أعلنت دائرة شؤون و حماية المقابر الجماعية ان الاف البارزانيين اعدموا خارج نطاق القانون وتم العثور على أقل من ربع رفاتهم فقط.
وقال ضياء كريم، مديرعام الدائرة لشبكة رووداو الإعلامية انه من خلال عمليات البحث والتحري استطعنا ان نحدد الخطط التي كان يعمل من خلاها النظام السابق، وهناك اليه يعمل فيها، مضيفا ان جميع ضحايا القومية الكوردية يتم الاجهاز عليهم ودفنهم في مقابر جماعية في المثلث الصحراوي الرابط بين المحافظات (السماوة، النجف، والديوانية) لذلك هذه المواقع تضم الكثير من المقابر الجماعية وعملنا عليها الكثير من السنوات وفتحنا الكثير منه.
ولفت الى ان النظام السابق كانت ضحاياه في المحافظات التي ذكرتها لكن، ايضا كانت هناك عمليات تمييز من الضحايا من القومية الكوردية نفسهم، على اعتبار ان عمليات الانفال كانت تتم في الجزء القريب من بادية السماوة من منطقة نكرة السلمان.
اما بالنسبة لعائلة البارزاني فكانت عملية الاجهاز عليهم تتم في منطقة ابصية والعفايف او المناطق القريبة من جهة السعودية، وفقا لمدير دائرة شؤون و حماية المقابر الجماعية الذي أضاف انه لدينا مراجعات للخرائط الجوية ومواقع لم يتم الوصول اليها ولم يتم فتحها لحد الان.
وعن عدد المقابر التي عثر عليها للكورد قال كريم انه يجب ان اميز بين الموقع وبين القبر الجماعي، على اعتبار ان مفهوم الموقع اعم واشمل من القبر الجماعي، على سبيل المثال مقابر تل الشيخية هو موقع واحد، لكن اذا ما حللناه وراجعنا الصور الجوية سنجد انه يضم اكثر من قبر جماعي.
وأشار الى وجود ما لا يقل عن 11 قبرا جماعيا في هذه المنطقة، وفتحنا قبرا واحدا لحد هذه اللحظة، وكان يضم 171 ضحية كلهم من النساء والاطفال، اما في منطقة ابصية لازال العمل والبحث مستمرا.
وفتحت دائرة المقابر الجماعية في العام 2013 قبرا واحدا من هذه القبور، كان يضم 91 شهيدا من البارزانيين، وفقا لكريم الذي استدرك قائلا: في هذه المناسبة الاليمة فتحنا قبرا في شباط الماضي 2022، وتم رفع 100 شهيد جميعهم من الذكور.
ولا زالت عمليات التحري والبحث مستمرة والاعداد كثيرة للمقابر الجماعية وفقا لمدير دائرة المقابر الجماعية الذي اوضح ان ما لا يقل عن 60 قبرا جماعيا تم فتحها لحد الان، والاعداد في تزايد مستمر والمتبقية مواقع وليست قبورا جماعية، مشيرا الى وجود 22 موقعا لكنها تضم اكثر من هذه الاعداد، كونها تفصّل الى مقابر جماعية.
وكانت تتم عمليات الانفال في منطقة نكرة السلمان والشيخية والمناطق المحاذية لها، حسب كريم الذي أكد انه لدينا احداثيات عن ذلك، ومن المؤمل انه سيتم الكشف عن هذه المواقع خلال الايام القليلة القادمة، والتأكد من وجود المقابر لغرض ادخالها في الخطط المستقبلية.
ويعمل الفريق على المقابر الجماعية، هو فريق وطني مكون من دائرة شؤون المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، بالاضافة الى دوائر الطب العدلي والمؤسسات المعنية في اقليم كوردستان.
وتشير الوثائق الموجودة لدى المحققين الى ان عمليات الاعدام خارج نطاق القانون كانت قد تمت بحق الالاف من البارزانيين، والعدد الذي تم رفعه لم يصل الى هذا العدد، بل اقل من ربعهم، بالتالي لازالت اعداد المقابر الجماعية التي لم يتم الوصول اليها كثيرة وكبيرة، حسب كريم.
واعتبرت دائرة المقابر الجماعية ان العمل في مناطق النائية الصحراوية صعب جدا، يحتاج الى جهد وامكانيات كبيرة، مضيفة: نرتأي او نخطط، ان تكون لها اوقات مناسبة وفي توقيتات زمنية محددة، بالتالي سيتم العمل عليها في القريب العاجل.
وأوضحت الدائرة ان اغلبية المقابر الجماعية كانت لضحايا القومية الكوردية ومن الشيعة، متطرقة الى الخطة التي كان يعمل بها النظام السابق في الاعدام، وهي الاجهاز على الشيعة في المنطقة الغربية وتحديدا في الصقلاوية في الانبار، وفتحنا 31 قبرا جماعيا، وتم رفع 951 شهيدا من هذه المقابر لكن لاسف بسبب الظروف الامنية في تلك المناطق انسحب الفريق وحاولنا الرجوع اليها ولم نستطع بسبب الخروقات الامنية.
وبالنسبة للضحايا من القومية الكوردية لفت مدير دائرة المقابر الجماعية الى ان العمل مستمر كون الوضع الامني مستتب في جنوب العراق، لكن البيئة الصحراوية هي التي تعقد الامور، واغلب المقابر تبعد مسافات عن مركز المدن.
وتطرق الى المقبرة الاخيرة التي تم فتحها التي كانت لرفاة 100 بارزاني بالقول: عملياتها اجريت في منطقة تابعة اداريا لمحافظة المثنى، لكن مبيت الفريق كان في محافظة ذي قار، فمسافة الطريق 4 ساعات ذهابا وعودة في السيارات، بطرق وعرة، ما ينهك الفريق بصورة كبيرة.
وكانت دائرة المقابر الجماعية احدى تشكيلات وزارة حقوق الانسان، لكن في شهر اب من العام 2015، الغيت وزارة حقوق الانسان والحقت الدائرة بمؤسسة الشهداء وتمت المباشرة في الاول من اذار 2016، ومن ذلك العام ولغاية العام 2020 كانت ميزانية الدائرة صفرا، حسب ضياء كريم.
وعن مقابر الازيديين الجماعية أشار كيرم الى ان اغلب مقابرهم في مناطق سنجار، لافتا الى دائرته استهدفت قرى بشكل متتابع وكانت القرية الاولى التي استهدفنا العمل عليها، هي قرية كوجو تم فتح 17 قبرا جماعيا فيها.
وأوضح ان هناك عمليات اخرى في سنجار نفسها في مناطق (قني، صولاغ، حي الشهداء، والسايلو) اضافة الى مواقع اخرى تم فتحها، مؤكدا ان جميع الرفاة نسلمها الى دائرة الطب العدلي.
ولا زال العمل كبيرا في سنجار فالكثير من المقابر لم تفتح لحد الان لكن دائرة المقابر الجماعية تحاول ايصال رسالة الى كل الضحايا والقوميات والطوائف بانها تقف على مسافة واحدة من كل الضحايا كون الملف انسانيا، حسب كريم الذي عبر عن اسفه بأن التركة ثقيلة واعداد المفقودين كبير، واعداد المقابر كبير جدا.[1]