$عفرين تحت الاحتلال (44): العدوان والاحتلال كارثة على الآثار والمعالم التاريخية… انتهاكات وجرائم مختلفة$
لاتزال تركيا تفرض حصاراً مطبقاً على منطقة عفرين، فلا تتمكن الطواقم الإعلامية ومندوبي المنظمات الحقوقية والمدنية وجهاتٍ معنية من البحث الميداني والاطلاع عن كثب على أحوال المنطقة وأهاليها في ظل أوضاعٍ مزرية يعيشونها.
وقد وثقنا مايلي:
“المرحوم علي عبدو”
– ليلة الخميس- الجمعة 19 تموز، داهمت مجموعة مسلحة منزل المواطن المسن علي عبدو (عائلة زمبو من عشيرة العميرات العربية)، قرب معصرة فؤاد ناصر على طريق جنديرس – مدينة #عفرين# ، بعملية سطو مسلح إرهابية، وأقدمت على قتله خنقاً بعد تعذيبه وربط زوجته وضربها أيضاً، مع سرقة أموالٍ له.
– طلبت ميليشيا مسلحة فدية مالية كبيرة من المواطن المسن عمر جمو شرف من قرية شاديريه، فلم يتمكن على دفعها وتوارى عن الأنظار، وقامت تلك الميليشيا بخطف شقيقه نوري جمو شرف /60/ عاماً منذ أسبوعين، الذي بادر للنوم في منزل أخيه، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– اختطاف المواطن مصطفى خليل ونجله محمد من قرية معرسكه – جبل روباريا، نهاية الأسبوع الماضي، ولا يزال مصيرهما مجهولاً.
– مواطنون آخرون (زكريا بعبو، سعيد عابدين جمكي، محمد نور خانه، محمد احمد مصطفى) كانوا ضمن حملة اعتقالات قرية عربا- معبطلي، في 9 تموز.
– معتقلين، في 11 تموز، من قرية حُسيه- معبطلي، هم (جلال مصطفى عليكو بن بحري، شكري داود بن محمد، سليمان داود بن محمد، طاهر عبدو بن نعسو، محمد حسين ياسمين).
– اعتقالات متوالية للشباب في بلدة جلمة منذ أسبوع بتهم ملفقة لا أساس لها، والإفراج عنهم بعد دفع فدى مالية تتراوح بين /50-150/ألف ليرة سورية عن كل واحد.
– اعتقال المواطنتين (نوروز سمير محمود، روشين عثمان جمو) والمواطن إبراهيم عبد الرحمن عثمان من قرية كورزيليه من قبل الحاجز المسلح في قرية ترنده قرب عفرين.
– هناك أكثر من /12/ حاجز للمسلحين على طول الطريق الواصل من قرى جومة إلى عفرين، كل واحد يفرض إتاوة /500/ ليرة سورية على كل سيارة نقل خضار وفاكهة، أي بمجموع /6/ ألاف ليرة سورية كحدٍ أدنى.
– يقوم المسلحون بسرقة بساتين الفاكهة في حقول قرى غزاوية وبرج عبدالو ونهبها بشكل يومي، ولدى تدخل مالكيها يتعرضون للإهانات والتهديد بالقتل أو حرق البساتين.
– إضرام نيران في غابات حج حسنا يوم الجمعة الفائت.
وما يؤكد على وجود عناصر من تنظيمات القاعدة وأجانب بين الميليشيات المسلحة المنتشرة في عفرين، رؤية الأهالي لبعضهم يرتدون الجلباب القصير وهم حفاة، ضمن حاجز مسلح تم نصبه من جديد بين قريتي غزاوية وبرج عبدالو، حيث بعضهم لايعرفون التحدث بالعربية.
وأنباء عن قيام (الشرطة العسكرية) في عفرين بحملة لاعتقال عناصر وضباط في ما تسمى بالجيش الحرّ يعملون ضمن عصابات لصناعة وتجارة الحبوب المخدرة، في قرية درقليا وناحية بلبل، حيث قبضت على ضابط في قرية “توبله محمود” على الحدود وكان بحوزته حبوب مخدرة وماكينة لصناعتها.
هذا ويتعرض اللاجئون السوريون في مدينة استنبول إلى اجراءات مشددة من حيث ثبوتيات الإقامة وتراخيص العمل والأعمال وبطاقات التأمين، والكثير منهم مهددون بالترحيل دون أي اعتبار لأوضاعهم الأسرية والاجتماعية، حيث رحّلت السلطات التركية بعضهم قسراً إلى منطقة عفرين- سوريا وإن لم يكن من أهاليها في خطوةٍ إضافية للتغيير الديمغرافي الممارس في المنطقة.
ولا تزال الآليات الثقيلة تنقل الصبات الاسمنتية لأجل استكمال بناء جدران وتحصينات للمواقع العسكرية وكذلك بناء جدار عازل للمنطقة عن جنوبها، حيث شوهدت تلك الآليات وهي تتنقل بين قرى كمروك وميدانكي وكفرجنة.
ووردتنا أن آليات ثقيلة تعمل على جرف وحفر تل برج عبدالو- شيرَوا الأثري، بشكل مكشوف منذ ما يقارب الشهرين، حيث تم حفره بعمق حوالي /5/ أمتار وتسوية جزءٍ منه مع الأرض، بحثاً عن كنوز ولقى أثرية يختزنها، وذلك في سياق برنامج مرسوم من الاحتلال التركي لسرقة الممتلكات الثقافية للمنطقة ومحاولة إمحاء تاريخها وهويتها وشطب الآثار الدالة على الحضارات التي مرّت بها؛ ولطالما عفرين غنية بتراثها الثقافي التاريخي، وسُجل قسم منه على لائحة التراث العالمي من قبل منظمة “اليونسكو” الأممية، بينما كانت يد التنقيب بعيدة عنه، سوى من بضع بعثات أجنبية، فإن عدوان تركيا واحتلالها للمنطقة شكَّل كارثةً على آثارها ومعالمها التاريخية، فقد تم قصف مواقع (عيندارا، هوري، تقلكه، سمعان، براد) بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، فتضررت وأزيلت عنها معالم قيّمة، وتحولت منحوتات وأسُود معبد عيندارا من الحجر البازلتي إلى ركام، وعلى مدار عام وربع، يتم تجريف ونبش عشرات التلال والمواقع الأثرية بالجرافات والآليات الثقيلة والأدوات البسيطة أيضاً، لأجل سرقة كنوزها ونقلها، مثل ما جرى في تلال (جنديرس- وتحويله لمهبط طيران بتسوية سطحه وتعبيده بالبحص وفتح طريق إليه، زرافكه وكمروك وسيمالك وكتخ ودروميه- معبطلي، قيبار، خرابه علو- قرية جوبانا بناحية راجو، بئر قرية كئورا- راجو، موقع أرض كلسيه- كنيسه وبئر علويته بين قريتي كئورا وشيخ بلال) وغيرها
وفي بيان لها بتاريخ 10-07-2019 ناشدت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية “الضمير العالمي وكل المنظمات الدولية المعنية بالشأن الثقافي، وكذلك الشخصيات الاعتبارية والأكاديمية العالمية، وكل مهتم وحريص على الحضارة الإنسانية، التدخل لحماية التراث الثقافي السوري ووضع حدّ للعدوان الجائر على هذه المواقع الأثرية التي يمثل فقدانها خسارة كبيرة للإنسانية جمعاء. وهو انتهاك سافر للمواثيق والأعراف الدولية التي تمنع الدول المحتلة من الاعتداء على موارد الشعوب التي اُحتِلَّت أرضها”، وجاء في البيان: “تفيد آخر المعلومات الواردة من منطقة عفرين عن قيام الجهات المذكورة بتجريف التلال الأثرية الواقعة في سهل عفرين مستخدمين في ذلك الجرافات الثقيلة للكشف عن الكنوز واللقى الأثرية التي تختزنها هذه التلال التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين. وهو ما يؤدي إلى دمار الطبقات الأثرية وتحطيم صفحات مضيئة من تاريخ وحضارة الشعب السوري”.
وفي تصريح لموقع روسيا اليوم RT قال الدكتور محمود حمود مدير عام الآثار والمتاحف: “إن عشرات المواقع في عفرين استباحها الأتراك وكل من ينضوي تحت رايتهم من الإرهابيين… خرق للقوانين والشرائع الدولية كلها، جرائم حرب يجب أن يحاسبوا عليها”. ويتحدث عن عفرين قائلاً “منطقة غنية جداً بالمواقع الأثرية، وأن التلال الأثرية التي تتعرض للنبش والسرقة، عبارة عن مدن أثرية فوق بعضها، فارتفاع التل يصل إلى 25 متراً ويتكون من طبقات تعود كل منها إلى فترة أو حضارة”، وأضاف “أربع بلدوزرات تنقب في موقع واحد هو موقع تل برج عبدالو”.
إن المجتمع الدولي أمام مسؤوليات تاريخية في حماية وإنقاذ منطقة عفرين وأهاليها من براثن الاحتلال والإرهاب، لطالما الكُرد كانوا ولا يزالوا مناهضون لقوى الشرّ والظلام ومناصرون لقيم السلم والحرية والمساواة.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]