#بيار روباري#
من سخريات القدر أن يستنجد الشعب الكردي في شمال كردستان بحزب “أتاتورك”، الذي تنكر لوجوده مباشرة بعد حرب التحرير، وإرتكب بحقه أفظع الجرائم والمذابح، وأبشع عمليات التهجير والتطهير أي عمليات التغيير الديمغرافي، وعمليات تدمير ممنهجة لمدنه وقراه، وإعتبر الكرد أتراك الجبال، أي لا وجود للإمة الكردية، في الوقت الذي كان نائبه المقبور “عصمت إينونو” كرديآ. ونفس هذا الحزب الذي كان في السلطة قبل أكثر من (20) عشرين عامآ عندما قام بخطف “عبدالله اوجلان” من كينيا، بالتواطئ مع العديد من الدول وأجهزة مخابراتها وإيداعه السجن في جزيرة إيمرلي، وفي ذلك الوقت كان يتزعم هذا الحزب “بلند أجاويد” وكان رئيسآ لوزراء تركيا أيضآ.
الشعب الكردي في شمال كردستان، لا يملك خيارآ أفضل سوى الإختيار بين السيئ والأسوأ، حيث كلا الطرفيين اللذان يتصارعان على السلطة في الكيان التركي المصطنع، أعداء للإمة الكردية ومعادين لتطلعاتها القومية، وجرائمهم بحق الشعب الكردي لا تعد ولا تحصى، وإن كان زعيم حزب أتاتورك الجمهوري كرديآ من كلاب الدولة التركية المسعورين. اردوغان في عدواته للشعب الكردي واضح وصريح، ولكن هذا الكردي الممسوخ، يحاول إخفاء عدائه لإمته بينما في الحقيقة هو أكثر عدواة وحقارة
اردوغان، حاله كحال جميع الكرد الذين باعوا أنفسهم بحفنة من المال والمناصب. لو لم يكن مسخآ لقدم نفسه على الشكل التالي:
“أنا أولآ وثانيآ وثالثآ كردي، ورابعآ علوي، وخامسآ مواطن في الدولة التركية”. بدلآ من أن يقدم نفسه هذا المسخ على أنه (علوي). وهو لا يدري أن العلوية مجرد كذبة ولا تعني شيئ نهائيآ، وعلي هذا التافه قتل في سبيل السلطة، ولا يمت للشعب الكردي لا من قريبٍ ولا من بعيد، مثله مثل ذاك المجرم والقاتل الذي إسمه “محمد” ودينه الشرير. الكرد الهلويين (العلويين) هم فرقة من عدة فرق دينية إنشقت عن الديانة اليزدانية، بعد أن تبنت الدولة الفارسية الديانة الزرادشتية كديانة رسمية للدولة، ومنعت الديانة اليزدانية. فأية علوية وأي هباب يتحدث عنها هذ المسخ والجاهل بتاريخ إمته، هذا إذا كان يعتبر نفسه في الأصل كرديآ. والحقيقة إن الإمة الكردية لا يشرفها أن ينتمي إليها هذا الخيسس وأخساء كثر مثله مثل:
يشار كمال، ابراهيم تاتلز، عصمت إينونو، #خالد بكداش# ، محمد كرد علي، طه الجزراوي (محمد طه ياسين رمضان)، طه محيي الدين معروف، إسماعيل الصفوي، معروف الرصافي وبلند الحيدري، …. إلخ.
لو كان الكرد يملكون الوعي والكرامة ويتصرفون ككرد وجميعهم إقتدوا بما قاله الشاعر الكردي الجميل الراحل “دلدار” في قصيدته الرائعة “أي رقيب” والتي إتخذ منها الشهيد قاضي محمد نشيدآ وطنيآ حيث كتب قائلآ: “نحن ابناء الميديين وكي خسرو – ديننا ايماننا هو الوطن”، لما كان هذا هو حال الكرد اليوم.
لو أن جميع الذين يقولون أنهم كرد في شمال كردستان والذين يبلغون عددهم (33) ثلاثة وثلاين مليونآ أي يشكلون ما يقارب نسبة (44%) من سكان تركيا البالغ تعدد سكانها حوالي (84) مليون نسمة، صوتوا كلهم لقائمة كردية موحدة لتمكنا من حجز (260) مئتين وستين مقعدآ من مقاعد البرلمان التركي الذي يضم (600) ستمئمة مقعد. وللإستطعنا بأصواتنا من تحديد هوية الرئيس المقبل لتركيا وفرضنا عليه شروطنا التي تتعلق بحقوق شعبنا الكردي وبشكل مكتوب وبتوقيع وليس مجرد وعود سرية تتبخر بعد عد الأصوات. وكنا أكبر كتلة برلمانية داخل البرلمان التركي اليوم!!!! في الإنتخابات الأخيرة منحنا فقط للطاغية اردوغان جزار الشعب الكردي (85) خمسة وثمانين مقعدآ، بفضل أصوات الكرد الإخوان الحقراء. هذا عدا عن كتلة منافسه كليشدار اوغلو، لأن الكثيرين من الكرد العلويين صوتوا أيضآ لحزبه على أساس الهوية المذهبية المقيتة، ولا يقلون حقارة عن الكرد المنضمين لجماعة الإخوان المسلمين.
إذا حسبنا أصوات الكرد الكرد التي ذهبت للأحزاب التركية المختلفة يصل إلى حوالي (200) مئتي مقعد وإذا أضفنا إليهم (66) ستة وستين مقعد حصل عليها حزب اليسار الأخصر لأصبحوا (260) مقعدآ. مع العلم هناك أكثر من عشرين مليون كردي في تركيا لا يقرون بكرديتهم للأسف الشديد! أي أن عدد الكرد في تركيا الحالية أكثر من خمسين مليون إنسان يعيشون أذلاء ومواطنين من الدرجة الرابعة. أنا أعتقد على الكرد وخاصة قياداتهم السياسية، الروحية أن يخجلوا من أنفسهم ولكنهم بلا حياء وجلد وجوههم أسمك من النعال.
والحال في الأجزاء الأخرى من كردستان ليس أفضل حالآ على الإطلاق، وخاصة في جنوب وغرب كردستان.
أولآ، جنوب كردستان:
1- لدينا مجموعة أحزاب دينية إسلامية عميلة لتنظيم جماعة الإخوان الدولية والدولة التركية، وحاولت تغيير النشيد الوطني الكردي “أي رقيب”، دون حياء وتقدتموا بإقتراح رسمي لبرلمان الإقليم بهدف تغيير النشيد!! فهل هناك أحقر وأوسخ من هؤلاء، وسنويآ يخرجون مئات الألاف من الأطفال الكرد الذين لا يفقهون شيئ، سوى تريدد الأيات الشيطانية للشريد محمد، ويضغون غطاء عثماني على رأس البنات وقبعة معفنة على رؤوس الصبية!!!
2- مجموعة أحزاب تدور في فلك المجرمين ملالي الفرس ويتزعم هؤلاء عصابة الطالباني وكل ما يهمهم هو مصالحهم العائلية والشخصية وليذهب أبناء السليمانية إلى الجحيم، ووحدة الإقليم ومصيره ومصير شنگال أبنائها.
3- مجموعة أحزاب تدور في فلك الدولة التركية ويتزعم هؤلاء العصابة البرزانية، التي نهبت الأسود والأصفر والأخضر والأحمر، وقسمت الإقليم وتارة تحارب غرب كردستان وتارة جماعة جلال وتارة تحارة جماعة اوجلان.
النتيجة: تأثير الكرد السياسي في بغداد (0) صفر!! والكرد المقيمن فيها يخافون أن يمشوا في شوارعها. كل هذا بفضل وساخة وقذارة قادة الأحزاب الكردية المهيمنة على المشهد، ويتحكمون في الشعب الكردي في جنوب كردستان. ولا تستبعدوا أن نشهد مواجهات مسلحة بين العصابتين الطالبانية والبرزانية. فكيف يمكن لمثل هؤلاء الأوغاد بناء دولة ويكون لهم دور حقيقي في العراق؟؟
ثانيآ، غرب كردستان:
1- لدينا مجموعة كبيرة من الكرد الذين لليوم يتنكرون لكرديتهم ولا يقل عددهم (7.000.000) سبعة ، ملايين يقطنون في حمص وريفها وحماه وريفها، إدلب، الرستن، قطنا، دمشق، الزبداني، اللاذقية، حوران، السويداء، الجولان، جل الكرد، باخاز، ديرالزور، الرقة، مسكنة، الباب، جرابلس، أعزاز، دارة عزة، السفيرة، مدينة حلب.
2- مجموعة موالية للنظام للأسدي وهم عبارة عن شلة مرتزقة تعيش على فتاة النظام المجرم، وإرتضت لنفسها العمالة والذل، لهذا تجدهم يدافعون عنه بشراسة وهم أوسخ من النظام نفسه!!!
3- جماعة (ب ي د) الذين يمسكون اليوم بجزء لا بأس به من أراضي غرب كردستان، وهم الوحيدين الذين عملوا ويعملون بجد، وحققوا في بضع سنوات قصيرة ما لم تحقق كافة القوى الكردية الأخرى على مدى مئة عام من عمر الكيان السوري اللقيط. طبعآ الظروف خدمتهم ولكن لو أنهم منظمين تنظيمآ جيدآ ولديهم هدف واضح لما تمكنوا من تحقيق ما أنجزوه وأصبحوا قوة لا يمكن القفز فوقها، لا من قبل النظام الأسدي ولا المعارضة القومجية والإخوانية وكلهم أسوأ من بعضهم البعض.
4- هناك جماعة المكنسة (الأنكسة)، وهم عبارة عن مجموعة من المرتزقة الذين باعوا أنفسهم برخص للدولة التركية ويتلقون منها راتب شهري، مقابل محاربة الإدارة الذاتية وتشويه سمعتها، وتنظيف قذارة الجيش التركي ومخابراتها في غرب كردستان وجماعات المعارضة السوركية الإرهابية.
النتيجة: الشعب الكردي اليوم موقفه مضعضع، والإدارة الذاتية محاصرة أولآ من قبل الجماعات الكردية التي ذكرناه أنفآ، وهذا أضعف الموقف الكرد أمام النظام، المعارضة وتركيا، وتسبب أيضآ في إحتلال (6) ستة مناطق من غرب كردستان من قبل العدو التركي الغاشم، وبمساعدة جماعة المكنسة المدعومة من البرزاني والمعارضة السوركية الإرهابية. هذا عدا عن تدخل حزب العمال الكردستاني والبرزاني في شؤون غرب كردستان وبشكل فج.
الخلاصة:
بدلآ من أن نتناقش اليوم ككرد، ونقول لمن علينا أن نعطي أصواتنا لأحد المرشحين وهما أسوأ من بعضهما البعض، كان علينا كأبناء الشعب الكردي أن نجلس جميعآ سويآ وبمختلف إنتمائتنا الحزبية
ونقدم مرشحآ بإسم الشعب لمنصب الرئاسة التركية، وصدقوني مرشحنا كان سيفوز في الجولة الأولى على نسبة (44%) واروغان وكليشدار اوغلو كانوا سيتقاسمون النسبة الباقية وهي (56%) أي أقل من الستين، وكان سيتنافس المرشح الكردي مع المرشح (التركي).
الكثيرين من الكرد لا يعلمون بأن عدد الناخبين الكرد في تركيا اليوم عددهم يصل إلى (28.243.888) مليون نسمة من تعداد الناخبين الكلي في تركيا الذي بلغ (64.190.651) ناخبآ، نحو (6.9) مليون منهم في تركيا ونحو (3.2) مليون في الخارج.
السؤال: مَن يتحمل مسؤولية هذا التشتت الكردي السياسي، وحالة العمالة والتبعية للمحتلين، وتقديم الهوية الدينية والمذهبية على الهوية الوطنية الكردية؟؟
أترك الإجابة على التساؤل للقارئ الكريم، ليس لأنني لا أملك الإجابة على هذا التساؤل وإنما الهدف أن نفكر سويآ، ونبحث عن حلول سويآ، ولا أريد أن القارئ سلبيآ وإنما أن إيجابيآ ويتفاعل ويبدي رأيه، لأن القضية تخصنا جميعآ نحن أبناء الشعب الكردي، وليست قضية الكاتب فقط.[1]