كل شيئ كان مدهشا في ( #عامودا# ). شارع البلدية الممتد الى منزل العم اسماعيل العمري الملقب ب #اسماعيل فيتو# . العم اسماعيل كان رياضيا يلعب كرة الطائرة وكان معلم بناء من الطراز الرفيع . اغلب البيوت الطينية في ( عامودا ) من صنعه .كان مزوحا الى ابعد الحدود وله كلمة مشهورة ( يلا بابام يلا)
اسراب الحمام في الصباح . مقاهي الرصيف كمقهى ججاني في شارع القامشلي مقابل مطعم اورفلي . ومقهى ابو علاء في شارع الفاتورة . السيارات والدراجات الهوائية التي تجوب المدينة عموما.
وحدها مكتبة الحرية لصاحبها عادل كونرش في منتصف شارع البلدية كانت تصلها الجرائد المحلية ك الثورة وتشرين والبعث من مكتبة دار اللواء بالقامشلي بعد وصولها من العاصمة دمشق والجرائد والمجلات اللبنانية ك النهار والشرق والحرية كانت تصلها كل يومين أي تتأخر يوم.
الكتب المعروضة في واجهة المكتبة اغلبها كانت لمؤلفين من الجزيرة وبالأخص من عامودا . منها السفر الى عينيك بعد المنفى للشاعر جميل داري وافراح حزينة للشاعر لقمان محمود . الرجل الحامل للكاتب حليم يوسف . سيرة الصبا للكاتب سليم بركات . للعشق للقبرات والمسافة للكاتب ابراهيم يوسف . اااالخ
وكتب عالمية مثل قصة موت معلن للكاتب غابريل غارسيا ماركيز . الاعمال القصصية ل انطون تشيخوف . الليالي البيضاء ل دستوفسكي . ااالخ...!!
(في عامودا تنبت سنابل الشعر على صدور شعرائها الكرد الذين يكتبون بالعربية وما ان تمس روحك واحدة منها حتى تنفرط الى خرزات وخرزات وقصائد.)
(يكتبون بالعربية . يحلمون . يبكون . يتألمون . يفرحون . يحزنون . يعشقون وبالعربية ايضا يكتبون هزائمهم)
ومن الأسماء الادبية الكردية العامودية الذين يكتبون بالعربية الكاتب سليم بركات . الكاتب حليم يوسف . الكاتب جولان حاجي . الكاتب عامر فرسو
الشاعر جميل داري . الشاعر عبدالمقصد الحسيني . الشاعر صباح قاسم .الشاعر مروان شيخي . الشاعر اسماعيل كوسا . الشاعر لقمان محمود .الشاعر ابراهيم بركات . الشاعر عمران علي . الشاعر يونس الحكيم . الشاعر عبداللطيف الحسيني . الشاعر عبدالرحمن عفيف الحسيني . الشاعر عبدالله الحامدي . الشاعر علي مراد ااالخ...!!
واعتذر سلفا من الشعراء الذين لم اذكر اسمائهم هنا
للقارئ ان يفكر مليا في عدد هؤلاء الشعراء والكتاب سيكتشف بنفسه حجم الحراك الأدبي والثقافي في ( عامودا)
(عامودا)
لا زالت
روحي تتسكع
في شوارع
وحارات عامودا
كلما أقبل
وعاد الربيع
فأفتح قوارير
العطر
وأُفرِغُ حقائبي
لأغسل ملامح
وجهها المتعبة
ونوافذ بيوتها
المشرّعة
لنسائم زهرة نيسان
ورائحة الكولونيا
العابقة في الهواء
فأُطيّرُ مع عصافيرها
ماكتبته وما لم أكتبه
من رسائل الغرام
لعامودا
التي لاتشبه
اي مدينة في العالم
ببساطة شعبها
تملأ شرايينه
وتطوف في القلب
حد الإمتلاء....
ومازلت اعود إليها
كلما صدح
صفقان اوركيش
عامودى هيلينا دلا
أو رندحت فيروز
سواربينا... !!
--------------
... حكاية لم تنتهي بعد
المانيا
(عامودا)
في عامودا
// تسير السماء على الطرقات القديمة حافية فما حاجة
الشعراء إلى الوحي الوزن القافية... !! //
في عامودا
// ينام الغريب واقفا على ظله واقفا مثل مئذنة في سرير الأبد لا يحن الى بلد او احد... !! //
في عامودا
// نموت عشقاً و فناءً فيمن نحب قبيل مخاض ولادتنا...!! //
في عامودا
// نعطي الخبز لخبازه فيأكل نصفه من باب الموانة...!! //
في عامودا
// نكتب على جدران المدارس لا تتبول هنا يا حمار .!! //
في عامودا
// يسقطُ الحذاء من قدم سندريلا ، فيشوطه الأطفال وتهرشه القطط ، ثم يشعله شحاذ بردان وتنتهي الملحمة العاطفية...!! //
في عامودا ،
// يحنُّ العصفور على صياده الأحول فيهديه عشاً وجناحاً للترضية...!! //
ياصباح عامودا تمهّل ...قلتها وموعد السفر يقترب..ساعات تفصلني عن مغادرة عامودا.
مقهى كوي في عامودا من اقدم المقاهي يعود تاريخ بنائه المعماري القديم الى اكثر من 70 عاما . يقصدها المسنون لشرب الشاي ولعب الورق
يديرها المعلم عبدالقادر كوي الملقب ب المعلم حنو الخبير في صنع الشاي والقهوة يغوص بين الطاولات ويتابع طلبات الزبائن بروح طيبة الضحكة لا تفارق وجهه الطلق.
الكراسي متراصة، وأبخرة الشاي والسجائر تختلط مع رائحة شواء اللحوم من مطعم صبحي طاؤوس ومطعم ياسين قرنو المجاورين للمقهى
الموسيقا تنساب تملأ قلبي شجنا بكلماتها : ( سلامات سلامات يا الغالي سلامات.. ويا الرايح ويا الجاي لابعت سلامات..) .
صوفي كوندورو الانسان الطيب والمتدين الذي ادمن المرور في شوارع عامودا يجول ببصره في كل الاتجاهات وينادي على طفل ضائع ويقول اهل عامودا الكرام طفل ضائع له من العمر خمس سنوات من يجده فليجلبه لجامع ملا دحو وله الأجر والثواب.
صبري خلو سيتي الشاعر المنسي كان شاعرا متجولا في
شوارع عامودا وازقتها يلقي بقصائده للمارة ذهابا وايابا
وكان ذكيا في اختيار قصائده والقاءها ولقساوة ظروفه المعيشية الصعبة لم يهتم كشاعر بتجربته الشعرية فظل نتاجه بعيدا عن النشر
بدران الأعمى الشيوعي الأصيل على ظهره الة الجمبش الموسيقية ( يشبه الة البزق ) نزل من قرية كوليجة الى سوق عامودا قبل العيد بيوم لا يحمل معه غير صوته والته ، الحقيقة لم يبقَ عنده ما يحمله غير صوته والته . كان السوق مليئا بالبضائع والبائعين . المواطنون كانوا يعدون على الأصابع، لكنهم لا يحملون شيئاَ معهم ولا حتى صوتهم . نظر في كل الاتجهات ، لم يرَ للعيد مظهراً ، أراد أن يصرخ ، لم يستطع ، لقد سرقوا صوته . صاحَ دون أن يسمعه أحدٌ : لقد سرقوا صوتي ، أربد صوتي . وسقط أرضاً وسقط صوته معه ولم يسمعه أحد.
خلف او كما يسميه البعض خلفو كان انسانا بسيطا يعمل على توصيل الطلبات على البسكليت ( دراجة هوائية ) مقابل اجر
مادي قليل وعند توصيل الطلب يطلب من صاحب البيت ويقول انا جائع فيقوم صاحب البيت بسكب الأكل واعطائه.
قصر بحقه كثيرون وأولهم القريبون منه.
قد يعترض البعض ويقول : ليس مشردا ..!! له أهل وبيت..
نعم .. ولكن أي أهل أولئك الذين لا يتفقدون ابنهم مهما كان وضعه العقلي
اشتقت لذلك الغيم الأبيض اسفل السماء الزرقاء . اشتقت لقمر عامودا . وشمسها وريحها وغبارها لأرضها لمنازلها الطينية . اشتقت لكل جزء فيها
عائدون
عامودا
نحمل المستقبل
على اكتافنا
التي احناها
الانتظار
عائدون
الى الأشجار
ونقش الذكريات
عليها
عائدون
بصناديق احلامنا
وحروفك
التي مابرحت
مكانها
في القلوب...!!
---------------
حكاية لم تنتهي بعد
المانيا
من صفحة الكاتب على الفيسبوك [1]