#مؤيد عبد الستار#
كان يوم الجمعة المصادف 8-02- 1963 اليوم الذي اذاع فيه الراديو بيان الانقلاب الفاشي، أصعب يوم يمر على شعبنا المناضل ، اليوم الذي خرجت فيه الجماهير الى الشوارع بصدورها العارية دفاعا عن ثورة الرابع عشر من تموز وابطالها الميامين.
لقد اغتيل الزعيم عبد الكريم قاسم في دار الاذاعة العراقية دون محاكمة ، اغتيل غدرا وواجه جلاديه بشجاعة نادرة لايهاب الموت في سبيل مبادئه امام اقزام تافهين مكنهم القدر من حمل الرشاشات ليصوبوها نحو رؤوس الابطال الابرار ، عبد الكريم قاسم ورفاقه الاشاوس .
لقد مثل الزعيم عبد الكريم قاسم في حياته اروع مُثل الامام علي بن ابي طالب في النزاهة والتصرف ببيت مال المسلمين، فلم يسرق فلسا واحدا لمنفعته الخاصة او لرغباته الشخصية ، ومَثّل أروع صفات العدل والانصاف والتسامح ، فكما اشار الامام علي في الاقتصاص من قاتله عبد الرحمن ابن الملجم ضربة بضربة ، عفى الزعيم عبد الكريم قاسم عن من حاولوا اغتياله بعملية راس القرية التي امطروه فيها بالرصاص واصابوا ذراعه بالشلل، وقد ظل شامخا بمقولته الشهيرة عفى الله عما سلف .
صحيح انهم استفادوا من عفوه واستطاعوا اغتياله فيما بعد ، ولكنه حقق ذاته في هذه المقولة ليظل طيب الذكر ابدا بينما اصبح القتلة سبة للناس ، فالبون شاسع بينه و بينهم ، دفع حياته ثمنا لقيمه العليا وضرب في استشهاده اروع الامثلة .
كان يوم اغتياله بالنسبة للعراقيين يوم كربلاء جديد ، فخرج الناس عن بكرة ابيهم يدافعون عن زعميهم ، ولكن سلاح الاوغاد كان اقوى واكثر ، استطاعوا الانتصار في المعركة ولكنهم خسروا التاريخ ، فاصبحوا سبة وظلوا عنوانا للرذيلة والخسة والجبن وصفحة من صفحات الخزي والعار ، لان البطولة تنبع من القيم التي يحملها الفرسان لا من النذالة التي يحملها الاوغاد والاشرار.
كنا نسكن في شارع الوثبة ، الذي يربط شارع الرشيد بشارع الجمهورية وشارع الكفاح وهو يبدأ من جسر الاحرار – ساحة حافظ القاضي - الى ساحة سينما الفردوس في شارع الكفاح وساحة النهضة ويمتد الى تقاطع شارع الشيخ عمر .
انتشرت جموع الناس في شارع الجمهورية الذي يبدأ من ساحة التحرير وينتهي عند ساحة الميدان القريبة من وزارة الدفاع مقر قيادة الزعيم عبد الكريم قاسم .
سار البعض باتجاه وزارة الدفاع رغم تحليق الطائرات التي بدأت تقصف الدفاع فخرجتُ مع الناس وما لبثنا بعض الوقت حتى اخترقت الشارع سيارة عسكرية قالوا ان الزعيم عبد الكريم قاسم بداخلها والبعض قال المهداوي معه ، تتبعهم سيارة جيب فيها بعض المرافقين ، فحيته الجماهير بحماس ، وكان مروره مثيرا لمشاعر الفرح .
تصور الناس انه سيقضي على المتآمرين حال وصوله الى مقره في وزارة الدفاع .
توجهنا نحو الدفاع وكان البعض مسلحا بالعصي والسكاكين والمدي ، ولم يكن السير منتظما وانما كانت التجمعات تتكاتف وتتفرق وتتوقف كيفما اتفق ، وحين وصلت مع الجموع الى شارع الامين ، الشارع الذي يربط جسر الشهداء بشوارع الرشيد والجمهورية والكفاح ، شاهدت دبابات صغيرة ذات دواليب مطاطية تسرع نحو الدفاع وترفع صور الزعيم عبد الكريم قاسم ، توجست منها شرا وكان راي الناس منقسما ، البعض يقول انها جاءت لنجدة الزعيم والبعض راح يحلل الامر على انها ضد الزعيم ، ولم نستطع حسم الامر ، كنا نحدق في السماء ننظر الى الطائرة الهوكر هنتر وهي تقصف الدفاع ولا أحد يستطيع ردعها ، وكانت الاطلاقات القليلة التي تنطلق من الدفاع غير قادرة على اسقاطها ثم رافقتها فيما بعد طائرة اخرى .
حين عدت ظهرا الى شارعنا شاهدت البعض جرحى جاءوا بهم من امام وزارة الدفاع قالوا ان الطائرات رمتهم بنيران رشاشاتها والبعض قال ان الدبابات رمتهم بنيرانها، اذكر احدهم كان مصابا بجرح في ساقه ، وكان بالقرب من بيتنا مذخر ادوية كان مغلقا ، فاضطررنا الى كسر بابه واستخراج بعض الادوية المعقمة والضمادات لعلاج الجرحى .
ثم توالت البيانات من الراديو واعلن منع التجول ولكن الناس لم يلتزموا به ، ولم تكن في الشوارع دوريات عسكرية وانما كانت المعركة امام وزارة الدفاع و الصالحية حيث دار الاذاعة .
كانت الجماهير لا تعرف ماذا تفعل ، فلا سلاح لديهم حتى ان بعضهم اقتلعوا خشب مصاطب ساحة التحرير والتحقوا بالجموع وهم يهتفون ، وحين طلبوا السلاح من الدفاع رفض الزعيم عبد الكريم قاسم تزويد الناس به كي لا يحدث اقتتال يكون سببا في حرب اهلية .
ولم تكن في الشارع أية قيادة حزبية او سياسية تعرف ادارة هذا النوع من القتال مع عصابات البعث التي بدت مدربة على حرب الشوارع ومنظمة بشكل جيد ولديها اسلحة كافية لخوض معركة لايام تحدد مصير وزارة الدفاع والحكومة .
استغلت العصابات البعثية عناصر الضباط القوميين والرجعيين الذين لم يطردوا من مراكزهم فحشدتهم ونظمتهم في معركتها ضد الزعيم الذي غض الطرف عنهم لسعة قلبه وسلامة طويته وايمانه بالتسامح والرفق والرحمة التي كان يردد انها فوق القانون .
وبعد يومين من القتال مع العصابات البعثية استسلم الزعيم وسقط الدفاع فاعدموه ورفاقه الاشاوس في دار الاذاعة بطريقة جبانة سيظل خزيها يلاحقهم الى الابد .
مقاومة الانقلاب
قرر الكورد الفيليون منذ اللحظة الاولى مقاومة الانقلاب ، فحاولوا الحصول على السلاح ولكنهم لم يتمكنوا ، زودهم البعض باسلحته الشخصية التي لم تكن سوى بعض المسدسات ، وحين هاجموا مركز شرطة باب الشيخ ليحصلوا على الاسلحة لم يجدوا فيه الشئ الكثير ، ومع ذلك قاوموا مليشيات البعث بالسكاكين والعصي والمسدسات القليلة التي تمكنوا من الحصول عليها ، كانوا يهاجمون السيارات المسلحة في شارع الكفاح بالقناني الملتهبة – اطلقوا عليها مولوتوف تجاوزا – و هاجموا العصابات المسلحة بالمسدسات والقامات بكل جرأة وشجاعة وبطولة ، فهزموا العصابات البعثية التي كانت تخشى دخول شارع الكفاح / منطقة عقد الاكراد / رغم الاسلحة المتوفرة لديهم .
استمرت المقاومة حتى بعد سوقط الدفاع واعدام الزعيم عبد الكريم قاسم في دار الاذاعة ، واستطاع الابطال المقاومون التسلل الى خارج منطقة عقد الاكراد بعد نفاذ ذخيرتهم عن طريق شارع الشيخ عمر والكراجات ، وكنت قد التقيت احد الابطال الذين قاوموا الانقلابيين فيما بعد وهو الراحل محمد جعفر بابا خان ، الذي استطاع الافلات من قبضة الجلادين وهرب الى الاتحاد السوفيتي ، وعاد فيما بعد في السبعينات اثناء تحالف الجبهة الوطنية ثم رحل الى الخارج واستقر اخيرا في فرنسا وتوفي هناك في ظروف غامضة ، وهو اخ الراحل الدكتور علي باباخان ، الذي توفي ايضا في ظروف غامضة في باريس قبل سقوط النظام الصدامي بعام واحد ، وكان احد النشطاء السياسيين والكتاب الذين نشروا كتابين في اللغة الفرنسية عن تهجير الكورد الفيليين ، وقد هجرت اسرته في الثمانينات الى ايران ايضا انتقاما من نضالاتهم الوطنية.
استمرت مقاومة الكورد الفيليين في عقد الاكراد بشراسة حتى اضطرت العصابات الى استخدام سلاح الدبابات في المعركة ، فكانت احدى الدبابات تتمركز في شارع الجمهورية خلف سوق الصدرية فاطلقت قذيفة باتجاه البيوت فهدمت بعضها وكانت آيلة للسقوط مما اثار الفزع في المنطقة فاضطر المقاومون الى الانسحاب حفاظا على ارواح المواطنين الابرياء .
كانت الانباء تتوالى من المناطق المقاومة الاخرى وكنا نترقب بارقة امل تعيد الامور الى نصابها ، فعلمنا ان الكورد الفيليين في الكوت خرجوا بتظاهرة عفوية ما ان سمعوا بالانقلاب ، وان السيد منصور وكان رجلا مسنا ، يحرض الناس ، واخذ عصا غليظة – توثية – وتوجه الى مركز الشرطة يهاجمه ، ومن الجدير بالذكر ان ابنه استشهد فيما بعد مع الانصار في كوردستان وهو المدرس علي منصور – ابو سرمد - في معركة مع القوات العسكرية الفاشية اوائل الثمانينات .
كانت المقاومة في الكاظمية قد انتهت قبل عقد الاكراد بيوم واحد ، فهدأت الامور واستطاعت عصابات البعث نشر مليشياتها المتعطشة للدماء في الشوارع واخذوا يفتشون الناس ويعتقلون المواطنين ، وحصلت اعتداءات كثيرة خاصة الاعتداءات الاخلاقية على النساء بحجج تافهة ، فعرف الناس ان هؤلاء الاوغاد ليسوا طلاب سياسة وانما عصابات مرتزقة ، فكانوا مثار استهزاء واحتقار ، ولذلك اخذوا يقومون باعمال خسيسة دون وازع من ضمير وحياء ، مما دعا عبد السلام عارف رغم كونه احدهم الى الانقضاض عليهم بعد اشهر قليلة لما رآه فيهم من خسة ونذالة ، واصدر نظامه فيما بعد كتابا شهيرا بعنوان ( المنحرفون ) دون فيه جرائمهم النكراء وياليت القوى السياسية الحالية تقوم باعادة طبع ذلك الكتاب الوثائقي .
عبد الكريم قاسم ابن الشعب البار
لم ينل حاكم عراقي من التقديس ما ناله الزعيم عبد الكريم قاسم ، فقد رفعه الجمهور الى السماء وتصوروا وجهه مرسوما على سطح القمر ، ولهم الحق في ذلك فان عبد الكريم قاسم كان حلمهم الذي تحقق صبيحة الرابع عشر من تموز ، والملاك الذي كان يسهر على تحقيق احلامهم ليل نهار ، فظل حيا في قلوب الناس الشرفاء والمواطنين الفقراء الذين رأوا فيه المنقذ الذي يحرص على تحقيق احلامهم دون مكسب او مغنم شخصي ، فهو الزعيم الوحيد في العالم بعد الخليفة علي بن ابي طالب من المسلمين والمهاتما غاندي من الهندوس الذي لم يمتلك سوى ملابسه الخشنة . رحل المهاتما غاندي وهو يرتدي قطعة قماش ابيض كان يحرص على حياكتها بيديه ، وكذلك رحل عبد الكريم قاسم وهو يرتدي بدلته العسكرية التي لا توجد بدلة ارخص منها في العالم ، فهي توزع مجانا من قبل الجيش لمنتسبيه ، ولم يكن لديه بيت ولا سيارة ولا حتى دراجة هوائية ولا اي حساب شخصي في الخارج ، وحسابه الشخصي في العراق فيه اقل من خمسة دنانير ، فطوبى لك ايها الزعيم النزيه .
كانت القوى السياسية في العراق بسيطة الامكانات وكان القادة السياسيون وقادة الاحزاب لا يستطيعون سبر غور افكار الزعيم عبد الكريم قاسم ولم يكونوا بمستوى تطلعاته ، فعندما فاتح السيد كامل الجادرجي وهو السياسي الديمقراطي المعروف كي يشترك بالوزارة، طرح شروطا تعجيزية على الزعيم من قبيل شرط عودة العسكر الى المعسكرات . فكيف لثورة اعتمدت على الجيش في اسقاط النظام الملكي المدعوم من بريطانيا ترك الساحة السياسية والعودة الى المعسكرات ، هل من المعقول ان يطلب سياسي من زعيم ثورة مازالت في بداية الطريق تحمل مشروعا تغيريا ، قلب الشرق الاوسط راسا على عقب، مثل هذا الطلب....؟
بينما عرف قدر الزعيم عبد الكريم قاسم العلماء الكبار امثال محمد حديد وابراهيم كبة وعبد الجبار عبد الله ، فوقفوا الى جانبه وساندوه بكل ما اوتو من قوة ، وظلوا اوفياء ومخلصين له حتى النهاية .
اما القوى اليسارية التي كانت تطمح الى كسب الجماهير الى صفوفها فقد تقاطعت مع الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان يريد بناء دولة و كانت تطرح بعض الشعارات غير مناسبة و استفزازية بالنسبة للمجتمع العراقي الذي يعيش الفقر والجهل والمرض والخرافة ، في الوقت الذي كان الزعيم عبد الكريم قاسم يعتمد على الديمقراطيين ويستمع اليهم ويطلب مشورتهم ولم يتوانى عن تعيين بعض رموز اليسار وزراء في حكومته ،وخاصة مبادرته القيمة في تعيين الدكتورة نزيهة الديليمي وزيرة وهي اول امرأة في العالم العربي تشغل مثل هذا المنصب، والاستاذ عبد الجبار عبد الله رئيسا لجامعة بغداد رغم كونه غير مسلم ، وكان مثار اعتراض الرجعيين فردهم الزعيم بقوله انه يريد تعيين امام جامعة لا امام جامع فالقمهم حجرا ، و الاقتصادي البارز ابراهيم كبة وزيرا للاقتصاد والعقل المالي الكبير محمد حديد وزيرا للمالية .
والمؤسف ان بعض قادة الاحزاب والسياسيين وقت ذاك لم يكونوا بمستوى المسؤولية التي تؤهلهم لصياغة علاقة ناضجة بين الحزب والدولة ، فوقعت خلافات لا مبرر لها مع الزعيم عبد الكريم قاسم سببت شرخا في الحياة السياسية ادت الى مضاعفات كبيرة خسر بسببها الجميع.
كما تعثرت العلاقة مع القوى السياسية الكوردية ، ففي الوقت الذي كان فيه الشعب الكوردي مع سياسة الزعيم عبد الكريم عبد قاسم وتوجهاته في الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والزراعي ، كان الاغوات ضد توجهات الزعيم وخاصة في الاصلاح الزراعي ، ورغم ان الزعيم عبد الكريم قام بمبادرة عظيمة حين اعاد البرزانيين المنفيين من الاتحاد السوفيتي الى العراق – بالمناسبة هذا ما لم تفعله الحكومة العراقية ولا حكومة اقليم كوردستان مع الكورد الفيليين الذين هجروا قسرا الى ايران فلم يبادر احد لاعادتهم مثلما فعل الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم - اقول رغم ما قام به الزعيم عبد الكريم قاسم من اجراء مشرف الا ان الزعامة الكوردية اضطرت الى الانصياع الى رغبات الاقطاعيين والاغوات واختلفت مع الزعيم عبد الكريم قاسم ومعروف ان الضباط القوميين العرب قاموا باذكاء نار المعركة وصبوا الزيت على النار مما جعل الزعيم عبد الكريم قاسم في موقع المعادي للتطلعات الكوردية وهو لم يكن كذلك ولم يرغب به ، ولكن مسار الامور خرج من يده وكذلك خرج من يد الزعيم الراحل مصطفى البرزاني مما اضاف جرحا الى الجروح النازفة التي انهت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وقائدها الاشم عبد الكريم قاسم ، وبالامكان العودة الى حديث السيد رئيس اقليم كوردستان مسعود البرزاني بهذا الصدد والذي ادلى به الى جريدة الحياة قبل سنوات لمعرفة الحقيقة.
كما ان الادباء والشعراء الذين صفقوا له لم يستطيعوا استيعاب توجهاته ، وتغلبت نرجسيتهم على الواقع ، ففي لقاء مع الصحفيين والادباء ، يذكر السيد يوسف العاني الذي كان حاضرا ذلك اللقاء مع الزعيم عبد الكريم قاسم كيف تطاول الجواهري - كان نقيب الصحايين - على الزعيم في مقره في وزارة الدفاع اثر نقاش جرى بينهما بسبب مقال نشره الجواهري في صحيفته الرأي العام عن حادثة الميمونة في العمارة ، فطلب الجواهري منه منحه جواز سفر ليسافر الى الخارج وكان له ما اراد ، فغادر العراق وهجاه فيما بعد . وهكذا لم يعرف مكانة الزعيم عبد الكريم قاسم حتى من استفاد من ثورته المجيدة.
ورغم المكانة الرفيعة لرموز الشيعة ومرجعياتهم التي كان يحترمها الزعيم عبد الكريم الى ابعد الحدود ، الا ان بعضهم حرض ضد الجمهورية الفتية التي انصفتهم ، فيا للفجيعة حين اجتمع على الزعيم عبد الكريم اقرب الناس اليه وحملوا معاول الهدم للصرح الذي اراد بناءه لهم ، فهدموه بايديهم بدلا من دعمه ورفده بمستلزمات البقاء والحياة.
فصدق المثل على نفسها جنت براقش . ودفع شعبنا ملايين الضحايا وما يزال يتخبط في دياجير البؤس والظلام ، منذ عام 1963 حتى اليوم الذي يمر علينا ونحن نستذكر استشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم و لا يسعنا الا ان ننحني اجلالا لذكرى الزعيم الخالد، القائد النزيه والبطل الشجاع الذي لم يشهد العراق زعيما مثله جلالا.... ونزاهة.... واباء... وكرما.... وشهادة ... وقد صدق الجواهري حين قال :
عبد الكريم وفي العراق خصاصة ليد وقد كنت الكريم المحسنا.[1]