=KTML_Bold=مجزرة جندريسة والمسؤولون عنها=KTML_End=
رؤوف كاراكوجان
يجب تقييم أهميّة نوروز بالنسبة للكرد جنباً إلى جنب مع حالة الحرب التي يشهدونها، لا يزال الشعب الكردي يحافظ على إرث المقاومة الذي بدأ بقصّة نوروز الأسطوريّة، ترمز ملحمة كاوا الحدّاد إلى الانتفاض على الظلم والقمع وقد أوكل كاوا هذه المهمّة اليوم إلى كاوا المعاصر، مظلوم دوغان والعديد من أبطال نوروز. وطغاة اليوم (يُرمز لهم بضحّاك) الذين أصبحوا بلاءً للشعب الكردي، أكثر ظلماً وطغياناً من الذين سبقوهم؛ لذا عندما يُذكر نوروز فإنّ أوّل كلمة تخطر على بال المرء هي، الانبعاث؛ إنّه انتفاض على الظلم والعبوديّة. إنّه يمثّل المقاومة والنضال بالكامل.
استقبل الشعب الكردي نوروز 2023 بشكلٍ مهيب. ولفت انبعاث ومقاومة الشعب الكردي وإصراره على النضال على الرغم من كلّ المجازر، الهجمات والاحتلال وعمليات القمع والاعتقال، الاهتمام. تدفّق الشعب الكردي إلى الساحات كطوفانٍ عظيم.
وتعرّض المدنيّون الذين كانوا يوقدون شعلة نوروز أمام منزلهم في ناحية جندريسة في عفرين المحتلّة إلى هجوم المحتلّين؛ ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين من عائلة واحدة. وعلى إثر هذه المجزرة التي ارتكبها مرتزقة ما يُسمّى ب أحرار الشرقيّة خرج الأهالي إلى الشوارع وردّوا على المحتلّ بمقاومةٍ تليق بنوروز. وسادت الاحتجاجات مركز مدينة عفرين وموباتا وراجو.
لقد كسر الأهالي حاجز الخوف ووقفوا بوجه المرتزقة واحتجّوا عليهم وأوصلوا صوتهم إلى كلّ مكان، وقد اضطرت مجموعة أخرى من المرتزقة وهي هيئة تحرير الشام إلى زيارة ذوي الضحايا المقتولين لامتصاص الغضب الشعبي وبهذه الطريقة تعاملت مع الأحداث. هذه ليست مجزرة عاديّة بل مجزرة ذات معنى سياسيّ أعمق بكثير.
المسؤولون الحقيقيّون عن هذه المجزرة هم الدولة التركيّة الفاشيّة التي تحتلّ عفرين وباقي القوى الخاضعة لسيطرتها. أوّلاً عفرين محتلّة من قبل الدولة التركيّة ويجب اعتبار هذا جريمةً بحسب أعراف القانون الدولي.
ارتكبت الدولة التركيّة الفاشيّة جرائم حربٍ باحتلالها لعفرين، وهي تضيف كلّ يوم جرائم جديدة إلى جرائمها العديدة التي ارتكبتها حتّى اليوم، فهم يواصلون (الاحتلال التركي ومرتزقته) ارتكاب جرائم الاغتصاب، الخطف والمجازر بلا انقطاع. لقد دمّروا الطبيعة والتراث التاريخي والثقافي وحتّى أشجار الزيتون لم تسلم منهم، غيّروا ديمغرافيّة المنطقة والقوى المدعومة من دولة الاحتلال التركي؛ شركاءٌ في هذا الدمار الكبير.
مجموعات المرتزقة الموجودة في عفرين ومن ضمنها المجلس الوطني الكردي السوري تعمل جميعها تحت رعاية الدولة التركيّة، والدولة التركيّة ذاتها هي التي نشرت هؤلاء المرتزقة في عفرين، وبالتالي فقد قُتل الكرد الذين أوقدوا شعلة نوروز في جندريسة على يد دولة الاحتلال التركي، تجاوزت السلطة الفاشيّة لحزبي العدالة والتنمية (AKP) والحركة القوميّة (MHP) جميع الحدود في سياساتها العدائيّة حيال الكرد، ولهذه المجزرة خلفيّة تاريخيّة، لقد أخذت الدولة التركيّة إرث المجازر من العهد العثماني وهي الآن تضيف إلى مجازرها السابقة أخرى جديدة.
وبالإضافة إلى ذلك، وجدوا لأنفسهم شركاء جدد لمجازرهم ووضعوا الكرد في طور الإبادة. ومثلما أبادوا الأرمن، الآشور والسريان واليونان والعديد من الشعوب الأخرى على مرّ التاريخ، يسعون اليوم إلى إبادة الكرد أيضاً، لكنّهم لن يتمكّنوا من فعل ذلك.
أُوقدت شعلة نوروز في جندريسة وبالرغم من المجزرة حوّل الأهالي الساحات إلى ميادين للمقاومة.
ترتكب المجموعات المتطرّفة الإسلاميّة التي تخضع لسيطرة الدولة التركيّة ورعايتها، جرائم ضدّ الإنسانيّة في عفرين، وتشاركها في ذلك مرتزقة المجلس الوطني الكردي السوري، فأحد المسؤولين عن جميع الجرائم المرتكبة في عفرين هو بلا شك مرتزقة المجلس الوطني الكردي السوري، والحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً ليس بعيداً عن هذا. فلماذا ولأي هدف يتبنّى الحزب الديمقراطي الكردستاني المجلس الوطني الكردي السوري وبيشمركة روج ويرعاهم؟ عليه الإجابة على هذا السؤال؟
إنّه يفعل كل ما في وسعه لإضعاف ثورة روج آفا، لقد عملت شبكة الخيانة هذه على تحريض العشائر ضدّ حركة تحرير الشعب الكردي في باكور كردستان لسنوات وجعلت منهم أعداءً للحركة ولم تكتفٍ بذلك بل قدمت كافة أشكال الدعم للدولة التركيّة في باشور كردستان. تسبّب بمختلف أشكال المصائب لأهالي مخيّم مخمور.
لقد ارتكبوا كافة أنواع الجرائم من ذبح الناس كداعش إلى عمليات الحصار وحتّى التسبّب بنفوق الحيوانات. لقد هرب الكثيرون من بطش الحزب الديمقراطي الكردستاني ولجؤوا إلى صدّام لكنّهم بالرغم من ذلك لم يسلموا من بطشه، إنّه يرتكب جرائم مماثلة في شنكال أيضاً. كما تحالف مع الدولة التركيّة في عفرين ليكون بذلك شريكاً في جرائم ضدّ الإنسانيّة المرتكبة هناك، لقد نشر مرتزقة المجلس الوطني الكردي السوري في عفرين ليرتكبوا الجرائم مع فلول داعش.
على جميع الكرد الحكماء، أصحاب الضمير والشرفاء والصادقين محاسبة الحزب الديمقراطي الكردستاني على علاقاته الحيويّة الوطيدة مع الدولة التركيّة. فلطالما لعبت الخيانة دوراً مهمّاً في المجازر التي تعرّض لها الكرد على مرّ العصور، بدءاً من خيانة هارباكوس لآستياكس إلى خدمة الحزب الديمقراطي الكردستاني اليوم للدولة التركيّة.
تبيّن أنّ العرض السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي جرى تحت اسم مساعدة منكوبي الزلزال في عفرين، هو نفسه عرض حزب العدالة والتنمية في مناطق الزلزال بل نسخة أسوء منه حتّى.
إنّ كان سيتمّ تقييم مجزرة جندريسة فلا يمكن رؤيتها بشكلٍ منفصلٍ عن الحزب الديمقراطي الكردستاني والمجلس الوطني الكردي السوري. تقوم القوى الخائنة والمتواطئة مع الدولة التركيّة الفاشيّة وفلول داعش بمعاداة الكرد، وتمركزوا في عفرين للقضاء على ثورة روج آفا وارتكبوا مجزرةً في جندريسة.
لا قوّة الأعداء الخارجيين ولا قوّة المرتزقة المتواطئين والخونة كافية لمنع يقظة الكرد ووقف نضالهم. ونوروز 2023؛ هو أحدث دليل على هذا.[1]