المرأة السورية والأسرة
هيفين رشيد
تُعتبر قضية المرأة والأسرة من أهم القضايا في المنطقة، فهي بحاجة إلى ثورة اجتماعية سياسية أخلاقية، ولكي نحقق هذه الثورة؛ يجب أن يتم تنظيم العائلة وفق معايير جديدة تعتمد على نهج حياة الندية والمساواة والحرية بين الجنسين،
فعلى المرأة السورية وضع بصمتها في هذه المرحلة التاريخية كما كانت لها بصمة في تاريخ سوريا، وأن تكون نظرتها للأزمة السورية نظرة استراتيجية لحل الأزمة السورية، ووضع حلول سياسية تناسب المرحلة، ولذلك فعلى النساء السوريات الاستمرار بالكفاح والنضال المنظم والواعي يعتمد على دفع قوة المرأة وديناميكيتيها الثورية إلى الانضمام الكثيف والفعال.
المرأة الكردية كانت السبّاقة في ثورة “روج آفا” في تخطي خطوات مهمة بمشاركتها في جميع ميادين الحياة (السياسية، الدبلوماسية، العسكرية، الاجتماعية، الاقتصادية). فعلى المرأة السورية أيضا الاستفادة من تجربة #المرأة الكردية# بأخذ حريتها وحقوقها في إدارة شؤون المنطقة، وأخذ مكانتها في مجلس الشعب وفي الحكومة أيضاً بالمناصفة؛ لكي تستطيع اتخاذ القرارات وإبداء الرأي في جميع الأمور المتعلقة بالمرأة والمجتمع، ولذلك من الضروري جداً في هذه المرحلة التاريخية الحساسة وحدة النساء السوريات وتوحيد جهودهن لوضع أهداف استراتيجية لبناء نظام ديمقراطي في سوريا، لأن للمرأة دوراً مهماً في حل الأزمة التي بلغ عمرها 13 عاماً بدون الوصول لحل.
على النساء السوريات بذل جهود في النضال السياسي الديمقراطي والدبلوماسي المنظم والمخطط والمبرمج والشامل، لأن لحرية المرأة الدور الأساس في المساواة والتوازن للقيام بحضارة جديدة أو بثورة جديدة ثانية، وهذا يتطلب تحول جذري في المجتمع، من خلال التحول الذي ستحققه المرأة. هذا التحول يجب أن يكون منوطاً بحرية المجتمع بكافة شرائحه وفئاته وستكون للمرأة الدور البارز في ترسيخ ديمومة الديمقراطية والعلمانية وبناء السلام لسوريا المستقبل، فالمرأة السورية قادرة على أن تكون إدارية وقيادية وسياسية ومناضلة؛ كما كانت المرأة العفرينية السورية قادرة على النضال والمقاومة أثناء الحرب #20-01-2018# من قبل الاحتلال التركي، والتي قاومت 58 يوماً وهي تدافع عن “مدينة الزيتون مدينة السلام” بكل قوتها وإرادتها وقامت بكل المسؤوليات والواجبات التي طُلِبتْ منها، حتى بلغ بها الأمر بأنها تستطيع العيش بدون أولاد ولكنها لا تستطيع العيش بدون وطن.
إن المرأة السورية أثبتت نفسها بجدارة من خلال الدور الطليعي الذي لعبته في ثورة المرأة.
فالمرأة السورية تستطيع لعب دورها الريادي في النضال الدبلوماسي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والدفاع الذاتي لتحقيق العدالة الاجتماعية ولبناء مستقبل جديد لسوريا المستقبل.[1]