هل تدعم السلطة الكوردستانية هجرة الشباب ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4929 - #18-09-2015# - 01:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
صرح الناطق باسم حكومة اقليم كوردستان حول هجرة الشباب بكلمة مقتضبة قصيرة جدا و كانه اجبر على قول ما لا يؤمن به، قائلا ارجوا وصولهم بسلام الى مقصدهم وما يهدفون وتكلم عن سفرهم و تحملهم الطريق الصعب و من ثم استدرك في اخر لحظة انه يتمنى ان لا يذهبوا، معلنا بانهم لا يمنعونهم من ذلك . هذا كلام ان دل على شيء يدل على مدى فرحهم و نشوتهم من هجرة الشباب اصحاب الطاقة الحيوية القادرة على التغيير في كل مكان و زمان . انه يعلم جديا ان النسبة المطلقة من المهاجرين هم من المحتجين والمعارضين الذين تضررت اوضاعهم و حالهم من قبل السلطة، و بهم تفرغ الساحة من المعارضة الشبابية كي تسرح هذه السلطة الفاسدة و تمرح و تلعب كيفما شائت كما نراها اليوم وبعد تعنت حول القضايا المصيرية الستقبلية هي التي اوصلت بالاقليم الى هذه الحال المظلم، انها تعني و تهدف على ان تفرغ اقليم من الاساس المتين للسلطة التقدمية العصرية، اي من الجيل الجديد، و به لم تجد من الشبابالجريئة القادرة على الاعتراض، و حتى اليوم وهي مانعة لهم بكل ما لديه من قوة و سطوة ليدلوا بارائهم و يعبرون بها عن افكراهم ونظرتهم الى السلطة و ما يريدون .
و في المقابل نجد الاحزاب الاخرى منهمكة و مشغولة في قضية رئاسة الاقليم التي تراوغ و تماطل فيه السلطة و الحزب المسيطر الاوحد معهم هم الشركاء الجدد الذين يتحملون هم و بانفسهم ايضا مسؤلية ما اوصلوه اليه الوضع في كوردستان من الازمات، و تراجع في الوضع المعيشي و انعدام اقل نسبة من الخدمات الضرورية و الفساد المستشري و توجه السلطة نحو الدكتاتورية على حساب النسبة القليلة من الحرية التي فرضتها تضحيات و دماء الشباب التي سالت طوال الثورة و الانتفاضة التي سيطرت عليها الدخلاء .
في هذه المرحلة التي يمر بها اقليم كوردستان من النواحي السياسية العسكرية الاقتصادية، و انشغال السلطة و المعارضة القديمة و المشاركة في السلطة الحالية في الحال من الياس الذي اوصلو الشعب اليه بخطواتهم السلبية التي اتبعوها، انهم هم جميعهم الذين يتحملون ما يتمرغ فيه الشعب من وحل الازمات، ان بالمشاركة الصورية للمعارضة دون ان تحصل على ما كانت تعتقد من الاهداف و التوجهات التي سارت عليها، بعدما كانت تعتقد انها تحقق ما انبثقت من اجلها، الا انها تاخرت كثيرا في اكتشافها بانها اخطات و لم تقدم على خطوة صائبةو بعد ان تعلقت ارجلها في عقدة القضايا الشائكة . و كما ادعت من قبل، ان المعارضة هي العامل الحاسم و القوي لتصحيح مسار اية سلطة، و هي بنفسها و ما ادعتها من سنوات الاربع من الامان التي افرغت الساحة من المعارضة، و ما قامت به من تشكيل الحكومة الائتلافية مع القوى التي اعتبرتها حتى الامس القريب هي السبب و العامل الرئيسي لما اوقعوا فيه الاقليم من الازمات، و لم تصبر المعارضة جهلا او تعجلا على ان تحصل على الاكثرية في الدورات القادمة لتحل محل السلطة التي لعبت بالاقليم اللعب الخطرة من المغامرات و التجاوزات التي لم تعد هناك من يقول لهم و يشير الى ما هو الخطا و الصح في خطواتهم و مسيرة سلطتهم، اي ان المعارضة هي السبب الرئيسي في تشكيل حكومة عرجاء .
بافعال السلطة القديمة الجديدة و مشاركة معارضة الامس وسلطة اليوم، لم نجد من يتكلم باسم الشعب و من ضمنهم الشباب، و كل ما يقولوه بشكل مقتضب هنا و هناك مزايدات و هدفه الحفاظ على الجماهيرية و الموالين لهم ليس الا، و لهذا ليس هناك من يتفاعل حقيقيا مع قضايا الشباب و ان كانوا في حينه على امل ان تتقدم المعارضة بخطوات و تقع لصالحهم، الا انهم ياسوا، لذلك اقدموا على الهجرة كاخر حل لقضاياهم الانسانية الاقتصادية قبل السياسية . على الرغم من كل ذلك الا اننا لم نجد من يعمل على تهيئة الاجواء و يرسخ الارضية لتقنع عدم هجرة الشباب او يجعلهم ان يتريثوا قبل ان يخطوا نحو عالم الهجرة و المعاناة، بل تدفع السلطة بهم الى عالمهم المجهول غدرا .
و بهذة المواقف المخزية من قبل السلطة و عدم المامهم بامور الشباب و اهمالهم لهذه القضية المصيرية المستقبلية الحساسة للشعب الكوردستاني، و هي تعني دعمهم و دفعهم جميعا بالشكل المباشر وغير المباشر على الهجرة و دفع الشباب على ترك وطنهم نحو مصيرهم غير المعلوم . فان التاريخ سيحاسب من تسبب على تشتيت قوى الشباب و هذه الطاقة الضخمة المنتجة التي لا يمكن ان يتطور او يتقدم اي بلد من دونهم.[1]