(البروفيسور ديفيد شينكر هو مدير الدراسات السياسية للدول العربية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وعمل سابقاً في مكتب وزير الدفاع الأمريكي كمدير لشؤون الشام، وقد تحاورنا معه للحديث عن الأوضاع الراهنة للشرق الأوسط و العالم و حرب داعش وجاءت ردوده لمجلة كولان كالآتي:
• تم في بداية عام 2015 أنعقاد مؤتمرين كبيرين على المستوى الدولي، وهما ملتقى دافوس الأقتصادي و مؤتمر ميونيخ للأمن، وكان التقرير المعد لمؤتمر ميونيخ يحمل عنوان(النظام الفاشل) كما تم في دافوس التأكيد على فشل النظام العالمي، ذلك النظام الذي حل للوجود بعد أنتهاء الحرب الباردة غير أن جون كيري وجو بايدن قد رفضا هذه الفكرة وأعلنا أن النظام العالمي لم يفشل ترى لماذا تخفى الولايات المتحدة هذه المخاوف في حين أن العالم أجمع يشعربها؟
- يبدو أن واشنطن ليست قلقة على غرار العواصم الأخرى أزاء التحديات التي تواجه ذلك النظام العالمي كما أن أدارة أوباما لا تخفى تداعي و سوء الوضع الأمني في العالم، غير أنها ليست مؤمنة مثل الدول الأخرى بخطورة التهديدات سيما وأنه يبدو أن أدارة أوباما تعتبر سياساتها في روسيا و سوريا وأيران ناجحة، ثم أن الكثير من دول العالم تعتبر التطورات المتعلقة بروسيا و سوريا وإيران فشلا في السياسة الأمريكية و دليلا على تراجع دورها في العالم.
• ألا توافقنا الرأي بإن التحديات التي تواجه العالم في عام 2015 سيما بعد أحتلال (كريما) الأوكرانية من قبل روسيا و رفضها لأنتماء أوكرانيا الى الأتحاد الأوربي، عودة الحرب الباردة؟
- لا شك في أن الدور الذي تؤديه روسيا في الوقت الحاضر هو ليس دوراً مساعداً من جهة و محيا للحرب أزاء أوكرانيا من جهة أخرى كما أن التسلط لدى روسيا في تصاعد مستمر وحتى بالنسبة للوضع الأقتصادي، وهو برمته حدث غير صحي ويبدو أنه يضع ذلك البلد على مسار الصدام مع الغرب.
• هناك مشكلة أخرى يتعرض لها الأمن الأوربي وهي عبارة عن المجموعات المتطرفة، ما يعني أنه ليس هناك اليوم اية دولة بالأمكان الحفاظ على أمنه لوحدها فهل هناك سبيل لتشكيل تحالف ناجح في العالم؟
- إن تهديدات داعش لم تصل بعد مستوى تتفق فيه الدول على التعاون فيما بينها والمشاركة بأموالها و دمائها في مواجهة التنظيمات المتطرفة.. فلقد تم في الوقت الحاضر تشكيل تحالف غير أنه لم يقم بما يلزم من أعمال رادعة بهدف دحر داعش وأن التحالف، وكما وعد أوباما، ينفذ فقط هجمات جوية كي تحدد بشكل من الأشكال مكتسبات داعش من ناحية أحتلال الأراضي، وقد قام داعش ، بعد(6) أشهر من بدء الهجمات الجوية بإحتلال المزيد من الأراضي في العراق وسوريا، هذا إن لم نتحدث عن ليبيا وغيرها، والأمل هو أن يغير ما حدث في باريس والأن في كوبنهاكن أتجاه المناقشات في أوربا كي تتبع الدول الأوربية مساراً أقوى أزاء الأمن وردع النهج الراديكالي وتمازج الأقليات الأسلامية.
• منذ أندلاع الثورة السورية في 2011 والأمم المتحدة عاجزة عن أتباع ستراتيجية محكمة أزاء نظام الأسد، و معالجة آثار الحرب أولا ترون أنه ليست هناك أية قراءة لحلول يتبناها مجلس الأمن الدولي للأزمة السورية؟
- لقد قتل حتى الآن أكثر من(200)ألف مسلم سني في سوريا، أي أن ما حدث هناك هو يماثل عملية إبادة جماعية(جينوسايد) كما أن الأمم المتحدة، ومع الأسف، هي ليست منظمة فعالة في منع الجرائم، ويبدو أن أدارة أوباما التي تركز كثير اً على التوصل الى أتفاق مع أيران بدل أتخاذ أي توجه ضدها، أو تراجع نظام الأسد كما أن مجلس الأمن قد اصيب فعلاً بالشلل مع وجود شريك قوي له في موسكو إلا أن إدارة أوباما لا تميل الى أتباع دور الزعامة كي تسعى لأنهاء ذلك الخلاف، ومع عدم وضوح إن كان الولايات المتحدة سوف تنجح، فإن أدارة أوباما ليست ملتزمة بإنها جرائم النظام وأن التركيز الأن قائم، ومع الأسف، على داعش فقط.
• يشير الخبراء والمراقبون الى أن المشكلة الرئيسة في المنطقة هي الدول التي تم صنعها وفق أتفاق سايكس بيكو بعد أنهيار الأمبراطورية العثمانية، لأنه لم تتم في مسار حدودها مراعاة التعددية الدينية والأتنية، فلماذا إذا لم تتبع أية محاولات لأعادة صياغة خريطة المنطقة على أساس عصري؟
- بمراعاة الأضطراب الذي يخيم على المنطقة، فقد تم الأعتراف بإن حدود المنطقة قد أمتدت بنسبة ملحوظة، رغم توقعات حدوث تحولات في العراق وسوريا وأن ما يحدث الأن في هذه الدولة هو عبارة عن تطهير عرقي أتني من قبل نظام الأسد و جزء من مساعي حماية المكون العلوي، ثم أن لدى الكورد دولة للأمر الواقع في (شمال) العراق ولو تحدثنا صراحة لقلنا أن الولايات المتحدة لا تؤمن بإن تكون لإعادة تحديد خريطة الشرق الأوسط على أسس طائفية و دينية، أية معطيات أيجابية، فهناك اليوم عداوة كبيرة بين الشيعة والسنة وليست هناك أحتمالات لحماية تلك الحدود.
• فيما يتعلق بالخلافة الأسلامية المعلنة من قبل داعش، نجد أن الدول المجاورة تتعامل مع الأحداث من منطلق مصالحها الخاصة وهناك أخرى تؤيد بقاء الأسد في السلطة وغيرها مما تساعد المجموعات الأرهابية بشكل سري لأسقاط نظام الأسد والأمر هكذا كيف السبيل لتكمن التحالف الدولي ضد الأرهاب من دحر داعش ؟
- الطريق الوحيد لدحر داعش في سوريا هو دحر نظام الأسد، فاليقين أن أعمال القتل المستمرة للسنة على أيدي الأسد، وأيران وحزب الله إنما تزيد من دعم داعش، وأن العمل مع أيران والأسد سيكون فقط السبب في أقناع السنة بإن الغرب يبحث عن(حل شيعي) وهو أمر لا يمكن أن ينجح.
• كما أن القوة الوحيدة القادرة في الشرق الأوسط على قطع الطريق أمام داعش هي قوات بيشمه ركه كوردستان فالى أي مدى يتوجب على العالم دعم قوات البيشمه ركه في قهر ارهابيي داعش؟
- لقد أدت البيشمه ركه وبدعم من الغرب عملاً جيداً للدفاع عن أراضينا ضد داعش هي قوة دفاعية وليست قوة يمكن ارسالها الى خارج أراضيها، لتنفيذ عمليات عسكرية، ويتلقى الكورد بإستمرار مساعدات مادية مهمة من الغرب لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم ضد داعش، ورغم ذلك فإن هزيمة و دحر داعش على الأرض تتطلب في النهاية قوة أخرى (عراقية أو سورية وعربية).
ترجمة/ دارا صديق نورجان.[1]