مظلومية الكورد الفيليون
نعيم الهاشمي الخفاجي
مرت علينا قبل أيام الذكرى الأليمة التي طالت أبناء الكورد الفيليون العراقيون على ايادي نظام صدام الجرذ الهالك واتباعه من اوباش حزب البعث الساقط، وبما اننا عشنا مع الفيليون وهم عاشوا معنا فمن الواجب الاخلاقي ان نذكر مظلوميتهم، الفيليون لم يكونوا حالة طارئة في المجتمع العراقي وحضاراته التاريخية فهم موجودون عبر تاريخ حضارة وادي الرافدين، بل الوجود الفيلي بالعراق أقدم من قدوم اجدادنا العرب من اليمن والجزيرة العربية بعد فيضان سد مأرب، نظام البعث استهدف الفيليون لأسباب مذهبية بالدرجة الأولى وقومية، يوجد بالمجتمع العراقي هنود وافغان وقوقازين واتراك مذهبهم سني تم اعتبارهم عرب اصلين، عندي صديق دكتور يعمل في مركز DNA وسألته عن أصول مناطق العراق قال لي الجنوب هم أكثر الناس جينيا مع العرق العربي ومع ابرهيم، وقال لي اجرينا فحوصات لناس يدعون أنفسهم سادة من نسل الرسول محمد ص في غرب العراق وفي تكريت وسامراء يدعون انهم احفاد الأمام علي الهادي والامام الجواد وابين أنهم ليسوا عربا وانما من أصول تركية وهندية، منطقة شارع الشيخ عمر بغالبيتهم اكراد سنة نظام البعث اعدهم من أصل القباىل العربية، يتكنون في لقب الشيخ أو الاعظمي أو أو …..الخ لأنهم يعرفون اصولهم ليست عربية، الكورد الفيليون عروقهم موجودة في الحضارة العراقية عبر التاريخ، لازالت الاثار والمدن الفيلية موجود مثل فضاء بدرة التي كانت عاصمة لامارة بدرة الفيلية التي اسقطت بابل من خلال الزعيم الكوردي الفيلي كورش الذي اقتحم بابل واسقطها وكانت عاصمته في مدينة السوس سابقا والشوش الحالية في الاهواز التي ضمت إلى ايران بعد الحرب العالمية الاولى، عندما اقتحموا بابل حرروا انبياء معتقلين منهم نبي دانيال ع والذي يوجد له ضريح ومزار في مدينة الشوش وقد وفقنا لزيارته والاقامة في الشوش شهرا كاملا بعد خلاصي من معتقلات أبناء امتنا العربية المجيدة حيث سجنت اربع سنوات ونجوت من الموت في اعوجة انجاني وفد دنماركي حيث تم منحي لجوء سياسي، كانت ابواب العرب مقفلة في وجوهنا وسافرنا إلى ايران زرنا الأمام علي بن موسى الرضا ع عام 1995 وزرنا شقيقته فاطمة المعصومة ع في قم وزرنا اصدقائنا العرب المهجرين من المعارضين لنظام البعث والمهجورين من الفيليين من ابناء مدينتي قضاء الحي في الاهواز والشوش وقاموا في اكرامنا وتقديرنا وادخلونا إلى بيوتهم، استهداف الفيليون كان استهداف مذهبي طائفي، لان صدام الجرذ الهالك هو لصيق على العرب وفحص ال DNA أثبت أن صدام واقاربه ليسوا عرب وهذا كلام مراكز الأبحاث الجينية وليس افتراء، لذلك الفيليون اكثر اصالة وعراقية من اللقيط صدام الجرذ الهالك، في بداية تأسيس للدولة العراقية لعب الاكراد الفيليون دورا مهما في الثقافة الشيعية العراقية فكان الكثير من الشعراء الحسينيون هم فيليون وايضا لديهم المواكب الحسينية الكثيرة في مدن بغداد والجنوب والفرات الأوسط وديالى، لعب الفيليون دورا مهما في النضال ضد الأنظمة البعثية الشمولية الطائفية، شاركوا في ثورة الشعب الكوردي وبرز قادة كبار من الفيليون الشيعة في الحزبان الوطني والديمقراطي الكوردستاني، منهم حبيب الفيلي والد اراس الفيلي الذي يتزعم حزب المرحوم احمد الحلبي حاليا، المرحوم الدكتور المناضل الوطني عادل مراد القيادي في حزب الاتحاد الوطني ابن خال الأخ الأستاذ انور عبدالرحمن مدير صحيفة صوت العراق، اللواء جبار فرمان الفيلي وو……الخ هم كورد فيليون، الكثير من الكتاب الكورد هم فيليون منهم الصديق الأستاذ الكاتب محمود الوندي والصديق ازاد الوندي والاخوة الاخرين كتاب من مندلي وخانقين ……الخ أقدم نظام صدام الجرذ على تهجير التجار والمثقفين الفيليين لمصادرة اموالهم واعدام طبقة الشباب ولازال عشرة الاف شاب فيلي تم اعدامهم بدون اي ذنب ودفنهم في صحاري السماوة والناصرية والنجف والبصرة وشرق الكوت……الخ.
قبل الدولة العراقية الحديثة كانت الحدود مفتوحة مابين العراق والاهواز وكرمنشاه وايران، بعد ولادة الدولة العراقية عام 1921 تم تقييم المواطنين العراقيين الى قسمين القسم الأول هم الذين يمتلكون وثائق عثمانية والباقي من المواطنين هم من التبعية الايرانية.بل هناك الكثير من العرب الشيعة سجلوا تبعية ايرانية لخلاصهم من الخدمة العسكرية، امتداد الفيليون من مسجد سليمان في الاهواز آلى مهران جنوبا وشيخ سعد وعلي الغربي الكوت لقضاء الحي إلى ديالى ، ينتشر الفيليون في معظم مدن الناصرية والسماوة والديوانية وكربلاء والنجف وبغداد يشكلون نسب تتفاوت لكن بكل الأحوال هم موجودون كنا في قضاء الحي نحتفل في عيد نوروز مع حيراننا واصدقائنا الفيليون، وجود الفيليون في الحي أو الكوت لايعني انهم اغلبية لكن لهم وجود معنا وهناك علاقات زواج ومصاهرة وصداقة بل الكثير منهم دخل في تحالفات قبلية مع العشائر العربية في الوسط والجنوب حالهم حال تحالفات الاكراد والتركمان مع القبائل العربية في كركوك والموصل،
في هذه المدن بالوسط والجنوب تم اختلاط الإخوة الفيليون كما اسلفنا سابقا بالعشائر العربية وتمازجهم بسبب وحدة الولاء المذهبي واصبحت العلاقة متداخلة فرضتها علاقة الجوار وضرورة التعايش وحب ومولات ال البيت ع ضمن مشايعة ال البيت ع
لدى الكورد الفيليون لغة كوردية او بالاحرى لهجة خاصة بهم، لربما يتبري لي كاتب عنصري متطرف قوميا كورديا يقولي ما ليس اقوله وهم كثيرون المتطرفون بكل القوميات وهذا شيء طبيعي.
في بغداد يكون اكثر تمركز الفيليون في جانب الرصافة وبالتحديد مناطق الصدرية وباب الشيخ ( عقد الاكراد) والشورجة وجميلة ومدينة الصدر حي الاكراد وفي الطالبية المرتبطة إداريا في الاعظمية ونالت مانالت من المفخخات في سنوات الإرهاب والاكراد الفيليون لهم وجود في شارع فلسطين هذا الاسم قلب الأمة العربية النابض، بكل احياء الشيعة هناك وجود فيلي لأنهم مختلطون مع إخوانهم العرب الشيعية عقائديا، يعملون في التجارة وكان كبار التجار من الفيليون، وقد نقل لي المرحوم الحاج أبو عادل النجفي أحد كبار تجار الشورجة يقول وصلتنا دعوة من قبل منظمات البعث للاجتماع مع القيادي البعثي النافق طه ياسين آلى اجتماع في غرفة التجارة لأغراض تجارية وهناك تم إغلاق الأبواب عليهم وتسفيرهم جميع، هجرهم لمصادرة اموالهم وضرب التجار الشيعة المسيطرون على الشورجة، وكان أكثرهم هم تجار الحديد والخشب والأقمشة والملابس الجاهزة والعدد، الفيليون عملوا في صناعة العدد والسيوف والمناجل وفي العطارة في علاج الطب الشعبي بالمدن العراقية عملوا في مجال التعليم لدينا من المعلمين القدامى في قضاء الحي المرحوم الأستاذ جودي أبو وليد صاحب النفس الطيبة والكريمة، عمل الفيليون في القصابة وفي البقالين وفي بناء البيوت وحمالين عملوا في كل مجالات العمل، بل رفد الفيليون الحوزة الدينية الشيعية في مئات العلماء والمشايخ ولديهم الكثير من أصحاب الشهادات اساتذة جامعات عندهم الكثير من الموظفون والمعلمون والفنانون والشعراء والسياسيون الكاتب الكبير والعالم اللغوي مصطفى جواد و السياسي الكبير عزيز الحاج، وسمعت أن الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري شاعر العرب هو كوردي فيلي، قادة الصف الأول في حزب الدعوة الاسلامي وفي منظمة بدر بغالبيتهم اكراد فيليون وان حمل الكثير منهم القاب عربية، لدينا من الشيوخ المثقفين الشيخ محمد سعيد النعماني أيضا فيلي، لدينا محللين سياسيين امثال الأخ لقمان فيلي وعصام فيلي ……الخ وهناك حقيقة لقد مارست جميع الانظمة العراقية منذ عام 1921 وإلى يوم سقوط الصنم ممارسات طائفية استهدفت الشيعة العرب والاكراد الفيليون من خلال حملات الاضطهاد العنصري لكن شريحة الفيليون يجمعون مابين القومية والمذهب الشيعي، الفيليون ومعهم الشيعة كانوا مع الزعيم عبدالكريم قاسم بعد سقوط عبد الكريم قاسم تم استهداف المثقفين الفيليين الشيعة لأسباب مذهبية من قبل الحرس القومي، خلال فترة تولي العنصري الطائفي الشوفيني عبد السلام عارف استهدف الشيعة وبشكل أكبر الشيعة الفيليون واستمرت عمليات التهجير الوحشية والإبادة الجماعية في عهد البعث المقبور وهجروا مئات آلاف الفيليين من عام 1970 بحجة أنهم فرس ايرانيين وكان أشدها ألما هي عمليات التهحير الطائفية عام 1980 في مسرحية تفجيرات المستنصرية حيث اصدر نظام البعث،قرار في
تشجيع الزوجات والأزواج العرب على الطلاق من الكردي الفيلي(الذي أصبح فارسي) مقابل مكافات مادية كبيرة وامتيازات مغرية،تصل لعشرة آلاف دينار بوقتها مع قطعة ارض وقرض من المصرف العقاري، انا شخصيا شاهدت في ايران عندما زرتها عام 1995 حالات تسفير غريبة تجد ام مهجرة وزوجها واطفالها بالعراق وشاهدنا ازواج مهجرون واطفالهم بالعراق بل اغرب شيء رأيته بالعراق كان نظام البعث يسمي الفيليون عجم فرس مجوس والاغرب في ايران يسموهم عربو هههه شر البلية مايضحك يالها من مصيبة وكارثة، بعد سقوط نظام البعث ايضا الارهاب البعثي الطائفي استهدفهم ولنا في تفجيرات حي الصدرية والذي كان بحق حرب ابادة وتطهير عنصري وقومي وطائفي،مضاف لعمليات إستهداف أهالي مندلي الفيليون المهجرون بسنوات الحرب والذين استقروا في المدن القريبة من مندلي وفي بعقوبة أو استهدافهم على الطرق العامة في ديالى في اتجاه بغداد أو خانقين، الحكومات العراقية بعد سقوط صدام لم تستفاد من أخطاء الأنظمة السابقة وتؤسس نظام حكم مستقر فدرالي اسوة بتجربة نظام حكم الإمارات لان وضع العراق متعدد قومبا ومذهبيا ولايوجد حل بدون تطبيق طريقة جديدة لحكم العراق في جعل العراق ثلاثة أو أربعة اقاليم كلامي لايعجب الكثير لان شعوبنا وبالذات العرب امة لايعرفون يحكمون أنفسهم والدليل بددت الثروات وسالت دماء ملايين البشر والنتيجة لاشيء، الرحمة لشهداء شيعة ال البيت ع بشكل عام والفيليون بشكل خاص.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
[1]