أربيل (كوردستان 24)- كثيرة ومتنوعة هي الدبكات الكوردية، فلكل منطقة دبكاتها الخاصة بها، لذا فلا عجب في أن هناك المئات من الرقصات الكوردية الموثقة، حيث تتميز كل واحدة منها بحركاتها الفريدة وقواعدها وإيقاعها.
وهناك العديد من الدبكات التي يتشابه أدؤها أو يكاد يتطابق في الأجزاء الأربعة لكوردستان، لكن في الوقت نفسه فإن الكثير من المناطق تنفرد بدبكات خاصة بها لا نجدها في مناطق أخرى من المناطق المأهولة بالكورد في اقليم كوردستان أو تركيا أو سوريا أو غيران.
وحين يشاهد المرء دبكات مثل هلبرك وديلان وغوفند وغيرها، فإنها تعطينا لمحة عن غنى التراث الكوردي وعمقه في التاريخ وارتباطه الطويل بالأرض.
وتختلف أنواع الدبكات وتتنوع فيعضا يكون على شكل حلقة والآخر على شكل مستقيم أو دائرة، وتتم كافة اشكال الرقصات الكوردية في مجموعات تضم نساء ورجال، حيث تتشابك الايدي والأكتاف، في تماه واضح مع طبيعة المجتمع الكوردي وحياته الاجتماعية.
ويقول الخبير في الدبكات الكوردية سربست كاروان ان الدبكة الكوردية دائما جماعية، لا يمكن لها أن تكون فردية، نحن مجتمع جماعي.
والشخص الذي يقود الدبكة هو من ينظم كيفية استخدام المساحة والخطوات ويطلق عليه سر كوفاند، وعادة ما يؤدي حركات فنية أكثر وفيها جمالية عن بقية الراقصين الذين يتشاركون حلقة الرقص.
ويرقص الكورد في الأعراس والاحتفالات ورأس السنة الكوردية واعياد النوروز وفي النزهات، أو في اي تجمعات اجتماعية اخرى، كما أن الكورد مثلا في منطقة هورامان الجبلية يجتمعون ويدبكون من أجل الإحماء ودرء من الطقس البارد.
ومع الانتشار الشعبي للثقافة الغربية في جميع أنحاء العالم، يرحب الشباب الكورد بالرقصات على الطريقة الغربية وقد أنشأوا مجموعات صغيرة متعددة لتقديمها والاحتفال بمزيج مثير للاهتمام من الأساليب، وهذه استجابة للتطور الثقافي لكنه في الوقت عينه جرس إنذار يحذرنا ويؤكد على ضرورة الحفاظ على الهوية والثقافة الكوردية من الاندثار.
ويقول سوران سيفين وهو صاحب إحدى نوادي الرقص ان شعبنا لا يستطيع العيش بدون رقص، وان هذه الروح هي من ابقتنا على قيد الحياة لعدة قرون.[1]