شفق نيوز/ اعلن مسؤول المعهد الثقافي الكوردي في طهران بهرام ولدبيكي، عن دعمه لإعلان مؤسسة شفق للثقافة والإعلام عن إطلاق جائزة فيلي دوس السنوية لاختيار اكثر الناس دعما للكورد الفيليين خلال مدة عام.
منذ ما يربو على ثلاثين عاما، يعد ولدبيكي من المؤسسين للأعمال الكوردية وتأسيس الجريدة الاسبوعية (ئاوێیەر/ آبیدر) في مدينة سنندج وفي جريدة آشتي في طهران والجريدة الاسبوعية في التسعينيات من القرن الماضي في المعهد الثقافي الكوردي في طهران، وهو يعرف جيدا الصعوبات والامتيازات الخاصة في العمل الصحفي، يقول في مقالة قصيرة له ترجمته وكالة شفق نيوز:
الكورد الفيليون هم من القبائل الكوردية التي كانت على طول التاريخ القومي الكوردي دائما في قلب الحدث وصانعيه سواء في ايران او في العراق.
في العراق الكورد الفيليون كان لهم اسهاماتهم في تأسيس الاحزاب الكوردية والحزب الشيوعي ونوعا ما في العمل في القومية العراقية التي تختلف عن القومية العربية والعروبية وكذلك في الاحزاب الشيعية وتكمن اهمية هذا في أن هؤلاء الناس في عهود التضحية بالدم والروح انشغلوا بالعمل الحزبي والنضال وبشجاعة ومنحوا كل شيء من دون انتظار أي مقابل في عملهم الحزبي، لا في أوقات العوز والحاجة ولا في اوقات السلطة، وخصوصية الكورد الفيليين تكمن في انهم كانوا دائما يمنحون الأرواح ولا يأكلون الخبز.
على الرغم من أن هذه الخصوصية عظيمة ونزيهة، إلّا أنه في عالم السياسة التي لا ينتظر فيها احد الآخر ويعد انتظار البعض للبعض الآخر امراً غير سياسي وسذاجة، وهذه هي الخصلة العظيمة جلبت الخسارة تلو الخسارة لهذه الجماعة التي دخلت عالم السياسة بشكل صحيح واخلاقي، لانه –للاسف- عالم السياسة في الشرق الاوسط هو المضي على الأساس السيء الذي تم استسقاؤه من كلام ماكيافيللي حيث قاموا فيها بتحطيم البعض للبعض الآخر ومدوا يد التعاون مع هذا وذاك بما فيهم يد الاعداء وترك الصديق لوحده امام العدو و...ومن الامور المعروفة بينهم انه قد يصل الى بيع الإنسان وقتال الاخوة، مع الاسف؟ أم لحسن الحظ؟ انا في الحقيقة لا اعرف ماذا اقول، اقول (مع الاسف) للتعاسة والكوارث (مثل كوارث) الكورد الفيليين والصداقة والطيبة واستقامة الكورد الفيليين هو ما محى اسمهم من دنيا السياسة، او اقول (لحسن الحظ) و(مثل سعادة) الكورد الفيليين لم يكن كذلك، وبهذا العمل اثبتوا للجميع من الافراد او الاحزاب، بأن الأخلاق لم تمت لحد الان، وهذه دعوة لهم للاستمرار على طريقهم ولا يغرقوا في خضم الغبار المتراكم ولا يضيعوا طريقهم.
في العراق، الكورد الفيليون، كان لهم الحظ الاوفر في عالم الصحافة السياسية الكوردية والعربية منذ بدايات ظهورها، وفي ايران، ايضا كان كذلك، و اوائل الصحف الكوردية كانت إحداها في مهاباد اسسها الاستاذ شبول واخرى اسسها الاستاذ حسين فيلي في ايلام وكرماشان.
وفي طهران اول طبقة من الكورد الفيليين كانت تبحث اكثر شيء عن هويتهم لأنهم تعرضوا لازمة الهوية، وفوق ذلك لان واحد من أهدافهم هو التقدير والإبقاء على ذكرى 22 الف كوردي فيلي من الشهداء الشباب. وهم اسسوا منظمات خيرية للحسين وتشكيل المنظمات الخيرية من قبل الكورد الفيليين في طهران الذين احتلوا مساحة واسعة من الخارطة الجغرافية لطهران وكان لهم في العديد من المرات اسمهم وتوقيعهم في اعلى سمائها.
ولما رأيت أن مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين في بغداد تصدر مجلتين شهريتين احداها باللغة الكوردية (كول سوو) والاخرى بالعربية (فه يلي) وتسير على تلك الخطى، في الحقيقة، بثت في روحي الامل بان الكورد الفيليين مازال لهم وجودهم ورأيهم في تحريك البلاد في بغداد والعراق وجميع العالم، ومازال الكورد الفيليون يحتفظون بخصوصيتهم التي كانوا يمتلكونها في الخمسينيات والثمانينيات تولدت عنها واستخدمتها في طريق الكوردايتي والعمل الحزبي، وهذه المرة يريدون العمل لانفسهم وباسمهم وفي عمل مدني يؤمل منه ان يصبح عالميا ويصبح له اساس ليظهر انهم مازالوا يعيشون ولم يموتوا لحد الان.
وانا بدوري وبجهودي في المعهد الكوردي أطالب الدولة والكورد وغير الكورد ان ينظروا الى هذه الحركة كعمل انساني لان هؤلاء الناس تعرضوا مرة للابادة الجماعية والقتل الجماعي في الانفال والمقابر الجماعية للأبرياء الذين لا ذنب لهم، ومرة اخرى في الابادة الجماعية الثقافية في مشاريع التعريب وإجبارهم على عدم التحدث باللغة الكوردية حتى داخل منازلهم وكذلك ترحيلهم من مناطقهم وتهجيرهم خارج العراق ومطارتهم وفي الاخير إسقاط هوياتهم.
علينا جميعا المشاركة في هذا العمل النبيل مع اخواننا واخواتنا الناشطين الكورد الفيليين.[1]