=KTML_Bold=د.م.درويش: مامصير السوريين والكورد بعد سقوط النظام السوري=KTML_End=
كورداونلاين
موجة الحل السلمي والدعوة للانتقال السلمي للسلطة أصبحت تطفو على السطح ومعظم التوجهات الدولية والإقليمية تذهب في هذا المنحى، لكن ماذا عن الشعب السوري الثائر المُضحي والمستمر في تضحياته، هل هذا الشعب سيوافق على هكذا توجهات
مامصير السوريين والكورد بعد سقوط النظام السوري؟
د.م.درويش
المشهد الحالي للشأن السوري ميدانياً ودبلوماسياً، حراكاً ثورياً سياسياً وعسكرياً، كل المشهد لم يصل بعد إلى الخيوط الأساسية لإدارة الأمور والتخطيط لها بالشكل الإيجابي الواعد، أمّا التّقدّم النوعي للحراك الثوري ولاسيما العسكري يبقى بمثابة نقاط مضيئة متفرّقة في ليل حالك الظلام ، فكل التطورات الحاصلة داخلياًً وإقليمياً ودولياً لم تتوصل بعد لصيغة ما لحل الوضع المأساوي القائم في سوريا.
فالحراك الثوري بناشطيه وعسكره وساسته لا توجد عندهم رؤية واضحة أو آلية متكاملة لإسقاط النظام بشكل ما، والمجتمع الدولي بكل تجاذباته واستقطاباته المُتمثلة في مجلس الأمن ولدى الدول العظمى المؤثرة ف الشأن السوري، وكذلك الدور الإقليمي والعربي المُشتت تارة والمُتنافر تارة أخرى، فهو غارق في تأويلات مُبهمة وحسابات بعيدة كل البعد عن مطالب الشعب السوري الصريحة في الحرية والكرامة وحقوقه الإنسانية، واستمرار يته في الثورة والسعي للتخلص من النظام السوري المُهيمن والوحشي والقابع على صدور السوريين منذ عدة عقود من الزمن.
أمام هذا المشهد الكارثي والغامض، لابد لكل مُتابع للشأن السوري أن يتساءل عن مصير السوريين عامة والكورد خاصة عن مصيرهم عند وبعد سقوط النظام، وللإجابة على هكذا سؤال يتوجب علي جميع المهتمين بذلك التوجه للإجابة على السؤال المحوري الأساسي والأولي، ألا وهو كيف سيسقط النظام وبأي آلية؟ وطالما لا توجد إجابة على هذا السؤال المحوري الأساسي ، فالإجابة على سؤال ما مصير السوريين بعد السقوط، يبقى في فضاء التكهنات والتوقعات بين مسارين غامضين وهما الحل السلمي أو التدخل العسكري.
رغماً عن كل التصريحات المُنادية بضرورة الانتقال السلمي للسلطة وحقن ما تبقى من دماء السوريين، تبقى هذه المُقاربة بلا فائدة طالما لا يوجد توافق دولي مُؤثّر وباتجاه واحد وضاغط على النظام السوري الرافض والمُعطّل لكل المبادرات والمقترحات والوساطات وكأنه يتحدى كل الأطراف ضارباً بعرض الحائط كل المساعي الإقليمية والدولية ولايعترف بمطالب الشعب السوري الثائر، وإنّما الشيء الوحيد الذي نراه ونلمسه بوضوح في كل هذه العملية المُعقّدة هو متابعة النظام استخدام طريقته الأمنية القمعية العسكرية، مُطبّقاً كل أنواع القتل والدمار ومُستفيداً من الصمت الدولي ومن كل التخاذل الدولي ومن ضعف تأثير المجتمع الدولي على مجرى الأمور في سوريا، وبالتالي عدم توفر الضغط الكافي واللازم لمحاصرة هذا النظام الديكتاتوري المُراوغ والدموي بإمتياز.
أمّا السؤال عن مصير الكورد السوريين بعد سقوط النظام، فالمعادلة الأساسية تبقى نفسها حول ماهية أو آلية إسقاط النظام، أمّا عن مصيرهم عند أو بعد السقوط فهو أكثر تعقيداً، كون كل المُؤثرات المُطبقة على السوريين تنطبق على الكورد السوريين أيضاً، مُضافاً إليها تخبط الحراك الكوردي في سوريا، من تناحر بين الأحزاب الكوردية رغم اصطفاف معظمها في مجلس كوردي أو هيئة كوردية، وعدم تخلّصهم من نزاعاتهم الحزبوية والشخصية وحتى الإيديوليجية، وباتت صراعاتهم تتخطّى الحدود السورية، وبالتالي عدم توصّلهم لتفاهمات بينيّة، تجعل منهم عاملاً مُعيقاً وغير مُستعدّاً أو مُهيّأً لخوض مرحلة سقوط النظام وما بعد السقوط، وسيكونون طرفاً غير فعّال أو مؤثّر أمام بقية الأطراف السورية الأخرى.
اليوم، موجة الحل السلمي والدعوة للانتقال السلمي للسلطة أصبحت تطفو على السطح ومعظم التوجهات الدولية والإقليمية تذهب في هذا المنحى، لكن ماذا عن الشعب السوري الثائر المُضحي والمستمر في تضحياته، هل هذا الشعب سيوافق على هكذا توجهات؟ وكيف؟ ووفق أي شروط؟ هل وفق جنيف على الطريقة الروسية؟ أم وفق جنيف على الطريقة الأمريكية؟ سأقول ذلك بشكل آخر أيضاً، هل الشعب السوري سيقبل بمرحلة انتقالية ولو محدودة وبمشاركة مع النظام أو بعض رموزه، أم لا؟ بكلمة مُختصرة أكثر ومباشرة ، انتقال سلمي للسلطة وتشكيل حكومة انتقالية بوجود الأسد أم بدونه؟
[1]