“أثقلت بالهواجس أغنيتي”، “#وعلى ساحل القلب#”، هما المجموعتان الأوليتان في مسيرة الشاعر #رشيد عباس#، اللتان صدرتا عن دار زمان، وبأسلوب الشعر الحديث، تنوعت قوالبها، وأغراضها واتجاهاتها، فمن الذكريات الذاتية، ومنولوج الذات، إلى الوطن والحبيبة.
تجربة “رشيد عباس” الشعرية تعود إلى ما قبل إصدار مجموعتيه الأخيرتين، فهما كانتا جاهزتين منذ عام 2010، وفق ما يقول، وأضاف، بأن كتابة قصائد هاتين المجموعتين، كانت بين عامي 2003 -2010 إلا أن ظروف الحرب، والنزوح كانت سبباً في تأجيل طباعتهما إلى الوقت الراهن، وحسب ما يقول، فإن اهتمام الناس منصب إلى أمور أخرى، وأيضاً دور النشر، لم تكن تهتم بطباعة الأعمال الشعرية.
ويقول عباس: إن ما يميز المجموعتين الشعريتين هي الخصوصية، التي تميز كل كاتب أو شاعر عن الآخرين، ووفق حديثه فهو يملك خصوصية مختلفة عن تجارب الشعراء الآخرين، حيث لا يريد أن يكرر تجارب غيره، أولا يريد أن يكرر نفسه، لذا لا يهتم بالنمطية، لأنه ببساطة من الشعراء، الذين يهتمون بالتجريب في الكتابة، موضحاً بأن قد تكون هنالك قصيدتان أو ثلاث متشابهة، لكن بالمجمل العام تختلف القصائد، حيث لكل قصيدة حالة معينة، وشعور غامض وولادة مختلفة.
وحسب رشيد فمواضيع المجموعتين، هي ذات طابع وجداني ذاتي، قسم منها يتعلق بالحب، وبسرد العلاقة بين المرأة والرجل، التي تتسم بالندية التي تعني وفق منظوره المساواة بين الرجل والمرأة، وإنما تتلّخص علاقتهما بثنائية الحياة، فالحياة تكتمل بهذه الثنائية، معتبراً أن قصائده ليست مناسباتية، أو ليس فيها نزعة خطابية، فيما لا يعتدّ بالمواضيع ذات الظاهر العام، حريصاً على أن تلامس قصائده جوهر الحياة، وتحتوي تفاصيل الحياة اليومية من معاناة وبؤس، ومواضيع اجتماعية كثيرة أخرى.
ويضيف رشيد، بأنه لا يهتم بما يقدم عبر وسائل الإعلام، وما شابه ذلك، ولا ينجر خلف هذا الشيء، ولا يتعصب لأي شكل من أشكال الأدب، ولا أي شكل من أشكال القصائد، ولا بأي نمط من أنماط القصيدة، ولا يتعصب مع شكل معين ضد شكل آخر، وبالوقت نفسه لا يتعصب مع فئة معينة ضد فئة أخرى، أو فكرة أو مذهب إنما يريد أن يكتب شيئاً جميلاً جوهراً ومضموناً.
الحالة الشعرية في منبج ليست كما يجب، أو على ما يرام، حيث كانت هناك قي فترة ما أسماء كثيرة في منبج تكتب الشعر، والقصة، وغيرها، لكن بعد ظروف الحرب، وهجرة الكثيرين منهم لم يعد هناك الأوج المعهود والمميز، وفق ما يقول، واختتم حديثه بأن هناك أسماء جديدة تحاول أن تقدم شيئاً، ولكن دون المستوى، وأن على جيل الشباب، أن يهتم بالحداثة والقراءة دون الاستعجال، أو محاولة تقليد الآخرين.[1]