قامشلو/ رشا علي
التصوير فن لا يقل قيمة عن أي فن آخر، ويحلم الكثير من الأشخاص بأن يصبحوا يوماً ما مصورين محترفين، والمصور الفوتوغرافي فيصل شيخ موسى ممن يعمل في مهنة التصوير دون كلل أو ملل على الرغم من قلة الطلب على الصورة الفوتوغرافية في السنوات الأخيرة.
للصور الفوتوغرافية أهمية في توثيق الأحداث والمشاعر والأفكار؛ لأنها تشكل الجزء الأكثر وضوحاً في الذاكرة، لذلك أحدث التصوير الفوتوغرافي موجة كبيرة من التأثير على الناس، صورة واحدة هي تثبيت لحظة من الزمن، قد تكون تلك اللحظة لحظة سعادة أو مأساة ولكنها لحظة من تاريخ الشخص، وتطور التصوير الفوتوغرافي بشكل لافت إلى أن وصل إلى يومنا هذا، فالمصور الفوتوغرافي في وقتنا الحالي أصبح فناناً مثله مثل الرسام والممثل والنحات، وفن التصوير لا يقل قيمة عن أي فن آخر، ومن الشروط الواجب توافرها في من يريد تعلم هذا الفن هو حب التصوير ولا يوجد أي شرط آخر، وبتطور التكنولوجيا وظهور الأجهزة الحديثة قل الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي.
التقطت صور المشاهير والفنانين
ومن بين المصورين المخضرمين والمعروفين على مستوى مدينة قامشلو وأقدمهم “فيصل شيخ موسى” صاحب آلاف الصور الفوتوغرافية في زمن قل فيه المصورين، التقط وجمع الكثير من صور الفنانين والمشاهير والمواطنين داخل سوريا وخارجها خلال مسيرة امتدت قرابة أربعة عقود، التقت صحيفتنا “روناهي” به وتحدث قائلاً: “التقطت صور المئات من القادة والمشاهير والفنانين أمثال مام جلال طلباني والفنان شفان برور، والممثلين أمثال ناجي جبر وسميرة توفيق، وكانت الكثير من تلك الصور تنشر عبر الصحف والمجلات وغيرها”.
وعن كيفية بدء عمله في التصوير الفوتوغرافي أوضح شيخ موسى قائلاً: “من أجل تدبير أمور عائلتي المادية والبحث عن عمل توجهت من مدينة قامشلو إلى العاصمة اللبنانية بيروت عام 1975، عملت هناك قرابة سنة مع مصور كان يدعى /ساكو/ في حي برج حمود الأرمني، وتعلمت منه الكثير في مجال التصوير الفوتوغرافي وهناك بدأ مشواري الفني وتطويري لموهبتي، كانت أياماً جميلة رغم كل الصعاب”.
غادر شيخ موسى لبنان عائداً إلى العاصمة السورية دمشق بسبب الحرب، وقد عاد أغلب السوريين من لبنان بسبب سوء الأوضاع التي خلفتها الحرب في ذلك الوقت، ثم التحق بالخدمة الإلزامية في الجيش السوري وظل لمدة خمس سنوات، ثم عاد إلى مدينة قامشلو ليكمل عمله في التصوير.
لا تستطيع أناملي هجر أزرار الكاميرا
وأشار شيخ موسى خلال حديثه إلى أن الكثير من الفرص للعمل في مجالات أخرى أتيحت له، ولكنه رفضها لأنه لا يستطيع مزاولة أي عمل إلا التصوير الفوتوغرافي، مشيراً في حديثه: “لا أستطيع العمل في مهنة أخرى إلا التصوير، لأنني أحبها كثيراً وتعلقت بها لدرجة كبيرة، لا تقوى أناملي على هجر أزرار الكاميرا”.
وبين شيخ موسى بأنه التقط المئات من الصور الفوتوغرافية وكان من أشهر المصورين في المدينة وقال: “كان عملي جيداً، وكنت أستطيع جني المال الكافي لتدبر أموري المعيشية، أصدقائي وأقاربي كانوا يطلبون مني أن التقط صورهم دائماً، عندما كنت التقط صورة لشخص ما أجد أشخاص آخرين يجلسون مكانه ويطلبون أن التقط صورة لهم أيضاً”.
قلة الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي
وحول قلة الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي في السنوات الأخيرة أكد شيخ موسى قائلاً: “بتطور التكنولوجيا وظهور الهواتف الحديثة، قل الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي، ولم يعد هناك إلا القيل من الذين يريدون أن نلتقط له صورة، هناك ذكريات جميلة ومعنى لكل صورة فوتوغرافية كنت التقطها، فالصورة بحد ذاتها لحظة جميلة من تاريخ هذا الشخص”.
وأما عن عمله الآن قال شيخ موسى: “في وقتنا الحالي قل عملي، فقديماً كنت أعمل كثيراً، بسبب العدد الكبير للصور التي كنت ألتقطها، كانت المطابع تنجز صوري بصعوبة بسبب كثرتها، كان لدي ثمانية أولاد، وكنت أعيل عائلتي مما أجنيه من عملي، دائماً أقول بأنني لن اتخلى عن التصوير ولن ابتعد عنه حتى الموت”.
تحدث شيخ موسى عن دعم عائلته لعمله منذ بداية مشوراه وتقبلهم لهذا العمل ووقوفهم إلى جانبه، وقال: “هناك أناس كُثر قالوا لماذا لا تعمل غير عمل التصوير، ولكن عائلتي كانت تدعمني دائماً، وكنت سعيداً بهذا الدعم”.
واختتم المصور فيصل شيخ موسى حديثه قائلاً: “لقد احتفظت بالكثير من صور أهالي مدينة قامشلو، في يوم من الأيام إذا عادوا من الغربة وأنا كنت على قيد الحياة، سوف أعطيهم صورهم التي التقطها لهم سابقاً، سأظل أحتفظ بالصور لأنها تعبر عن تاريخ مدة زمنية وشخصيات مثلت المدينة”.[1]