المعارك التي تجري في #سري كاني# هي معارك وجود او فناء، لأن ما يحدث في هذه المدينة الكردية هو ما خطط له في دولة اقليمية تدعي انها جارة لبلادنا وانها حاضنة لقضيتنا بينما لنا اشقاء وابناء عمومة في كردستانهم #( شمالي كردستان#) وهم محرومون من أبسط حقوقهم القومية، لذلك علينا التنبه الى هذه الممارسات التي تدخل الى مدينة سري كاني هي المؤامرة تستهدف افراغ المناطق الكردية من سكانها الاصلاء بغية تحويل اقليم كردستان سوريا من قضية ارض وشعب الى قضية أرض بلا شعب .
ما يحدث ويتم تكراره لاكثر من مرة من دخول الكتائب الارهابية المسلحة المجهولة الهوية في مناطقنا الكردية وخاصة سري كانية كثاني اكبر مدينة في الجزيرة الكردية هو سيناريو مقيد بات واضح وفاضح جدا، لما الت اليه الاوضاع المدنية والحياتية في هذه المدينة من نزوح جماعي للسكان الآمنيين ولا يخفى على أي أحد ان هذه المدينة كسائر المدن الكردية الاخرى قد باتت مظلة أمنة وحاضنة لاولئك المهجريين القسريين من المحافظات السورية الأخرى الساخنة مثل ادلب وحما وحمص .
اولى نوايا هذه الكتائب الذي تتحرك كدوما بأيادي تركية هي تغيير الواقع الديموغرافي لكردستان سوريا وثانيها الاستيلاء عنوة على أبار النفط في منطقة رميلان النفطية، وبالتالي احتكار الاقتصاد السوري في يدها لصالح أحلام الدولة العثمانية ومن ثم خلق فوضى عارمة بين السكان الامنيين وهم الكرد الشرفاء الأصليين في الحراك الثوري منذ ان بدأت الثورة السورية في أسابيعها الاولى وكان امتيازا كرديا ان تكون الثورة السورية هي ثورة الحرية والكرامة معا .
كردستانيا استطاعت الفصائل الكردية السورية المختلفة من رسم خارطة السياسية جديدة في المنطقة من خلال حفاظها على مناطقها بعد أكثر من عشرين شهرا من عمر الثورة على سلميتها الواضحة ولكن للأسف باتت واضحا للعيان دور الاحزاب الكردستانية الكبرى في تدخلها الفاضح في الشأن الكردي السوري بدات اولها في الاعلام المختلفة التي كان يرفعها المتظاهرون الكرد ومن ثم انشقاق تلك التظاهرات الى اكثر من تجمع نتيجة اختلاف الوان تلك الاعلام ولكن بعد ان اصبح الشعب الكردي على المحك في قضيته الاساسة قضية وجود او لا وجود بات لتلك احزاب نوايا اخرى ربما سلبية او ايجابية في نظرهم او نظرنا .
ولكن ما يهمنا في هذا الحدث الكردستاني الكبير أن هناك احزاب كردستانيهرسمت خارطتها بلا ارادة الشعب الكردي في سوريا ولا أود أن اسمي اي حزب في هذا المضمار الا ان الأتحاد الوطني الكردستاني كحزب رئيس في هذه المعادلة قد وقف بنفس المسافة من جميع الأحزاب والفصائل السياسية واخذ على عاتقه دور الكردايتي وليس الحزبي الضيق دون دعمه الواضح لأي فصيل دون الأخر لأن قضيتنا لا تحتمل دعم فصيل دون أخر لأننا كلنا شركاء في مصير واحد الا وهو الانتصار او خسارة ارضنا وشعبنا معا فنحن في مرحلة حساسة وخطرة جدا يستوجب منا ومن كافة حلفائنا وأشقائنا في الاحزاب الكردستانية الاخرى التنبه لواقعنا المتشابك وعدم جرنا الى اقتتال داخلي (كردي كردي) لأن ما اجمعت عليه القوى الاساسية الكردية في اتفاقية هولير هو سد الباب امام اي اقتتال كردي كردي في ظل ثورة شعبية عارمة خرجت عن مسارها في بعض المناطق السورية و تحولت الى حرب طائفية بأمتياز .[1]