وكالات.[1]
اجتمع 12 فناناً تشكيلياً كردياً أمام البرلمان الألماني في برلين مصطحبين معهم ألوانهم وريشهم الفنية لرسم لوحتين جداريتين عن العدوان التركي وتهجيره لسكان المناطق الكردية في سوريا، وممارسة الانتهاكات بحق المدنيين، الذين بدأوا بالنزوح منها على دفعات.
يحاول هؤلاء الفنانين رسم جداريتين فنيتين حول عمليات الهجرة والتهجير للمدنيين من سكان تلك المناطق، واستخدام ألوان ترمز إلى الدم والحرب والسواد الذي يمارسه الطرف التركي من خلال قواته والفصائل السورية المتحالفة معه، على السكان الأصليين في المنطقة.
اختار الفنانون هذه الفكرة، لأنها تعبّر عن سلمية المدنيين في المنطقة ومدى العنف الذي يعانون منه، بطريقة إبداعية وفنية راقية، كما يقول أحد المشاركين في ذلك النشاط، وهو الفنان التشكيلي السوري، خضر عبدالكريم، وهو أحد أعضاء المركز الكردي للدراسات القانونية (ياسا)، يقول خضر: “بعد أن قام الجيش الاحتلال التركي ومرتزقته ممن يطلقون على أنفسهم بالجيش الوطني السوري، باحتلال عفرين، وتهجير ما يقارب نصف سكانها وخلق تغيير ديموغرافي، أعلنوا حربهم تحت مسمى نبع السلام وأعلنوا حربهم من جديد”.
ويضيف خضر عبد الكريم: “منذ ما يقارب الشهر بدأت تلك القوات بقصف مدينتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض/ كري سبي، وقد نزح بهذا القصف أكثر من 300 ألف مدني باتجاه مدينة الحسكة وتل تمر وقراها وريفها، دون أن يكون هناك أي اهتمام بمصير المدنيين، نتيجة ذلك العدوان على القرى والمناطق المدنية”.
وعن أهمية مثل هذه النشاطات يقول: “منذ بداية العدوان التركي في سوريا، قمنا نحن كنشطاء مدنيين وحقوقيين وفنانين، بمجموعة من الاعتصامات والمظاهرات أمام السفارات المعنيّة ومقر الأمم المتحدة وبرلمانات المقاطعات، واليوم كان لنا نشاط مختلف أمام البرلمان الألماني في برلين، فقد تجمعنا نحن 12 فنان وفنانة كرد تشكيليين من مختلف مدن ألمانيا، لرسم جداريتين تعبران عن النزوح والحرب الهمجية الشعواء التي يقوم بها الاحتلال التركي ضد سكان مدننا، وتهجيرهم من منازلهم واحتلالها، ناهيك عن القصف بالأسلحة المحرّمة دولياً”.
كما يؤكد الفنان التشكيلي خضر عبدالكريم: “بالتوازي مع النشاط الفني، قمنا بتسليم رسالة احتجاجية إلى البرلمان، طالبنا فيها بالضغط على الحكومة الألمانية ومن خلال الاتحاد الأوروبي للتدخل فوراً لأجل إيقاف هذه الحرب والاحتلال التركي لجزء من الأراضي السورية”.
وطالب الفنانون التشكيليون في رسالتهم إلى البرلمان الألماني، بالضغط على حكومة السيدة ميركل للكف عن تزويد حكومة أردوغان بجميع أنواع الأسلحة الألمانية، التي تستخدم في الإبادة الجماعية ضد الكرد والأقليات القومية والدينية الأخرى، ولكي لا تكون ألمانيا شريكة في العدوان الغاشم، حيث هي أيضاً عانت قبل الآن ويلات الحروب.
كما تطرقت الرسالة إلى ممارسة: “الجيش التركي المتطرف وبتوجيهات رئيسها أردوغان وبمساعدة مرتزقتهم ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني، التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي بحق السكان الأصليين من الكرد والآشوريين والسريان والأرمن والإيزيديين والمسيحيين في شمال شرق سوريا، وهي تعتبر جريمة حرب وفق المادة 7/د من قانون نظام روما الأساسي في محكمة الجنايات الدولية، وأيضاً بموجب المادة 49 من اتفاقية جنيف عام 1949”.
في حين أكدت الرسالة أن تركيا تحاول إعادة إحياء وإنتاج تنظيم داعش الإرهابي، تحت مسميات مختلفة، بنفس الوقت التي تقوم فيه بابتزاز أوروبا بورقة اللاجئين السوريين لإسكات العالم.
انتهت الورشة الفنية، بعد أن انتهى الفنانون التشكيليون من رسم جداريتين تعبران عن تهجير تلك العوائل من النساء والأطفال بحجة نشر الحرية والديمقراطية في المنطقة، وبعد أن تجمهر العديد من الألمان مستفسرين عن الفكرة من وراء تلك الألوان والرموز والأشخاص.