد الاكراد ... قاوم الكورد الفيليون في شارع الكفاح ثلاثة ايام ... حتى يوم 11 شباط .
بعد سقوط وزارة الدفاع واعتقال الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه الميامين ، ظل ابطال الكورد يقاومون البعثيين الانقلابيين بالاسلحة البسيطة ..العصي والسكاكين و قنابل المولوتوف .
بعد ثلاثة ايام من القتال الشرس مع عصابات البعث ، انسحب ابطال عكد الاكراد بسبب نفاذ الذخيرة ، فلم تكفي الاسلحة البيضاء لمقاومة دبابات البعث الفاشي ومدافعه الرشاشة التي وجهها الى بيوت الفقراء البسيطة والنيران التي وجهها الى المواطنين العزل .
استطاع الفاشست الدخول الى عكد الاكراد ولكنهم ظلوا يخافون من الكورد الفيليين طيلة حكمهم حتى تمكنوا اخيرا عام 1968 بعد مجيئهم في الانقلاب البعثي الثاني من اعتقال وقتل وتهجير الكورد الفيليين بحجة انهم من التبعية الايرانية والحقيقة انهم من ابناء العراق الاصلاء ومن سكان بلاد ما بين النهرين قبل الاسلام ..
انتقم البعث الفاشي من الكورد الفيليين بسبب وقوفهم البطولي مع الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الى اخر لحظة .......
كان لي الشرف يوم 8 شباط في المشاركة مع الجماهير التي سارت في شارع الجمهورية الى وزارة الدفاع دفاعا عن الثورة رغم حداثة سني ، لم اتجاوز الرابعة عشرة من العمر يومذاك .. كانت امكاناتنا بسيطة ، لا اسلحة لدينا .. تصدينا للبعثيين الفاشست بالهتاف والشعارات والعصي والحجارة ..
سرنا وراء السيارة التي كانت تقل الزعيم عبد الكريم قاسم التي مرت في شارع الجمهورية حوالي الساعة العاشرة صباحا متوجهة الى وزارة الدفاع ...
وبعدها مرت سيارة تقل العقيد محمد فاضل عباس المهداوي ...
مشهد المواطنين وهم يحملون العصي ، لا يعرفون حجم المؤامرة، ترتسم الحيرة على وجوههم ...... اطمأنوا الى مرور الزعيم امامهم ، ثم احتشدت الجموع امام وزارة الدفاع .
لجأ المتأمرون الى اسلوب مخادع شرير .. سارت الدبابات القادمة من جسر الشهداء الى شارع الرشيد تحمل صور الزعيم عبد الكريم قاسم ، شاهدتها تمرق في الشارع ... دبابات صغيرة مدرعة ذات عجلات مطاطية – تايرات – تسير بسرعة نحو الدفاع .
حين رأيت وجوه القوات العسكرية – الافراد والضباط – توجست شرا ، كانت وجوها لئيمة كالحة، لم أرَ فيها ما يطمئن .. وصدق حدسي ، فهي عينها تلك الدبابات التي بدأت ما ان وصلت الدفاع ، بضرب المواطنين بنيران رشاشاتها .
سقط العديد من المواطنين ، ومن بينهم اثنان من زقاقنا الكائن قرب مدرسة الجعفرية في شارع الامين ، ولحسن حظنا كان في زقاقنا مذخر للادوية ، فتحه بعض الشباب واخرجوا منه الادوية والقطن ليعالجوا اصابات الشابين الذين اصيبا ، احدهم شاهدته اصيب في فخذه .
الجموع المحتشدة حول اي حركة او مشهد تعرقل التعرف على الحدث ، واحيانا تجعلك تُخطيء في تفسيره .
كانت اسلحة المتامرين الدبابات والمدافع الرشاشة والطائرات .. التي كانت تقصف الدفاع وترمي بحمم النيران على المواطنين الذين تجمهروا امام وزارة الدفاع تضامنا مع الزعيم عبد الكريم قاسم .
حصدت الطائرات والدبابات الحاقدة ارواح العديد من المتظاهرين أمام وزارة الدفاع ...
ولم تكن نتيجة تلك المعركة في صالح القوى الوطنية
خسرنا تلك المعركة ........ وما زالت الخسائر مستمرة الى اليوم
لاننا بدون قيادة حقيقية تقود البلاد الى بر الامان
قيادة بقامة الزعيم عبد الكريم قاسم محرر الفقراء من فقرهم .[1]