عفرين تحت الاحتلال (30): الطائفة الإيزدية لم تحتفي بعيدها… رفضٌ لبناء جدار عازل وتنديدٌ بالاحتلال وبالصمت الروسي والدولي
“تظاهرة لآلاف من مُهجري عفرين أمام مقرّ الجيش الروسي في قرية الوحشية بمنطقة الشهباء- شمال حلب (وكالة هاوار)”
تتابع دوائر الاستخبارات ومؤسسات حكومة العدالة والتنمية- تركيا نشاطاتها في منطقة عفرين المحتلة بأوجه وأساليب عديدة وعبر أدوات مختلفة، والتي تستهدف في جانب منها ثقافة أهاليها المتسمة بالانفتاح والتنوع والاعتدال الديني، لتجرها نحو التطرف والطاعة العمياء لولي الأمر من الغزاة ونسيان الخصوصية القومية والوطنية من انتماء وتاريخ ولغة ووجود وتراث وحقوق، في وقتٍ تشتد فيه كل أشكال الانتهاكات والجرائم والمنكر والبغضاء ضد الكُرد من جانب أسياد وأُمراء (الجهاد والثورة) وأتباعهم.
وقد زار البارحة وفدٌ من وزارة الداخلية التركية عفرين لمتابعة إصدار بطاقات التعريف الشخصية، وبالتأكيد لأجل مواضيع أخرى، ويوم الثلاثاء الفائت زارها أيضاً وفدٌ من وقف “الديانت” التركية لمتابعة الشؤون الدينية والعمل الدعوي؛ إذ أن إجبار الأهالي على إرسال أطفالهم إلى دورات التعليم الديني والفكر الطوراني التركي تتواصل في المدينة والعديد من القرى، ويعاقب ويُهان من يعترض على ذلك، وتُرسَل وفودٌ دينية للعمل الدعوي مع توزيع هدايا على الأطفال لإغرائهم. كما أجبرت ميليشيا أحرار الشرقية أصحاب المحلات في مركز ناحية راجو على إغلاق محلاتهم للتوجه إلى صلاة الجمعة في الجوامع؛ حيث أن لسان حال الكُرد في عفرين أن معظمهم مسلمين، وإن كانت سلطات الاحتلال والجماعات المسلحة حريصة على الدين الإسلامي، الأولى بها وقف تلك الانتهاكات والجرائم والممارسات المخالفة للتعاليم الاسلامية، وخدمة الدين بالأعمال الحسنة والصالحة، ليس بالإكراه والأقوال الفارغة والأكاذيب.
هذا وصادف يوم الأربعاء الماضي، عيد رأس السنة الإيزدية (Çarşema Sor)، دون أن يكون في عفرين أي مظاهر للفرح والابتهاج أو زيارات للمقابر وأضرحة الشيوخ والمزارات، في ظل حظرٍ مفروض على الطائفة الإيزدية من ممارسة معتقداتها وطقوسها الدينية، بينما كانت تنعم بالحرية في سنوات الإدارة الذاتية السابقة، وقد طالتها انتهاكات وجرائم على يد جماعات جهادية مسلحة، كما هُجر قسم كبير منها إثر العدوان على عفرين.
وفي واقع الحال، تحولت الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة عفرين إلى شركات عصاباتية استحوذت على معاصر زيتون وأفران خبز ومحلات وغيرها من أنشطة ربحية، يمكن أن تكون أحياناً تجارة الممنوعات والآثار وغسل الأموال؛ حيث تُجبر الأهالي على تأمين حاجياتها عن طريقها، في وقتٍ دفعت فيه الكثير مما هي عائدة للسكان الأصليين إلى الإفلاس، جراء الحصار والمضايقات والسرقات وفرض أتاوى مالية وعينية.
ومن جانب آخر تُواصل سلطات الاحتلال والجماعات المسلحة فرض أتاوى تتراوح بين /50- 400/ ألف ليرة سورية- حسب النوع، على من يثبت عليه امتلاك سلاح وإن كان للصيد، أو ورد اسمه في إحدى وثائق ترخيص الأسلحة لدى الادارة السابقة، طبعاً مع توجيه تُهم ملفقة.
وقد وردتنا أخبار الانتهاكات التالية:
– الحاجز المسلح في قرية تللف يقوم بمصادرة /100-300/كغ حطب زيتون من حمل كل سيارة أو جرار يمرّ عبره، وإن تكرر لنفس المواطن، عدا تلك التي تستولي عليها مجموعات مسلحة تطوف حقول الزيتون، وذلك من أجل بيعها وجني الأموال.
– اختطاف المواطنين (شيار أكرم كلخلو، دليل محمد علوش، محمد محمد موري، إبراهيم نحله كلخلو، حيدر عبدالرحمن سيفو)- بلدة جلمة، من قبل ميليشيات فيلق الشام المركزية.
– اعتقال المواطنين (جوان عيسى بن عدنان، هوزان عيسى بن عدنان، ريزان حج عبدي، عصام شيخ محمد، محمد محمد جبر)- بلدة ميدانكي، وفرض غرامات مالية عليهم، ثم الافراج عن اثنين منهم؛ وسبق أن تم اختطافهم أكثر من مرة.
– في العديد من قرى ناحية راجو، عطمانا وشديا وحسن وقده وكوليا وبربنه وغيرها من القرى التي تسيطر عليها ميليشيا الحمزات المسلحة، تُفرض إتاوة /60-100/ ليرة سورية عن شجرة الزيتون الواحدة، ينوي مالكها حراثة حقوله، إضافة إلى دفع مبلغ ألفي ليرة سورية لدى استصدار توكيل لحراثة حقل عائد لمواطن غائب.
– فرض إتاوة ألف ليرة سورية في بعض القرى على كل رأس ماشية لدى السكان الأصليين.
– قطع بعض أشجار الزيتون والسماق لأهالي قرية كوتانا وقرية خرابة شران.
– ضمن مسلسل الاختطاف والاعتقالات المكثفة في ناحية شيه (شيخ الحديد) الذي تعمل عليه ميليشيات سليمان شاه (العمشات)، تم توقيف المواطن بكر رشوليك- مختار قرية جقلا الوسطى من قبل حاجز كلسية المسلح- قرب مركز شيه، وضربه وإهانته، بحجج واهية، والافراج عنه بذات اليوم، وكذلك فرض إتاوة ألفي دولار على المواطن (ن، ي، د)، وأتاوى متفاوتة على عشر عائلات في قرى جقلا فوقاني والوسطى؛ إضافةً إلى تهديد ضحايا الانتهاكات بعقوبات أشد في حال البوح بها.
وتشهد قرى جبل شيروا- ليلون الواقعة ضمن نفوذ الجيش السوري قصف بالقذائف من قبل قوات الاحتلال بشكل متكرر، فقد سقطت يوم 15 نيسان ثلاثة قذائف في محيط قرية آقوبيه، كما يقوم الجيش التركي ببناء جدار عازل من مساند بيتونية مسلحة، إذ نفذ أجزاء منه في قرى ميريمن وجلبر وكيمار، وكان قد دمر حوالي /15/ منزلاً ومبنيي المدرسة والبلدية وخزان شبكة مياه الشرب في قرية جلبر؛ واحتجاجاً على بناء الجدار العازل وتنديداً بالاحتلال التركي لمنطقة عفرين وبالصمت الروسي والدولي، خرج آلاف من مُهجري عفرين في تظاهرةٍ انطلقت من مخيم برخدان ووصلت إلى أمام مقرّ الجيش الروسي في قرية الوحشية بمنطقة الشهباء- شمال حلب، رافعين المئات من صور أبنائهم الشهداء ومرددين شعارات الاستنكار إلى جانب تمجيد الشهداء وروح المقاومة، مع إطلاق رسالة إلى القيادة الروسية.
لقد تَوضح جلياً لدى عموم الكُرد مدى العداء الذي يبديه المحتل التركي ومرتزقته نحوهم، وعكس المبتغى من سياساته، تتعزز إرادة الحياة ونبذ اليأس وتترسخ لديهم إرادة البقاء والعمل على إنهاء الاحتلال بكل تطبيقاته وتداعياته.
20-04-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]