#عفرين# والتخاذل الدولي
لقمان جارو
بتاريخ 20 كانون الثاني عام 2018 اجتاحت جحافل المغول بقيادة حفيد جنكيز خان، أردوغان، وبعد ثمانية قرون، مرة أخرى استهدفت ثقافة وحضارة ميزوبوتاميا ومهدها (عفرين) وهذه المرة كانت أكثر وحشية وعنصرية وباستخدام تقنيات متطورة وأساليب الحرب التقليدية والحديثة ومستهدفة حالة الاستقرار والأمن التي كان يتمتع بها سكان مقاطعة عفرين بكردها وعربها والذين التجئوا إليها بعد دمار مناطقهم نتيجة الحرب الأهلية التي طالت كل الجغرافيا السورية، ومتشربة هذه المرة من سلفية الوهابية وإرهاب داعش والطورانية التركية والفكر الإخواني الرجعي المرتهن لأجندات الحداثة الرأسمالية وعملائها من النظم الحاكمة في المنطقة، والهدف ضرب حالة الاستقرار والازدهار في المنطقة التي كانت حاضنة لكل القوى الديمقراطية وخاصة بعد الإعلان عن مشروع الإدارة الذاتية في عام 2014 والتي كانت بمثابة مشروع إعادة الأمل لكل السوريين الذين عانوا الويلات نتيجة التدخل التركي المباشر في الشأن السوري لخلق المزيد من الفوضى والدمار في المنطقة ككل، ولأجل ذلك عملت على التدخل المباشر واحتلال وقضم الجغرافيا السورية بحملات تحت تسميات مختلفة وعملت على بث وازكاء النعرات الطائفية والعرقية لضرب الشعوب السورية بعضها ببعض واتهام الكرد تارةً بالملاحدة وتارةً بالانفصاليين وتارةً بأنهم يهددون أمنه القومي وتحت ستار مشروع العثمانية الجديدة والخلافة الإسلامية وبهدف تحقيق الميثاق الملي قامت باجتياح مقاطعة عفرين الآمنة وعاثت فيها الدمار والفساد ومارست كافة أشكال التطهير والتهجير والتغيير الديموغرافي وتغيير ملامح كردياتية عفرين واطلقت لمرتزقتها العنان بهتك أعراض مدينة عفرين ومزاراتها وآثارها وحتى طبيعتها ومصادرة ممتلكات أهلها وتجريدهم من كرامتهم وجعلهم يعيشون حالة الاغتراب في وطنهم بالإضافة الى تشريد سكانها الأصليين في الشتات وممارسة جرائم الحرب وإرهاب الدولة بكل أشكالها وَسْطَ صمت مريب من المجتمع الدولي نتيجة تقاطع مصالحهم ومشاريعهم الاستعمارية والتي تمر وتلتقي في جغرافية عفرين مستهدفة ارثها الوطني والتاريخي وتنفيذ اجنداتهم بحق القضية الكردية في تكرار لمأساة كردستان الحمراء وتهجير كردها بقطارات ستالين الذي كان وقتها ينادي بحق الشعوب في تقرير مصيرها وبالعكس من ذلك شتت الكرد في صحاري اوزبكستان وتكرر ذلك المشهد مرة أخرى في شمال كردستان وإفراغ أربعة آلاف قرية كردية من سكانها الكورد واتباع سياسة الأرض المحروقة فيها وحالياً في عفرين أيضا نفس السياسات تُتبع ولكن بأسلوب أكثر همجية.
ولكن بالرغم من نفاق السياسات الدولية وممارسات كل اشكال الحرب الخاصة ومحاولات وأد القضية الكردية من خلال إفشال مشروع الإدارة الذاتية باحتلال عفرين وتهجير سكانها، فإن صمود وثبات الشعب العفريني أفشل كل سياساتهم ومخططاتهم، فقد أثبتوا للعالم يوماً بعد يوم مدى تمسكهم بأرضهم وكرديتهم وأن تجربة الفلسطينيين واللاظ والبونتس لن تسري عليهم وأننا لم نعد ذلك الكردي الساذج البسيط، فقد أصبحنا والقضية الكردية عقدة كأداء وكل طرق الحل لأزمة الشرق الاوسط يمر من هنا.[1]