لطالما سمعنا الفنان العريق #محمد شيخو# يغنيها، ولَكَم أحببناها ولكن القليل منّا يعلم أن ثمن هذه الأغنية كان قد دُفع مسبقاً وكان الثمن مأساة شخص وحزناً وألماً عاشه حتى مماته.
في العام 1948 طفلٌ صغيرٌ يلعب في ساحات قرية بانة بمنطقة زيبار بجنوب كردستان. لم يكن يعلم أنَّ الأقدار ستقوده إلى خارج تلك الساحات، إلى الملا مصطفى برزاني ليشاركه في ثورته ويقاتل معه ويخسر ولكن لا يستشهد رغم كل الخطر.
عام 1965 يكبر ذلك الشاب أكثر وينتقل لجامعة الموصل لتشاء الأقدار هذه المرة أن يتعرف على نسرين الفتاة الجميلة ويحبها وتحبه ويعيشا قصة عشق ولكن لا يهنأ باله طويلاً فعندما يطلبها يرفض والد نسرين الأمر ويحاول بكل الطرق، إلا أنه لايستطيع الوصول لمراده. يقوم والد نسرين بتزويجها لشخص أكبر منها طمعا في تزويج أخت ذلك الشخص من إبنهِ (Berdêl) .
وتمضي الأيام ليلتقي بها في السوق مع زوجها فتنهمر الدموع من عيني نسرين و يتوقف الزمن ليعيش المأساة والألم من جديد ولتصيبه رصاصة حروبه بعد كل تلك السنين من عيني نسرين التي أحبها وليس من بندقية الأعداء فكأنما استشهد في ساحة معركةٍ. أمام كل هذا الحزن لم يكن بيدهِ سوا أن يقول رائعته Dema min tu dîtî Nesrîn
لييسمعها صديقٌ له في ذلك الوقت وهو الفنان محمد شيخو الذي يأبى إلا أن يحمل معه جزءاً من همه فيعطي تلك الكلمات لحناً ويغني أغنية Nesrîn
نعم إنه Xelefê Zêbarî ألشاعر والإعلامي الشهير ومؤسس راديو صوت أميريكا. هو الذي عاش كل هذه المأساة وألف تلك الكلمات
الأغنية من أربع مقاطع يتحدث في المقطعين الاول والثاني عن مشهد لقائه بنسرين والمعاناة في تلك اللحظة ، أما المقطع الثالث فيتحدث عن زواج نسرين وأسفه على تزويجها من رجلٍ كهل وفي المقطع الأخير ينقل الشاعر عشقه من الأرض إلى السماء كما عادة كل ملاحم الحب الكردية، فيجعل من عشقه عشقاً إلهياً لايسمو إليه إلا من ترك شؤون الدنيا بما فيه.[1]