بقلم : #غفور مخموري#
ميلاد YNDK
إن شهر مارس ؛ شهر قدر الكورد بسرائه وضرائه، شهر آذار هو بداية الربيع تتجدد فيه الطبيعة، فالربيع عند الكورد فصل التجدد، لذا نرى أن جزءاً من مناسبات وأفراح الكورد تقع في هذا الشهر، فأعداء الكورد يعرفون جيداً أن الكورد يحاول في الربيع أن يجدد نفسه، كما نرى إنتفض في هذا الشهر شعب كوردستان وسجل انتفاضة ربيع 1991 وحرر معظم المدن والبلدات، فالأعداء الكورد كانوا دائبين على محاولاتهم بتحويل هذا الشهر الكوردي من الأفراح إلى الأتراح، ولهذا وبالذات في هذا الشهر ألحقوا بالكورد مجموعة من الكوارث، كانت قمة هذه المآسي والجرائم قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي في 16/3/1988 الذي أدى إلى إستشهاد أكثر من 5000 مواطن كوردي وجرح وتشريد اللآلاف الآخرين.
إن الإتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني YNDK كمنظمة قومية والتي هي حاملة الرسالة القومية ولدت في هذا الشهر، وهذا يعبر عن أن YNDK تماهت مع أفراح وأتراح أُمتنا، ولدت لكي يطور بالفكر القومي مسرات الأمة وتأخذ العبرة من الأتراح، وتواجه في المستقبل مؤامرات الخصوم والأعداء وتخطو نحو مستقبل مشرق.
كانت كوردستان في غضون سنتي 1994 - 1995 في وضع مترد وحساس ومعقد جداً، إن الحرب غير المرغوبة لأقتتال الأُخوة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني كانت لها إمتدادها، إن تلك الحرب ألحقت ضررا بشرياً وسياسيا وإقتصادياً بالغاً بحركة التحرر الوطني الكوردستاني، وفي الوقت نفسه أثرت سلباً على سمعة الكورد على المستوين الداخلي والخارجي وعرضت كثيراً من الناس إلى خيبة الأمل والقلق، فخلقت فراغاً سياسياً في الساحة الكوردستانية، فها في هذا الوقت نحن مجموعة من شخصيات حماة الوطن والقومية إنطلاقاً من الشعور بالمسؤولية القومية والوطنية لقطع الطريق عن الحرب الأهلية وسد هذا الفراغ السياسي الذي خلق نتيجة للحرب الداخلية، في نفس الوقت لكي نمنح شعب كوردستان أملاً بتحوله من خيبة الأمل إلى التمسك بالأمل والتفاؤل، بعد سلسلة من الإجتماعات والمشاورات فيما بيننا توصلنا إلى الإعتقاد بأن نؤسس تنظيماً قومياً ووطنياً، الأمر الذي حدا بنا أن نتخذ قراراً في أيام 17 و 18 و 19 من الشهر الثالث عام 1995 بعقد مؤتمر لتأسيس الإتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني YNDK ، فبعد ثلاثة أيام من مناقشات وشروحات وضع كوردستان السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي وكافة القضايا القومية ووضع ورقة عمل ملائمة لمرحلة العمل والكفاح، قررنا تأسيس YNDK وبعد تكملة الأعمال أعلنا في يوم عيد نوروز ورأس السنة الكوردية في 21 / 3 / 1995 ميلاد YNDK كضرورة موضوعية وتأريخية في وضع هكذا من التعقيد كرد فعل للمرحلة الصعبة من كفاح شعب كوردستان ولدت.
والآن حين نحي ذكرى اليوبيل الفضي لتأسيس YNDK يمر 25 عاماً على تأسيسه وعمره المفعم بالكفاح والتضحيات، ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن كان YNDK كمظمة قومية ووطنية وجماهيرية له الحضور في الساحة السياسية الكوردستانية، فكان مبعث الأمل لمؤيديه القوميين وحماة الوطن والمناضلين، إن YNDK في فترة قصيرة من عمره تمكن أن يثبت وجوده وتأثيره وبفضل عمله القومي المستمر في تقديم الخدمات والعمل من أجل إستقلال كوردستان تمكن من خلق تأثير في القضايا القومية والوطنية، تمكن أن يكون YNDK في مستوى المسؤولية، وبالشرح والقراءة والتنبؤات أن يكشف ويفضح المؤامرات القذرة للمحتلين وأعداء الكورد وكوردستان ويتصدى لهم، في نفس الوقت فإن YNDK منذ بداية تأسيسه أخذ التربية القومية وتآلف الفرد بهويته وأرتباط الفرد الكوردي بالأرض والوطن والتراث كأساس مبدئي، وذلك لكي يبني شخصية الفرد الكوردي على أساس الثقة بالنفس ويواجه الأعداء ومحتلي كوردستان بصلابة، إن الفكر القومي وحماية الوطن ل YNDK أدى أن يظهر YNDK بسرعة فائقة ويكون صاحب موقعه على صعيد كوردستان الكبرى.
عمل ونضال YNDK
إن YNDK كمنظمة قومية ووطنية التي حاملة للفكر القومي والإستقلالية في الساحة السياسية الكوردستانية، تمكنت أن تثبت وجودها الفاعل وتصبح هي قوة محسوبة، فYNDK وقف دائما بموقفه القومي والوطني ضد محاولات ومؤامرات المحتلين والخصوم، كان له في أية حادثة والمستجد السياسي موقف كوردي حيث تمكن بكثير من الصراحة والجرأة أن يطرح موقفه.
لاشك لم يكن عمل وكفاح YNDK دون صعوبة ودون التضحيات، جرت ليلة 20 على 21/10/1995 محاولة إغتيال غفور مخموري السكرتير العام لYNDK وجرح بشدة جداً، في يوم 31/5/2000 أُغتيل الرفيق (سربست محمود عضو المكتب السياسي ل YNDK ورئيس تحرير جريدة ميديا) من قبل يد مجهولة وقذرة وسفاحة في هولير، كان الشهيد سربست محمود أحد مؤسسي YNDK وكان له دور ملموس في العمل والكفاح في المجال السياسي والننظيمي والإعلامي، إن فقدان الشهيد سربست محمود ألحق ضرراً فادحاً ب YNDK وكذلك إنجراح غفور مخموري بعد محاولة إغتياله، هذا أيضاً أثر إلى حد كبير على عمل وكفاح YNDK ، لأن غفور مخموري ظل في المشفى أكثر من سنتين وأخذ العلاج، إن هذه المؤامرات أثرت على عمل وكفاح YNDK ، لكن لم تفتر حماسنا بل أصبحت عاملاً أن نواصل أكثر من السابق تطوير وتعزيز عملنا وكفاحنا.
نرى من الضروري ولو كان بإيجاز أُلقاء الضوء على عمل وكفاح YNDK خلال 25 عاماً من عمله وكفاحه :
على المستوى التنظيمي :
في الفترة السابقة إضافة إلى قلة الإمكانيات المادية لYNDK تمكن بعمله وكفاحه إيصال تنظيماته إلى معظم الأكثر من مدن وبلدات وقرى كوردستان ويصبح صاحب موقع جماهيري واسع، كذلك تمكن أن ينتعش في صفوف الطلبة والنساء والشباب، لكن مع ذلك ليست تنظیماتنا بمستوى طموحنا ومطلبنا أكثر من ذلك، لذا ينبغي أن نعمل أكثر وننظم العناصر القومية والوطنية في صفوفنا وبأسلوب أكثر نشاطاً نوجه عملهم و كفاحهم، لأجل هذا الغرض صغنا ورقة عمل عصري ملائم.
على مستوى العلاقات :
إن YNDK كقوة قومية ووطنية في فترة عمله وكفاحه، تمكن أن يكوّن علاقة أخوية ونضالية مشتركة مع معظم الأكثرية الكاثرة من القوى والجهات السياسية والأوساط الثقافية والشخصيات الثقافية والوطنية في الأجزاء الأربعة من كوردستان وكورد لبنان والأُردن وفلسطين والسودان وكورد آسيا الوسطى والجاليات الكوردية خارج البلاد، وكان دائماً حاضراً في معترك االمساعي لتطوير تلك العلاقات من أجل خدمة قضية أُمتنا المشروعة وكافة شعب كوردستان أكثر، علاوة على تلك العلاقة تمكنا أن نخلق الكفاح المشترك والصداقية مع كثير من القوى والأوساط السياسية والبرلمانية من جزء من البلدان العربية والبلدان الأوروبية، كذلك تمكنا خلال الماضي مشاركة عشرات المؤتمرات والكونفرانسات السياسية الهامة في البلدان العربية والبلدان الأوروبية ونبلغ تلك الأوساط رسالة الإستقلال، إضافة إلى ماذكر نظمت لنا العديد الندوات والسمينارات الخاصة من قبل الأوساط السياسية والثقافية لجزء من البلدان العربية والأوروبية.
من الناحية الإجتماعية والجماهيرية، ك YNDK لنا علاقة جيدة جداً مع فئات وشرائح المجتمع الكوردستاني والكتاب والصحافيين ومثقفي كوردستان وتتطور علاقاتنا يوماَ بعد يوم نحو الأمام.
نحن ك YNDK نعتز بعلاقاتنا تلك ونحاول تعزيزها وتطويرها مع جميع الجهات أكثر، آملين أن نتمكن في المستقبل القريب التقارب بيننا مع تلك الجهات ونحقق التعاون المتبادل في العمل القومي والوطني والعملي المشترك.
على المستوى الإعلامي :
علاوة على قلة الإمكانيات المادية، فإن YNDK تمكن من الناحية الإعلامية أن يتبلور وينتعش جيداً بشكل ملموس ويكون مع تقادم الأيام في تقدم وإنتعاش، كان إعلام YNDK دائماً في خندق الشعب دافع عن مشاكل الناس وكان في هم ومحاولات لحل مشاكلهم وقضاياهم، إن صحيفة (ميديا) التي كانت جريدة أُسبوعية يصدرها YNDK تمكنت أن تكون إحدى الأفضل الصحف الكوردستانية وكان محل أمل الأشخاص القوميين وحماة الوطن لخلق وإيصال الأفكار والتوجهات الحرة، كذلك كانت لها دور ملموس في نشر الفكر والثقافة القومية والفكر الإستقلالي وتوعية وتربية الفرد الكوردي بالآيديولوجية القومية، الأمر الذى أدى إلى أن تكون (ميديا) صاحبة وزنها وخصوصيتها.
إن (ميديا) التي نشر منها لحد الآن 654 عدداً أصبحت مصدراً هاماً للباحثين حول حرية الصحافة وحرية الفكر في كوردستان، إضافة إلى جريدة ميديا ، فإن موقع YNDKعلى شبكة الإنترنيت ( WWW.YNDK.COM ) هو أيضاُ كا ن له تأثيره ولعب دوراً ملموساً في إيصال وتعريف فكر ومواقف YNDK ، فنستطيع أن نقول كان جسر الإعلام بين داخل وخارج كوردستان لإيصال الفكر والآيديولوجية القومية والفكر الإستقلالي.
حين نتحدث عن إعلام YNDK لايجوز أن ننسى منشوراتنا الأخرى (مجلة سرخوبون ومجلة قرجوغ ونوروز وروژهلات وئازادى قرجوغ وآفيستا)، وكذلك لايجوز أن ننسى دور إذاعة (صوت مخمور)، فهي أيضاً قدمت في مجال عملها خدمات جليلة للفكر والرؤية القومية والإستقلالية وفي حدودها تمكنت أن تصبح منراً حراً لإيصال الحقائق، نحن طلبنا ينصب على أن نوسع بث إذاعتنا هذه أكثر، لكي نقدر إيصال صوتنا على نطاق واسع إلى جميع الجهات.
صحيفة (صوت مخمور) التي هي جريدة شهرية تصدر بتعاون ودعم ورعاية YNDK ، وهي أيضاً قدمت خدمات كثيرة في هذا المجال.
نشد على الأيدي التعبة لجميع السادة والأحبة، الذين عملوا ويواصلون العمل، فنشكر مهمتهم وتعبهم حيث عملوا بشكل مستمر لإبلاغ الرسالة القومية والإستقلالية وتطوير وسائل إعلام YNDK آملين لهم النجاح الأكثر.
YNDK وتجدد النفس الدائم :
إن YNDK كتنظيم جدید وعصري هو دوماً في مراجعة النفس وتجديد النفس، في غضون عمره البالغ 25 عاماً من عمله وكفاحه وحتى الآن عقد خمسة مؤتمرات بهذا الشكل :
1- عقد مؤتمره الأول في أيام 17حتى 19/3/1995 في بلدة عنكاوه القريبة من هولير.
2- عقد مؤتمره الثاني في يوم 5 حتى 7/5 /1996 في مدينة شقلاوه.
3- عقد المؤتمر الثالث في يوم 10 حتى 12/12/1/ 1999في مدينة هولير.
4- عقد المؤتمر الرابع في يومي 10- 11 / 2/ 2002 بمدينة هولير.
5- عقد المؤتمر الخامس في يومي 12- 13/12/2012 بمدينة هولير.
لاشك أن كل مؤتمر من مؤتمرات YNDK كان محطة هامة لمراجعة النفس وتجديد النفس، في مؤتمرات YNDK شرحت وقيّمت القضايا السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية لكوردستان والوضع الإقليمي والدولي وعمل وكفاح YNDK ، وفي ضوء ونتائج مناقشات وتبادل آراء أعضاء المؤتمر بروح ديمقراطية والشعور بالمسؤولية القومية والوطنية صيغت ورقة العمل لعمل وكفاح المستقبل، نتمكن أن نقول إن مؤتمرات YNDK كانت محطة هامة لتجديد نظرة وتأمل YNDK لكامل القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية والإقتصادية والثقافية.
فكر وسياسة YNDK :
إن (الاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني) كمنظمة قومية سياسية جماهيرية وهو اتحاد إختياري للمناضلين والوطنيين الكوردستانيين يجمعهم الفكر والكفاح المشترك من أجل استقلال كوردستان ووحدة أراضيها وحرية شعبها على وفق مسار علمي في مستوى الكفاح الديمقراطي النابع من حق تقرير مصير الشعوب وحقوق الإنسان.
YNDK يعتقد في تأريخ تكوين وازدهار المجتمع البشري فان المشاعر والأفكار القومية هي احدى القوى الفاعلة والمحركة والمنظمة للعلاقات الإجتماعية في المجتمعات البشرية المختلفة فيما بينهم داخلياً وخارجياً أمام احدهم للآخر .
وفي الوقت نفسه فإن الأمة عامل هام في تكوين الامبراطوريات العظمى في التأريخ، وكذلك كونها عاملاً فعالاً لتفكيك تلك الامبراطوريات أثناء الثورات القومية للأمم المستعبدة ضد مصالح الأمم المتنفذة التي حققها على حساب الأمم المستعبدة وحافظت عليها اللإستقلال القومي.
وبالنسبة لنا نحن الكورد حيث أن (الكوردايتي) التي هي الفكر القومي الكوردي نعتبرها أمضى سلاح لمواجهة كافة السياسات الاحتلالية لكوردستان لتجسيد الشخصية الكوردية نجعلها حجر الأساس لتحقيق أهدافنا.
ان الكورد هو أقدم أمة في الشرق الأوسط، هو صاحب لغته وثقافته وتأريخه وأرضه الخاص به، لقد وزعت أرضه في بداية القرن العشرين على الدول الكولونيالية المجاورة عنوة، وفي الأطراف الأربعة يحاول المحتلون (العراق، تركيا، ايران، سوريا) استخدام كافة الأساليب العسكرية والسياسية والنفسية لمسح الطابع القومي وتشويه الشخصية واستئصال الأمة الكوردية وتعريب وتتريك وتفريس شعبها وأرضها، وسلب ونهب ثرواتها الأقتصادية والحضارية والثقافية، ومنع أبسط حقوق الإنسان، ولأجل تغيير هذا الواقع المفروض نحن نقوم ونستمر بالكفاح القومي والوطني.
بإعتقادنا أن كوردستان تجزأت و إحتلت و دون رغبة شعب كوردستان أُلحقت بالبلدان المحتلة، كوردستان كبلاد والتي أُحتلت من قبل البدان الأربع (العراق ، تركيا ، إيران ، سوريا)، فكل واحدة من تلك البلدان لها سياستها ومؤامرة قذرة ضد شعب كوردستان، الأمر الذي مهد السبيل من الناحية السياسية أن يأخذ أي جزء من كوردستان خصوصية، وفي نفس الوقت أن الكورد كأُمة خُلط مع القوميات الثلاث (الترك والفرس والعرب) وهذ أدى إلى أن يقع الكورد كأمة تحت طائلة تأثير ثلاث ثقافات مختلفة، إذا مانظرنا نرى أن الكورد في شمالي كوردستان وقع تحت تأثير الثقافة واللغة والعادات والتقاليد الإجتماعية التركية، وفي شرقي كوردستان وقع الكورد تحت تأثير الثقافة والعادات والتقاليد الفارسية، وكذلك في جنوبي وغربي كوردستان وقع الكورد تحت تأثير الثقافة واللغة وقسم من العادات والتقاليد الإجتماعية العربية، إن القوميات المتسلطة (العرب والترك والفرس) في (العراق وسوريا و توكيا و إيران) حاولت مسح الثقافة والخصوصيات القومية للكورد ويفرضوا ثقافتهم ولغتهم على الكورد، وقد عملوا ببرامج لتشويه الفرد الكوردي وحاولوا صهر الكورد في بوتقة التعريب والتتريك والتفريس، ف YNDK لمواجهة هذه الؤامرة من قبل المحتلين كانت له ورقة عمله، حاول أن يعمل لإعادة بناء الشخصية الكوردية ككورد بعيداً عن شعوره بعراقيته وتركيته وفارسيته وسوريته، لإعادة الشخصية القومية الكوردية، يعتقد YNDK أن من الضروري إعادة الشخصية القومية الكوردية على أساس الثقة بالنفس والإرتباط بالتأريخ والتراث والعادات والتقاليد العريقة الأصيلة الكوردية، من أجل ذلك عن طريق تربية وتوعية أعضائنا أنجزنا العمل الكثير وسوف نواصل العمل.
YNDK صاحب فكر قومي عصراني وقد حاولنا أن نطور على هذا النهج الفكر القومي على وفق إمكانياتنا، من هذه الناحية عملنا على قدر المستطاع ونستمر، إذا قمنا من هذه الناحية بتقييم سريع لعمل وكفاح YNDK نشعر أن YNDK كان ولايزال له دور فاعل وملموس في نشر وتقدم الفكر القومي وكان دائماً في إنتعاش وإزدهار متواصلين .
إن YNDK أعلن بمزيد من الصراحة أهدافه الرئيسة وجعلها في صدر عمله وكفاحه حيث أن هذه هي الخطوط العامة والأهداف الرئيسة :
1- إستقلال وتوحيد وتحرير كوردستان من جميع سلطات المحتل.
2- تأسيس دولة كوردستانية موحدة تكون في القرار السياسي والنظام الأقتصادي صاحبة استقلالها وسيادتها.
3- ترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون.
4- إتاحة الفرص أمام مواطني كوردستان بشكل متساوٍ دون اعتماد الإنتماء القومي والديني والمذهبي.
5- ضمان جميع الحقوق الشرعية، السياسية والإدارية والثقافية للقوميات الاخرى على ارض كوردستان.
6- نناضل من إجل اعادة ارض كوردستان الحمراء الكائنة تحت هيمنة أرمينيا وآذربايجان الى ارض كوردستان.
7- الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
8- جعل القضية الكوردية المشروعة عملياً قضية عالمية .
9- تحديد استراتيجية موحدة بين الأطراف السياسية الكوردستانية.
10- إزالة المصطلحات التي تعني الحاق كوردستان بالبلدان المحتلة ومنع استعمالها بين الرفاق وترويض الأفراد على عدم استعمالها.
11- سن دستور خاص بكوردستان وعرضه لإجراء مناقشته من قبل الجماهير والإستفتاء ويصبح في حيز التنفيذ.
12- تأمين ورفع المستوى المعيشي لشعب كوردستان واستخدام موارد كوردستان لهذا الغرض.
13- تأمين الأمن والإستقرار لشعب كوردستان.
14- العمل لعقد مؤتمر قومي شامل تشارك فيه كامل القوى والجهات السياسية الكوردستانية.
15- العمل من أجل التطبيق القرارات الدولية التي تأخذ الأوضاع الخاصة لجنوب كوردستان بنظر الاعتبار.
16- السعي لتشكيل جبهة سياسية كوردستانية موحدة.
17- مواجهة جميع محاولات ومؤامرات الأنظمة المحتلة لكوردستان في التعريب والتفريس والتتريك ومسح طابعنا القومي.
18- تأسيس جيش كوردستاني موحد يطبق الخدمة الالزامية.
19- عودة المناطق الكوردستانية المتنازعة الى الحدود الإدارية لحكومة كوردستان.
20- ترسيخ وتطبيق المباديء التي تحمي حقوق الإنسان.
إستقلال كوردستان :
إن شعب كوردستان كان طوال التأريخ في خوض النضال وتقديم التضحيات، علاوة على محاولات المحتلين في القضاء على شعب كوردستان بأهله وأرضه، لكن تمكن من حماية وجوده ومواجهة هجمات وحملات الأعداء والمحتلين وبعد كل كبوة نهض واقفاَ بحماس وقوة جديدة.
إن الكورد كأُمة حية في شرق المتوسط لعب دوراً فاعلاً في الماضي في بناء حضارة المنطقة، من المؤكد لو فسح له المجال فيما تقدم كان بمقدوره الآن أن يلعب دورا أكثر فعالية في بناء مجتمع عصري وديمقراطي في شرق المتوسط، كان يتمكن أن يقدم لجميع العالم أنمودجاً حياً فيتولي الحكم والتعايش، لاشك وهذا يتحقق حين يكون شعب كوردستان حراً مستقلاً صاحب دولته.
إن قضية إستقلال كوردستان وتأسيس دولتها، هي قضية الكورد الرئيسیة والإستراتيجية، لذلك فإن YNDK جعل هذه القضية قضيته الإستراتيجية، وقد أوصل هذا المطلب المشروع لشعب كوردستان إلى الكثير من الأوساط الأوروبية والعربية، فهو يعتقد أن على قادة الكورد أن يقفوا بإهتمام على هذه القضية ويعملوا لها، فإن إستقلال كوردستان هو أمل وأُمنية كل كوردي، لذلك يجب أن يعمل الجميع ويمهدوا السبيل لتحقيق هذه الأُمنية للكورد، نحن الكورد في الماضي فقدنا فرصتين ذهبيتين، إحداهما كانت في 1991 الأُخرى كانت ففي 2003 ، إن كلتا الفرصتين كانت ملائمة جداً لإعلان دولة كوردستان، لكن للأسف عدم جودة قراءتنا للوضع أدى إلى عدم إنتفاعنا من هاتن الفرصتين، عام 1991 بعد الإنتفاضة حين شن الجيش العراقي المحتل على كوردستان، فعل شعب كوردستان الهجرة الجماعية وغادر المدن، إن تلك المسيرة الجماعية هزت ضمائر العالم أجمع، كانت تلك فرصة كنا نقدر أن نعلن لكل الدنيا من حقنا أن نكون صاحب دولة وكيان، للأسف فلتت تلك الفرصة من أيدينا، في عام 2003 حين لم تبق في العراق سلطة البعث وأُلغيت كافة مؤسسات ومنظمات العراق، كانت فرصة ذهبية تحينت لنا كنا نستطيع إعلان إستقلال كوردستان ولم نعلنه، فحرب الإرهابيين الدواعش كانت فرصة أُخرى سانحة للكورد أن يعمل لإستقلال كوردستان، الأمر الذي نفذ فيه شعب كوردستان الإستفتاء في 25/9/2017 فصوت بنسبة 92.73% لإستقلال كوردستان، لاشك أن YNDK كان له دور فاعل في نجاح عملية الإستفتاء، لكن مؤامرة 16 أوكتوبر 2017 حالت أن تتأخر تكوين دولة كوردستان.
بإعتقادنا من الضروري في هذه المرحلة أن نعمل عبر بورد كوردستاني بإسم (بورد إستقلال كوردستان)، ونعمل لتحريك نتائج الإستفتاء، خاصة بعد كل تلك المستجدات والتحولات التي تطرأ على مستوى المنطقة، علينا نحن الكورد أن نعيد ترتيب الوسط السياسي الكوردستاني بأسرع وقت وبعيداً عن المصالح الحزبية نعمل ونستفيد من ذلك الوضع الإقليمي والدولي ونخطو ببرنامج قومي ووطني نحو حرية الكورد وإستقلال كوردستان.
يجب أن يكون مكون (بورد إستقلال كوردستان) من العناصر الخبيرة في القوانين الدولية وأشخاص معروفين وفاعلين من الكورد وأجانب معروفين على الصعيد الدولي، لكي يتمكنوا على مستوى العالم والأوساط المقررة ان يكونوا لوبي إستقلال كوردستان، أن یكونوا شخصيات لهم تجارب وصلاحيات لكي يستمعوا إليهم، ومن هذه الناحية لنا كثير من الأصدقاء الجيدين.
إن قضية (إستقلال كوردستان) قضية قومية ووطنية وليست قضية حزبية، لذلك يجب أن تستشار كافة الجهات السياسية والمكونات القومية والدينية في هذه القضية والإستماع إليهم وتؤخذ توجهاتهم بنظر الإعتبار، وهذا يمهد السبيل إلى أن تكون هذه القضية قضية شعبية وتعتبر كل جهة هذه القضية قضيتها وتعمل لها بحماس.
لاشك، كما هو واضح عند كل جهة أن الإرهابيين الدواعش أعادوا تنظيم أنفسهم ومستمرون على سياسة التخویف والترهیب، في نفس الوقت يطبق العراق سياسة تهميش وتجويع الناس ضد شعب كوردستان، نحن فی اطار حدود العراق المصطنعة ينصب علينا الهجوم من جهتين من جهة داعش و من جهة أُخرى حكومة العراق، نستطيع أن نستفيد من هذه الفرصة ونعلن لجمیع الجهات بأننا إلى الآن ينصب علينا الهجوم ضمن حدود العراق، فالمصلحة القومية والوطنية تطلب منا أن على جميعنا العمل بذلك الإتجاه وبعيداً عن المصلحة الحزبية نعمل للمصلحة القومية والوطنية ونخطو نحو إستقلال كوردستان.
بحكم مايقارب 100 سنة من تجربتنا مع كل الحكومات العراقية المتعاقبة على دست الحكم لانقدر أن نقول كانت الحكومة الفلانية أفضل، لكن نتمكن أن نقول فلان حكومة كانت أسوأ من تلك الحكومة من ناحية السوء نتمكن أن نعقد مقارنة بينهما من الوجهة الحسنة كانتا تفتقران لها، منذ بداية تأسيس العراق طالب الكورد حقوقه ومن أجل حقوقه ثار وإنتفض، فكانت الحكومات العراقية المتتالية التي تولت زمام الحكم خدعت الكورد دوماً، وحاولت القضاء على الثورات الكوردية، قمعت ثورات وإنتفاضات بارزان من قبل النظام الملكي العراقي في ذلك العهد، ومن بعده قام عبدالكريم قاسم من 1958 إلى 1961 بتحسين العلاقة مع الكورد، فعلى هذا الأساس عاد الجنرال مصطفى البارزاني الخالد من الإتحاد السوفيتي، لكن فيما بعد حين تقوى قاسم وقف ضد الكورد فأعلن الحرب، في سنة 1963 دبر البعثيون إنقلاب الثامن من شباط ولم يكونوا ناجحين كما يتطلب، فنهبوا كوردستان وفيما بعد لجؤوا أخيراً إلى الحوار مع الكورد، في سنة 1964 قسموا قيادة كوردستان على قسمين، ومرة ثانية في سنة 1968 حين عاد البعث عن طريق الإنقلاب إلى الحكم كان في منتهى العجز لجأ إلى القيادة الكوردية فأجرى الحوار معه فآل الحوار إلى إعلان بيان الحادي عشر من أذار 1970 ، عام 1970 حتى 1974 ساد نوع من الهدوء والإستقرار ربوع كوردستان، لكن بعد أن قوى البعثيون أنفسهم مرة أُخرى أعلنوا الحرب وبالتالي وقعت إتفاقية الجزائر تعرضت ثورة كوردستان للإنتكاسة، إن لم نبتعد في الثمانينيات حين كان العراق مع إيران في حرب طاحنة كادت سلطة البعث أن تكون غير قادرة، فلجؤا مرة أُخرى إلى التفاوض أيضاً خلال سنوات 1983 و 1984 و 1985 مع قيادة الإتحاد الوطني الكوردستاني فلم يصلوا إلى أية نتيجة، فيما بعد حين توقفت الحرب الإيرانية العراقية شن البعث هجوماً بأشد الأساليب وحشية على كوردستان شعباً وأرضاً، حيث شرعت بتنفيذ حملات الأنفال السيئة الصيت والتي من جرائها دمرت 5004 قرية وبلدة كوردستان وأدت ما يقارب 250000 ربع ملیون مواطن كوردي مدني رجالاً ونساءأً وأطفالاً وشباباً وشيوخاً في المقابر الجماعية، في سنة 2003 حين سقط النظام توجهت القيادة الكوردية إلى بغداد، بإعتقادنا ك YNDK أنذلك التوجه الكوردي إلى بغداد كان خطأً إستراتيجياً، كان الأحرى بالقيادة السياسية الكوردية في 2003 الجلوس في كركوك، وحينذاك في أجتماع قيادة الجهات السياسية، قلنا لهم يجب على جميع الجهات السياسية أن نجلس في كركوك ونجعل من كركوك مركزاَ للقرار السياسي الكوردستاني (أنا قلت لهم ذلك ... غ .م)، لكن لم ينجز ذلك، فيما بعد في السنوات الماضية من 2003 حتى 2020 جربنا حكومات (إبراهيم الجعفري وأياد علاوي ونوري المالكي وحيدر عبادي وعادل عبدالمهدي ) ماكانوا لهم شيئ آخر للكورد سوى المعاداة، لذلك لمنع الهجمات الواقعة علينا وللحل التام للمشاكل يجب على جميع جهاتنا أن نعمل لإستقلال كوردستان، لأن الحل الوحيد للقضية الكوردية في شرق الأوسط هو فقط تأسيس دولة كوردستان وبإستثناء هذا فأي حل آخر شيئ مؤقت.
لاشك نحن لا نتمكن أن نبقى ضمن إطار العراق حتى النهاية، فخلال مايقارب 80 سنة التي مضت رأينا سلطة السنة، في 17 سنة الماضية أخذنا التجربة من سلطة الشيعة، لذلك إذا كانت الشيعة بحاجة إلينا تقترب منا، فإذ السنة بحاجة لنا تقترب منا، فهذا وحده لتوازن القضايا السياسية المشتركة ولا لأي شيئ آخر، يجب علينا ككورد أن نتمكن لحماية مصالحنا القومية أن نستفيد من عدم توازن القضايا السياسية العراقية المشتركة، حين تولت الشيعة نحن توجهنا إليهم وتحالفنا معهم، جئنا بهم إلى الحكم، فالشيعة الآن تقف بكل شكل ضد مطالبنا، فسلطة السنة أيضاً تقترب منا بذلك الهدف ليعود إلى الحكم فهي تقف بنفس الشكل ضد مطالبنا، في 80 السنوات الماضية جرى حكم العراق من قبل السنة فليس من الحق والحقيقة الاّ يستفيد شعب مثلنا أن لا يستفيد من تجربة 80 سنة وينخدع الآن بقولين معسولين.
وحدة الصف :
نتيجة للصراع الدائر بين الأحزاب الكوردستانية المتنفذة من أجل المصالح الشخصية الضيقة والحزبي الوسط الكوردستاني المفكك والمشتت، هذا أدى إلى إلى حد ما يكون الناس خائبي الأمل منهم، لإنتشال هذا الوضع السياسي غير الصحي ينبغي أن يعاد بأسرع وقت ترتیب الوسط السياسي الكوردستاني وينتشل من التشتت والتفكك الذي يكتنفه، لحل لهذا الوضع غير المرغوب فيه نحن في YNDK نقترح مرة أُخرى تشكيل (المجلس السياسي الكوردستاني)، ينبغي أن يتحول هذا المجلس إلى مظلة لجمع كافة الأحزاب والقوى والجهات السياسية الكوردستانية.
بإعتقادنا نحن أن تشكيل (المجلس السياسي الكوردستاني)، يصبح عاملاَ قوياً لوحدة الصف والصوت الموحد لكوردستان وجمع وتوحيد الإمكانيات السياسية الكوردستانية، وبداية لتخفيف التوترات السياسية وإنهاء الصراع بين الجهات السياسية ويصبح منبراً سياسياً قوياَ مانحاً الإستقامة على المستوى الداخلي والخارجي.
بعد تشكيل (المجلس السياسي الكوردستاني) ، من الضروري أن نعمل الجميع لعقد المؤتمر القومي الكوردستاني، فإن عقد المؤتمر القومي مهمة عاجلة لكافة القوى والجهات السياسية الكوردستانية، فهو مهمة عاجلة لهذه المرحلة من كفاح شعب كوردستان، في نفس الوقت أن عقد المؤتمر الكوردستاني في هذه المرحلة يغدو عاملاً هاماً لإعادة ترتيب البيت الكوردي على المستوى القومي، لأن كامل شرق الأوسط أمام تحول ومستجد جديدين، لذلك علينا نحن الكورد أن نصوغ برنامجاً قومياً ووطنياً شاملاً للإحتمال والمستجد القادمين، لكي نستفيد من تلك المحاولات والتحولات، لعقد المؤتمر القومي يجب دعوة كافة القوى والجهات السياسية في كوردستان الكبرى وبروح أخوية نكون آذاناَ صاغية لبعضنا البعض ونصوغ ورقة عمل وطنية الإستراتيجية لهذه المرحلة، ويكون العمل الأفضل ان يشكلوا (المؤتمر القومي) مجلساً بأسم (المجلس القومي الكوردستاني ) ويجعلوه مركز القرار القومي على مستوى كوردستان الكبرى وكل قضية تستجد نحلها هناك.
النظرة إلى نضال الكورد على مستوى كوردستان الكبرى و دياسبورا
إن كوردستان كوطن مجزء الأوصال ومحتل دولياً في شرق المتوسط تقع في موقع إستراتيجي جداً على الخارطة السياسية، معظم المصادر الرئيسة لطاقة المنطقة كائنة في إطار أرض كوردستان، (النفط) هو أحد المصادر الرئيسة للطاقة يوجد بنسبة ما في كوردستان حيث نتمكن أن نقول أكبر إحتياطي النفط للمستقبل مصدره كوردستان، ماعدا ذلك إحتياطي الكثير من الكبريت والفوسفات والذهب والفضة واليورانيوم والحديد ومعادن أُخرى، كذلك خصوبة أرضها للزراعة ووجود مصادر كثيرة من المياه في كوردستان، كل هذه تبين غنى أرض كوردستان.
لأن كوردستان دائماً كانت محل أطماع المتنفذين، فكانت نقطة إشتباك ومصادمات القوى التوسوعية والإحتكارية لإحتلال أرضها ونهب ثروتها، إذا لم نرجع إلى التاريخ القديم جداً، فها أن (چالديران و لوزان) كان تنفيذهما جريمتين تأريختين كبيرتين ضد كوردستان والأُمة الكوردية واللتين أصبحتا سبباً لتقسيم وإحتلال كوردستان، لكن تنفيذ هاتين الجريمتين لم تبقيا على علاتهما دون رد فعل، بل أن الكورد طيلة تأريخ تجزئته وإحتلال أرضه، كان بهدف الدفاع عن وجوده وبقائه وطرد المحتلين من أرضه وتأسيس كيانه القومي الوطني، كان دائماً ضد المحتلين ومضطهديه في تضحيات ثورية، علاوة على أن طوال كل تلك التضحيات وحركته بشكل مباشر وقسم آخر لم يكن في مستوى وزن وعظمة الحركة، لكن مايقدر عليه الكورد ويفتخر به حتى الآن هو نتيجة تضحياته البطولية إضافة إلى كل الكثرة الكاثرة من أعدائه المسعورين الوحشيين الهمج، كأُمة أبقت نفسها وتمكنت الدفاع عن وجودها وبقائها وتحمي نفسها من الإبادة، لاشك أن هذا أيضاً يعد نقطة لامعة من تأريخ الكورد وأكبر مكسب لتضحياته.
إن وضع كوردستان في كافة الأجزاء المحتلة من ناحية الكفاح السياسي والجماهيري والدبلوماسي وتنظيم النفس وإستعداد النفس والعمل الثوري والسعي لترسيخ السلطة المدنية والعصرية أكثر تقدما من السابق وأكثر إنتعاشاً وإزدهاراً، من هنا نرى من الضروري أن نتناول الوضع الكوردي كل جزء على حدة ونلقي الضوء على التطورات :
شمالي كوردستان :
إن تقدم كفاح وتضحيات وحماة الوطن لأُمتنا في شمالي كوردستان تمكن أن يحرر أُمتنا من إنكار وجوده كاُمة وإيصالها إلى المستوى الذي يُرغم الحكومة والمركز في أيديهم القرار في تركيا بأن يصلوا إلى الإعتقاد الذي يحملهم على أنه لايمكنهم إنكار الوجود الكوردي، كذلك يجعلهم أن يفكروا في حل القضية الكوردية ومن هذه الوجهة يدلون بتصريحات، فالتحولات التي حدثت في تركيا تحققت تحت تأثير تطور كفاح أُمتنا في ذلك الجزء من البلاد، حتى وإن تكن تلك التصريحات والسياسة التركية الحالية مؤقتة وتاكتيكية فلها إعتبارها وأهميتها السياسية الخاصة، لأن تركيا في الماضي كانت تنكر بكل الأشكال وجود قوميتنا، فتقدم كفاح أُمتنا في شمالي كوردستان على المستوى السياسي والدبلوماسي والثقافي والجماهيري والأساليب الأخرى من الكفاح المدني، هذه كلها في الشمال أخجلت النظام الإحتلالي التركي أمام المجتمع الدولي وتدعو كل الجهات أن تفكر تركيا في تغيير سياستها الفاشية تجاه الكورد.
YNDK ينظر إلى عمل وكفاح أُمتنا في شمالي كوردستان بعين الإحترام والتقدير وهو مرتاح من ذلك التقدم للحركة التحررية لأُمتنا من ذلك الجزء من البلاد، في نفس الوقت يعلن تضامنه ودعمه لكفاح أُمتنا في ذلك الجزء من البلاد ويثمن عالياً عملهم وكفاحهم، ويدعو كل الكوردستانيين في داخل وخارج البلاد أن يكونوا مؤيدين ومساندين لكفاح أمتنا في شمالي كوردستان لتحقيق الحقوق المشروعة لشعب كوردستان وفضح السياسة الفاشية للنظام الإحتلالي التركي الذي يمارسها ضد أُمتنا، كذلك يطلب من كافة القوى والجهات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات حماة الوطن في شمالي البلاد أن يكونوا متضامنين ومساندين فيما بينهم للمزيد من تطوير العمل والكفاح والبلوغ إلى الحرية وحقوقنا القومية.
شرقي كوردستان :
إضافة إلى كل تلك التحولات التي تحدث في المنطقة وكل المستجدات التي تطرأ، ثمة شعور بخمول يكتنف عمل وكفاح ذلك الجزء من كوردستان، خمول العمل والكفاح من ذلك الجزء من البلاد مهد السبيل أن يكون موقف ورؤية النظام الإيراني المحتل تجاه أُمتنا نفس طابعه ويستمر في معاداة أُمتنا وعدم الإعتراف بحقوقنا المشروعة، ومطاردة وإعتقال وإعدام النشطاء وأحرار الكورد.
بالإضافة إلى الخمول في عمل وكفاح ذلك الجزء من كوردستان نثمن محاولات تقارب القوى والجهات السياسية وحماة الوطن في شرقي كوردستان عالياً وننظر إليهم بعين الإحترام والتقدير وندعو قيادة كافة القوى والجهات السياسية في الشرق بالمزيد من التقارب فيما بينهم وتوحيد صفوفهم، من أجل ذلك من الضروري أن يخطوا خطوات حثيثة ومتزنة ويصوغوا ورقة عمل قومية ووطنية للمرحلة الآنية في الكفاح، وأن يعملوا لتكوين جبهة سياسية فيما بينهم لكي يكونوا مستعدين للتعامل مع الإحتمالات والمستجدات التي تحدث على مستوى المنطقة وتتقدم .
نحن في YNDK نعلن تضامننا ودعمنا الكاملين لكفاح أُمتنا في شرقي كوردستان آملين لهم التقدم والنجاح وندعو كافة الكوردستانيين أن يكونوا متعاونين ومساندين عمل وكفاح أمتنا في ذلك الجزء من كوردستان.
غربي كوردستان :
كان غربي كوردستان في الماضي دائماً يقابل من قبل النظام السوري بأرضه وبأهله بإنكار وجوده ، والنظام السوري المحتل مارس أنواع السياسات العنصرية والفاشية تجاه أمتنا في ذلك الجزء من البلاد كعدم الإعتراف بالوجود الكوردي وخلق الحزام العربي وإنتزاع الأراضي الزراعية من الكورد، وإعتبارهم عرباً وتجريدهم من الهوية القومية وممارسة أنواع أُخرى من السياسة الوحشية الأُخرى، إضافة إلى مواصلة تلك السياسة الفاشية للنظام السوري المحتل، فإن أبناء شعبنا في ذلك الجزء من البلاد كانوا مستمرين في العمل والكفاح السياسي فتمكنوا حماية وجودهم والحفاظ على خصوصية قوميتهم .
حين وصلت رياح ثورات وإنتفاضات البلدان العربية إلى سوريا، تمكن أبناء أُمتنا تحرير غربي البلاد و يشكلوا (الإدارة الذاتية) في مدن وبلدات غربي كوردستان ويحموا غربي كوردستان عن هجمات وحملات الإرهابيين الدواعش، علاوة على هجمات دولة تركيا المحتلة وعصاباتها على كوباني وعفرين وكثير من المناطق الأُخرى في الغرب، لكن تضحيات شعبنا في الغرب تمكنت الدفاع عن مكاسبها ويطورها، يعتبر YNDK من الأهمية بمكان أن تكون كافة الجهات السياسية في ذلك الجزء من البلاد في وحدة الصف والصوت الموحد ويعملوا معاً ويبتعدوا عن الصراع الحزبي، في نفس الوقت يدعو YNDK كل جهة في هذه المرحلة الحساسة أن يستبدلوا الحزبايتي بالكوردايتي ويأخذوا المصلحة القومية والوطنية بنظر الإعتبار ويبعدوا أنفسهم من أي توتر وخلاف، كانت أُمتنا في الماضي في غربي البلاد عوناً ودعماً لكفاح أُمتنا في شمالي وجنوبي وشرقي كوردستان وكانت عملياً مساهمة في ثورة جميع أجزاء البلاد، ينبغي في هذه المرحلة أن نكون جميع جهاتنا في الأجزاء الأُخرى من كوردستان مساعدي وداعمي أُمتنا في غربي كوردستان.
من هذه الناحية فإن YNDK يعلن تضامنه ودعمه التامين لكفاح أُمتنا في غربي كوردستان ويدعو جميع الكوردستانيين أن يكونوا في عون ومساندة أُمتنا في غربي كوردستان.
جنوبي كوردستان :
إن جنوبي كوردستان الذي حرر في إنتفاضة ربیع 1991 من قبل شعب كوردستان، شهد من جميع النواحي الإنتعاش والتقدم الملموسين، يسود شعور بأنه فيما بعد يخطو نحو الأمام من الناحية السياسية والدبلوماسية والإقصادية وعملية الإعمار وإعادة بناء البناء التحتي، إن هذه التطورات لجنوبي كوردستان مبعث الفرح يجب أن نكون جميعنا متعاونين في عملية الإعمار والمزيد من تطوير جنوبي كوردستان من جميع النواحي، لاشك خلقت معوقات كثيرة للعملية السياسية وحكم جنوبي كوردستان من قبل بلدان المنطقة والعراق ومنظمة داعش الإرهابية، لكن الكوردستانيين الصامدين واجهوا المعوقات والمشاكل ودافعوا عن مكاسب جنوبي كوردستان، إضافة إلى التقدم توجد نواقص وخلل في الأسلوب الإداري .
لتصفية النواقص والخلل والمزيد في تطوير جنوبي كوردستان يرى YNDK من الضروري إجراء الإصلاح الجذري والمؤسساتية ومراعاة العدالة الإجتماعية وإستئصال الفساد من جذوره وإيلاء الإهتمام التام بدورالشباب والنساء والعناصر الخبيرة، وهذه تكون العامل الرئيس للعمل أكثر وتقدم أجهزة ومؤسسات البرلمان وحكومة كوردستان.
إضافة إلى تلك التطورات لجنوبي كوردستان ثمة مجموعة من التهديدات الآن على جنوبي البلاد، حيث على جميع جهاتنا مواجهتها، لمواجهة التهديدات على جنوبي البلاد يرى YNDK من الضروي أن يعاد ترتيب وتنظيم البيت الكوردي والوسط السياسي الكوردستاني بأسرع وقت، ويجري تعامل صحي مع قوى وجهات السياسية، كذلك يرى أنه من الضروري أن تكون كل الجهات السياسيين من ذوي الصوت الموحد والموقف الواحد في القضايا القومية والوطنية، خاصة في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية.
المناطق المحتلة من جنوبي كوردستان :
إن كركوك ومخمور وخانقين وسنجار وشيخان وزمّار وبعض الأماكن الأُخرى من جنوبي كوردستان، المناطق التي لم تُرجع لحد الآن إلى كوردستان وأُحتلت من قبل حكومة العراق، وتلك المناطق تطلق عليها (المناطق المتنازع عليها) وفي دستور العراق وضعت المادة 140 لحل قضية تلك المناطق، بعد سقوط النظام البعثي لم تخطُ لحد الآن أية كابينة من كابينات حكومة العراق خطوة عملية لتنفيذ تلك المادة وإعادة تلك المناطق إلى الحدود الإدارية لكوردستان، يرى YNDK أن أية حكومة عراقية لا الآن ولا في المستقبل مستعدة أن تطبق المادة 140 وتتخلى عن تلك المناطق الكوردستانية.
بالنسبة إلى مؤامرات 16 أكتوبر 2017 الحكومة العراقية المضادة لشعب كوردستان وتلك المناطق، يرى YNDK أن مؤامرات العراق تستهدف عدم عودة تلك المناطق إلى كوردستان وإحتلالها كالأنظمة السابقة، إضافة إلى هذه نعرف جميعنا أن حكومة العراق منذ 2014 إلى الآن تستخدم سياسة التهميش والتجويع تجاه شعب كوردستان، إن YNDK يدين بشدة المؤامرة العراقية ويفضحها ويقف ضدها ويدعو جماهير كوردستان وجميع الجهات أن يكونوا موحدي الصوت لمواجهة تلك المؤامرة الدنسة لحكومة العراق.
كوردستان الحمراء :
المقصود من كوردستان الحمراء هو ذلك الجزء من أرض كوردستان الذي يقع تحت سيطرة كل من أرمينيا و آذربيجان تمكنت أُمتنا في ذلك الجزء من كوردستان عبر الكفاح الثقافي حماية خصوصياتهم والدفاع عن وجودهم، فهم دائماً في العمل والكفاح لتقدم وتطوير وإنعاش اللغة والثقافة الكوردية، في هذا الجزء من كوردستان ظهرت مجموعة من الشخصيات والعلماء الكفوئين في مجال العلم والأدب وهم محل إعتزاز وفخر الكورد.
نحن كYNDK نعتبر ذلك الجزء من كوردستان جزءاً غير مقطوع عن أرض كوردستان وندعم دعماً كاملاً الحركة الثقافية وحماية نفس أُمتنا في ذلك الجزء من كوردستان آملين أن يعود ذلك الجزء من كوردستان إلى أرض كوردستان الكبرى.
كورد آسيا الوسطى :
نتيجة لهجمات وحملات الأعداء والخصوم على شعب كوردستان وإحتلال بلادنا، فعدد كثير من أبناء أُمتنا تشتتوا فيعيشون في البلدان الأُخرى من آسيا الوسطى، كورد آسيا الوسطى الذين يعيشون في بلدان (كازاخستان و قرغيزستان و أوزبكستان و تركمانستان) عددهم أكثر من 600000 شخصاً، مرتبطون حتى الآن باللغة والثقافة القوميتين ويحمونهما، كذلك يحيون ذكرى الأعياد والمناسبات الكوردیة، خاصةً (عيد نوروز)، على جميعنا النظر بعين الإعتبار إلى أخواتنا وإخواننا ونكون متعاونين معهم للدفاع وحماية خصوصياتهم القومية.
نحن ك YNDK دائماً ننظر بعين الإحترام والتقدير إلى هؤلاء الأخوات والإخوان وما في إمكانياتنا نتعاون معهم وندعمهم، للتذكر حين تعرضوا سنة 2009 في قرغيزستان إلى الهجوم والحملة نحن رفعنا عقيرتنا دفاعاً عنهم وأوصلنا صوتهم ورسالتهم إلى رئاسة كوردستان كما أبلغناهم جواب رئاسة كوردستان الذي كان موقفاً كوردياً وقومياً تجاه مشكلتهم، بالنسبة لموقف YNDK فإن مجموعة من شخصيات كورد آسيا الوسطى في الذكرى السنوية للحادثة، وجهوا في 14/4/2011 رسالة شكر إلينا، فشكروا من هذه الناحية موقف السكرتير العام وقيادة YNDK .
كورد لبنان و الأُردن و فلسطين :
يعيش عدد كثير من الكورد في بلاد لبنان والأُردن وفلسطين والسودان وإختلطوا مع المجتمعات اللبنانية والأُردنية والفلسطينية، فمعظم المصادر التأريخية يرجعون توجه الكورد إلى لبنان في عهد صلاح الدين الأيوبي، وبعد إنتكاسة ثورة الشيخ سعيد پيران في شمالي كوردستان إضطر عدد كبير من كورد شمالي البلاد إلى الهجرة والإغتراب وإلى لبنان تخلصاً من ظلم وإضطهاد الترك، يبلغ عدد الكورد من لبنان أكثر من 150000 مائة وخمسين ألف شخصاً، كذلك يعيش عدد من الكورد في الأُردن حيث يبلغ عددهم 15000 خمسة عشر ألف شخص وكذلك كورد فلسطين هم أيضاً عددهم أكثر من 600000 ستمائة ألف شخص، كذلك يعيش عدد من الكورد في السودان ومصر ودول عربية أخرى، كما ذكرنا أن توجه الكورد إلى لبنان والأُردن وفلسطين كما تتناوله مصادر تأريخية يعود إلى عهد صلاح الدين الأيوبي، فالكورد إختلطوا في تلك البلدان مع تلك المجتمعات بشكل ما حد أن معظم الجيل الحالي نسوا اللغة الكوردية، يعرف المسنون وحدهم قلیلاً من اللغة الكوردية، إضافة إلى ذلك يعتزون بكورديتهم وشكلوا المراكز وجمعيات الثقافة الكوردية ويحيون سنوياً ذكرى عيد نوروز.
نحن ك YNDK نرى من الضروري أن نكون متعاونين وداعمين لأخواتنا وإخواننا للحفاظ على لغتهم وتراثهم القوميين الخاصين أينما كانوا.
كورد دياسبورا :
ينظر YNDK بعين الإحترام والتقدير إلى عمل وكفاح الجالية الكوردية وكل كورد دياسبورا خارج البلاد ويرى من الضروري إيلاء الإهتمام بكورد دياسبورا وأن يُنظموا ضمن منظمة خاصة بهم، لكي يتمكنوا أن يكونوا أكثر فعالية لإيصال صوت الكورد إلى الأوساط الدولية وتكون لهم مساهمة نشطة في دعم قضية شعب كوردستان على المستوى الأُممي، لو يكون كورد دياسبورا منظمين لتمكنوا تحقيق العمل العظيم الذي يكون في خدمة تقدم المسألة القومية والوطنية.
النظرة إلى التعايش :
إن كوردستان مهد لأقدم الحضارات، آلاف السنين قبل الميلاد كانت معمورة، فإن الأُمم التي عاشت عليها يعدون آباء وأجداد شعب كوردستان، فحضارتهم جزء من حضارة كوردستان التي نهبت دائما وشوهت وأُهملت بسبب المحتلين وذلك كان لمسح الخصوصية الرئيسیة لكوردستان التي كانت روح تعايش القوميات على أرض كوردستان، كوردستان كمرج تكونت من مجموعة من القوميات والأديان والمذاهب المختلفة، نحن في YNDK نحترم جمیع قومیات وأديان ومذاهب كوردستان نعتقد إعتقاداً جازماً بتعايشهم وحقوقهم، ومع تأمين كل حق شرعي قومي وسیاسي وإداري وثقافي للقوميات على أرض كوردستان.
نظرة إلى حكومة ومؤسسات كوردستان :
برلمان وحكومة كوردستان كمؤسستان كوردستانيتان هما ثمرة كفاح ونضال وإنتفاضة شعب كوردستان، فقبل كل شيئ يجب جعل هاتين المؤسستين وكامل مؤسسات كوردستان مؤسساتية وتبعد عنهما التدخلات والسلطات الحزبية وتُخرجا من تحت ظل الحزب ويكون للناس متساوين وينظروا إلى مواطني كوردستان بعين المساواة والتعامل مع الناس على أساس المواطنة لا التزكية والانتماء الحزبي، أصبحت هاتان المؤسساتان محل أمل الأجزاء الأُخرى من كوردستان وكل الجهات تنظر بعين الأمل إلى تجربة جنوبي كوردستان، بالإضافة إلى تنفيذ اللأعمال الجيدة، فإن تجربة جنوبي كوردستان لا تخلو من المشاكل والنواقص، فحل المشاكل والنواقص كما قلنا يتركز على مؤسساتية الأجهزة والمؤسسات وتحقيق العدالة الإجتماعية والإقتصادية والإجتماعية.
كانت أنشط الدورات البرلمانية، تمثلت في الدورة الأُولى والدورة الثانية للبرلمان، للأسف بعد هاتين الدورتين كان دور البرلمان أقل من السابق، في الدورة الثالثة عمل الأحزاب المتنفذة عن طريق البرلمان لتضييق العمل الحزبي والحريات السياسية، على سبيل المثال كان إصدار قانون تمويل الأحزاب محاولة لتحديد العمل السياسي وتضييق الحريات السياسية في كوردستان، إن هذا القانون كان محاولة لإحتكار الوسط السياسي بين جهات متنفذة، الأمر الذي خلق الأرضية للعمل البرلماني وكل الأشياء في كوردستان تأخذ الطابع الحزبي، وما يطلبه الحزب يحظى بشرعية البرلمان، من الحق والحقيقة أن تعيد رئاسة البرلمان النظر بهذه النقاط وتمثل الشعب لا عدد من الأحزاب !!.
من الضروري أن نعمل بجميع جهاتنا لحل المشاكل وإزالة المعوقات ونعود إلى منطق الحوار والتفاهم وقبول بعضنا للبعض وحسم قضايانا المعلقة سواء في الداخل أو مع بغداد وما حولنا، مشكلتنا الرئيسیة تعود إلى عدم وجود نظام شفاف، فمعظم شؤون البلاد تجري على وفق المزاج الشخصي، ومصدر المشاكل يعود إلى هذه النقطة، فمشكلة أُخرى في كوردستان هي عدم الإستماع من أحد، كثيراً من المرات توجد أفكار وتصورات كثيرة جداً ولكن لايُعمل عليها من الضروري أن تتعامل القيادة السياسية الكوردستانية مع الناس والجهات السياسية الكوردستانية بشكل عادل وتسعى لحل المشاكل، لأن كوردستان في وضع دقيق جداَ وحساس، فعلى كل جهاتنا العمل لحل المشاكل والتخلص من الوضع الحالي.
المعارضة :
في المجتمعات الديموقراطية المعارضة والسلطة كلتاهما تكمل عملية دمقرطة المجتمع، أي وجود المعارضة في أي مجتمع عامل لتكامل عملية الديموقراطية في المجتمع، وفي كوردستان أيضاً وجود المعارضة ضرورة عصرانية وعامل لتطوير العملية السياسية في البلاد، فوجود المشاكل بين السلطة والمعارضة يعود إلى نقطة رئيسیة وهي عدم وجود النظام المؤسساتي، فجعل أجهزة ومؤسسات كوردستان مؤسساتية عامل رئيس لحل معظم القضايا، فكل بلاد تدار على وفق المزاج الشخصي تبتلي بهذه القضية التي أُبتليت بها كوردستان، لذلك من الضروري أن نفكر بجميع جهاتنا في كوردستان أن نجعل مؤسسات كوردستان مؤسساتية، كذلك جميع جهاتنا نعترف إحدانا بالأُخرى ونقبل بعضنا الآخر، فكوردستان بلاد جميع جهاتنا فخدمتها وتطويرها مهمة جميع جهاتنا، والآن آن الأوان نحل قضايانا ومشاكلنا على أساس الحوار والتفاهم بيننا ونعمل لتحقيق حلمنا القومي.
في كوردستان قبول الواحد للآخر غیر موجود وذلك أصبح مشكلة، فالسلطة والمعارضة تنظر إحداهما للأُخرى بعين التضاد، يجب أن تعرف كل جهاتنا جيداً بعدم وجود المعارضة لاتكتمل عملية دمقرطة أي مجتمع، فوجود معارضة صحية في أي مجتمع عامل رئيس لتكامل عملية دمقرطة ذلك المجتمع، في كوردستان لاتخطو الخطوات بذلك الشكل، فالسلطة تنظر إلى المعارضة بشكل بأنه ضد مصالحها، والمعارضة أيضاً تنظر إلى السلطة بشكل تضع الضرب على جميع أعمال السلطة، على المعارضة بوجهة نظر والمشروع الجيد تجعل الأجهزة والمؤسسات أكثر فعالية وتتصرف بحيث تفهم السلطة عليها رقيب لكي تجعل أعمالها أكثر تلخيصاً، على المعارضة تكملة النواقص لا أن تكون مع السلطة إبتلاع إحداهما الآخر ومعاداة إحداهما للآخر، إذا لم تفعل السلطة العمل الجيد، والمعارضة لها برنامج أفضل حينئذ تربح المعارضة، لأن بالنتیجة الناس تقرر من يدير شؤون تلك البلاد.
في جميع المجتمعات يشكل النقد آلية التقدم، فالمرء يتمكن عن طريق النقد أن يرى النواقص والمشاكل ويبحث عن الحل، والحال للأسف في كوردستان لم يجر العمل بتلك الآلية، بل جرى العمل بمعاداة الواحد للآخر، في كوردستان تضع المعارضة الضرب على جميع الأشياء، لذلك ليس عندنا معارضة صحية وسليمة للمثال في السنوات الماضية في مظاهرات كوردستان أخُذت من البداية مطالب المتظاهرين من قبل البرلمان والحكومة بنظر الإعتبار، وكان الناس عاقدين الأمل بإنتظار تنفيذ الإصلاح في كوردستان، لكن حين ركبت المعارضة الموجة، جرت تغيّرات على المطالب، فتحولت من مطالب الجماهير إلى مطالب جهات سياسية، فإختلطت الأوراق فيما بينها، هذه الحالة أدت إلى أن تكون عملية الإصلاح خاملة، للأسف لانرى وحدة القرار بين القوى والجهات السياسية، وقعت السلطة والمعارضة كل منهما في حبال مصلحتها، فكلتاهما بالتزامن لاتأتمن إحداهما بالأُخرى، لذلك تعقد الإجتماعات بينهما دون نتيجة !!
ثمة مسائل هامة كثيرة لم تتمكن المعارضة كضرورة العمل عليها، للمثال الفساد وهدر ثروة كوردستان القومية والوطنية، كذلك إختلاط سلطة الحزب والحكومة، كل هذه والعديدة الأُخرى آلت ان تكون اللاعدالة الموجودة في كوردستان أن تكون في الدنيا معدومة !!.
الحل :
للقضيا والمشاكل الحالية في كوردستان خلفية سياسية وتأريخية، هي إنعكاس لواقع النزاع والخلافات السياسية بين الجهات السياسية الكوردستانية، لذلك فإن حل هذه المسألة مرتبط بحل المشاكل والخلاف التأريخي بين الجهات السياسية الكوردستانية ولأجل هذا يجب على الجهات السياسية الكوردستانية المتنازعة قراءة سياسة العالم الجديد بنظرة عصرانية وعوضاً عن المصلحة الحزبية الضيقة أن يراعوا المصلحة القومية والوطنية.
يجب أن ننتقد أُسلوب عملنا الماضي ونجعل النقد الذاتي أساساً قوياً لعملنا القادم، لأن النقد آلية تقدم كل مؤسسة ومجتمع، فعن طريق النقد نرى نواقصنا وأخطاءنا، لاشك كشف الخطأ والنواقص يجعلنا أن نبحث عن الحل، من هذا المنظور من الضروي أن نراجع أنفسنا على جميع المستويات ونعترف بأن أُسلوب عملنا في الماضي كانت فيه نواقص كثيرة من المجالات السياسية والدبلوماسية والإدارية والتجارية وكامل موجودات الحياة حيث غدا الحزب فيها متنفذاً لم يُبق الهيبة لمؤسسات كوردستان، هذا الأُسلوب كان له تأثير سلبي في الداخل ومن الخارج تعرض إلى النقد، لذلك يجب من هذه المجال أن نحاول مؤسسة وتكنوقراطة أجهزة ومؤسسات كوردستان كذلك عدم وجود العدالة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وتهميش جزء كبير من الجهات السياسية في العملية السياسية وإتخاذ القرار في كوردستان، أصبح سبباً للنزاع والإنفصال السياسي والإجتماعي الكوردستاني، ينبغي أن تؤخذ هذه النقطة بنظر الإعتبار وتحل، حل هذه المشكلة مفتاح لفتح معظم الأبواب الموصدة وعامل قوي أيضاً لإعادة تنظيم الوسط السياسي الكوردستاني، ولأجل هذا نحتاج إلى القرار السياسي الجريئ وغير لأناني.
نحن كالإتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني YNDK ، من هنا ندعو جميع الجهات المتنازعة في جنوبي كوردستان، أن يراعوا حساسية أوضاع كوردستان وكإحترام لدماء الشهداء الطاهرة وبطولات الپیشمرگة وصمود شعب كوردستان، وإلقاء الخلافات جانباً والعودة إلى طاولة الحوار والتفاهم، لأن العصر هو عصر الحوار والتفاهم والتكافؤ، من أجل ذلك نقترح :
أولاً : لإعادة تنظيم الوسط السياسي الكوردستاني وإنقاذه من التشتت الذي يكتنفه، عليه تشكيل (المجلس السياسي الكوردستاني) من كافة القوى والجهات السياسية في جنوبي كوردستان وليكون هذا المجلس كدعامة سياسية للسلطة السياسية الكوردستانية في العمل ويلعب الدور الإستشاري، وفي أثناء مستجدات الأزمات يكون مشاركاً سياسياً بالمشروع وورقة العمل.
ثانياً : تحقيق مؤتمر إستشاري للخبراء والإختصاصيين لصياغة خارطة الطريق العمومي لإنقاذ جنوبي كوردستان من الأزمات التي وقع فيها.
ثالثاً : مؤسسة الأجهزة والمؤسسات الكوردستانية وإبعاد العمل الحزبي عن لأجهزة والمؤسسات، لكي تكون حكومة كوردستان حكومة شعب كوردستان ولیست حكومة هذا الحزب أو ذاك الحزب.
رابعاً : تعميق روح قبول الواحد للآخر ورد فرض النفس والإحتكارية في الوسط السياسي الكوردستاني وكافة مجالات الحياة.
خامساً : إبعاد برلمان وحكومة كوردستان، كمؤسستي كوردستان الوطني عن الصراع والنزاع بين الأحزاب.
سادساً : الإستماع إلى مطالب شعب كوردستان وتحسين حياتهم ومعيشتهم أكثر .
سابعاً : توحيد قوات الپيشمرگة عملياً وتحسين حياتهم وإدارتهم.
ثامناً : توحيد الأجهزة الأمنية والمخابراتية عملياً وجعلهم مؤسسة قومية ووطنية بعيداً عن التدخل الحزبي، وإغنائهم بالأجهزة الجديدة والعصرية وأشخاص إختصاصيين وخبراء.
تاسعاً : مشاركة كافة الجهات السياسية الكوردستانية في صياغة القرار السياسي والتخلي عن تهميش هذه الجهة وتلك الجهة.
عاشراً : على الجهات المتنازعة التخلى عن التشهير والطعن بينهم والتكلم فيما بينهم بلغة المنطق.
أحد عشر : تشكيل (بورد إستقلال كوردستان) على أن يعمل لتحريك نتيجة الإستفتاء وطريقة الخطو نحو إستقلال كوردستان، هذه المسألة مسألة قومية ووطنية ينبغي أن نكون جميعنا متعاونين عليه ونكون موحدي الصوت.
إثنا عشر : لتحسين الوضع الإقتصادي لكوردستان من الأفضل لحكومة كوردستان إضافة إلى قطاع النفط، تهتم بإنعاش وتطوير القطاع الزراعي والصناعي الداخليين وقطاع السياحة.
ثالث عشر : يشكيل بورد وطني للحوار من أشخاص خبراء وكفوئين للحوار والحل الحاسم للقضايا المعلقة بين كوردستان والعراق.
رابع عشر : إن شعب كوردستان واقع دوماً تحت طائلة التهديدات، فإيصال الحقائق والمؤامرات والتهديدات الواقعة على شعب كوردستان إلى الأوساط الدولية والمؤسسات الدولية المعنية تفتقر إلى العمل الدبلوماسي القومي، ولأجل هذا نحتاج إلى تأسيس (اللجنة القومية للعلاقات الدبلوماسية) وعلى مستوى جميع بلدان العالم نشرع بالعمل، ونصل صوتنا إلى كل جهة، لدعم عمل هذه اللجنة يؤخذ تنظيم الجالية الكوردية خارج البلاد في منظمة قومية بنظر الإعتبار وتجري المحاولة دائماً أن يكونوا في عمل ونشاط متنوعين لكي يضغطوا على مراكز القرار على مستوى في جميع أرجاء العالم.
نطرح هذه النقاط كخطوة نحو تهدأة النزاع بين جهات السلطة، لكي تكون عاملاً للمصالحة الوطنية وتنفيذ الإصلاح وإنقاذ جنوبي كوردستان من تلك الأزمة التي وقعت فيها، فهذا بحاجة إلى النية الصافية والتعاون والعمل المشترك بين جميع جهاتنا.[1]