الكورد الفيلية والاصل العربي
بقلم( كامل سلمان)
نسمع بين فترة واخرى ادعاء بعض من الكورد الفيلية بأن اصولهم عربية بل ويذهبون الى ابعد من ذلك بأنهم من النسل العلوي تحديدا ، فنرى ممن يحسبون انفسهم شيوخ في القبائل الفيلية ارتدائهم للدشداشة والعقال معتقدين جازما بأصولهم العربية ، ومن يقف وراء ذلك هم بعض شيوخ القبائل العربية المعروفة ،، هنا نرجع قليلا الى التأريخ ، وفي بدايات العصر الاموي فقد كتب الشاعر الاموي مالك ابن الريب قصيدته الاشهر في تأريخ الادب العربي ( مرثية مالك بن الريب) هذا الشاعر المتوفي سنة 57 هجرية فقد رثا نفسه قبل موته ، وقد كان في غزوة مع والي خراسان ابن عثمان ابن عفان وعند عودته من خراسان الى اهله في الحجاز مرض مرضا شديدا قبل وصوله الى اهله في الحجاز فكتب قصيدته الطويلة ثم توفي ، وجاء في احدى ابيات هذه القصيدة ماهو دليل قطعي الى اصالة الكورد الفيلية واثبات انهم هم اهل العراق الاصلين ، وفي هذا البيت الشعري يقول الشاعر
أقول وقد حالت قرى الكورد بيننا
جزى الله عمرا خير ماكان جازيا
هنا يذكر الشاعر الموقع الذي توفي فيه قبل دخول اراضي العراق
وفي هذا البيت الشعري تظهر لنا مجموعة حقائق
الحقيقة الاولى : ان الطريق البري الذي يربط الجزيرة العربية بخراسان ( حاليا ايران) عن طريق العراق هي الاراضي الممتدة من شمال العمارة الى شمال خانقين وهي الطريق الوحيد المستخدم بين ايران ووسط وجنوب العراق منذ القدم وحتى يومنا هذا وهي اراضي لم يسكنها غير الكورد ، وفي عهد الدولة الاموية لم تكن هناك مدن بغداد والكوت وديالى لإن هذه المدن تأسست في زمن الدولة العباسية وكل ماكان موجود في ذلك الوقت هي المدن الكورية القائمة حتى يومنا هذا على الجانبين الايراني والعراقي .
الحقيقة الثانية : كلمة قرى وحسب المفهوم القرآني وقواميس اللغة في العهد الاسلامي الاول هي بمعنى المدن التي تسكنها قبائل ذات ثقافة وعادات وتقاليد ومعتقد مشترك وما خالف ذلك فتسمى مدن ( راجع التفاسير ) ، اذا كلمة القرى التي اشار اليها الشاعر هي المدن الكوردية الممتدة حتى الجزء العربي من العراق أنذاك لأن العرب المستعربة هي القبائل التي كانت تسكن جنوب نينوى امتدادا الى الانبار والكوفة وحتى البصرة قبل الدخول العربي الى اراضي وادي الرافدين اي ان اكثر من نصف مساحة العراق في ذلك الوقت كانت اراضي كوردية وشعبها هم الكورد ولكن المعادلة تغيرت بعد سقوط مملكة كسرى والفتح الاسلامي .
الحقيقة الثالثة : ان المدن الكوردية التي ذكرها الشاعر هو دليل يناقض ماذهب اليه بعض المؤرخين من ان الكورد كانوا عبارة عن أقوام متنقلة ( رحل) ، فهنا يذكرهم ويذكر قراهم ومدنهم واستقرارهم في هذه الاراضي وهذا يعني انتماءهم لهذه الارض قبل الاف السنين .
اذا الكورد الفيلية هم اصل اهل العراق وهم موجودون قبل الدخول العربي للعراق فمتى اصبح الكورد من اصول عربية. ولا استبعد بناءا على ذلك ان تكون الكثير من القبائل العربية هي من اصول كوردية ،،، اضف الى ذلك ان الزي الكوردي قديما وحاضرا هو ( الصاية والچراوية) وقد كان يعتقد بأن( الصاية والچراوية) هو زي بغدادي عربي وهذا تناقض أخر لأن الزي العربي والتركي والفارسي المحيطين بالعراق ليس لديهم هذا الزي لا تأريخيا ولا حاضرا ، وعندما أحتل الانكليز بغداد في الحرب العالمية الاولى تخلى البغداديون العرب عن ( الصاية والچراوية) ولبسوا السدارة والبنطلون والجاكيت بينما احتفظ الكورد الفيلية بهذا الزي ( الصاية والچراوية) حتى يومنا هذا . فهل نحتاج ان نثبت انفسنا بأننا عراقيون فندعي بأن اصولنا عربية ونحن الاصل. لذا وجب علينا ككورد فيليون ونحن امتداد للأمة الكوردية ان نستقتل حتى نثبت للجميع كل هذه الحقائق ونكون دائما المواطن رقم واحد لأن العراق عراقنا بلا ادنى شك .
[1]