الاعتقاد والانتماء عند الكورد الفيلية
بقلم ( كامل سلمان )
اسمع كثيرا من يقول نحن الكورد الشيعة ( ويقصد الكورد الفيلية ) ويحاول تثبيت من خلال هذا المفهوم ان ما يميز الكورد الفيلية عن الكورد الأخرين هو الانتماء الديني المذهبي ، هذا الكلام هراء . الدين او المذهب هو اعتقاد وليس انتماء اي انك عندما تقول انا كوردي فإنك قد اعلنت هويتك وانتماءك وهذا يشمل كل من انتهى نسبه الى الاصول الكوردية وهذا شيء لا يمكن تغيره او التلاعب به لإنه موجود في التركيبة الجينية ، وأما المذهب او الدين فهو اعتقاد يختلف من إنسان لأخر وهذا الاعتقاد قابل للتغيير في اية لحظة ولا يجوز ربطه بالانتماء ، فعندما يقول فلان من الناس نحن الكورد الشيعة فإنه هنا يتكلم فقط عن فئة كوردية تؤمن بالتشيع وجنى على بقية الكورد الفيلية لإن الكورد الفيلية منهم من بدل دينه ومنهم بدل مذهبه ومنهم من لا يؤمن بالدين والمذهب ومنهم العلماني والملحد وحسب المعتقد الذي يؤمن به ، فكيف يجوز اعطاء حالة الاعتقاد لصفة الانتماء ، لا أدري هذا الكلام ينم عن جهل او تعمد . فإن كان عن جهل فيرجى الانتباه وإن كان عن عمد فهذه سابقة قد تكون لها أثار سلبية على مستقبل هذا المكون المتعدد الاعتقاد وعلى العلاقة مع بقية فئات الشعب الكوردي العريق ، والكل يعلم ان الانتماء لم يكن في يوم من الايام سببا لصراعات بين الناس بل ان الاعتقاد هو الذي سبب معظم الصراعات الدموية في التأريخ القديم والمعاصر ، لذلك يجب ان يبقى الاعتقاد شيء شخصي لا يجوز ربطه بالهوية الوطنية او القومية .
عندما يتحول الاعتقاد من الحالة الشخصية الى الحالة المجتمعية يتحول الإنسان لا شعوريا الى التعصب والتطرف ضد المعتقدات الاخرى ويصبح اعمى فكريا وتصبح له الاستعدادات للتخلي عن هويته الانتماءية والذوبان في المعتقد واحيانا ضد انتماءه الحقيقي وحتى ضد ابناء جلدته في الانتماء ، ولنا شواهد كثيرة على ارض الواقع وبذلك يكون هذا الإنسان قد تم مسخه وتحويله من كائن الى كائن اخر ويخلق العداوة والبغضاء مع اناس هو جزء منهم في الاصل وقد تصل هذه العداوة الى الاقربون الذين هم مصدر وجوده ومصدر قوته … نحن الكورد الفيليون لا يميزنا عن بقية اخواننا الكورد في ارجاء العالم سوى اختلاف اللهجة واختلاف بعض العادات التي تتولد بحكم البيئة السكنية .
الكورد الفيلية اليوم على المحك وهم في بداية مشوارهم لتثبيت هويتهم وليس اثبات معتقدهم ، فلماذا يتم اضاعة جهود الكوادر الخيرة التي سعت طويلا مع الكم الهائل من التضحيات وتشتيت بوادر الخير للملمة الكيان الكوردي الاصيل وصبها في قالب واحد . فلتكن تجاربنا المريرة وتجارب الشعوب الاخرى امامنا عند اي خطوة نخطوها وعند اي مفهوم نطرحه ، فالكورد امام فرصة تأريخية لا تعوض فهم على اعتاب مرحلة جديدة قد تجعل للفيلين حضور دائم في المستقبل مع الاحترام الشديد لكل معتقدات افراد الشعب الكوردي .
Kamil.salman@gmail.com
[1]