نهب قصر أحمد خان هالو – أمير أردلان
الترجمة عن الكوردية: صالح كوباني
تعتبر إمارة أردلان واحدة من الإمارات الكردستانية التي قسمت أراضيها بين العثمانيين والايرانيين، وعلى مدى قرون كانت ساحة لمعاركهم وتعرضت مرارا للهجمات من كلا الطرفين.
تقع الأراضي التاريخية لإمارة أردلان في مناطق عشائر گوران وتتألف من كل من شهرزور وخانقين وقره داغ في جنوب كوردستان، وولايات كردستان و سنندج في شرقي كوردستان.
ينحدر أمراء أردلان من سلالات السلاطين المروانية من كرد دياربكر، حسب شرفخان البدليسي.
“بابا أردلان“ الذي تم إرساله إلى شهرزور ليتزعم العشائر الگورانية هو من أقدم الشخصيات الأردلانية المعروفة. كانت شهرزور عاصمة أردلان.
كانت إمارة أردلان كيانا مستقلا بعد انسحاب المغول من المنطقة إلى فترة حكم إسماعيل الصفوي
بعد الانتصارات التي حققها الشاه إسماعيل الصفوي، قام بضم كل تلك المناطق إلى مناطق حكمه، حيث أصبحت أردلان إمارة تابعة للصفويين.
بعد معركة جالديران، وخاصة بعد فتح بغداد سنة 1534 على يد السلطان العثماني سليمان القانوني أصبحت إمارة أردلان واقعة ضمن حدود كلتا الدولتين.
بهذا وقعت بعض القلاع والمدن الأردلانية ضمن الحدود الصفوية والأخرى ضمن حدود الدولة العثمانية أما من الناحية الإدارية تم التقاسم بين الزعامات والأمراء الأردلانيين حيث أصبح لكل عاصمته الخاصة، أولا شارازور، ثم هسن آوا(حسن اباد) وبعدها مدينة سنه (بعد بناء القلعة أصبح اسمها سنه دوز، سنندز، سنندج)
القصر الذي نتعرض له هنا، كان في هسن آوا، حسن اباد، عاصمة الإمارة في فترة حكم الخان أحمد، إبن هالو خان الأردلاني
كان أحمد خان قد أرسل في صغره إلى قصر الشاه عباس الأول من قبل والده هالو خان، ترعرع وتعلم هناك، ثم تزوج من شقيقة الشاه عباس، كذلك يقال إنه أصبح شيعيا
قام الشاه عباس بمنح أحمد خان لقب أمير الأمراء سنة 1615، وأرسله ليحل محل والده زعيما لإمارة أردلان
كان الكرد الأردلانيون من [المسلمين] السنة وأغلبهم يميل للعثمانيين، في الوقت الذي كانوا يحافظون فيها على حسن العلاقات مع الصفويين ببراعة لكن في أحيان أخرى كانوا مضطرين لإبداء ميلهم للصفويين
استولى الشاه عباس على بغداد ومساحات شاسعة من أراضي الدولة العثمانية في بدايات القرن السابع عشر مستفيدا من الأزمات السياسية التي كانت تمر بها الدولة العثمانية، بدءا من حدود الأراضي الأردلانية إلى شهرزور إلى شرقي الموصل حيث أصبحت إما تابعة للصفويين أو كمنطقة لنفوذهم السياسي.
قبل التوصل إلى معاهدة قصر شيرين 1639، أرسل العثمانيون عدة حملات على بغداد لم تتكلل بالنجاح، آخرها كانت بقيادة مراد الرابع الذي فتح بغداد.
إحدى هذه الحملات على بغداد كانت سنة 16291630 بقيادة الباشا الوزير الأعظم خسرو، وبالرغم من أن الحملة باءت بالفشل إلا أنها وفي طريق الذهاب ثم العودة هاجمت مدن وقلاع الكورد الواقعة في طريقهم، خاصة تلك التابعة للدولة الصفوية
في تلك الفترة كان الخان أحمد خان يدير إمارة أردلان من هسن اوا، كان ميالا للصفويين، أما أخاه مؤمن خان كان يميل للعثمانيين.
ففي ” تاريخ نعيمة” يتم الحديث عن حملة خسرو باشا على هسن اوا، عاصمة أحمد خان ووصف قصره وكيفية الإستيلاء عليه ثم نهبه
إنها لمعلومات مثيرة للإهتمام وجديرة بالبحث والإستعراض في يومنا هذا.
“ نهضت [القوات العثمانية من وادي شيخ ايار] وحطت رحالها في هسن اوا على أربعة مراحل. هناك حيث يقع قصر أحمد خان إبن هالو خان الأردلاني
هسن اوا محاطة بسهل شاسع جميل من جانبيها، تشبه سهل كاختخانه (اسطنبول)، يقطعها نهر صاف زلال (ابيض بلون الثلج)
القصر المسمى ب ” روضة الجنة” بني بشكل برج مربع، ثمة حدائق شاسعة من جهتها الأمامية، تتقدمها بركة مائية كبيرة، مزينة بأشجار الصفصاف وأشجار أخرى ظليلة، تدخلها المياه من جهة وتخرج من الجهة الأخرى. القصر مفتوح في إحدى جوانبه، قناطرها مرصعة بماء الذهب، والأحجار الثمينة ذات الألوان اللازوردية الغامقة والمزينة بالأسلاك الرفيعة. ففي بهو الطابق الارضي ثمة نجفة كريستالية، اما الغرف كلها كانت مزودة بصناديق مربعة في زواياها،
نوافذ الطابق العلوي تطل على جميع الجهات، كذلك على الحديقة.
القصر المؤلف من طوابق ثلاثة مطلي بطبقة من إحدى أنواع المرمر الكافوري الأبيض والكلس والبيض كالأوراق الناعمة اللماعة (القادمة من الصين والهند) تشبه المرايا الشفافة الى حد بعيد.
بعض الجدران مطعمة بأشكال شبيهة بالكوفيات، مزركشة برسوم وألوان زاهية مختارة بعناية والبعض الآخر تحكي تاريخ معارك وحروب. بعض الجدران تحمل رسوم مجالس سمر لا تخلو من المجون والخلاعة .
كل جدرانه تحمل رسومات متنوعة وكذلك تماثيلا لطرد الأرواح الشريرة والحماية من الحسد، تماثيل فريدة من نوعها وليست لها مثيل.
تعود ملكية كل هذا إلى الخان أحمد الذي توارى عن أنظار قائد الحملة
وصل الغزاة الى القصر، دخلوا وعاسوا فسادا، خربوا الرسومات، حطموا التماثيل، والديكورات والزراكش، نزعوا ونهبوا وحملوا كل ما يمكن نزعه وأبقوا على الحيطان والاعمدة فقط “
قام الجيش بعدة حالات من النهب والسلب في طريقهم
المصدر: مدارات كرد
[1]