النقد من سبارتاكوس الى شخصية الاحمق السياسي في العصر الحالي
اريان علي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 8133
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
يقول نورمان فنسنت بيل القس والمؤلف الأمريكي : نحن نحب أن يدمرنا النقد بدلا من أن ينقذنا النقد . من الركائز الأساسية لبناء الدولة القدرة على تقبل الآراء وخاصة الآراء الموجهة من قبل النخبة خارج السلطة الى النخبة داخل السلطة والتقبل وعدم التقبل لا يدركها الا الطرف الثاني وهو خارج السلطة ومن هنا تبدا الصراعات ما بين الاثنين. يقول المحامي المصري (محمد توفيق) صاحب كتاب (الغباء السياسي) الأحمق #السياسي# : الإنسان المتكبر المتعجرف الذي لا يأخذ بالمشورة ولكنه غير قادر على إدارة شؤون الناس وحماية مصالحهم غبي يفعل، ولكن في نظره هو الخيار الأفضل. هذه النظرة أدت الى ظهور الاحمق السياسي بان يكون الأفضل في نظره وفي النظر كل ما يحوم حوله من الناس والمواطن من حق كل شخص أن يكون واثقًا وفخورًا بنفسه، ولكن عندما يبالغ في تقدير نفسه وقدراته، فإنه يقع في مشكلة خطيرة ويصبح مغرورًا. ان هذه المميزات في السياسية كانت نتيجتها ظهور القادة واقتيادهم للشعوب واندلاع الثورات ابتداء من ثورة العبيد سبارتاكوس الى ثورة الشعوب المتحضرة المتحررة في العصر الحالي في كل بقاع الكرة الاضية . قال مارك توين: الكبرياء يمكن أن يكون قاتلاً يجعلك تستهين بالموقف وتتجاهل العواقب، وهذا ما نراه في كثير من الحالات عندما يظن البعض أنهم ضمنوا النجاح المستمر ولكنهم يقعون في فخ الفشل. .نظرة سريعة على تاريخ دولة العراقية الحديثة ومقارنتها بتاريخ العميق للنظم المسيطرة على العراق من حمورابي الى الوقت الحاضر كان حب الالتصاق بمفهوم الاحمق له مميزتها في كل مرحلة الكبرياء هو ظلم النفس على العقل. الكبرياء يعمي الإنسان عن رؤية الحقيقة بوضوح. إن الإنسان يرى في طبعه القدرة والمهارة. كلما كان الإنسان أغبى، كلما زاد اقتناعه بأنه أفضل من غيره في كل شيء. إذا كان الكبرياء مشكلة بالنسبة للناس العاديين وعواقبها شخصية ولها تأثير سلبي على الشخص نفسه، فإن كارثة على السياسيين والقادة والسلطات أن يكبروا و بالغوا في تقدير قدراتهم وإنجازاتهم، لأن عواقبه الكبرياء تتجاوز الشخصية إطار ويترك أثرا سلبيا على المجتمع بأكمله. ومع الإفراط في الرضا عن الذات تأتي مشكلة أخرى: مشكلة أغلب الناس، على حد تعبير. وهذه المشكلة قاتلة للسياسيين أو متخذي القرار، التوضيح والتبسيط والتخطيط تأتي بالنتائج في كل حالة من حالات اتخاذ القرار من قبل السياسيين وان كان السياسية حسب ما هو دارج في قاموس بمثابة لعبة القادة للسيطرة على مقدرات الشعوب الا أنه رغما على ذلك الأفكار الثورية منذ بدايةو الثورة الفرنسية له قاعدة جماهيرية بان السياسية له دور الأكيد في إدارة لذا هنا أهمية وجود فريق من الخبراء والمستشارين الشجعان، كضرورة لترسيخ بصمة القائد والتحرك في الاتجاه الصحيح. لذلك، كلما كان القائد أكثر غطرسة، كلما كان أكثر قدرة وجدارة، وكلما كان فريقه أضعف وأقل خبرة، كلما كان الفشل أسرع، مما سيترك المزيد من التأثير السلبي على قراراته ويعرض مستقبل البلاد للخطر. وأخيرا، في كل منطقة من العراق قائد ولكل طائفة وقومية قائد ولكل حزب وميليشيا قائد ولكل وزارة قائد ولكل مرفق من الدولة العراقية قائد في صراع من أجل محاربة كل من له القدرة على التعبير الحر والنقد حر البناء وكيفية الوصول الى الحل الأكيد لهذه المعضلة لابد من استدراج القادة الى كيفية الى فهم ان مصلحتها في بقائها في السلطة يمر عبر القناعة بالنقد وليس المحاربة.[1]