من 12 آذار إلى اخوة الشعوب
عبدالغني اوسو
عاشت شعوب الشرق الأوسط منذ آلاف السنين في هذه المنطقة بحلوها ومرها مع بعضهم البعض، حتى يكاد يصعب في كثير من الأحيان تحديد هوية البعض بسبب الاختلاط والتمازج بين الشعوب، ومثال على ذلك السومريون والنائربين ولحد الآن تعيش شعوب المنطقة متمازجة و بدون تفرقة، لكن بمجئ الدولة القومية إلى الحكم أصبحت تفرق بين الشعوب والأقوام وتزرع الفتن والكراهبة بين شعوب المنطقة. والشعوب التي تعيش في سوريا كجغرافيا منذ آلاف السنين، هذه الشعوب اختارت العيش المشترك في هذه الجغرافيا بمحض إرادتها، لكن بمجيئ نظام البعث على الحكم تغير كل شيء، ففي البداية نرى أسماء رؤساء الجمهورية محمد العابد، وشكري القوتلي و و و….،لكن بعدها تحولت السلطة إلى يد البعث وخاصة بعد عام 1963 من محمد طلب هلال وبنوده الاثنا عشر ومن بعده سلطة الأسد الأب والابن فلأول مرة يتم الاحتفال بنوروز عام 1984 بدأت معها موجات العنف والاعتقال بتهمة الاحتفال بنوروز، وعندما قام الكرد في دمشق بالاحتفال بعيد نوروز 1986 قامت القوى الأمنية باغتيال أحد المواطنين الكرد في دمشق ومن بعدها لم تتوقف سلسلة جرائم النظام وخاصة بعد 1998 وخروج القائد من سوريا وفي هذه الفترة وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والعالم ذو القطب الواحد تغير وضع التحالفات وأصبح العالم بعد 2011 متعدد الأقطاب، وقبل ذلك في عام 2004 أثناء مباراة بين فريق الجهاد من قامشلو وفريق الفتوة من دير الزور قامت بعض الجهات المسؤولة في ذلك الوقت بإثارة فتنة في ملعب قامشلو راح ضحيتها تسعة من أبناء قامشلو ومن بينهم طفلان، وبعدها بدأت المظاهرات تعم من قامشلو إلى ديريك وعفرين وكوباني وحلب، لكن الجميع فهم القصد من هذه الفتنة حيث استشهد حوالي أربعون شخصا من الشعب الكردي في ذلك الوقت، ولو تم التعامل بشكل صحيح مع أحداث 12 آذار لتحولت إلى ثورة، لكن مع الأسف الأطراف المعادية كانت قوية والوعي المجتمعي لم يصل إلى درجة فهم الواقع الموجود وخاصة المكون العربي، لذلك لم تصل إلى النتائج المرجوة، لكن بفضل تلك المقاومة وصلنا اليوم إلى تأسيس الإدارة الذاتية وها نحن نسير نحو تحقيق مكاسب حقيقية وديمقراطية حقيقية تفضي الى حرية وكرامة لشعوب المنطقة.[1]