إعداد/ عبد الرحمن محمد
ما زالت الذاكرة الشعبية في السليمانية والعديد من المناطق الكردية حولها تحتفظ باسم امرأة كردية مناضلة لم تحظَ بنصيبها في الإعلام والتاريخ الكردي بما يكفي من التعريف بها، إنها الكردية الثورية “أختر رشول”.
ولدت “أختر” في السليمانية عام 1929 ميلادية في عائلة عرفت بحسها الوطني، ومقرّبة من عائلة “الحفيد” المعروفة في السليمانية، التي عرفت كعائلة حاكمة وبرز اسم زعيمها “محمود الحفيد” كزعيم وملك كردي حكم السليمانية ردحاً من الزمن، وتوفي في 9 تشرين الأول من عام 1956، إبان الاحتلال البريطاني للعراق.
تزوجت “أختر” من المغني الشعبي المشهور “رشول عبد الله” وكانا في قصة حب وتفاهم عرفا بها في السليمانية بأسرها حتى عرفت “أختر” باسم “رشول” بدلاً من اسم عائلتها رغم أن عائلتها كانت معروفة، وكانت من النساء الطليعيات القلائل اللواتي كسرن قيود الذهنية الذكورية، فكانت تشارك في كل الفعاليات النضالية والثورية المناوئة للاحتلال البريطاني والداعية لحقوق المرأة وتحررها.
في الحشد الجماهيري الذي تجمع يوم الحادي عشر من تشرين الأول عام 1956 بعد وفاة الشيخ محمود الحفيد كانت “أختر” في مقدمة الحشد في وسط ساحة السرايا بالسليمانية، وعند وصول جثمان الشيخ الحفيد قادماً من بغداد تحول التجمع إلى تظاهرة عارمة حاولت قوات الأمن تفرقتها والوقوف بوجهها، واستخدمت في النهاية الرصاص الحي لتفرق الجماهير مما أدى لإصابة خمسين مواطناً بطلقات نارية وكانت أختر في عداد الشهداء مع شخص آخر.
فنانو السليمانية وكنوع من رد الجميل وتخليداً للمناضلة “أختر” أقاموا لها نصباً في مدينة السليمانية، رفع الستار عنه في يوم 24 تموز عام 2019.[1]