عبدالخالق الفلاح/ ان المرأة الفيلية هي تلك الاقحوانة الرائعة القوية المناضلة التي كانت وما تزال لها الدور الواضح في المجتمع فهي التي تقف وتساند الرجل في اغلب مفاصل الحياة وكانت صاحبة النصیب الاكبر في المظلومیة التي لحقت بھذا المكون، في فقدھا للابناء والازواج والتھجیر ومرت علیھا مشاھد مؤلمة حین رماھا النظام السابق على الحدود مع اطفالھا في البرد القارس وبین حقول الالغام، وھذه معاناة لا تعوض بثمن. ، لكن السؤال: هل ستشارك هذه الاقحوانة الرائعة في العملية السياسية ؟ وهل ستساهم في التغيير؟
ان الصراعات السياسية والحزبية الضيقة في المرحلة السابقة التي لن تنطوي صفحاتها بالم ينبغي تجاوزها ويحل محلها الوفاء بالعهود وانجاز الممكن منها وخاصة بالنسبة للسياسيين،وتطبيق مفهوم خدمة الناس، ومسؤولية الطبقة السياسية الوفاء لمنطق التعاقد،لان مهما يكون فأن للسياسة أخلاق، واستحقاق في عالم القيم، وان منطق التنازل للوطن في القضايا الكبرى، هو الذي ينبغي أن يكون سائدا ويرافقه في ذلك الكف عن التحدث بلغة الخسارة، لأن الرابح الأكبر هو الوطن والمواطن البسيط، وبالتالي لا الأغلبية يجب أن تهيمن ولا الأقلية يحق لها أن تحتكر المشهد وتمارس ابتزازا ولا حتى مساومة بعيدة عن منطق ميزان القوى الحقيقي والديمقراطي على الارض. وجدير بمكونات الطبقة السياسية في مجملها العمل على تفادي النظر الى العملية السياسية من زاوية التنافس الرابح والخاسر، وذلك لكون الفعل السياسي المسؤول يقوم على تقديم الخدمة العمومية للناس والفداء والتضحية بالمصلحة الشخصية والطائفية والحزبية، من أجل المصلحة العامة للمكون الفيلي ، بينما واقع الحال الذي يؤطر المجال السياسي والعمومي لن يؤدي إلإ للتفكك وتردي الاوضاع اكثر من السابق من الجوانب المختلفة وبعد أن فقدنا الثقة في الفترة السياسية السابقة بجل الوجوه المشاركة سوى النفر المتفاني النزير الذي يضحي من رجال العهد والوفاء . فاليوم يأتي دور المراة الفيلية الانسانة الصبورة الواعية خاصة والتي نالت الظيم الاكبر لتشارك الرجل في عملية الاصلاح وأن تَعمد الى تغيير واقع حال المجتمع فمشاركة المرأة الفيلية مسؤولية مهم جداً الى جانب الجماهير ولها الدور الكبير في تغيير الواقع، لكن على العكس عندما تعتكف المرأة وتمتنع عن المشاركة فإنها بيدها تسلم الجزء الأكبر من حقوقها وتساهم في نيل الفاسدين رغباتهم وقد تشاركهم في عملهم المضاد للمكون لان الجلوس على التل والاعتكاف عن المساهمة الجادة لا يحل مشاكلها ومشاكل المكون الفيلي بل يضاعف من صعوبتها. فعليها التحرك والمشاركة بفاعلية في الحراك المصيري في كل المناسبات بكل جد والابتعاد عن الانعزال .وهناك نقف عاجزين للانجازات الكبيرة التي تحققت بفضل جهود البعض من الاخوات في احتضان الصدق والود والوفاء والمحبة والتفكير بالنظرة المستقبلية القائمة على اساس حضاري تؤسس على فكرة عدم القبول باستمرار معاناتها من ابسط عناصر الحياة والحقوق ، وتطالب بالحرية ليس فقط للمرأَة الفيلية انما للشعب العراقي كله تحية والف تحية لجهودهم في العطاء بصمت .[1]