سربست بامرني
كوردستان ومصالح شعوب المنطقة
اليوم او غدا متى ما تأسست دولة كوردستان ستحقق العدالة والسلام والتنمية لشعوب المنطقة المنكوبة بالحروب والدمار والتخلف المريع.
* العدالة لأنها أخيرا ستسدل الستار على أبشع جريمة ضد شعب امن مسالم وستنهي دورة الظلم والاجحاف والابادة المستمرة لشعب كوردستان خلال قرن كامل من الزمن العصيب دون وجه حق اللهم الا ضمان مصالح واهداف المنتصرين في الحرب العالمية الأولى ويتفق هذا التأسيس مع أسس العدالة والحق وفق شرائع الأرض والسماء كما يتفق تماما مع التطور الذي تشهده الحضارة الإنسانية في مجال الاعتراف بحقوق الانسان وحرياته الأساسية وضرورة احترامها.
* السلام لأنها ستكون الحاجز الجيوسياسي الذي يفصل بين الحضارات الثلاث المتصارعة في المنطقة، فالصراع الدموي المدمر الذي بدأ قبل أربعة عشر قرنا بين الحضارتين العربية والإيرانية وبينهما وبين الحضارة التركية القادمة من أعماق اسيا بقي حيا طيلة مئات السنين وكلف الجميع ثمنا باهظا كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية وذهب ضحيتها ما يقارب المليون انسان هذا عدا الخسائر المادية والمالية الفادحة التي لا تعد ولا تحصى، وكانت ولاتزال السبب الرئيس في عدم تطور البلدين وتخلفهما عن الركب العالمي في مجالات التنمية والرفاه الاجتماعي.
الحقائق على الأرض تشير بوضوح على انه لا حكام ايران اليوم قادرين على استعادة امجاد الإمبراطورية الساسانية التي بسطت نفوذها من حدود الهند الى ساحل البحر الأبيض المتوسط ولا الحكام العرب قادرون على استعادة امجاد الخلافة العباسية الممتدة من أواسط اسيا حتى الشمال الافريقي واسبانيا ولا حكام تركيا يستطيعون احياء الإمبراطورية العثمانية التي وصلت حدود فينا عاصمة النمسا، ومع ذلك فالصراع مستمر تحت يافطات عنصرية وقومية ودينية وطائفية ولا يمكن وضع حد لهذا الصراع الدامي دون إقامة عازل جيوسياسي يمنع احتكاك الحضارات الثلاث مع بعضها البعض وهو في قيام وتأسيس دولة كوردستان بموقعها الجغرافي المتميز في قلب الشرق الأوسط والتي ستنهي استمرار هذه السلسلة المأساوية من الحروب والعنف والاصطدامات المستمرة مما يعني على المدى الطويل تحقيق سلام دائم يخدم شعوب المنطقة وتطلعاتها المشروعة لمستقبل يسوده السلام والامن والاستقرار.
* التنمية وهي عادة مرادفة للاستقرار والسلم الاجتماعي، فمن المؤكد ان الإمكانات الهائلة التي تصرفها الأنظمة في المنطقة لقمع نضال الشعب الكوردي من اجل حقوقه الإنسانية المشروعة وفي تغذية الصراعات هنا وهناك والحروب المستمرة بينها ستذهب الى حيث يجب ان تذهب وهي تنمية هذه المجتمعات ومعالجة مشاكلها الاقتصادية، هذا بالإضافة الى ان كوردستان نفسها ستكون واحة للاستثمار بما تملكه من ثروات طبيعية وملتقى الحضارات الثلاثة المتصالحة وبما يعود بالفائدة لشعوب هذه البلدان التي حقا لا ناقة لها ولا جمل في الحروب الهمجية التي شنتها وتشنها الأنظمة المحتلة لكوردستان.
لقد جربت الأنظمة المتعاقبة في المنطقة كل السبل الممكنة بما فيها الأشد بشاعة ودموية ولا إنسانية لإنهاء الوجود الكوردي ومع ذلك ها هم الكورد يشكلون رقما صعبا في المعادلات الإقليمية والدولية ويحوزون بصمودهم البطولي في وجه الإرهاب العالمي على ثقة واحترام العالم المتحضر، ومن المستحيل إعادة عقارب الزمن الى الوراء والغاء أربعون مليون انسان من على خارطة المنطقة واسكات صوتهم المطالب بالحرية والعدالة.
نعم للعدالة والسلام والتنمية... نعم لدولة كوردستان المتجاوبة مع مصالح شعوب المنطقة والقادمة حتما رغم المخاض العسير.[1]