النظام السوري فقد مقومات البقاء متى يرحل؟
البشرى، أخيراً بدأ يسمع في شوارع دمشق والمدن السورية الأخرى أصوات الشعوب السورية المنتفضة بوجه جلاديها رافضة العيش تحت قوانين الطوارئ و الحكم الديكتاتوري المستبد. فليعلم العالم، إن هذه الثورة الشعبية المندلعة في بلاد الشام، هي امتداد للانتفاضة التي أشعلها الشعب الكوردي سنة (2004) في غرب كوردستان، في قامشلو و الحسكة و المدن الكوردية الأخرى، رافضاً السياسات العنصرية العروبية التي مارسها نظام البعث السوري بحقه منذ عشرات السنين، فلذا قام الكورد بانتفاضتهم المباركة قبل الآخرين، مطالبين بحقوقهم المشروعة، وبذلك كما أشرنا، سبقوا الشعوب السورية بإسقاط القناع من على وجه هذا النظام الديكتاتوري. لكي لا تهضم حقوقهم ثانية ، يجب على الكورد قبل الدخول في أية جبهة أو تكتل مع القوى السورية، أن يكون مطلبهم الأول، بعد رحيل النظام، هو كتابة دستور جديد توافق عليه الشعوب السورية، من العرب و الكورد والسريان الخ، يستنبط جل بنوده من القانون الدولي، وتثبت فيه بصورة صريحة و واضحة المعايير الدولية لحقوق الإنسان، و أن يرفع اسم (العربية) من الجمهورية السورية، لأن الاسم الرسمي لها منذ استقلالها سنة (1946) هو الجمهورية السورية لكن في غفلة من الزمن أضاف العروبيون سنة (1961) تسمية (العربية) إلى اسم الجمهورية السورية، دون أن يستشيرون الشعوب السورية الأخرى شركائهم في الوطن، يجب على المواطن العربي أن يعرف، أن الوطن السوري ليس وطننا للعرب وحدهم، هناك شعوب وقوميات أخرى موجودون على أرض سوريا قبل مجيء جحافل العرب إليها، بل إن جل الذين يتكلمون العربية، هم من أصول غير عربية، من السريان و الرومان، من المغضوب عليهم، الذين أسلموا تحت حكم السيف العربي، اسلم تسلم، ثم تغيرت لغتهم عبر الزمن إلى اللغة العربية، وكذلك الكورد، أن مئات الآلاف منهم استعربوا وفق سياسة منهجية دنيئة قامت بها الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم في سوريا، و لم يكتف العنصريين بتعريب الشرائح الكبيرة منهم، بل استعربت حتى أسماء مدنهم وقراهم، و أسقطت الجنسية السورية عن عشرات الآلاف منهم ظلماً و بهتناً، دون أن يلتفتوا إلى ماضي هؤلاء الكورد، الذين أسدوا خدمات كبيرة للعرب،و أنهم أحفاد ذلك الذي أنقذهم وأنقذ الشرق من الغزو الغربي قبل ثمانية قرون، يا ليته لم يفعل. وفي العصر الحديث هناك (إبراهيم هنانو) ذلك الكوردي الذي ثار بوجه الاحتلال الفرنسي رافضا الوصاية الأجنبية، حاملاً في داخله سجية الكوردي الذي يرفض الاحتلال من أينما يأتي، وقبله وقف ضد الاحتلال الفرنسي، البطل الكوردي (يوسف العظمة) فاديا بحياته، من أجل أن تعيش الشعوب السورية بعز و كرامة، لكن الحكومات العربية التي توالت على حكم سوريا، كالعادة، بدل أن يكرموا أحفاد وأبناء هؤلاء، جاءوا اضطهدوهم و شردوهم. الآن، وبعد الانعطافة التاريخية المجيدة، التي اكتسحت دول الشرق الأوسط، ومنها سوريا، يستوجب على النظام البعث، قبل أن يرحل، ولكي لا يلحقه لعنة التاريخ إلى ابد الدهر، عليه أن يكفر عما اقترفه من جرائم بحق الشعب الكوردي في إقليم غربي كوردستان، و أن يقدم اعتذاراً رسميا لهم، عن جميع الجرائم التي قام بها طيلة سنوات حكمه...، ويلغي القوانين الشاذة التي أصدرها ضده، و يعيد فوراً الجنسية السورية إلى (250) ألف كوردي الذين سحبت منهم سنة (1962) بموجب الإحصاء الاستثنائي سيء الصيت الذي أجري في محافظة (الحسكة) فقط، وشمل الكورد دون سواهم، على سبيل المثال (الآشوريون) الذين جيء بهم من العراق في العشرينيات من القرن الماضي واسكنوا في غرب كوردستان (سوريا) لم تسقط عنهم الجنسية السورية، وكذلك الأرمن. المضحك المبكي في هذا الإحصاء، أن الكوردي (توفيق نظام الدين) رئيس أركان الجيش السوري، سحبت منه جنسيته، لأنهم شككوا في مواطنته. من ألاعيب وأكاذيب حزب البعث السوري العديدة، أن مؤتمره القطري العاشر المنعقد سنة (2005) قرر دراسة إعادة الجنسية السورية إلى الكورد الذين سحبت منهم، لكن مرت ست سنوات لم تحرك الحكومة البعثية ساكنا في هذا الاتجاه، بعد الثورة المباركة للشعوب السورية، عادت وكررت نفس النغمة القديمة، وهي دراسة إعادة الجنسية السورية للكورد الذين سحبت منهم بدافع عنصري. العمل الآخر الذي يجب أن يقوم به نظام البعث، هو إزالة الحزام العربي الشوفيني الهمجي، الذي يمتد من الحدود العراقية حتى الحدود التركية، بطول يصل إلى حدود (400) كيلو متر، و إعادة العرب المستوطنين الذين استوطنوا ضمن هذا الحزام العروبي إلى مناطقهم التي جيء بهم منها، المعروف للقاصي والداني، أن الكورد في غربي كوردستان، فقدوا بسبب هذا الحزام الشوفيني، حوالي (4000) كم مربع من أراضيهم، أي ما تعادل 90% من مساحة فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة).القرار الآخر الذي يجب أن يتخذه النظام، هو إعادة أسماء المناطق الكوردستانية التي عربت، إلى أصلها الكوردي الأصيل، لأن عدم إلغاء هذا القرار الجائر، ستبقى هذه الأسماء الدخيلة، لطخة عار في جبين العرب الذين قبلوا بهذه السياسة العدوانية تجاه الشعب الكوردي. في الحقيقة لا نعرف كم لطخة عار نحسب عليهم، حتى أصابع اليدين ما عادت تكفي للعد. إن الشيء الذي يستغرب منه الإنسان عندما يقرأ أسماء المناطق المستعربة في إقليم غرب كوردستان، يصادف بأسماء دخيلة، لمناطق في (فلسطين) و العراق والمصر و الجزائر و اليمن الخ، حلت مكان الأسماء الكوردية الأصيلة، على سبيل المثال وليس الحصر، اسم قرية برابي الكوردية استبدل وحل محله تسمية (خان يونس) وهي مدينة في (فلسطين)، كذلك غيروا اسم قرية شكر خاچ إلى (شرم الشيخ) و استبدلوا اسم قرية تل كوشك إلى التسمية... (اليعربية) و غيروا اسم رك ئافا إلى (حيفا) غريب أمر هؤلاء... بعد إن دق الجيش الإسرائيلي خازوقا في أسفلهم من شرم الشيخ إلى سعع جاءوا فيما بعد بجيوشهم التي تطلق من الخلف وحرروا (حيفا) في غربي كوردستان، حيث وجدوا فيها قرية كوردية مسالمة، غيروا اسمها إلى (حيفا) وبهذا العمل الجبان تخيلوا أنهم حرروا (حيفا) من اليهود، أليس هذا العمل... يدل على أن هؤلاء العروبيين مرضى نفسيين؟، وعملوا نفس الشيء مع (قنيطرة) بعد إن يأسوا من تحريرها وجدوا لهم قرية كوردية أمينة في ربوع غربي كوردستان نفثوا حقدهم و كراهيتهم عليها، وغيروا اسمها من گر پرا پاشا إلى (قنيطرة). والشيء ذاته مع قرية سويديكا كه ش عربوها وسموها (يافا)، أيضاً غيروا اسم گر شيروان إلى (عدن) تصوروا، للمدن اليمنية أيضاً نصيب في تعريب القرى والمدن الكوردستانية. كذلك قرية مزگفت عربت إلى (وهران) حسب علمي أن (وهران) اسم مدينة في الجمهورية الجزائرية، ثم لماذا هذا الحقد الدفين على كل شيء كوردي، أن اسم مزگفت يعني (مسجد) أ إلى هذا الحد أنتم حاقدون على الكورد ترفضوا حتى اسم مسجد بالكوردي الذي هو رمز الاحتلال العربي لكوردستان؟، كذلك صب العروبيون جام غضبهم على قرية خربي جحاش وغيروا اسمها إلى (الحيرة) مدينة قديمة كانت موجودة في العراق، أيضا استبدلوا اسم هرم ر ش د قورى إلى (القاهرة) وهي عاصمة الجمهورية المصرية، و غيروا اسم قرية سميتكا ژورى إلى البصرة، وهي مدينة في جنوب العراق. لقد أدرك الكورد منذ زمن ليس بقصير، أن الشيء المهم عند هؤلاء الشوفينيين قصيري النظر، هو أن يزيلوا الأسماء الكوردية الأصيلة بأية طريقة، ويأتوا بأسماء من بعض البلدان التي تحكمها العرب، دون أن يفحصوا هذه الأسماء، ماذا تعني، أهي عربية أم غير عربية، أليست هذه هي العنصرية بعينها؟. أيضاً استبدلوا اسم قرية خرارو إلى (نابلس) و كور علي إلى (عروبة) أية عروبة هذه، التي تستولي على مدن وقرى الشعوب المسالمة و تسميها بأسماء مدنها التي فقدتها في حروب مع شعب صغير، لكنه أقوى منها، كانت نفوسه حينها ثلاثة ملايين، والعرب إبان تلك الحرب كانت نفوسهم (150) مليون؟ أ بهذه الطريقة... تغطي العروبة على جبنها و استسلامها؟ تسرق حاجات الغير لتستر بها عورتها الذميمة. بالمناسبة أن النظام البعث العراقي، أحدث حي للمستوطنين العرب، داخل مدينة كركوك السليبة، في جنوبي كوردستان، و أطلق عليه اسم (العروبة)، صدق من قال، أن لا فرق بين البعث السوري والبعث العراقي، لأنهما يشبهان كلاش (حذاء) هورمان، حيث لا فرق بين فردة اليمين عن فردة اليسار. أيضاً غيروا اسمي قريتي إيبرترانا ژیر و ژور إلى (بيت لحم تحتاني) و (بيت لحم فوقاني). و قرية كودوشان غيروها إلى تسمية... وهي (البعثية). و استبدلوا اسم كرانة شرقي إلى الأعظمية، التي هي مدينة ضمن العاصمة العراقية بغداد، و أكثر سكنتها من السنة... كذلك حولوا اسم كرداري إلى (دير ياسين)، و بليسة إلى (كربلاء) مدينة في العراق فيها قبر الحسين ابن علي. في الحقيقة، أن هذه الأسماء التي اشرنا إليها، هي قيض من فيض، لأن هناك أكثر من (1000)، ألف اسم، للمدن والقرى الكوردية تم تعريبه، بموجب قرارات رسمية صدرت من الحكومات السورية المتعاقبة، للعلم، هناك أيضاً مئات المزارع والبساتين الكوردية تحمل أسماء كوردية، تم تعريبها من قبل هؤلاء... وكذلك المعالم الأثرية القديمة، والجبال والأنهر جميعها استبدلت أسمائها بدافع عنصري، من الأسماء الكوردية إلى الأسماء العربية، على سبيل المثال وليس الحصر، قلعة الأكراد يطلق عليها اليوم قلعة (الحصن) جبل الأكراد تم تعريبه إلى جبل (العرب) أو جبل (حلب). الشيء الذي لا يدعو للشك، أن هذه السياسات المتبعة ضد الكورد في سوريا، هي سياسات عنصرية عروبية، لأن الأسماء غير الكوردية لم تعرب، وبقيت على حالها، كالأسماء الفرنسية واليونانية والرومانية و التركية. أضف إلى هذا، إرهاب الدولة المنضم ضد الكورد، التي تعتقل وتقتل شبابهم بدم بارد. أليس هذا هو التطهير العرقي بعينه، يطبق ضد الكورد، لإفراغ غرب كوردستان من سكانها الأصليين، وهم الكورد؟، أين كانت منظمة الأمم المتحدة عندما نفذت هذه السياسات الهوجاء؟ أين كانت حقوق الإنسان من هذه الجرائم البشعة التي ارتكبت ضد الكورد في الجزء الغربي من وطنه المحتل؟.
حذاري أيها الكورد في غربي كوردستان أن يلعب و يراوغ عليكم نظام البعث مرة أخرى، ويمرر سياساته العنصرية الشوفينية المغلفة بالديمقراطية و مصلحة الوطن. تناقلت بالأمس وساءل الإعلام، أن رئيس النظام السوري (بشار الأسد) اجتمع مع شيوخ و وجهاء الكورد، و وعدهم بإنهاء قضية الجنسية التي سحبت من الكورد خلال أيام، و نسي أو تناسى (بشار الأسد) أن مؤتمر القطري العاشر لحزبه في (2005) قد وعد بدراسة هذه الجريمة التي نفذت ضد الكورد، لكن مضت ست سنوات على ذلك المؤتمر، ولم تحرك حكومة البعث ساكنا فيما يخص هذا الأمر. لكن بعد أن وقع نظام البعث في دائرة الخطر، قام يتشبث يمينا و يسارا لعله يتعلق بشيء ينقذه من مصيره المحتوم، فلذا وجد في القضية الكوردية، القشة التي قد تنقذ نظامه من نهايته المحتومة، فعليه صرح رئيس النظام بشار الأسد بأن قضية إعادة الجنسية إلى الكورد (السوريين) ستحل خلال أيام، كيف يصدقه الكورد، لقد مرت (48) سنة تركت دون حل؟، وبعد مؤتمرهم الذي اشرنا إليه مرت ست سنوات ولم تحل أيضاً، جاء الآن بشار الأسد يراوغ من جديد لكسب الوقت، ويعد الكورد بأن الجنسية ستعاد إليهم بعد أيام،سوف نرى؟، فإن يك صدر هذا اليوم ولى فإن غداً لناظره قريب.
أيها الكورد في إقليم غرب كوردستان. حتى هذه اللحظة النظام السوري يراوغ معكم، وغير صادق فيما يقول و يفعل، بالأمس دعا عدد من الشيوخ والوجهاء الكورد إلى القصر الجمهوري، واستثنى الأحزاب الكوردية، الممثلة الشرعية للشعب الكوردي في إقليم غربي كوردستان، حاول النظام من خلال هذه الدعوة، أن ينقل للعالم، صورة سلبية عن الكورد، بأنهم، ليسوا شعباً، بل هم عبارة عن مجموعة عشائر، فلذا يدعو شيوخهم إلى القصر الجمهوري لالتقاط صور تذكارية ليس إلا. فليعلم الأسد و نظامه... أن الكورد في (سوريا) شعب يكون جزءاً من الأمة الكوردية، له أحزابه السياسية التي تمثله في (سوريا)، مع جل احترامنا و تقديرنا للوجهاء والشيوخ الكورد،أنهم يمثلون عشائرهم فقط، بينما الشعب، يمثله أحزابه الوطنية، من يريد أن يعيد حقوق الكورد المسلوبة إليهم، يجب عليه إن يجلس و يجتمع مع تلك الأحزاب التي تمثله، لا أن يراهن على مجموعة لها تأثير محدود على بعض الأفراد. الشيء الذي يجب إن تعلمه الأحزاب الكوردستانية في إقليم غربي كوردستان، وأنا على يقين تام أنهم يعلمون جيداً، أن سياسة الدولية قد تغيرت لصالح الشعوب، وهذا قرار اتخذته الدول العظمى، لكن الأنظمة المتهرئة، تحاول بشتى الوسائل إعاقة هذا التغيير، الذي ستنال فيه الشعوب حريتها و استقلاليتها، فلذا يحتم عليكم أن ترصوا صفوفكم جيداً، أحزاب و منظمات و عشائر و أفراد، لكي تنالوا كامل حقوقكم القومية. ألم تشاهدوا بالأمس رئيس وزراء (تركيا) رجب طيب أردوغان، الذي زار إقليم جنوب كوردستان، وأفتتح مطارا أنجزته شركات (تركية)، وأنه تحدث بأسلوب غير عدائي عن الكورد، لو لا أنه يعلم جيداً، أن العالم في انعطافة كبيرة، و يسير نحو تغيير شامل، قط لا يزور إقليم كوردستان، ولا يخاطب الكورد بود واحترام،لأن المعهود، أن الأتراك كانوا دائماً يعادون الكورد، وسمجين في تصريحاتهم عن حقوقهم المشروعة، لكن أردوغان يعلم جيداً، أن اللعبة انتهت، و عجلة عصر الشعوب و الديمقراطية بدأت بالتحرك، وستسحق جميع الديكتاتوريات، ومن يقف أمامها محاولاً السير بعكس الاتجاه، فهؤلاء الحكام الديكتاتوريين، الذين لا زالوا يتشبثون بالحكم، يحاولوا بالعنتريات و بالخطابات الرنانة، أن يمددوا أيام حكمه الجائر،أنهم يعلمون جيداً،أن التاريخ جاوزهم، وما هم إلا غربان ينعقون.
[1]