$عفرين تحت الاحتلال (29): قرية ديرصوان في رهبة وقلق… تفجيرات، هدم منازل وقطع أشجار، إزالة أبراج الاتصالات السورية$
تتكشف خبايا نفوسهم جلياً؛ بين اللصوصية ومذلة الارتزاق، يهابون أي مفاجئةٍ من مقاتل مُقاوم في لحظةٍ ما، الذي لطالما أرعبهم بشجاعته؛ مسلحون إرهابيون وبيادق بيد جيش الاحتلال التركي، سائرون في بُغض الفساد واضطهاد أهالي عفرين.
ما يؤكد على نزولهم إلى الدرك السفلي من السلوك المشين، سرقة ألبسة مغسولة ومنشورة من أمام منازل في قرية برج عبدالو وغزاوية، والاستيلاء على أجهزة هاتف نقال بشكل عشوائي في أكثر من مكان بمدينة عفرين وبعض قراها، ومصادرة كمية من حطب الزيتون قام بتجميعها عمال تقليم الأشجار وعائلة فقيرة من مُهجَّري الغوطة في إحدى حقول جنديرس.
ويؤكد أهالي عفرين أن معظم التفجيرات التي تقع بين المدنيين أو على خلفية اقتتال الميليشيات هي من صنيعة جيش الاحتلال ومرتزقته، بهدف نشر الرعب وتطفيشهم، ففي ليلة 8 نيسان، حدث تفجير على طريق ماراتيه- منطقة الفيلات، لم تُعرف نتائجه، وآخر في دوار القبان- طريق ترندة، أدى إلى مقتل من كان يود زرع متفجرات، حيث ذكرت صفحات تواصل اجتماعي أن الفاعل هو المدعو عبد المنعم الزعبي- داعشي سابق من الرستن. كما انفجرت عبوة ناسفة قرب دوار نوروز الخميس 11 نيسان، وعصر الجمعة 12 نيسان حدث إنفجار بالقرب من الحاجز المسلح في مدخل عفرين من جهة جنديرس، تلاه إغلاق المنافذ الرئيسية للمدينة، مع تحليق طيران على ارتفاعات منخفضة.
وفي ملف الاختطاف والاعتقالات، أخبار شتى، من تهم ملفقة وتهديدات بالحرق والقتل والترحيل، ومما وردنا:
– في قرية ديرصوان- ناحية شران، تم اختطاف حوالي أحد عشر مواطناً، بينهم امرأة، وهم (شيخو محمد كرز، ريناس محمد كرز، شيار محمد كرز، فؤاد نعسان برازي، شيخموس محمد خليل، محمد هوريك عثمان، حسن أحمد جامو، روشين حبش حسين، منان أنور عبد الله، منان أحمد آغا، حسن تركي علق من عائلة زعتر- المكون العربي)، إذ أُطلق سراح سبعة منهم؛ حيث سادت القرية أجواء الرهبة والقلق، ولدى الأهالي خوف شديد من الإدلاء بأي تصريح.
– تم اختطاف نساء ورجال من بلدة ميدان أكبس: (أمينة حسين، أمينة داوود عكاش) تم إطلاق سراحهما بعد دفع فدى مالية، و (أمينة عمر وزوجها، فاروق حميد خالد، رشيد عمر سيدو، شكري بطال بطال، مصطفى حسن دوديك) وآخرين لا يزال مصيرهم مجهولاً ويُطلب من أهاليهم فدى مالية، و(مصطفى مصطفى كيل إيبو) مختطف منذ عشرة أشهر، مجهول المصير أيضاً؛ ولا يزال عشرات من عوائل عائدة إلى البلدة تعيش مع أقرباء لهم خارج منازلها، ، بسبب استحلالها من قبل عوائل المسلحين وممن تم توطينهم.
– إلقاء القبض على مختار حي هاجو في ناحية شيخ الحديد المواطن محمد عارف من قبل ميليشيات سليمان شاه (العمشات)، وإجباره على دفع فدية ألف دولار، بحجة انتماء أبنائه إلى الإدارة الذاتية السابقة في عفرين.
– اعتقال الممرض محمد بطال (أبو جهاد) من قرية جقلا الوسطى- ناحية شيه، مدة اسبوع واطلاق سراحه بعد دفع فدية مالية لميليشيا العمشات.
ومن جهةٍ أخرى، الميلشيات المسلحة تمنع أصحاب بعض حقول الزيتون في سهول زرافكه- معبطلي من حراثتها وتقليم أشجارها، بغية تأجير أراضيها لمربي الأغنام، كما تُعاقب من يقدم أي شكوى على ذلك.
وفي قرية جويق يتم إجبار الأهالي على شراء الخبز من بائع محدد وبسعر أعلى، دون السماح لآخرين في بيعه، كما تم قطع حوالي عشرين شجرة زيتون عائدة لأسرة الراحل عبد الرحمن عثمان من قبل المسلحين في القرية.
كما يقوم عناصر الحاجز المسلح في مدخل مدينة جنديرس بمضايقة وتفتيش الركاب بعد إنزالهم من الحافلات، وخاصةً النساء منهم، وفي بلدة شيه (شيخ الحديد) يتم إجبار الأطفال من قبل ميليشيا العمشات على حضور دروس دينية بتعاليم إسلامية متطرفة.
وقد أشرنا في تقارير سابقة إلى أن جيش الاحتلال ومرتزقته، يمنعون عودة أكثر من /180/ عائلة لقرى روباريا (جلبر، كوبله، ديرمشمش، زريكات، باسليه، خالتا)- جبل ليلون، وهم مشردون بين مدينة حلب وقرى مناطق النزوح في شمالها، حيث تم نهب محاصيلهم الزراعية ومنازلهم وممتلكاتهم، وشُيدت فيها مقرات عسكرية؛ وفي الأسبوع الفائت تم تهديم حوالي /15/ منزلاً ومبنيي الوحدة الإرشادية الزراعية والمدرسة وخزان شبكة مياه الشرب شمالي قرية جلبر بالآليات الثقيلة، استهدفت إحداها بقذيفة، فردت قوات الاحتلال بقصف قرية تنب المجاورة، مما أدى إلى استشهاد طفلة /13/ عاماً فيها.
واستمراراً في محاولات تغيير بنى تحتية وطمس هوية المنطقة الكردية والسورية، من تخريب أو استبدال شبكات الكهرباء ومياه الشرب والري والبريد والاتصالات وتغيير أسماء المعالم والقرى واستهداف وسرقة المواقع الأثرية… لجأت قوات الاحتلال التركي والجماعات المسلحة المتطرفة الموالية لها إلى تدمير أبراج اتصالات الهاتف النقال السورية (سيريتل وMTN) في ناحية شرَان، واستبدالها بأبراج تركية، مثلما فعلت سابقاً في ناحية جنديرس، وكانت قد استهدفت أثناء العدوان على عفرين أبراج قرى (خليل، موسكه، بيخجه، قطمة)، مما جعلت وسائل الاتصال الهاتفي والنت محصورة بالشبكات التركية، تعزيزاً للارتباط بالدولة التركية- دون أن تعلن نفسها دولة احتلال- ومتابعة ومراقبة المستخدمين بشكل دقيق. وقد أكد (الرائد يوسف الحمود) المتحدث باسم (الجيش الوطني) على قرار إزالة جميع أبراج الشبكات السورية في ريف حلب الخاضع لسيطرته.
إن إلقاء مسؤولية الانتهاكات والجرائم المرتكبة على الجماعات المسلحة أو على بعضها أو تنسيبها لأفراد منها دون تحميل حكومة أنقرة أيضاً، التي يُثبت جميع الوقائع والمعايير صفة الاحتلال على وجودها في منطقة عفرين السورية، لأمرٌ مخزي وفي غاية السذاجة ولربما الخبث أيضاً.
13-04-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]