تقرير/ شيار كرزيلي
روناهي/ الشهباء: حرمت المرأة الكردية عبر التاريخ المعاصر من حقوقها؛ إما بسبب العادات والتقاليد أو من الاضطهاد والتفرقة العنصرية، والتي عانى منها الكرد بسبب عنصرية سلطات الاحتلال التي كانت تحكم أراضي كردستان والشعب الكردي بعد تجزئتها.
ومع بزوغ فجر حركة تحرير كردستان التي قادها القائد أوجلان أعطت الحركة اهتماماً كبيراً للمرأة من أجل أن تمتلك العلم والمعرفة وتكون ذو إرادة حرة، فأصبحت المرأة التي كانت تعاني من الاضطهاد امرأة قوية تمتلك الإمكانات لتعود لها المكانة التي كانت مسلوبة منها، وجعلها متواجدة في جميع الميادين التي كانت بعيدة عنها وتكون صاحبة الرأي الحر والدور الفعال في المجتمع.
المرأة في ثورة روج أفا
مع بداية الأزمة السورية تم الإعلان عن ثورة 19/ تموز التي بنيت على أسس فكر وفلسفة القائد أوجلان، الذي دعا إلى أخوة الشعوب وتحرير المرأة لتكون صاحبة إرادة وهوية تمثلها، وقد أصبحت المرأة في ظل الثورة هي القائمة على إدارة شؤون المجتمع وتدافع عن مكتسباتها جنباً إلى جنب مع الرجل في الإدارة والرئاسة عبر الرئاسة المشتركة، متواجدة في جميع الساحات منها السياسية والعسكرية وإدارة شؤون المؤسسات العائدة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والعمل ضمنها، ومن تلك المؤسسات مؤسسة الثقافة والفن وقد لعبت المرأة في هذه المؤسسة دوراً فعالاً في أنتاج الأعمال الفنية والثقافية من غناء ورسم والمسرح والرقص وفي الإنتاج والعمل السينمائي بجميع أقسامه، منها التمثيل وإعداد السيناريوهات والتصوير والمونتاج، وكانت “زيلان محمد سليمان” إحدى الشخصيات التي لعبت دوراً مميزاً في التمثيل والتصوير السينمائي.
فبعد قيامها بالتمثيل والتصوير في عدة أعمال سينمائية قامت صحيفتنا باللقاء معها كي نتعرف بها وكيف بدأ مشوارها الفني مع السنيما فتحدثت قائلة: “ولدت في مدينة عفرين مدينة المحبة والسلام عام 1984م؛ إلا إنني لم اطل فترة طفولتي بعفرين حيث انتقلنا إلى حلب بسبب ظروف عمل والدي وقد درست المرحلة الابتدائية في مدينة حلب بمدرسة محمود خطاب، ثم انتقلت إلى المرحلة الإعدادية وفي هذه المرحلة كنت اهتم بالرياضة وخاصة لعبة كرة السلة وعام 1998م انتسبت لفريق رعاية الشباب لكرة السلة وقد استمريت في ممارسة لعبة كرة السلة حتى المرحلة الثانوية وعند وصولي إلى الصف الثاني عشر البكلوريا فرع الأدبي”.
وفي هذه المرحلة أهملت اهتمامها بالرياضة بسبب الدراسة، ثم شاءت الأقدار وتزوجًت عام 2007م، وانتقلت إلى عفرين وأنجبت ثلاثة فتيات، ولم تطل البقاء في لبنان ففي عام 2014م عادت إلى عفرين. وبعد عودتها إلى عفرين عملت كإعلامية في هيئة الزراعة وبسبب شغفها للتصوير والكاميرا أحبت عملها كثيراً.
النزوح من عفرين قسراً بسبب الاحتلال
بعد قيام جيش الاحتلال التركي بغزو عفرين واحتلالها بعد مقاومة أسطورية دامت 58 يوماً أجبروا على الخروج منها والنزوح إلى مقاطعة الشهباء قسراً، بسبب الانتهاكات التي اقترفها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بحق أهالي عفرين وهذا الخروج ترك في نفسها الماً كبيراً.
عشقي للتصوير والتمثيل دفعني إلى السينما
وبعد إقامتهم في الشهباء قامت الإدارة الذاتية بتأسيس مؤسساتها ومجالسها وكوميناتها ومنها كومين السينما في الشهباء، وبعد الإعلان عن افتتاح دورات تدريبية بكومين السينما في التصوير والتمثيل، التحقت بهذه الدورة التدريبة لعشقها بالسينما والتمثيل والتصوير، وقد انهت الدورة بالنجاح ثم أصبحت عضوة في الكومين وشاركت في تصوير العديد من الأعمال الفنية، منها كليبات وآخرها كليب لبا لبا جوتيارو (Libe Libe Jotyaro) وهي من إنتاج كومين السينما بالتنسيق مع هيئة الثقافة والفن.
أما عن طموحاتها المستقبلية فأكدت بأنها لازالت في بداية مشوارها وتطمح بالخروج من الدائرة المحلية إلى الإقليمية والعالمية وسوف يكون هنالك الكثير من الأعمال في المستقبل من ناحية التمثيل والتصوير وحتى في مجال الإخراج.
وختمت زيلان محمد بالقول: “سوف أجعل من مهنتي سلاحاً أحارب بها العدو كما ستكون رسالة للعالم يقرأون من خلالها عن عراقة الشعب المقاوم الذي عانى من ويلات الحرب وناضل دون أن يستسلم بمقاومة أسطورية أمام وحوش البشرية.[1]