تحدث الأستاذ الدكتور محسن عبدالحميد، الرئيس السابق للحزب الإسلامي العراقي، في برنامج (بَنجة مور = بصمة) اعن نظرة الإخوان المسلمين وموقفهم من حزب البعث، كما يتحدث عن مصر ما بعد جمال عبدالناصر، ثورة أيلول واتفاقية 11 آذار، ومواقف الإخوان المسلمين في العراق من حقوق الكورد....
تحدث الأستاذ الدكتور محسن عبدالحميد، الرئيس السابق للحزب الإسلامي العراقي، في برنامج (بَنجة مور = بصمة) الذي يعرض على شاشة تلفزيون رووداو، عن نظرة الإخوان المسلمين وموقفهم من حزب البعث، كما يتحدث عن مصر ما بعد جمال عبدالناصر، ثورة أيلول واتفاقية 11 آذار، ومواقف الإخوان المسلمين في العراق من حقوق الكورد.
وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: كيف كانت شخصية عبدالسلام عارف؟ خاصة وأنه كان مقرباً جداً إلى الناصريين...
د. محسن عبدالحميد: كان ينتمي إلى عائلة ديّنية، كان والده إمام جامع. لم يكن شخصاً متزناً. كان ناصرياً قومياً، لهذا لم يستطع الصمود، وسقط من البداية. كان عبدالكريم قاسم أقوى منه بكثير، وأكثر منه ثقافة، كما كان ذا شخصية قوية. كانت له علاقات مع عدنان رانية، من الإخوان، كانا عديلين. أخبر عدنان، قبل انقلاب 14 تموز، بأن يدعو الإخوان للمشاركة في الثورة، لكن عدنان لم يفعل، وهذا ما أغضب عبدالسلام عليه.
رووداو: كانت لك زيارات كثيرة إلى مصر، ماذا كان موقف عبدالناصر من الكورد؟
د. محسن عبدالحميد: كنت في القاهرة مع فؤاد معصوم، الذي استحصل من عبدالناصر موافقته على إنشاء محطة إذاعة من قبلنا، ولما عاد ملا مصطفى من الاتحاد السوفييتي، زاره، ويبدو أنه كان يكن عطفاً للكورد وله علاقة معهم.
رووداو: سافرتم إلى تركيا عن طريق سوريا، هل كانت جولة سياحية أم مهمة حزبية؟
د. محسن عبدالحميد: طلبت قيادة الإخوان في بغداد، مني ومن المهندس أورهان محمد علي السفر إلى إسطنبول. كان هناك كاتب وشاعر كبير. اسمه نجيب فاضل، كان هذا بمثابة أخ لمصطفى كمال أتاتورك، وكان يدخل عليه بلا استئذان. لكنه انضم في ما بعد إلى الإسلاميين وزج به في السجن. قلنا إن بإمكان هذا الشخص أن يؤلف كتاباً عن أتاتورك. ذهبنا إليه وقلنا له إن العالم العربي يعتقد أن أتاتورك كان بطلاً عظيماً، لكنه كان يعادي الإسلام، ودمر الإسلام في تركيا. نريد أن تكتب كتاباً عن أتاتورك، فكان أن ألف الكتاب في ما بعد.
رووداو: وهل كشف في كتابه عن أي من أسرار أتاتورك؟
د. محسن عبدالحميد: نعم. كان معه جميع أسرار أتاتورك، وبعد أربع سنوات، أعلمنا بأنه سيأتي إلى بغداد، وجاء إلى بغداد في العام 1972، واستقبلناه في المطار. كان عنوان الكتاب بالتركية (بوت أدام) والذي يعني (الرجل الصنم)، فانتشر في العالم العربي وأظن أنه أعيد طبعه عشر مرات حتى الآن.
رووداو: ألم يتورط في مشاكل بتركيا؟
د. محسن عبدالحميد: لا، لأنه نشر الكتاب باسم مستعار لضابط تركي سابق. تحدثت عن ذلك لبعض الأصدقاء في تركيا. جاءتني مجلة تركية تاريخية كبرى، وقالوا لي سمعنا أن هذا الكتاب من تأليف نجيب فاضل؟ فأخبرتهم بكل شيء، لأن مترجم الكتاب قال اكشف كل شيء بعدي.
رووداو: وهل قرأت الكتاب؟
د. محسن عبدالحميد: نعم، قرأته ثلاث مرات.
رووداو: وهل يتحدث عن موقف أتاتورك من الكورد؟
د. محسن عبدالحميد: يتحدث فقط عن انقلابات تركيا. إنه كتاب هام جداً، وقد قرأه شخص مثل الدكتور علي الوردي، وقال إن رأيي في أتاتورك تغير 100%، فقد كنت أحبه قبل ذلك وأراه بطلاً. أما بخصوص الكورد، فموقفه معروف، كان قد منع في حياته أن يقال بأن هناك كورداً في تركيا.
رووداو: تحدثتم عن اجتماعات للماسونية في جامع مولانا جلال الدين الرومي بدمشق...
د. محسن عبدالحميد: كلا، كان ذلك في قونيا بتركيا، وفي العام 1968، أنا رأيتهم مجتمعين، وسألت ما هذا؟ فأخبروني بأني ماسونيي العالم يجتمعون هنا سنوياً. لأنه يقال بأن مولانا جلال الدين من أصحاب وحدة الوجود، والذي لا يفهم وحدة الوجود هذه يظن أنها إنكار لكل الأديان. الأمر ليس كذلك، لكنهم يستغلون هذا. أنا رأيت هذا بنفسي في العام 1968، ولا أعلم إن كانوا مازالوا هناك الآن أم لا.
رووداو: طيب، ألا يعني هذا أن أن الماسونيين يريدون إنشاء علاقات مع الإسلاميين؟
د. محسن عبدالحميد: من المعروف الثابت أن الماسونية واحدة من المجاميع السرية للزعامة اليهودية العالمية. هؤلاء لا يقبلون أحداً غير رؤساء الدول، كبار الكتاب، كبار الصحفيين، المؤلفين الكبار الذين يمكن أن يخدموهم، وبهذه الطريقة يسيطرون على العالم.
رووداو: عندما سافرت إلى تركيا، هل كان ثم وجود للإخوان المسليمن هناك؟
د. محسن عبدالحميد: لا، ولا أظن أن لهم وجوداً هناك إلى الآن. لكنهم كانوا متأثرين بالإخوان. كان بعض أدبيات الإخوان قد تُرجم إلى اللغة التركية.
رووداو: وماذا عن حزب العدالة والتنمية؟
د. محسن عبدالحميد: ربما يقرأون بعض أدبيات الإخوان، لكنهم ليسوا من الإخوان، لا. لأنه لا يجوز وفقاً للدستور هناك تأسيس تنظيم باسم الإسلام والشريعة.
رووداو: عندما تتحدثون عن البعثيين، تقولون إن الذين أسسوا حزب البعث كانوا من الدروز والمسيحيين والنصيريين. هل النصيريون هم الشيعة الذين انحرفوا عن الإسلام؟
د. محسن عبدالحميد: كان أولئك يريدون أن يتولوا الحكم، ولكنهم كانوا قلة عددية، فمثلاً كان النصيريون يشكلون 6% فقط. فانضموا إلى البعث، وشيئاً فشيئاً سيطروا عليه. طبعاً، تلقوا الكثير من المساعدة من الفرنسيين.
رووداو: وماذا عن المسيحيين؟
د. محسن عبدالحميد: المسيحيون كانوا ميشيل عفلق وإلياس فرح فقط.
رووداو: لكن حزب البعث إلى جانب خطابه القومي، كان يفيد من الإسلام أيضاً...
د. محسن عبدالحميد: إسلام منحرف في الفترة الأخيرة. عندما رأى صدام إيران تذكر القرآن كثيراً خلال الحرب، قال ولماذا لا أفعل نفس الشيء.
رووداو: جمد الإخوان المسلمون نشاطهم في العراق في العام 1971، لماذا؟
د. محسن عبدالحميد: لأنه تم اعتقال قيادات الإخوان، وتعرضوا للكثير من التعذيب. كان أحمد حسن البكر عديل أحد قادة الإخوان في تكريت. ذهب إليه وأطلق سراحه. عبدالكريم زيدان مرشد الإخوان حينها، كان عالماً جليلاً، وقال: البعثيون هم أكبر أعدائنا، وقد يوجهون إلينا ضربة قوية، لهذا أوقف العمل التنظيمي وقال: ليذهب المسلم إلى المسجد وليدع إلى الإسلام. لكن العلاقات بينهم استمرت. ثم عدنا إلى العمل التنظيمي في العام 1996، وكانت لنا تنظيمات في 16 مكاناً.
رووداو: ماذا كان موقف الإخوان، خاصة الكورد منهم، من بيان 11 آذار 1970؟
د. محسن عبدالحميد: كان الإخوان معه، وقد زاروا ملا مصطفى وعبروا عن مساندتهم إياه، لأن البيان أدى إلى توقف القتال.
رووداو: كانت لكم زيارة أخرى إلى مصر، لكنكم تعرضتم للاعتقال هذه المرة، لماذا أدخلتم السجن؟
د. محسن عبدالحميد: التقى أحمد حسن البكر، في العام 1970 وأثناء القمة العربية في طرابلس، بجمال عبدالناصر. طلب منه عبدالناصر القبول بمشروع وزير الخارجية الأمريكي المعروف بمشروع روجرز. فنهض أحمد حسن البكر من مكانه وشتمه وقال له أنت عميل لليهود. ثم نشر الإعلام المصري خبراً مفاده أن العراق قام بطرد ستين مصرياً، وهم في سفوان وقد ماتوا جوعاً، ورداً على ذلك سعوا إلى اعتقال ستين طالباً عراقياً في القاهرة. حصلوا على ثمانية وخمسين فقط وكانوا من الطلبة البعثيين، وبقي اثنان لتكملة العدد المطلوب، ولما كانوا يعتبرون الإخوان أعداء لهم، اعتقلوني أنا والدكتور حازم. وعندما جاء (حسن أبو باشا) إلى المعتقل، سأله أحدهم لماذا جئتم بنا إلى هاهنا؟ فأجاب: أنتم بعثيون. فقلت: أنا لست بعثياً، أنا كوردي ولا يمكن أن يكون الكوردي بعثياً. كما أني أرفض مبادئ البعث. لكن ذلك لم ينفع، ومكثنا في السجن ستة وأربعين يوماً. بعد ذلك أضرب الطلبة عن الطعام، وبعد ثلاثة أيام نقلونا إلى المطار وتم ترحيلنا إلى العراق.
رووداو: كيف كانت أوضاع السجون هناك، وهل كنت ترى الإخوان؟
د. محسن عبدالحميد: كان سيئاً جداً، ذات ليلة أصابني مغص بسبب رداءة الطعام، ورغم أننا نادينا عليهم كثيراً، لم يفتحوا الباب. كان معنا شخص اسمه (عزيز القاضي)، كان مدير شرطة في بغداد، جاء لدراسة الدكتوراه في مجال الجنايات. قال لنا احملوا الكراسي واضربوا بها الباب دفعة واحدة، فكانت ضجة كبرى، وتعالت الأصوات في كل القاعات، فاضطروا للاتصال بوزير الداخلية الذي أيقظ عبدالناصر من النوم، فقال افتحوا لهم الأبواب. في الصباح، شاهدت ضابطاً قال لو مات ألف شخص هنا لا تُفتح الأبواب، لأن لهذا السجن ثلاثة أبواب، ويجب أن يضع خمسة ضباط تواقيعهم مع غلق كل باب، وتودع المفاتيح في خزانة في منزل مدير السجن. خشينا أن تموت وتتسبب في المزيد من التدهور في العلاقات بين العراق ومصر.
رووداو: عدتم إلى مصر مرة أخرى للدراسة، هل كان ذلك في عهد أنور السادات؟
د. محسن عبدالحميد: كنت أستمع إلى المذياع في واحدة من الليالي، وكان السادات يتحدث، كان ذلك في العام 1971. قال: جئت لأعيد الحقوق إلى أصحاب الحقوق، فقررت كتابة رسالة إليه، كتبت فيها: إن كنت صادقاً، فأنا شخص بُخس حقه، وبقي أمامي سنة لإكمال دراسة الدكتوراه. كما لا يُسمح لي بالتواصل مع أي مصري، وأريد أن أعود الآن إلى مصر. كان أحد أصدقائي مسافراً إلى مصر، فبعثت الرسالة معه وقلت خذها إلى بريد العقبة، فمن هناك تذهب إلى القصر الجمهوري. بعدها بخمسة وعشرين يوماً تلقيت اتصالاً هاتفياً من السفارة المصرية في بغداد، وأبلغوني بأن رئيس الجمهورية قرر رفع الحظر عنك وبإمكانك العودة إلى مصر وإكمال دراستك.
رووداو: تحسنت علاقات أنور السادات مع الإخوان، وسرحهم من السجون، ما سبب ذلك.
د. محسن عبدالحميد: كانت زوجته. قالت زوجته في برنامج شاهد على العصر مع أحمد منصور: كنت أحب الإخوان كثيراً في شبابي، وكنت أجمع لهم المال، وكانت للسادات علاقات سابقة مع الإخوان، لكنه لم ينضم إلى تنظيماتهم. في العام 1974، أطلق سراح جميع الإخوان، حتى حسن البنا. قال لهم سأطلق سراحكم فاذهبوا وباشروا دعوتكم، لكني سأضربكم إن اقتربتم من السياسة. كان السادات يخشى الإخوان، وقبل أن يقتل بأسبوعين أو ثلاثة، اعتقل عدداً كبيراً منهم، ومن بينهم مرشد الإخوان.
رووداو: هل كان الإخوان متفرقين في تيارات؟
د. محسن عبدالحميد: لا، لم يكن هؤلاء يبقون، لأنهم كانوا يُطردون.
رووداو: لكن يُقال إن إخوان العراق، كان منهم تيار زيداني وتيار صوافي؟
د. محسن عبدالحميد: لا، قبل أن يصبح عبدالكريم زيدان مرشد الإخوان، كان البعض يدعم الصواف، ولما لم يعد الصواف، تم انتخاب زيدان. كان الصواف شخصية جماهيرية، أما زيدان فكان حزبياً صامتاً إلى حد بعيد، لدرجة أنه لم يكن يحب أن يقول عنه أحدهم إنه إخواني.
رووداو: ماذا كان رأي الإخوان في الجبهة الوطنية التي شكلها الشيوعيون والبعثيون؟
د. محسن عبدالحميد: لم تتعاون قيادة الإخوان في أي وقت مع الشيوعيين والبعثيين. كانت أهدافهم مختلفة عن أهدافنا، لذا لم نكن نقف ضدهم كما لم نكن نؤيدهم.
رووداو: في العام 1974، ساءت العلاقات مجدداً بين الكورد والنظام واستؤنفت الثورة. انضم عدد كبير من علماء الدين والطلبة والناس إلى الثورة، هل التحق أي من الإخوان المسلمين بالثورة؟
د. محسن عبدالحميد: نعم، التحق بعض الإخوانيين الكورد والعرب بالثورة.
رووداو: عند تجميد نشاط الإخوان في العراق، أي منصب كنت تشغل؟
د. محسن عبدالحميد: كنت أدنى بدرجة واحدة من عضوية القيادة.
رووداو: ما هو رأي الإخوان المسلمين من حقوق الكورد؟
د. محسن عبدالحميد: ليس لدى الإخوان مشكلة مع الفدرالية. حتى أن مرشد الإخوان، أسامة التكريتي، قالها في عدة مجالس، لتعد كركوك إلى كوردستان، لا مشكلة. أما موقفي فكان واضحاً في مؤتمر صلاح الدين حيث دعوت إلى الفدرالية بنفسي.
رووداو: بماذا كنت منشغلاً خلال الفترة 1975-1980؟
د. محسن عبدالحميد: كنت في الغالب منكباً على القراءة والتأليف، إلى جانب التدريس في الجامعة.
رووداو: وكنت بعيداً عن العمل السياسي والتنظيمي؟
د. محسن عبدالحميد: لا، فحينها كنت مستقلاً.
رووداو: بعد العام 1975، كان البعثيون يريدون أن يكون الكل بعثياً، كيف حافظتم على موقفكم ولم تنتموا إلى البعث؟
د. محسن عبدالحميد: لم يتقدم إلي أحد ليطلب من الانتماء إلى البعث، لأنهم كانوا يعرفون ما أنا. كانوا يعرفون أني منشغل باستمرار بالخطب والندوات، كما كانوا يعرفون أني كوردي.
رووداو: لكنكم لم تكونوا أيضاً تعادون حزب البعث جهاراً!
د. محسن عبدالحميد: لم أكن أستطيع ذلك. ومن كان يستطيعه؟ سُئل أحد أساتذتنا سؤالاً فذكر عفلقاً، وتعرض بسبب ذلك إلى الطرد من الجامعة.
رووداو: قامت ثورة الشعب الإيراني في العام 1979، ماذا كانت نظرة الإخوانيين إلى تلك الثورة؟
د. محسن عبدالحميد: للوهلة الأولى، عندما قامت الثورة، فرح بها العالم الإسلامي كثيراً. لكن، تبين في ما بعد أنها ليست إسلامية، بل طائفية، وعندما يتحدثون عن تصدير الثورة الإسلامية فإنهم يقصدون بذلك تشييع الناس. فابتعد عنهم الإسلاميون شيئاً فشيئاً.
رووداو: لكنكم أيدتموها أول الأمر!
د. محسن عبدالحميد: بلى هو كذلك. تم تشكيل وفد من جميع المنظمات الإسلامية في العالم وذهب لتهنئة الخميني. فظن الأخير أنهم جاؤوا يبايعونه، وعندما عرف أن ذلك ليس سبب الزيارة، تغير موقفه تماماً.
رووداو: هل ارتبط الإخوان بعلاقات مع أي من التنظيمات الإسلامية الشيعية؟
د. محسن عبدالحميد: نعم. أراد الإخوان المسلمون التقرب إلى تلك التنظيمات منذ البدء واتخاذ موقف موحد معها ضد الغرب، لكن تبين في ما بعد أن الأمر لن ينجح. في العام 1959، عندما كانت للشيوعيين اليد الطولى في العراق، كانت للشيخ أمجد الزهاوي والصواف زيارات متكررة إلى المراجع الدينية الشيعية، ومنهم محسن الحكيم. كان ذلك في سبيل توحيد مسلمي العراق، لأننا كنّا يومها في مواجهة خطر الشيوعية والاتحاد السوفييتي. كان ثم نوع من التعاون حينها، حتى أن الحزب الإسلامي عند تأسيسه كان يضم بعض العناصر الشيعية.
رووداو: لكنكم تعتبرون الثورة الإسلامية الإيرانية أيضاً دسيسة غربية وصهيونية؟
د. محسن عبدالحميد: لسنا وحدنا، هناك آخرون خارج دائرة الإخوان يرون نفس هذا الرأي. الإخوان، ولكونهم مسلمين ولكي لا يُقال إنهم قوميون أو عنصريون، لم يتناولوا هذا الموضوع كثيراً.
رووداو: وما رأيك أنت في هذا؟
د. محسن عبدالحميد: لم أدرس هذه المسألة.
رووداو: لماذا اندلعت الحرب بين إيران والعراق؟
د. محسن عبدالحميد: رفض أحمد حسن البكر الهجوم على إيران. قال إنهم يضربوننا على الحدود، ونضربهم نحن أيضاً. لكن صدّاماً والبعثيين لم يكونوا يفكرون بتلك الطريقة وكانوا يقولون إن لم نأكلهم أكلونا! سيفترسوننا ذات ليلة. كانوا خائفين جداً. خاصة بعدما قال الخميني حين عودته في الطائرة: تجب إزاحة الحكام العرب الظالمين. سألت خمسة من قادة الفرق، هل كان الهجوم على إيران ضرورياً، أجابوا جميعاً أنه لم يكن ضرورياً بأي شكل. قال بعضهم إننا دخلنا الأراضي الإيرانية إلى عمق 160 كيلومتراً بدون أن نلقى جندياً أمامنا. لأنهم كانوا قد قضوا على جيشهم القديم ويعملون على تشكيل واحد جديد.
رووداو: ماذا كان السبب الرئيس للحرب؟
د. محسن عبدالحميد: كان هناك حكم قومي في العراق، وعاش الخميني في النجف ثلاثة عشر عاماً. كان هؤلاء يعرفون ماذا اقترفوا بحق الشيعة، ولهذا كانوا يتوقعون من الخميني مهاجمة العراق. كان نصف قيادة البعث في صف البكر ويعارض الحرب. فاتهمهم صدام حسين بأنهم متواطئون مع حافظ الأسد، وأعدمهم الحياة جميعاً. كان لإيران أيضاً يد في اندلاع تلك الحرب، حيث طالبت بإعادة النظر في اتفاقية 1975، فرفض العراق، ولهذا بدأت المعارك على الحدود. الأمر الثاني، هو أنه عندما وجه صدام والبكر برقيات إلى الخميني، جاء رد الأخير مذيلاً بعبارة والسلام على من اتبع الهدى، وهذا يعبر عن اعتباره إياهم نصارى أو يهوداً. أسخطهم ذلك، ورغم ذلك قال البكر: لا تثيروا هذه الحرب. [1]