$عفرين تحت الاحتلال (209): قريتي “كمرش، كُريه”، حكمٌ بالإعدام على مدني، استشهاد مُهجّرة، إصابة مدنيين وأطفال$
نتيجة فشل أردوغان في الحصول على موافقاتٍ من روسيا وأمريكا وإيران على شنّ عملية عسكرية جديدة، يعمل الجيش التركي وميليشياته على توتير الأوضاع في ريف حلب الشمالي الواقع تحت سيطرة الجيش السوري والمكتظ بمُهجّري عفرين، عبر القصف المكثف بالمدفعية الثقيلة وبقذائف الطائرات المسيّرة، وبالتالي تقع أضرار مادية كبيرة بالممتلكات ويقع ضحايا قتلى وجرحى بين المدنيين.
فيما يلي نوثّق انتهاكات وجرائم عديدة:
= قريتي “كمرش- Kumreş” و “كُريه- Kurê“:
صغيرتان متجاورتان وتتبعان ناحية راجو وتبعدان عن مركزها بحوالي /8/ كم، مؤلفتان من حوالي /80/ منزل، وكان فيهما حوالي /500/ نسمة سكّان كُرد أصليين، جميهم نزحوا إبان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /50 عائلة = 200 نسمة/، أما البقية هُجّروا قسراً، وتم توطين حوالي /30 عائلة = 175 نسمة/ من المستقدمين فيهما. ونتيجة القصف أصيب عدد من المنازل بأضرار جزئية، وتم تدمير المدرسة الابتدائية (مدرسة سندره- كُريه) بالكامل.
تُسيطر عليهما ميليشيات “فرقة الحمزات”، ولحين السماح للأهالي بالعودة إليهما بعد الاجتياح بأكثر من شهر، أواسط نيسان 2018م، سرقت من المنازل، المؤن والأدوات النحاسية وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية ومجموعات الطاقة الشمسية وغيرها، ومحتويات المسجد من السجّاد وأجهزة الصوت وغيرها، فأُعيد تجهيزه فيما بعد، علاوةّ على كامل محتويات المنازل المستولى عليها، وكذلك سيارة ل”يوسف حسكو” وجرار زراعي ل”أنور حبو” وجرار مع سيارة للمرحوم “عمر حسن”، ومحوّلة وكوابل ومعظم أعمدة شبكة الكهرباء العامة وللخط الرئيسي /3 كم/ الممتد من قرية “قده” المجاورة.
وتفرض أتاوى مختلفة على مواسم انتاج أملاك الغائبين والمتواجدين، وقطعت معظم أشجار الغابات الطبيعية المحيطة بالقريتين، مواقع “وادي نَعنَعه، سَرخرابا، شكيريه… ” وأشجار المزار الإسلامي وأشجار توت معمّرة وسنديان وشمسية في فسحات المنازل، بغية التحطيب والاتجار به.
هذا، وتعرّض الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، حيث اعتقل المواطنان “محمد حمو بن عمر وسولية، حسن حمو بن حميد وزينب” من قرية “كمرش”، لدى مراجعتهما سلطات الاحتلال في بلدة ميدان أكبس بتاريخ 19-03-2018، أثناء رحلة العودة إلى ديارهم، وأُخفيا قسراً في سجن بلدة الراعي السيء الصيت لأكثر من سنتين وتسعة أشهر، إلى أن نُقلا إلى سجن “ماراته” – عفرين قبل إطلاق سراحهما (الأول في شباط 2021م والثاني في آذار 2021) بحوالي الشهرين.
كما أنّ سلطات الاحتلال- في إطار سياسات التغيير الديمغرافي- غيّرت اسم قرية “كمرش” الأصلي الذي يدوّن في بند (محل الولادة) في بطاقات التعريف الشخصية الممنوحة، إلى “جرما” في بند (محل الإقامة).
= حكمٌ بالإعدام:
حسب ما ورد في تقريرنا (167) تاريخ 16-10-2021م، بدءاً بأوائل أيار 2021م اعتقلت سلطات الاحتلال ثلاثة مواطنين عُدلاء وزوجاتهم الشقيقات وقريبين لهم، بتهم العلاقة مع “الوحدات الكردية”، وهم:
– الزوجان “مصطفى محمد حسين- مواليد 1993م” و “زينب محمد أولاشي – مواليد 1994م”، لديهما طفلان.
– الزوجان “حسين يوسف حسين – مواليد 1995م” و “ميديا محمد أولاشي- مواليد 1992م”.
– الزوجان “ماهر عبد الرحمن محمد – مواليد 1989م” و “جيهان محمد أولاشي – مواليد 1990م”، لديهما خمسة أطفال.
– الشاب “عز الدين يوسف حسين – مواليد 2004م”، وهو شقيق “حسين”.
– المسن “يوسف مصطفى حسين” والد “الشقيقين حسين و عز الدين”.
بعد حوالي ثلاثة أسابيع من إطلاق سراح “مصطفى” عقب ثلاث سنوات من الإخفاء القسري لدى سلطات الاحتلال، تعرّض للاعتقال مجدداً إثر مداهمة منزله في مدينة عفرين، وبعده بيومين اعتقل “حسين و عز الدين”، وبعد أسبوع اعتقلت “زينب و ميديا”، وبعد أسبوعين اعتقلت “جيهان”، وبعد ثلاثة أسابيع اعتقل “ماهر” بتاريخ 17-06-2021م تحديداً، ثم “يوسف”.
وهم من أهالي بلدة شيه/شيخ الحديد، ما عدا “ماهر” فهو من أهالي قرية “كوليا”- ناحية راجو ويعاني من إعاقة خلقية في ساقه اليسرى، والجميع كانوا مقيمين في مدينة عفرين؛ وقد تَجنب ذويهم الحديث عن الاعتقال لأكثر من خمسة أشهر خوفاً من تعرضهم للمزيد من التعذيب أو عسى أن يُفرج عنهم وتجنباً لاعتقال أقرباء آخرين لهم.
علمنا مؤخراً أنه نُزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب أثناء التحقيق، وحُكم على “حسين يوسف حسين” بالإعدام بتهمة “تنفيذ تفجيرات في عفرين”، ولم نتمكن من الحصول على نسخةٍ من قرار الحكم الذي تحرص المحكمة ومحامي الدفاع على عدم تسليمه لأحد.
= قصف ريف حلب الشمالي واستشهاد مُهجّرة:
– نتيجة القصف التركي، مساء الثلاثاء 26-07-2022م، على ريف حلب الشمالي الواقع تحت سيطرة الجيش السوري والمكتظ بمُهجّري عفرين، أصيب /6/ نساء وأطفال منهم بجروح متفاوتة، أثناء تواجدهم بين الأراضي الزراعية في محيط مدينة تل رفعت، حيث نُقلت المواطنة “فهيمة فوزي رشو /22/ عاماً” من مُهجّري قرية “رمضانا”- جنديرس إلى حلب وفقدت حياتها بتاريخ 1/8/2022م متأثرةً بجراحها البليغة.
– نتيجة القصف التركي بطائرة مسيّرة، بتاريخ 04-08-2022م، لسوقٍ شعبي في مدينة تل رفعت- شمال حلب المكتظّة بمُهجري عفرين، أصيب /9/ منهم (أوريفان محمد عبدو /15/ عاماً، دنيا عثمان /6/ أعوام، حسين جمال قاسم /7/ أعوام، آفرين عبد الرحمن حيدر /13/ عاماً، محمود غريب مامو /6/ أعوام، روناهي سلو /27/ عاماً، حسين بيرم عكلو /43/ عاماً، صباح حنان حمو /10/ أعوام، آرزية أحمد رشو /23/ عاماً) بجروح متفاوتة، بينهم /6/ أطفال أحدهم مصاب في الرأس ونقل إلى حلب لخطورة وضعه؛ وأدى أيضاً لوقوع أضرارٍ مادية.
– مساء 06-08-2022م، نتيجة القصف المكثّف من قبل القوات التركية وميليشياته على محيط قرية “بينيه/أبين”- جبل ليلون الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، اشتعلت الحرائق بين الحقول الزراعية.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ أواسط شهر أيار 2022م، المواطن “سمير شيخ أحمد /35/ عاماً” من أهالي قرية “ماراته”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بعد عودته من حلب- وجهة النزوح، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– منذ أكثر من عشرين يوم، المواطنة “كردستان منان مصطفى /37/ عاماً” من أهالي قرية “كيلا”- بلبل ومقيمة في حي الأشرفية بعفرين، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأُفرج عنها بعد ثلاثة أيام.
– بتاريخ 21-07-2022م، الشقيقين “منان سليم حسين /45/ عاماً، مصطفى سليم حسين /40/ عاماً” من أهالي قرية “ديرصوان”- شرّا/شرّان، من قبل حاجز “مفرق معرين”- أعزاز، حيث أطلق سراح الثاني في 30-07-2022م، وبقي الأول محتجزاً لاستكمال حكم صادر بحقه عن محكمة تركية، كان قد قضى منه ثلاث سنوات في سجن تركي وستة أشهر إقامة جبرية من أصل سنة.
– بتاريخ 28-07-2022م، المواطن “جمعة محمود نعسان” من أهالي قرية “ديرصوان”- شرّ/شرّان، في تركيا ونُقل إلى أعزاز، ليُطلق سراحه بعد أسبوع.
– منذ أسبوع، المواطنة “عائشة نعسان بنت مصطفى” من أهالي قرية “ديرصوان”- شرّا/شرّان، للمرة الثانية، وأُطلق سراحها بعد دفع غرامات قد فرضت عليها بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
– بتاريخ 02-08-2022م، المواطنين “محمود محمد كلش /70/ عاماً، حسن علي صبري /60/ عاماً” من أهالي قرية “سناره”- شيه/شيخ الحديد، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية”، بعد حوالي الشهر من عودتهما من حلب- وجهة النزوح، ولا يزالا قيد الاحتجاز التعسفي.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 05-08-2022م، وقعت اشتباكات بين عائلتين من المستوطنين في “الضاحية الشامية السكنية” التي تم تشييدها قرب قرية “خالتا”- جبل ليلون، فأدت إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.
– نتيجة الخلافات والنزاعات القديمة الجديدة بين ميليشيات “الجبهة الشامية” و “حركة أحرار الشام”، توتر الوضع بينهما في قريتي “فقيرا، جولاقا”- جنديرس منذ أسبوع؛ واليوم استنفرت “الشامية” في الأحياء التي تُسيطر عليها في مدينة عفرين.
– منذ يومين، وقعت اشتباكات وتوتر الوضع بين مسلّحين منحدرين من قرية “تقاد”- ريف حلب الغربي وميليشيات “فيلق الشام” في محيط قريتي “غزاوية، برج عبدالو”- شيروا، نتيجة النزاع حول تهريب الدخان إلى إدلب وريفها الواقع تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام”.
– بتاريخ 06-08-2022م، قامت مجموعة مسلّحين منحدرين من ريف حمص باقتحام فرع ميليشيات “الشرطة العسكرية” في مدينة جنديرس، وأخرجت عدداً من النساء قُبض عليهنّ بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش.
= حرائق الغابات:
– بتاريخ 28-07-2022م، قامت فرق “الدفاع المدني في عفرين” بإخماد حريقٍ أضرم في غابة حراجية قرب قرية “برج عبدالو”- شيروا.
– يومي 31/7-08-2022م، أضرمت حرائق هائلة في غابات حراجية قرب قرية “آنقلة”- شيه/شيخ الحديد، وفي جبل “جركو” – غرب قرية “بازيا”- جنديرس؛ وقد أكّد “الدفاع المدني في عفرين” على أنّ فرقه قامت بإخمادها بصعوبة.
= انتهاكات أخرى:
– منذ أسبوعين كثرت حالات السرقة من المنازل في قرية “ماراته” قرب عفرين، في ظلّ حالة الفوضى، دون ملاحقة اللصوص والقبض عليهم؛ كان من بين المسروقات: دراجة نارية، بطارية سيارة، جهاز هاتف خليوي لمسنيّن يسكنا لوحدهما.
من بين الأطراف الدولية الفاعلة (عسكرياً وسياسياً) على الساحة السورية، في هذه المرحلة، تركيا هي الوحيدة التي تلجأ للتصعيد العسكري واغتنام الفرص للمزيد من التوسع في شمالي سوريا على حساب الكُرد ودورهم، رغم تدهور الأوضاع الإنسانية عموماً؛ فمن واجب المجتمع الدولي كبح جماحها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]