=KTML_Bold=محمد أرسلان: عفرين التي قصمت ظهر البعير العثماني=KTML_End=
دخلت اليوم مقاومة عفرين أسبوعها الأول في التصدي لثاني أكبر قوة في حلف الناتو وخامس قوة في العالم كما تدعي بعض مراكز الدراسات العسكرية الاستراتيجية، المقاومة الجبارة التي تبديها قوات سوريا الديمقراطية المكونة من جميع المكونات والشعوب في سوريا أثبتت بشكل قاطع أنه حينما تتعاضد الشعوب مع بعضها سيكون النجاح والنصر من نصيبها، بالرغم من الوحشية التي سيقوم بها الطرف المعتدي.
المقاومة التاريخية بكل معنى الكلمة ينبغي أن تكتب في التاريخ الجديد الذي يتم خطه وكتابته بدماء هؤلاء المقاومين في وجه أعتى فاشية ودكتاتورية في عصرنا بعد فاشية موسوليني ونازية هتلر، إنها استبدادية وظلم وفاشية أردوغان والعقلية النازية التي يتبناها.
الدولة التركية التي تم رعايتها وضخ القوة فيها من قبل حلف الناتو والتي باتت المخفر المتقدم لها في منطقة الشرق الأوسط أمام تطلعات الشعوب في الحياة الحرة والكريمة، قامت بوظيفتها على أكمل وجه خلال القرن العشرين في قمع كافة محاولات الشعوب في التحرر من الاستبداد والتبعية للغرب، وحاول أردوغان أن يكون الزعيم والمنفذ الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الجديد في الألفية الثالثة أيضًا، وذلك بدعم مباشر من قوى الحداثة الرأسمالية وأدواتها من القومويين والإخوان المسلمين والإسلام السياسي في المنطقة، فتارة لعب على الفلسطينيين في غزة وتارة نشر الفوضى في ليبيا وتونس ومصر والعراق والآن في سوريا، حاول أردوغان جاهدًا تحت قناع الإسلام السياسي أن يُظهر نفسه بالخليفة والسلطان الفاتح الأخير، إلا أن جميع مساعيه لم تنجح وذلك بفضل كشف حقيقته من خلال المقاومة التي أبدتها شعوب شمالي سوريا في قوات سوريا الديمقراطية وإفشال جميع مخططاته والقضاء على أدواته أيضًا.
الآن ندرك جيدًا لماذا أردوغان أصابه الجنون والهستيريا ويتصرف كالثور الخائر القوى والآيل للسقوط من كثرة السهام التي أصابته، أردوغان يعيش آخر فصول قوته وعنجهيتهالقومواسلاموية ويزداد وحشية وغطرسة كل يوم يفقد فيها هيبته واعتباره التي حاول أن يبنيها طوال عقود من الزمن وهو متربع على السلطة في تركيا وبدعم من قطر التي تُعتبر شبه الدويلة الوحيدة التي أيدته في احتلالها لعفرين.
عفرين الصغيرة بمساحتها والعظيمة بإرادتها ستلقن السلطان العثماني دروسًا في مقاومة الشعوب للاحتلال، وأن قوات سوريا الديمقراطية باتت الأمل الوحيد الآن في سوريا للصول بها إلى بر الأمان. فشل أردوغان هو بحد ذاته فشل لما كانت تسمي نفسها “المعارضة”، هزيمة الجيش التركي هي هزيمة لمرتزقته أيضًا كما هُزِمت داعش من قبلهما، وهزيمة لكل القوى التي ساندت وأيدت أردوغان في غبائه هذا لاحتلاله عفرين والشمال السوري.
انتصار عفرين هو انتصار لكل شعوب الشرق الأوسط التي كانت تهاب البعبع العثماني والفزاعة الأردوغانية. الآن تدرك شعوب الشرق الأوسط والمنطقة عامة أن الكرد ليسوا كرد أمس وأنهم يُدركون جيدًا كي تُدار المعارك وكذلك النشاطات والفعاليات السياسية والدبلوماسية.
نعم، ليس للُكرد إلا البندقية صديقة لهم وكذلك لكافة شعوب المنطقة، وسوف تكون عفرين الصغيرة بحجمها عبارة عن القشة التي ستقصم ظهر البعير العثماني أردوغان التي تكبَّر وطغى على البلاد والعباد.
إنَّ هجوم تركيا على عفرين هو ليس حربا بين الكرد والترك، بقدر ما هي حرب شرسة بين ذهنيتين، ذهنية أردوغان الممثل والوكيل الشرعي لقوى الحداثة الرأسمالية النهّابة لكدح الشعوب والقضاء على مجتمعاتهم، وبين ذهنية أخوة الشعوب والعيش المشترك على أساس الأمة الديمقراطية والتي يحمل لواءها الآن شعوب شمالي سوريا من كرد وعرب وآشور وسريان وأرمن وتركمان.
سبعة أيام على مقاومة قوات سوريا الديمقراطية هزت عرش أردوغان وأصابته بالجنون وحولته إلى وحش يصرخ بأعلى صوته كي يخيف العالم بعويله، إلا أنها سكرات الموت ليس إلا، وستنتصر إرادة الشعوب التواقة للحياة الحرة والكرامة.
“صدى البلد” المصرية
[1]