=KTML_Bold=أسباب احتلال تركيا للمناطق الكردية=KTML_End=
#بير رستم#
كتبت أكثر من مرة عن قضية الصراع على سوريا بين عدد من الدول والشركات والمشاريع المتعلقة بقضايا النفط والغاز وطرق ايصالها للغرب الأوربي وها هو المعارض السوري، كمال لبواني يوضح ذلك من خلال الفيديو المرفق، بل يوضح لنا أيضاً الأسباب التي جعلت كل من الروس والإسرائيليين يدعموا تركيا في احتلال مناطق من الشمال السوري وبالأخص المناطق الكردية حيث يوضح اللبواني؛ الصراع بين عدد من الدول ومشاريعها ومنافساتها على قضية الجغرافيا كخط ترانزيت لايصال الطاقة إلى أوربا، فهناك مشروع قديم يمر من الأراضي التركية آتياً من العراق وإقليم كردستان، كما أن البنك الدولي له خطة لايصال نفط العراق والخليج عموماً من الفاو إلى الأردن ومنه إلى سوريا ليصب في ميناء حيفا بإسرائيل وهناك من يحاول أن تكون لبنان بدل إسرائيل، وإيران هي الأخرى تنافس وتريد أن تصل للمتوسط بعد أن تربط نفطها مع العراق وعبر سوريا وصولاً للبحر، بينما تركيا تريد أن تجدد، بل وتزيد من خطوط الربط عبر “أراضيها” لايصال البترول والغاز للدول الأوربية.
أما كردياً أمريكياً؛ فكان هناك نية وتفكير أن يتم ايصال نفط العراق والخليج عموماً، بعد ربطهم داخل العراق، ومن ثم وعبر الجغرافيا الكردستانية في كل من إقليم كردستان وروجآفا أن يتم ايصالها للبحر.. طبعاً هذا المشروع هدد الجميع؛ الإسرائيليين والأتراك والإيرانيين وكذلك الروس، يعني كان من مصلحة الجميع افشاله وهو الذي جعل الكل يتفقوا على وأده والسماح لتركيا باحتلال مناطقنا، بالتأكيد هو ليس السبب الوحيد والذي دفع لتركيا باحتلال مناطقنا الكردية حيث هناك أسباب سياسية عنصرية تتعلق بالذهنية الفاشية للحكومات التركية المتعاقبة، لكن يمكن اعتبار قضية ايصال الطاقة أهم تلك الأسباب حيث بجعل كردستان الجغرافيا البديلة كخط ترانزيت ستجعل تركيا لا تفقد فقط العائدات المالية، بل ستفقدها موقعها الجيواستراتيجي أيضاً وبالتالي دورها السياسي في المنطقة.. نعم ولكي نفهم سبب احتلال عفرين علينا ان نفهم خرائط أنابيب النفط والغاز أولاً وأخيراً.
طبعاً الأمريكي لا يقدم على مشروعه بخصوص خط الأنابيب تمر بالجغرافيا الكردية حباً بالكرد أو لسواد عيونهم، بل لغايات ومصالح خاصة بها؛ فهي من جهة وكأي صاحب رأسمال تجاري تريد أن يكون لها أكثر من عميل بالمنطقة ليتنافسوا على تقديم الخدمات بشكل أفضل وبتكلفة تنافسية أقل، وبالتأكيد لن تجد من ينافس الكرد في مجال تقديم الخدمات مقابل أثمان زهيدة وذلك نتيجة واقع شعبنا الضعيف حيث سيقبل بأقل الأثمان والامتيازات مقارنة بالآخرين مثل التركي أو الإسرائيلي، كما لا ننسى بأنها نوع من العقوبة والردع لتركيا بالذهاب مزيداً للحضن الروسي وذلك من خلال تخويفها بدعم القضية الكردية، لكن بنفس الوقت أمريكا لن تغضب حلفائها السابقين -تركيا وإسرائيل بالأخص- لإرضاء الكرد، بل هي تحاول التوفيق بين تلك المشاريع والأطراف المتناقصة وهنا تكون إشكالية الإستراتيجيات الأمريكية والتي تتمتع بالنفس الطويل وإنجازها على مراحل عديدة[1]