$من هم الأكراد الفيلية؟$
الأكراد شعب عريق من الأمة الإسلامية، عانى من التجزأة والغبن، ويعود تاريخ هذا الشعب إلى أكثر من 5 آلاف سنة، عاشوا في وطن سمي بأرض الكورد أو كوردستان، وقد ورد أسم هذا الشعب قديماً تحت عنوان (الميديون)، حيث ذكرتهم الكتب القديمة مثل التوراة (العهد القديم)، أو الإلياذة لهوميروس، وورد ذكرهم في الكثير من الكتب التاريخية التي تعرضت لذكر الشعوب القديمة، ويعد وجود الشعب الكوردي في غرب إيران وجنوب تركيا حتى سنجار وجبال حمرين، من الأمور الثابتة تاريخياً، وبهذا يمكننا القول أن وجود الأكراد على أرض الجبال (ميديا) هو أقدم وأسبق من الشعوب الأخرى، وقد تم تجزأة هذه المنطقة بعد سيطرة الاستعمار وسقوط الدولة العثمانية، حيث توزع الأكراد بين كوردستان العراق وغرب إيران وكردستان الشمالية في تركيا وسوريا، كما هاجرت أعداد كبيرة إلى لبنان والأردن وخصوصاً عند اشتداد الصراعات الداخلية أو الخارجية التي تفقدهم الأمان في أرضهم.وينقسم الأكراد إلى طوائف عديدة، أهمها الفيلية التي تضاعف الضيم والقهر عليها لسببن هما:1 – أنهم جزء من الشعب الكوردي.2 – لأنهم يوالون أهل بيت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
الفيليون جزء من الشعب الكوردي، وقد ذكر المؤرخ نجم الدين سليمان مهدي الفيلي في كتابه «الفيليون» تبعاً للعديد من المؤرخين أن الفيليين هم بقايا العلاميين أو الكوتيين الذين عاشوا في وسط العراق وجنوبه ك «بدرة وخانقين ومندلي وكركوك وجصان وبغداد» وغيرها من المدن العراقية والمدن الإيرانية كخوزستان الذين انحدروا منها، وقد توطنوا قرب المياه وخاصة شرق دجلة التي نمت فيها أقدم الحضارات البشرية.
وقد اندمج الفيليون أكثر من باقي الأعراق في المجتمعات التي عاشوا فيها، ففي العراق سكن العديد منهم المدن المقدسة كالنجف الأشرف وكربلاء، وامتهنوا العديد من الحرف كالزراعة والصناعة والتجارة وبالأخص في بغداد، وكان لهم دور بارز في الثورات التي حدثت في التاريخ العراقي كثورة التنباك وثورة العشرين (1920م)، وقد تزعم قادة منهم جيشاً قوامه أكثر من 5 آلاف شخص لمناصرة المجدد الشيرازي في محاربة الاستعمار البريطاني، بخلاف قسم كبير من الأكراد السنة الذين انضموا للمستعمر البريطاني وعملوا في المؤسسات المدنية والعسكرية التي أنشأها.
وقد كان الفيليون خط الدفاع الأول عن قضايا الأمة وكانت مشاركاتهم في صنع التاريخ السياسي العراقي واضحاً وكبيراً، لكنهم كانوا الضحية الأولى كذلك كما في الحروب الطاحنة التي اندلعت بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية، حيث قام العثمانيون بإبادة كبيرة للفيلية لكونهم شيعة لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث اعتبرهم العثمانيون عملاء للدولة الصفوية الشيعية، وتواصلت الإبادة والتشريد للفيليين على يد القوات الغازية البريطانية لميولهم المعادية للإستعمار ونصرتهم لقائد ثورة العشرين المجدد الشيرازي، واستمرت المأساة مع ما سُمي «عهد الاستقلال» حيث قامت حكومة رشيد عالي الكيلاني بمذابح عديدة كالمذبحة التي ارتكبها جيشه في مدينة الكاظمية في 23/3/1935م. [1]