إلهام أحمد: نضال المرأة في مناطقنا نموذج تحتذي به نساء العالم
دعت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، النساء السوريات لتنظيم أنفسهن في إطار شعار، المرأة، الحياة، الحرية، ووضع خطة للحصول على حق الحياة، وأكدت تعميق التنظيم النسائي؛ لإنقاذ سوريا من ويلات الحرب، التي تعاني منها منذ سنوات عدة.
شعار “المرأة.. الحياة.. الحرية” مرحلة مفصلية
جاء ذلك في حديث لرئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، الذي نشرته وكالة هاوار، بمناسبة الثامن من آذار (اليوم العالمي للمرأة): “في كل عام نقيَّم الثامن من آذار، ونقوم بوضع خطط بما يناسب هذا اليوم، لنعبر عن محتوى وجوهر اليوم، الذي ناضلت فيه المرأة، وناهضت أشكال العنف الممارس ضدها، وتصدت للجرائم المرتكبة بحقها، ومنها المواد الدستورية غير القانونية، وبالتالي أعوام مضت على هذه الذكرى، وفي كل عام يُستذكر هذا اليوم؛ لحشد الرأي العام النسائي في سوريا بوجه خاص”.
وبيّنت إلهام: “هذه المناسبة كانت منسية، لا مناسبات، ولا استذكار، ولا حتى احتجاجات بشأن هذا اليوم، لكن حدث أمر طارئ على المستوى السوري، فالحركة النسائية التي بدأت من شمال وشرق سوريا، والنشاطات والخطط، التي وضعتها بما يخص هذا اليوم، واستذكاره وتحويله إلى يوم لمناهضة أشكال الانتهاكات بحق المرأة؛ أحدث تغييراً، بمعنى أن هذا ليس يوماً احتجاجياً أو احتفالياً فقط، إنما هو يوم لزيادة الوعي والمناهضة، والمطالبة بالحقوق، أي ضمن هذا الإطار حدث حراك نسائي على المستوى السوري، وشمال وشرق سوريا، بالتالي كل عام يختلف عن العام الفائت، أعتقد أن جهود النساء ستتضافر خلال الأعوام المقبلة”.
وعن انتفاضة المرأة في روجهلات كردستان، وإيران المندلعة تحت شعار Jin, Jiyan, Azadî، قالت إلهام: “شعار “Jin, Jiyan, Azadî” يشمل النساء أينما كنَّ، وهو شعار لا يخص منطقة محددة، إن إطلاق هذا الشعار في إيران كان مرحلة مفصلية فيما يتعلق بالنساء، وكان له تأثير على المستوى الدولي، والعالمي، والإقليمي، فقد أعطى هذا الشعار رسالة مهمة جداً للنساء على المستوى العالمي؛ وهو المطالبة بحق الحياة، هذه الحياة، التي قُتلت في شخص المرأة؛ نتيجة القوانين الذكورية المفروضة على المجتمع سواء كانت من خلال الدستور، أو العادات، والتقاليد الاجتماعية”.
حصول المرأة على حقوقها مطلب حتميّ
وتابعت الهام: “كما أن هذا الشعار؛ أعطى رسالة تتمثل في حق المطالبة بالحياة للنساء، اللواتي هن أكثر من نصف المجتمع، ويمثلن المجتمع بأكمله، ولطالما أن المرأة تمثل المجتمع، وأن الحياة مقتولة في شخصها، لذا المطلوب من المرأة أن تناضل وتعمل من أجل الحصول على حق الحياة، فالمجتمع الإيراني؛ صورة مصغرة عن المجتمع الدولي، وكيف يقتل الحياة من خلال قتل المرأة؟ وبالتالي عندما تطالب المرأة بحق الحياة، وتناضل من أجله، وتسعى للحصول عليه من خلال نضالها، ونشاطها، ووعيها وتنظيمها، سيكون لهذا الشعار تأثيراً على المستوى الدولي، وقد رأينا، أن النساء عامة انخرطن في نشاطات مهمة تخص، وتمس حياتهن في أرجاء العالم”.
وبيّنت إلهام تأثير النضال النسائي في شمال وشرق سوريا، على النساء في روجهلات كردستان وإيران: “للمرأة في شمال وشرق سوريا، تأثير على المستوى المحلي والإقليمي، فما قامت به عبارة عن قيادة لثورة نسائية وديمقراطية، وثورة للمطالبة بالعدالة، والمساواة بكامل الحقوق والواجبات، ويجب أن يكون هناك عدالة في مفهوم المساواة”.
وأوضحت إلهام: “عملت المرأة للحصول على كامل حقوقها، سواء في المجال السياسي، أو الاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، والدفاعي، وقادت ثورة حقيقة، لكن هل وصلت هذه الثورة إلى مستواها الحقيقي! بالطبع لا، لا تزال هناك تحديات وقضايا عالقة، وذهنية متحكمة بمفاصل المجتمع، وبالتالي الثورة مستمرة، والنضال مستمر، فقد أثر نضال المرأة على المستوى الإقليمي بما فيه الساحة الإيرانية، فالحراك الذي بدأ في إيران، هو حراك نسائي متأثر بمستوى النضال الموجود في شمال وشرق سوريا بشكل مباشر، أي أن نضال المرأة في شمال وشرق سوريا؛ أصبح نموذجاً يُحتذى به في أرجاء العالم”.
وأردفت إلهام: “الحراك الذي بدأ في آذار عام 2011 كانت للنساء فيه مشاركة فعالة، لكن مع مرور الوقت وجدنا انحساراً وتراجعاً في دورها، حيث اُستُبعدت عن الإطار السياسي، والتظاهري، والمطالبة بالديمقراطية والحرية، كما اُستُبعدت عن مراكز القرار، وهذا ما كان له التأثير السلبي، فمجلس سوريا الديمقراطية؛ منح المرأة مجالاً أوسع حتى تلعب دورها في مراكز القرار، ورسم السياسات، ووضع خطط لشكل المؤسسات سواء في المستوى العام، أو الخاص، وعندما يوضع مخطط ومشروع أو قانون يخص سوريا، فإنه يجب أن يعطي للمرأة دوراً خاصاً؛ كي تلعب دورها الريادي في موضوع التوعية، ومجال التمكين، ومجالات الحياة الأخرى”.
حرية المرأة الأساس لحرية المجتمع
وأشارت إلهام: أن “مجلس سوريا الديمقراطية، استطاع أن يحقق إنجازاً كبيراً، وهو إعطاء صورة لشكل وإطار حرية المرأة، والمساواة بين الجنسين، وبما يخص نوع الديمقراطية، التي يتم التفكير فيها، والتخطيط لها في سوريا المستقبل، ومن هنا ندعو النساء السوريات للعب دورهن بشكل حقيقي، وأن يرجعن إلى قيادة دفة السياسة، وإعادة التفكير بما حدث، حتى تعطي المرأة زخماً ومعنويات للشعب السوري، كي يؤمن بالحل، وبسوريا جديدة دون العودة إلى الوراء، وألا تعود إلى إطارها القديم، وبالتالي الدماء، التي هدرت لن يكون لها معنى؛ إن لم نحقق إنجازاً في مجال حرية المرأة”.
واستطردت إلهام: إن “شعار، المرأة، الحياة، الحرية” شعار فلسفي عميق، وعلينا التعمق فيه وتنظيم النساء ضمن إطار هذا الشعار مهم جداً، تُقتل النساء أكثر من أي فئة أخرى سواء أكان معنوياً أو جسدياً، لذلكِ من الضروري أن تلعب المرأة دورها في رسم الخطط المستقبلية، وهذا يحتاج إلى تماسك صفوف المرأة أولاً والمجتمع ثانياً، محبة النساء ودعم ومساعدة بعضهن، مهم جداً كخطوة أولى، للانطلاق إلى عمل مؤسساتي، وتنظيمي أكثر بين النساء، باعتبار أنه يقع على عاتقهن إنقاذ سوريا من الكارثة، التي تمر فيها وإنقاذ المجتمع السوري”.
واختتمت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد حديثها: “المطلوب من النساء؛ هو وضع خطة للسلام والديمقراطية، وأن يجتمعن للتفكير مع بعضهن، للاتفاق على النقاط، التي لم يتفق فيها الذكور حتى الآن، وتعميق نضالهن أكثر، والاهتمام بكل امرأة أينما كانت وجذبها للتنظيم النسائي؛ لإنقاذ سوريا كاملة من الكارثة التي تعاني منها”.[1]