الأوسط في الجحيم والمخلص هو الأمة الديمقراطية
غسان سليمان
هل الإنسان كائن قوي أم أنه كائن ضعيف أمام الطبيعة؟
كيف يجب أن يتعامل الإنسان مع الطبيعة؟
هل الإنسان بحاجة إلى غيره للاستمرار في الحياة؟
ما هي قيمة المجتمع بالنسبة للإنسان؟ وهل وجود المجتمع شرط لوجود الإنسان؟
هل المجتمع من إبداع الإنسان؟
ما الذي يميز المجتمع الإنساني عن مجتمع الكائنات الأخرى؟
ما فائدة الأخلاق بالنسبة للإنسان؟ وهل الأخلاق من نتاج الإنسانية؟
هل يمكن نفي الأخلاق والسياسة من المجتمع؟
متى كان أول مجتمع على الأرض؟
متى ستعرف الشعوب في الشرق الأوسط من الذي أدخلها إلى الجحيم؟
إلى متى ستحترق هذه الشعوب في هذا الجحيم المستعر ومتى سترمي مفهوم الدولة- الأمة خلف ظهرها؟
متى ستقتنع الشعوب في الشرق الأوسط بأن خلاصها يكمن في الأمة الديمقراطية؟
عندما نظر الإنسان وتأمل في الطبيعة والكون اللامتناهي وجد نفسه كائناً ضعيفاً أمام عظمة هذا الكون وغضبه وقساوة شروطه الفيزيائية، ولأنه كائن ضعيف أمام شروط الطبيعة المفروضة عليه لم يجد أمامه سوى خيارين فقط إما الموت وإما الحياة والتأقلم مع الطبيعة فاختار الخيار الثاني لكي يعيش في الطبيعة ولا يفنى الجنس البشري وكان ذلك أول دمج بشري مع الطبيعة، ومن ثم تعلم الإنسان كيف يتعامل مع الطبيعة ويسخِّر بعض عناصر الطبيعة لخدمته وتأمين بقائه، ولاحظ الإنسان أنه من أجل البقاء لابد من التعامل مع الطبيعة وجعلها تخدم مصلحته ولا تتحقق هذه المعادلة إلا بالعمل المستمر والمتواصل مع الطبيعة لأنه أدرك أن الابتعاد عن الطبيعة وتركها وعدم التعامل معها يضعفه تماماً ويجعله أعزل أمام قساوتها التي لا ترحم مما يُسرّع فناءه. وكلما تعامل الإنسان مع الطبيعة تعلم أكثر وازدادت فرص بقائه، بالطبع هذه الغريزة أي غريزة البقاء موجودة عند كل الكائنات الحية في الكون والإنسان جزء من هذا الكون يؤثر فيه ويتأثر به ولكي تتحقق معادلة العيش والبقاء يجب أن تتحول هذه الغريزة إلى هدف، والفرد البشري يتطور ويتجه باستمرار صوب تحقيق هدف العيش والبقاء.
وبالتوازي مع تحقيق هذا الهدف كان الجنس البشري يتطور نحو الأفضل وقد لاحظ الإنسان تطوره وانفصل عن اللاتطور والكائنات اللاتطورية. ولكن هل الفردانية في الجنس البشري الضعيف قادرة أمام غضب الطبيعة الجبارة على تحقيق الهدف الأسمى ألا وهو التطور والبقاء دون الحاجة إلى الآخرين؟ لقد تعلم الإنسان وأيقن استحالة استمرار الحياة دون التعامل مع الآخرين، ورأى في فردانيته بعيدا عن الجماعة فناءه، وقد حمل الإنسان موروث الإحساس والحاجة إلى الآخر من المجتمع الطبيعي )الأم(، ويعود الفضل في تكوين المجتمع الطبيعي إلى العلاقة الطبيعية بين الطفل وأمه، فمما لاشك فيه أنه لولا تلك العلاقة لما كان هناك شيء اسمه الوجود البشري والمجتمع الإنساني، فالعلاقة الطبيعية بين الأبناء والأمهات حافظت على استمرارية الوجود البشري وأسست للبشرية مجتمعاً إنسانياً، فجاءت ولادة المجتمع من هذه العلاقة الأصل ومجموعة العلاقات بين الأفراد لمواصلة سيرورة الحياة. فمفهوم المجتمع يعني الحياة والبقاء والأمان والتطور، واللامجتمع يعني اللاحياة واللاأمان والفناء. في المجتمعات الحيوانية التحرك الجماعي للطيور والأسماك وقطعان الأغنام وغيرها يشعرها بالأمان، والفردانية تشعرها بالخوف وعدم الراحة، وفي المجتمعات النباتية كي تستمر الأنواع النباتية في البقاء لديها خاصيتا التنوع والكثرة فهاتان الخاصيتان تحافظان على استمرارية وجود النباتات على الأرض، أما بالنسبة للمجتمع الإنساني فلا يكفي أن يعيش الإنسان مع الإنسان، أو يتواجد الأفراد مع بعضهم البعض، فالمجتمع الإنساني يتميز بوجود علاقات مادية وأخرى معنوية بالإضافة إلى وجود الوعي والعواطف والأفكار، وعبر نضال الإنسان لملايين السنين والصعوبات التي واجهها في مسيرته ومن خلال تفاعله مع الطبيعة أبدع شيئاً رائعاً لا يقدر بثمن ألا وهو المجتمع الإنساني، تلك هي اللحظة التاريخية التي شعر فيها الإنسان بإنسانيته وبدأ بركان الإنسانية بالانفجار السليم فتشكلت القيم الثقافية وآلاف اللغات والديانات وأشكال الفكر والإنتاج الاقتصادي والتنوع الذي لا حصر له كما التنوع الذي لا حصر له في الطبيعة والكون. وقد تميز المجتمع الإنساني بخاصيتين إنسانيتين مهمتين هما العاطفة والفكر، فجاءت ولادة السياسة والأخلاق وبالتالي الإنسان بطبيعته الاجتماعية، فالأخلاق تشكّل حداً فاصلاً قاطعاً بين المجتمع الحيواني والمجتمع الإنساني بمعنى أن انعدام الأخلاق في المجتمع الإنساني يجعله مجتمعاً حيوانياً وهذا بدوره يعني نهاية الإنسانية لأن الموروث الأخلاقي هو نتاج الإنسانية، فالمجتمع المشبع بالأخلاق والعاطفة والفكر يسمو يوماً بعد يوم لأنه يتحمل مسؤوليته إزاء الحياة والإنسان وجميع الكائنات الأخرى ويجعل الفرد يقّدر قيمة الحياة المؤسسة على الأخلاق وبالتالي يدفعه لفعل كل شيء صحيح وحسن ورفض كل شيء غير صحيح ومخالف للأخلاق. ومن خلال البحث والتنقيب في أغوار التاريخ نجد بأن الأخلاق لم تأتِ عبثا أو مصادفة، بل جاءت لتضع الإنسان في مكانه الصحيح وعلى الطريق السليم والمستقيم فالأخلاق هي عقيدة اجتماعية وهي حالة إيمان الإنسان بمجموعة قيم غير مكتوبة وهي قانون معنوي غير مكتوب وعلى الجميع اتباعه. ثم يأتي دور السياسة ليعمل الإنسان ويبدع ليرقى إلى الأفضل، فمن خلال الأخلاق الفاضلة والسياسة المبدعة يتشكل المجتمع الطبيعي السليم المتماسك، وقد عرّف القائد والفيلسوف عبدالله أوجلان المجتمع )بأنه تكوين من السياسة والأخلاق بالإضافة إلى الوسط أو البيئة الحاضنة لذلك التكوين( من خلال تعريف القائد أوجلان لا يمكن أن نخرج الأخلاق والسياسة من المجتمع وإذا خرجا عندئذ لا يمكن تسميته مجتمعاً لأن المجتمع هو الأخلاق والسياسة والبيئة الحاضنة لهما. استطاع المجتمع أن يجدد نفسه بالقيم الثقافية على امتداد التاريخ البشري الطويل وهو الحالة الإنسانية المثلى للإنسان الفرد، ومن خلال البحث نجد أن أول مجتمع بشري هو الكلان ) Klan ( ويعُتبر الكلان النواة الأساسية والأصيلة لتكوين المجتمعات على الأرض، وتكونت بعدها العشيرة ثم القبيلة ثم القوم ثم الأمة.
ويحدث الخلل المجتمعي عندما تضطر الأمة أو تُجبَر على العيش تحت سيطرة عشيرة أو قبيلة فتتشكل الأمة- الدولة، أما إذا اتحدت المجموعات التي يتكون منها المجتمع حسب إرادتها للعيش معاً كوحدة متكاملة عندئذ تتشكل الأمة الديمقراطية، والفرق بين مفهوم الأمة الدولة والأمة الديمقراطية كالفرق بين الجحيم والجنة، أو بين الظلام والنور، فالأمة الدولة ظلام بكل ما تحمله من ظلم وإجبار وتهميش للغير وفقر وجهل وحروب وإبادات، والأمة الديمقراطية نور بكل ما تحمله من عيش مشترك وتآخي وسلام وعدالة ومساواة وحقوق وديمقراطية وألوان وثقافات وديانات. السؤال المُلحِ والهام الذي يجب أن يطُرح اليوم على الشعوب في الشرق الأوسط هو: أما آن الأوان كي تعرف الشعوب في الشرق الأوسط أن السبب الرئيسي في مآسيها الإنسانية وانهيار حضارتها التي دامت خمسة آلاف عام هو التحول الرأسمالي والوقوع في فخ الرأسمالية، ذلك الوحش الذي هاجم ويهاجم الإنسانية بوحشية بسبب نظرة النظام الرأسمالي للفرد والمجتمع، والذي حاول ويحاول بكل قوة تحطيم الغنى الثقافي في منطقة الشرق الأوسط. ألا يتساءل الفرد في مجتمعنا: لماذا اعتمدت البرجوازية خلال القرنين الماضيين على مفهوم الأمة- الدولة؟ وهل غيرت مفهوم المجتمعية لزيادة الاستغلال والأرباح أم أنها ألحقت أكبر الضرر بالإنسانية والمجتمع؟
ألم تقتنع الشعوب في الشرق الأوسط بأن البرجوازية هي التي جعلت الفكر القومي دين عصر الرأسمالية، والحروب الأشد ضراوة خلال القرنين الماضيين شاهد على ذلك. ألم تقتنع الشعوب وتعي بأن الرأسمالية عندما قدمت إلى الشرق الأوسط قسّمت العرب إلى اثنتين وعشرين دولة، ووزعت الكرد بين أربع دول دون أن يكون لهم دولة وذلك لتأمين مصالحها السياسية والاقتصادية!
ألم تقتنع الشعوب بأن القومية ارتقت إلى مستوى الدين في الرأسمالية تماماً كما كان العبيد يعبدون الأصنام! ألا يتساءل الإنسان في الشرق الأوسط بأن كلمة )وطني( أصبحت عنواناً لكل مفهوم للتحايل على الإنسان!
ألم تتعظ الشعوب في الشرق الأوسط بأن الذهنية الرأسمالية لم ولن تتحول إلى ذهنية وطنية، بل حولت ملايين الوطنيين فعلاً إلى معدومين وعاطلين عن العمل بهدف تمكين سيطرة الدولة ونجاحها!
ألم تقتنع الشعوب بأن مفهوم الدولة – الأمة اختراع برجوازي لشرعنة استغلالها وسيطرتها وأن البقعة الجغرافية التي تسمى الوطن قد رسمت حدودها لتكون على شكل سجن كبير، وأصبح تأمين الثروة وتكديسها هو أقدس شيء لدى المجتمع!
ألم تقتنع بعد شعوب الشرق الأوسط بأن المنطقة مرشحة لمزيد من التقسيم والتفكيك بسبب جرها لنزاعات مذهبية في القرن الواحد والعشرين!
ألم تعي بعد شعوب الشرق الأوسط بأن تقليدها الأعمى لأوروبا المشبعة بالعواطف القومية ب «أمة الدولة » هو سبب كل مشاكل الشرق الأوسط!
لماذا لا تبحث شعوب الشرق الأوسط عن الحل والدواء لكل مشاكلها وأمراضها؟ ألا يوجد حل ودواء يرضي ويشفي الجميع ويخرجهم من الجحيم إلى الجنة؟ حسب تصوري هناك حل ودواء يرضي ويشفي الجميع ويخرجهم من الجحيم إلى الجنة، حسب تصوري هناك حل ودواء سيخلّص المنطقة من جحيمها المستعر وهذا الحل والدواء هو فلسفة القائد والفيلسوف عبد الله أوجلان من خلال طرح مفهوم الأمة الديمقراطية كبديل عن الأمة- الدولة، والأمة الديمقراطية بحلاوتها ونقائها وصفائها هي الدواء والجنة لكل الشعوب في الشرق الأوسط.
إن الأمة الديمقراطية حسب ما يراها القائد عبد الله أوجلان تعني حيوية المجتمع وعضويته، وتمتعه بتكوين ثقافي غني متنوع، والأمة الديمقراطية هي جوهر شكل المجتمع الذي استمر حتى الآن. إن وجهة النظر التي يقدمها القائد أوجلان في تحليله للمجتمع هي أن أهم ما نواجهه اليوم هو أن المجتمع لا يتطلب أن يتميز بالتجانس أي ليس بالضرورة أن يكون متجانساً، فالرأسمالية برمجت ذهنية الشعوب على أن الأمة بذاتها هي تكوين متجانس وهذه الذهنية كانت سبباً لإبادات كبرى ومقتل وتشريد الملايين من البشر والقضاء على ثروات ثقافية هائلة. إن الأمة الديمقراطية هي أمة ديمقراطية وكومونية، والشعب الذي يتبنى القيم الكومونية لهويته الثقافية يتحول إلى أمة ديمقراطية لا تلغي الآخر ولا تضطهده ولا تهمشه، فالأمة الديمقراطية هي أمة الجميع وليست أمة الفرد، والإدارة الحرة للأفراد والمجموعات هي قوة كبيرة في الأمة الديمقراطية.
إن تفكك الاتحاد السوفييتي كان نتيجة التعريف الذي قدمه ستالين لروسيا السوفييتية بخصوص مفهوم الأمة، واستمرار الحروب والتناقضات والمشاكل خلال ثلاث مائة عام له علاقة لا تقبل الشك بتلك التعاريف والمفاهيم المطلقة والناقصة.
لقد صنعت الحداثة الرأسمالية أكبر فخ للعالم, وهو الدولة- الأمة ووقعت المجتمعات في هذا الفخ وبقيت عرضة للاضطهاد والاستغلال، وظهور مفهوم الأمة الديمقراطية حطم هذا الفخ الكبير وقلب مفهوم الدولة- الأمة رأسا على عقب, فالأمة الديمقراطية لا تقبل الحدود السياسية الضيقة ولا تلتزم بوحدة اللغة والدين والثقافة والتاريخ المشترك، ولكنها تعتبر التعددية في كل شيء غنى لها وتكسبها القوة والمناعة أكثر. إن الأمم ذوات الذهنية القومية تشكل الدولة جسدها والأمم ذوات الذهنية الحرة المتعاونة تشكل الإدارة الذاتية الديمقراطية جسدها, والأمة الديمقراطية تنظر إلى الثقافات كمصدر قوة وغنى وليس كتهديد كما في الدولة- الأمة. وفي منطقة الشرق الأوسط استغلت الحداثة الرأسمالية بناء الدولة لمحاربة التنوع الثقافي في جبهات الحروب وليس في حدائق الأخوة والسلام والمحبة, والأمة الديمقراطية وحدها وبقوتها الديمقراطية الحقيقية هي التي ستنهي المشهد الدموي الذي تلعبه الدولة- الأمة. وإذا حللنا التاريخ في منطقة الشرق الأوسط قديمه وحديثه والمثقل بالآلام والحروب والإبادات والمشاكل، وما تعرضت له المنطقة من زلازل وبقاءها في نيران الجحيم, وما تعرض له الكرد على وجه الخصوص من مظالم وإبادات نرى بأنه على الرغم من كل ذلك بقي الكرد في مقدمة المجتمعات المنفتحة على مفهوم الأمة الديمقراطية في الشرق الأوسط وذلك للأسباب والخصائص التالية:
1- لا يوجد في قاموس الشعب الكردي أي اعتداء على أي شعب عبر التاريخ.
2- الكرد كشعب كانوا السباقين إلى إنشاء البنى الديمقراطية.
3-يمتلك الشعب الكردي ميزة المحبة والتعايش السلمي مع الشعوب والتجمعات الأخرى.
4-الكرد منذ فجر التاريخ وحتى الآن متخذون وضعية الدفاع في وجه الاستعمار الخارجي والاستغلال.
5-الشعب الكردي يمتلك غنى ثقافياً وقوة وإيماناً بقيمه الكومونية والديمقراطية.
6-غنى المجتمع الكردي بالمعتقدات « الإيزيدية والعلوية والشيعية والعشائرية والقبائلية .»
7-غنى كردستان بالمجموعات البشرية من العرب والفرس والتركمان والأزريين والأشوريين والكلدانيين.
8-غنى كردستان بالديانات المختلفة «الموسوية والمسيحية والإسلامية .»
9-الكرد يعرفون أكثر من غيرهم خطورة سموم مفهوم القومية لأنهم عاشوا دون أن يكون لهم دولة, وعاشوا ظروف القهر والاستبداد الذي صنعته الأمم القومية المستعمرة.
فالأمة الديمقراطية تبقى حقيقة موضوعية ستمحو الثقافة السلطوية والفكر القومي والإبادة الثقافية المفروضة على الشعوب في الشرق الأوسط, وحتى يستطيع الفرد الدخول في الأمة الديمقراطية ويلعب دوره المشرِّف في بناء هذه الأمة في
منطقة الشرق الأوسط عليه أن يتمتع بالخصائص التالية:
1-على الفرد في منطقة الشرق الأوسط أن يتخلص نهائياً من ذهنية السلطة والدولة.
2-على الفرد أن يتمتع بذهنية الإدارة الديمقراطية الطبيعية للمجتمع.
3-على الفرد أن يتخلص من الذهنية الذكورية.
4-على الفرد أن يقتنع بأن حرية المجتمع تمر عبر حرية المرأة.
5-على الفرد أن يمتلك إرادة المشاركة الطوعية ضمن المؤسسات الكومونالية للمجتمع.
6-على الفرد أن يبدّل مفهوم «الأنا » بمفهوم جديد وهو «نحن .»
7- على الفرد أن يبتعد عن الأنانية والفردية التي عززتها ثقافة الحداثة الرأسمالية في الأرضية الاجتماعية للمجتمع البشري.
8-على الفرد أن يتبنى شعار «الفرد من أجل الجماعة والجماعة من أجل الفرد .»
9- أن يكون هدفه الحرية للإنسانية جمعاء دون تمييز.
10-أن يضع كل الاعتبارات العائلية والشخصية والعشائرية والقومية والجنسية جانباً في سعيه لتحقيق الحرية.
11-أن يتمتع بالوعي والأخلاق الاجتماعية العالية والعريقة.
إن حالة الفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط سمّاها قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان «الحرب العالمية الثالثة » الشعب الكردي يملك إمكانيات وطاقة فكرية وثورية تؤهله ليلعب دوره الريادي في نضال الحرية والديمقراطية إلى جانب الشعوب والمجتمعات الأخرى في المنطقة, حيث أنه لعب هذا الدور في مرحلة الثورة الزراعية النيولوتية قبل اثني عشر ألف سنة وهو الآن أيضاً مؤهل لذلك في عملية بناء المجتمع الأخلاقي والديمقراطي والسياسي على قاعدة مشروع الأمة الديمقراطية وتجسيدها العملي المتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية. والمطلوب من الشعوب في الشرق الأوسط للخروج من هذا الجحيم إلى الجنة هو بذل المزيد من الجهد لتخطي مرحلة الدولة- الأمة التي تعارض غنى الحياة، والمباشرة ببناء الأمة الديمقراطية ابتداءً من الإدارة الذاتية الديمقراطية، وعلى كل الشعوب في الشرق الأوسط أن يساندوا ويتعاطفوا ويساعدوا الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا لأنها بداية خلاص الشعوب في المنطقة من الظلم والقهر والاستغلال والعبودية والوصول بهم إلى الأمة الديمقراطية, أمة السلام والمحبة والتآخي والأمن والاستقرار والحرية والمساواة والعدل والجنة, ويوضح القائد والفيلسوف عبد الله أوجلان حقيقة الإدارة الذاتية بالنسبة إلى الأمة الديمقراطية بقوله «إذا كانت الأمة الديمقراطية عبارة عن روح فالإدارة الذاتية الديمقراطية هي الجسد وحالة الإدارة الذاتية الديمقراطية مع الأمة الديمقراطية كتداخل اللحم مع العظم، إنها حالتها الملموسة والمجسدة .»
يقول قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في المجلد الخامس مانفيستو الحضارة الديمقراطية «السبيل الصائب والأخلاقي والسياسي على الإطلاق للنفاذ من أزمة رأس المال المالي العالمي هو الإنشاء السريع للأمم الديمقراطية الجديدة بمزاياها الخلاقة بنحو متفوق وخارق عوضاً عن الدولة القومية بذات نفسها والتي باتت جوفاء أو فرغت من محتواها راهنا,ً وعوضاً عن اتحاداتها الإقليمية والعالمية, وبالأخص هيئة الأمم المتحدة, وإقامة الأمة الديمقراطية مقام الدولة القومية الواحدية, واعتبارها حالتها المحولة .»
وكذلك تطوير النماذج الإقليمية «الاتحاد الأوروبي يسير في هذا المنحى نسبياً » والعالمية أيضاً بشكل متداخل.[1]