أعلن سكرتير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، محمود أميري مقدم، أن 133 شخصاً على الأقل، من بينهم 3 نساء، قتلوا خلال التظاهرات والاضطرابات في المناطق الكوردية، معرباً عن القلق إزاء مصير المتظاهرين المعتقلين.
محمود أميري مقدم، قال خلال مشاركته في نشرة منتصف النهار من شبكة رووداو الإعلامية، التي يقدمها هوراز كولبي، إن الحرس الثوري وقوات البسيج (قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري) يهاجمون المتظاهرين بأشد الطرق، ويريدون تفريقهم باستخدام القوة.
واستطرد أنه رغم كل الضغوط، فإن أعداد المتظاهرين في تزايد مستمر، مبيناً أن القوات الأمنية تمارس ضغوطاً أكبر في مدن كوردستان إيران مقارنة بالمدن الأخرى في البلاد.
فيما يلي نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع سكرتير منظمة حقوق الانسان الإيرانية، محمود أميري مقدم:
رووداو: ما هي أحدث الإحصاءات بشأن القتلى، الجرحى والمعتقلين في تظاهرات إيران وكوردستان إيران:
محمود أميري مقدم: الحصول على المعلومات صعب جداً، بسبب الوضع الأمني الذي طرأ في إيران، مشاكل الإنترنت والتهديدات التي توجه للعوائل. لكن الإحصاءات الموثوقة التي لدينا، تبيّن أن 133 شخصاً قتلوا حتى يوم السبت، أغلبهم، أي أكثر من 40 منهم، سقطوا برصاص القوات الأمنية، خلال التظاهرات التي شهدتها زاهدان يوم الجمعة. ومن ثم تأتي محافظات شمال إيران ومحافظات كوردستان إيران، التي سجلت أكبر عدد من القتلى، يصل عددهم من 40 إلى 50 شخصاً تمكنا من التأكد من وفاتهم، لكننا نقدر أن الأرقام الحقيقية تكون أعلى من ذلك.
بشأن المعتقلين، نتوقع أن يكونوا بالآلاف، لكن مرة أخرى، من الصعب جداً الحصول على المعلومات. الإعلام الحكومي نفسه يتحدث عن اعتقال أكثر من ألف و200 شخص، لكننا نعتقد بأنهم بضعة آلاف. وفي هذا الوقت، حيث نعمل نحن ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى على جمع المعلومات، نأمل في أن يتمكن المواطنون من إيصالها إلينا. نحن قلقون جداً بشأن المعتقلين، لأننا ندرك أن الجمهورية الإسلامية، تقوم باستمرار بتعذيب المعتقلين وتضغط عليهم للحصول على اعترافات بالاكراه وعرضها في التلفزيون، والاستفادة منها في دعايتها، لذا طالبنا في بياننا من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، أن تركز بشكل خاص على أوضاع المعتقلين.
رووداو: ما هي الآلية التي تعتمدونها لجمع المعلومات، وهل تثق بها المنظمات الدولية لحقوق الإنسان؟
محمود أميري مقدم: نعم! تعمل منظمة حقوق الإنسان الإيرانية منذ أكثر من 14 عاماً في جمع المعلومات والوثائق حلول أعداد المعدومين، وكما تعلمون فإن الجمهورية الاسلامية لا تنشر أعداد من تقوم باعدامهم. لذلك، تمكنا خلال هذه السنوات من انتهاج سبل تساعدنا في طرح صورة حقيقة لما يحدث. إن تقارير الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في إيران تعتمد على إحصاءات منظمة حقوق الإنسان الإيرانية. وكذلك الأمر فيما يتعلق بالتظاهرات. طبعاً، فيما يتعلق بالتظاهرات الأمر أكثر صعوبة، بالنظر إلى أعداد المتظاهرين الكبيرة، والوقت القصير المتاح أمامنا، وكذلك ضعف خدمة الإنترنت، لكننا نعتقد أن الإحصاءات التي ننشرها، هي الأقرب إلى الحقيقة، رغم أنها قد تكون أقل من الأرقام الفعلية. أما الآلية التي نعتمدها فهي تستمد المعلومة من مصادرنا أو شهود عيان أو أشخاص مطلعون على الأحداث بشكل مباشر، أو عوائل الضحايا والمعتقلين، أو الأطقم الطبية في المستشفيات، أو المنظمات الأخرى المعنية بحقوق الإنسان، لكن ومن أجل تسجيل ملف معين في البيانات، لابد من تأكيده من قبل مصدرين مستقلين، ونرى بأنه أفضل طريقة لتسجيل البيانات في هذا الوقت. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة، ستودي إلى تسجيل أعداد أقل للوفيات، لكن يمكننا الاعتماد عليها، كما بإمكان المجتمع الدولي أن يعتمد عليها.
رووداو: كم من الضحايا من النساء؟
محود أميري مقدم: في الحقيقة، لا نملك معلومات دقيقة حول المعتقلين والجرحى، وقد تكون الأرقام الحقيقية أعلى من المعلن بكثير، لكن فيما يتعلق بالقتلى، كانت هناك 6 نساء بينهم على الأقل، إلى ما قبل يومين، 4 منهن دون 18 عاماً. طبعاً، نعتقد بأن هذه الأرقام، تحديداً ما يتعلق بالقاصرين، أكثر من ذلك، بسبب أحداث يوم الجمعة في زاهدان.
رووداو: أي مدينة إيرانية تشهد تظاهرات عنيفة واضطرابات تتعامل معها القوات الأمنية بشدة أكبر؟
محمود أمير مقدم: معلوم بأن هذه الاحتجاجات بدأت من سقز والمدن الكوردية الأخرى ومستمرة. طوال تاريخ الجمهورية الاسلامية كانت تنظر إلى المناطق الكوردية من منظور أمني، لذلك فإن القمع الذي يجري في المناطق الكوردية قد يكون أشد بكثير من المناطق الأخرى وسط إيران. كما ندرك أن قيوداً أكبر فرضت على الإنترنت فيها، بسبب الوضع الأمني الراهن، وعدداً أقل من المواطنين بإمكانهم الوصول إليه. لكن ولحسن الحظ، لدينا مجموعات مختلفة بين المواطنين الكورد، يساعدوننا في الحصول على وثائق أكثر من المناطق الكوردية.
رووداو: هل يشارك الحرس الثوري بكل قوته في التصدي للتظاهرات، أم أن الأمر متروك للشرطة وقوات البسيج؟
محمود أميري مقدم: في بيان نشرته قيادة قوات الشرطة قبل أربعة أيام، شكرت قوات الحرس الثوري والبسيج على تعاونها معها. نعلم أن قوات البسيج كانت تنشط للسيطرة على التظاهرات في المدن الكبيرة على الأقل، فيما تعمل قوات الحرس الثوي مع قوات الشرطة في قمع التظاهرات في المناطق الكوردية وسيستان وبلوجستان، وكل هذه القوات تتعاون مع بعضها. لكن ما يبعث على أمل كبير، هو أن الناس لم تترك الشارع ويزدادون عدداً يوماً بعد آخر في أنحاء إيران والمناطق المختلفة، رغم القمع.
رووداو: هل تتوقعون أن تصبح التظاهرات أكثر دموية في الأيام المقبلة؟
محمود أميري مقدم: تبدو كذلك. لابد لي من الاشارة إلى أن أهالي إيران في كل المناطق، الفارسية، البلوتشية، العربية والكوردية خروجوا إلى الشارع وهم يصرخون (لا نريد هذه الحكومة، و40 عاماً من القمع والظلم تكفي). من جهة أخرى، ندرك أن هذه الحكومة ومن أجل أن تحافظ على سلطتها، ستلجأ إلى كل ما بوسعها، وتجربة سوريا ماثلة أمامنا، عندما أنقذ الحرس الثوري بشار الأسد، لذا ندعو المجتمع الدولي ألا يسمح للجمهورية الاسلامية بالاستمرار في هذه الجرائم. من الواضح أن الناس ليسوا مستعدين للعودة إلى بيوتهم مرة أخرى، حتى في المدن الصغيرة الأقل نسمة، نشاهد مرة أخرى، بأن عدداً كبيراً من الناس يشاركون في التظاهرات، وأرى بأن هذه التظاهرات قد تسفر عن تغييرات كبيرة، حتى لو تمكنت الجمهورية الاسلامية في هذه المرحلة، من السيطرة على التظاهرات بصورة مؤقتة من خلال القمع الشديد، سيعود المواطنون إلى التظاهر بشكل أقوى.
رووداو: هل استخدم المتظاهرون السلاح ضد القوات الأمنية في أي مكان؟
محمود أميري مقدم: وفق معلومانتا، كلا. الاحتجاجات كانت سلمية. طبعاً، في زاهدان أعلنوا بعد الاحتجاجات عن مقتل نائب رئيس استخبارات الحرس الثوري، لكن الاحتجاجات في جميع المدن الأخرى في إيران بدأت سلمية، وكانت الحكومة هي من تقمعها باستخدام العنف.
رووداو: هل اتصلتم بعائلة ژینا أميني، وإلى أين وصلت القضية حسب علمكم؟
محمود أميري مقدم: مع الأسف، لم يكن لدينا تواصل مع أسرة ژینا أميني حول القضية والشكوى التي رفعوها، لكن الأسرة أدلت ببعض التصريحات، ولا نتوقع أن تقدم الجمهورية الاسلامية إجابات صحيحة، لأنها لم تقم بذلك في أي وقت.[1]