إعداد / عبدالرحمن محمد [1]
تُعدُّ كرماشان منبعاً من منابع الفن الكردي الأصيل وبخاصة فيما يتعلق بالغناء، فمنطقة سنه التي تتبع لها كرماشان كانت ولا زالت تجود بمغنين متميزين على الدوام لطبيعتها الخلابة مناخها وتضاريسها الجبلي الذي يحفز على الإبداع وطبيعة صوت سكان الجبل عموماً.
“جمين رحماني” أحد تلك الأصوات التي تظهر في الساحة اليوم وتثبت جدارتها، وهي مغنية من مواليد كرماشان وتقيم في مدينة سنة في شرق كردستان، وترعرعت في كنف عائلة فنية، والدها يدالله رحماني أحد الفنانين البارزين في روجهلات كردستان. ومن خلال فنها وصوتها الجميل المفعم بالإصرار والإرادة تؤكد على قدرة المرأة الكردستانية وفي روجهلات كردستان بالذات على تطوير ذاتها وتسخير الفن في خدمة قضاياها، والمساهمة في تطوير وتقدم المجتمع.
المرأة ونضالها محور أغنيات الفنانة جيمن
وأصدرت الفنانة جيمن رحماني أربع أعمال فنية غالبها تجسد دور المرأة وبطولاتها وخاصة تلك التي ظهرت في روج آفا، إضافة الى ما تواجهها المرأة من صعوبات وإنكار لدورها، كما وتسلط الضوء على قضايا المجتمع.
وفي أغنيتها الأولى ” يك لي هزارا- واحد من الألف” تناول موسع للعديد من قضايا المرأة وكيفية مواجهتها ونضالها للوقوف في وجه إنكار المجتمع لدورها، وفي عمله الثاني “كرده جن” سلطت فيها الضوء على مقاومة كوباني وبطولات المرأة فيها، و قالت في تصريحات للإعلام أن هذا العمل أسعدها جداً لأنها كانت عن بطلات كرديات.
وأضافت الفانة جيمن في مقابلة مع وكالة روج نيوز “لم أستطع بعدها أن أصدر أعمال أخرى بينما كنت مستعدة لذلك، وحين حصل الهجوم على عفرين، رأيت من المناسب أن أقوم بأداء أغنية على بطولات المقاتلات الكرديات في عفرين، واستخدمت عدة مقاطع لهن لإصدار كليب للأغنية الثالثة.
بطولات المرأة في روج آفا مُلهمتي
وتحدث الفنانة مطولاً عن بطولات المرأة في روج آفا كردستان أمام هجمات داعش، وقالت أن هذه البطولات ألهمتها كثيراً، مشيّدة ب”نساء تركن أطفالهن في المنازل وتوجهن إلى ساحات المقاومة للدفاع عن أرضهن، وهؤلاء الأطفال سيسلكون درب أمهاتهم المناضلات، وإن المرأة الكردية أثبتت انها كالرجل تستطيع أن تتحمل الكثير وتتفوق عليه في بعض الميادين”
وكذلك لا يغيب التاريخ العريق للكرد عن أعمال جيمن، فقد أصدرت أغنية على الكرد اللوريين، مبينة إن هناك محاولات للتمييز بين اللور والكرد، في الوقت الذي يثبت التاريخ إنهما من نفس الجذور، لهما نفس العادات والثقافات والتراث، وحين عمَّت الفيضانات في لورستان قام أهاليروجهلات كردستان بتقديم شتى أنواع الدعم لللوريين، لذا قامت بأداء الأغنية باللهجتين اللورية والكلهورية الكردية، وبزي واحد كي تقول للعالم انهما شعب واحد ولا يمكن فصلهما عن بعضها البعض.
المرأة في روجهلات كردستان مُهمَشة ومُغيَّبة
وحول وضع المرأة في روجهلات كردستان، قالت الفنانة الكردية: “إن المرأة تواجه متاعب وصعوبات جمة في إيران وخاصة الفنانات منهن، حيث لا يسمح لهن بإقامة حفلات مالم يكن معها رجل. ولهذا السبب لم أستطع حتى الآن اقامة أية حفلات في روجهلات كردستان وايران عموماً، لا ادري لماذا لا يسمحون للمرأة الفنانة بأداء الأغاني لوحدها في الحفلات، ورغم هذه الصعوبات، إلا ان المرأة في روجهلات كردستان أثبت إن باستطاعتها تجاوز الصعوبات وأداء دورها في ظل كل الظروف العصيبة التي تحيط بها”.
وعن مشاريعها ورسالتها في المستقبل تؤكد جيمن رحماني على مواصلة فنها وتقول: أنا كفنانة كردية، رسالتي للمرأة الطموحة هي أن تناضل في سبيل تحقيق هدفها، ولأن الفن موهبة فقط، لا يمكن خنقها، بل يجب تسخيرها في خدمة الجماهير، وأرى إن الفن يخدم الوطن أكثر من السياسية، وإيصال رسالة المرأة عبر الغناء له قيمة كبيرة بالنسبة لي، وهذا يبقى أفضل من أن أصمت.”