=KTML_Bold=آلدار خليل: الأمة الديمقراطية.. حلّ لأزمات الشرق الأوسط=KTML_End=
منذ القدم، تمثل منطقة الشرق الأوسط مركزاً هاماً للالتقاءات المتعددة، الدينية، القومية، المجتمعية ويسود في هذا المركز دائماً معضلات وأمور تعقد سير هذا التنوع والتعدد بتجانسه الطبيعي لتفرض هذه المعضلات المصطنعة دائماً واقعاً مصطنعاً، يطغى على حقيقة هذه المنطقة بما فيها، وهذا الواقع المذكور يكون دائماً في خدمة فئات لا في خدمة الحقيقة التي تتميز بها المنطقة.
ما قبل نهاية السلطنة العثمانية (التي عاثت دماراً في المنطقة) وبعد اتفاقية سايكس – بيكو 1916 لم تفارق المعضلات الموجودة في منطقتنا، حيث الانتداب، الاستعمار، الاحتلال كانوا عناوين عريضة لجعل المنطقة صفيحاً ساخناً، انقلابات وتوتر وهيمنة فيما بعد في سوريا، وكذلك الأمر في العراق، وهكذا كان حال كل الدول. مع بداية عام 2010 نجم عن كل هذا التعقيد صراع جديد اجتاح المنطقة ليكون بمثابة “فورة بركان”. لكن، لا زال الاستقرار غائباً؛ والحلول غير موجودة والأمور في تعقيد أكثر من ذي قبل.
وهذا ما يشير إلى أن المعضلة الرئيسية عدا عن تلك المصالح والحسابات الدولية في المنطقة؛ إلى وجود تفرقة مصطنعة بين التركيبة الأساسية للمنطقة وبخاصة في عناصرها المتعددة؛ المتنوعة مجتمعياً، حيث من يحاول جرّ الأمور نحو منحى عدا عن الذي يحقق الاستقرار والحل الجامع لكل هذا التنوع يعيق ويعمق الأزمة في المنطقة ويفرض وقائع معينة. دلالات هذا الكلام عملياً في منطقتنا كثيرة، فلبنان الآن ساحة توتر وانجذابات، ليبيا ساحة حرب مفتعلة، العراق يسوده الفوضى والاطالات الدولية والإقليمية، تركيا تحولت لمركز دعم للفوضى والحرب وتصدر مشاكلها الداخلية وتتجاهل ما فيها من واقع، اليمن في تقاسم وصراع، إيران مهددة وتهدد، روسيا وأمريكا في تنافسات تاريخية في المنطقة والتوازن صعب لديهم، أما سوريا فهي تحولت لمركز حرب عالمية وفيها تتصدر التعقيدات ومنها يمكن وصف الحلول!
عملياً؛ نستطيع القول بأنه لا يوجد إجماع على الحل ولا حتى إعطائه الأولوية؛ مع العلم بأن محاولات فرض الحلول بعد كل هذه الأزمة خاصة بعد عام 2010 بمنطق يلغي مراعاة أهمية التنوع في المنطقة قد فشل وسوريا مثال على ذلك، حيث جنيف، أستانا، سوتشي ولاحقاً اللجنة الدستورية المنبثقة عن الأمم المتحدة لأنهم كانوا يتناولون الجزء وينكرون “الكُل المهم”، لم يحدث أي تطور حتى الجزء المتناول غير مهيأ لأن يكون قاعدة حل. لذا؛ الحل الذي يمكن من خلاله تحقيق نتائج هامة تفضي إلى الاستقرار والديمقراطية والتعايش ويلغي الصراع والحروب هو الحل الذي يزيل كل الأمور المصطنعة في المنطقة ويعيدها إلى حقيقتها.
الأمة الديمقراطية “مشروع هام” ويمكن أن يكون الحل بقوة، بدون الطرح الذي يطرحه هذا المشروع لا يمكن مطلقاً تحقيق نتائج. لذا؛ تجاهله من جهة والبحث عن حلول جزئية من جهة يعود لعدم الرغبة في الحل أصلاً، النتائج العملية لهذا المشروع في مناطق شمال وشرق سوريا تثمر اليوم ويمكن اعتبار هذه المنطقة منطقة تجربة لهذا المشروع واستخلاص نتائجه التالية:
تحولت مناطق شمال وشرق سوريا اليوم وبالرغم من كل المخططات والمكائد لأكثر المناطق استقراراً وثباتاً في سوريا والمنطقة؛ بتنوع وتعدد شعوبها وأديانها، في حين تحولت المناطق الأخرى الأقل تنوعاً إلى ساحات للفوضى والصراع.
روناهي
[1]