العثمانيين يخططون لإعادة سيناريو اسكندرون في #عفرين#
روشين إبراهيم
مع اقتراب الذكرى السنوية السادسة على بدء احتلال عفرين وريفها من قبل تركيا والفصائل التابعة لها في #08-03-2018# ، ولا تزال الانتهاكات بحق السكان الأصليين وتهجيرهم وبناء المستوطنات والتغيير الديمغرافي الممنهج على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وبات واضحاً بأن القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان مخترقة وغير مجدية للدفاع عن حقوق الإنسان وحريته.
وبعد معاناة عاشها السكان امتدت لقرابة شهرين، تحت القصف التركي و بمختلف أنواع الأسلحة، حيث تعرض الشعب لكل انواع الاضطهاد والظلم والسلب والنهب والقتل على الهوية والاختطاف والتهجير، و بدأت مدينة عفرين المحتلة صفحة سوداء بعيداً عن تعايشها السلمي، وكان عنوانها الأبرز “احتلال وانتهاكات لا تتوقف” وتحوّل غالبية سكان المنطقة إلى مهجرين قسرياً في مناطق أخرى لاسيما منطقة “الشهباء” بريف حلب الشمالي، هرباً من ممارسات الاحتلال والفصائل التابعة له، مما أدى إلى انخفاض نسبة الكرد إلى أقل من عشرين بالمئة بعد ما كانت تبلغ ثمانية و تسعين بالمئة قبل عام 2018 اي قبل احتلالها من قبل تركيا و مرتزقتها.
ومنذ الاحتلال وعمليات بناء المستوطنات في #عفرين# وريفها تسير بشكل ممنهج وخطير على يد تركيا وبدعم من دولة قطر وجمعيات قطرية وكويتية وفلسطينية، والتي أنشأت حتى الآن أكثر من عشرين مستوطنة في المدينة وريفها خاصةً ناحيتي شران وجنديرس، في إطار مخطط تغيير ديمغرافي ممنهج وخطير، بدأت تركيا والفصائل التابعة لها بتنفيذه بالمنطقة منذ احتلالها عبر البدء بتهجير السكان الكرد الأصليين والاستيلاء على منازلهم، وكان آخر فصولها بدء “مؤسسات” تتبع لقطر، بناء مستوطنات بريف عفرين تحت غطاء العمل الإنساني مستغلة كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا في السادس من شباط/ فبراير الماضي .
وبدأت موخراً بعض الجمعيات والمنظمات، أبرزها منظمة “أفاد” التركية و”الرحمة” الكويتية وقطر الخيرية وهيئة الإغاثة التركية التخطيط لإنشاء مستوطنات جديدة في عفرين وعلى وجه الخصوص ناحية جنديرس وهي الأكثر تضرراً من الزلزال بحجة بناء بيوت سكنية للسكان المتضررين، في محاولة لتنفيذ الأهداف القذرة ومنها الاستحواذ على ملكية اهالي الأصليين، ويقوم الاحتلال التركي عن طريق فصائل بفرض مبالغ مالية كبيرة مقابل السماح لهم ببقاء أو السماح لهم باسترجاع القليل من املاكهم ، وفي قرية كاخرة (اكياخور) والقرى الأخرى في ناحية معبطلي بإجبار الأهالي على دفع مئات الدولارات أو سيتم قطع أشجار الزيتون أمام أعينهم و اخذ حطبها ،وتحاول تركيا عن طريقة الجمعيات الخيرية تنفيذ أهدافها وتحقيق التغيير الديمغرافي بحق مدينة عفرين المحتلة على غرار ما حصل للواء اسكندرون المحتلة .
إن الاحتلال التركي وبدعم من “جمعيات قطرية وكويتية” انشأت أكثر من عشرين مستوطنة إلى جانب عشرات المخيمات في عفرين، وتوزعت في نواحي شيراوا وشيه وجنديرس، من أجل اسكان المستوطنين الذين أتوا بهم من مناطق سورية مختلفة، وكذلك عملت على تهجير السكان الأصليين المتبقين في عفرين واسكنت بدلاً منهم عوائل مرتزقته في إطار خطة ممنهجة لتغير التركيبة السكانية وتحقيق غايتها العدوانية والاحتلالية.
ويستمر الاحتلال بعملية تتريك عفرين من خلال فرض المناهج التعليمية والعملات التركية بدلاً من العملة السورية، وكذلك من خلال إصدار البطاقات الشخصية باللغة التركية والعربية و عدم الاعتراف بالهوية السورية، بالاضافة إلى تغير أسماء المدن والقرى والجوامع والأماكن العامة إلى أسماء تعود إلى أيام السيطرة العثمانية .
وكانت تسعى تركيا لإحداث تغيير ديمغرافي قبل الاحتلال، عندما قال أردوغان أن المنطقة تتكون من العرب والتركمان، وذلك من أجل إعطاء الحجة للقيام بإحتلال المنطقة، وبدأت فعلياً بذلك بعد الاحتلال مستخدمةً فصائل مسلحة و(جمعيات ومنظمات)، وأرهبت الشعب الكردي من خلال استخدامه القوة والإرهاب وهجرت أكثر من ثلاثمئة ألف نسمة منه بعد أن كانوا وحيدين أمام العالم أجمع والتي قاومت ثمان وخمسين يوماً.
التغيير الديمغرافي بعفرين يطيل عمرالأزمة ويفتح الباب أمام صراعات جديدة، والتغيير الديمغرافي الحاصل في عفرين والتي هي من مناطق سوريا التاريخية وذات الغالبية الكردية، وتقوم تركيا على تغيير معالم وطبيعة عفرين عبر قطع الأشجار ونبش وهدم المناطق الأثرية وسرقة آثارها وتاريخها وحتى أشجار الزيتون يتم اقتلاعها وسرقتها إلى داخل تركيا، وتهدف من خلال ذلك الى تهميش وإنكار تاريخ عفرين الكردية.
عفرين لم تكن يوماً مركزاً لتجميع مرتزقة العالم والمتشددين، عفرين كانت مركزاً للسلام والأمان والإخاء لسائر الشعوب الديمقراطية والإنسانية، يجب على منظمات الحقوقية الدولية أن تتدخل لإنهاء سياسات حكومة العدالة والتنمية ومرتزقته تجاه عفرين المحتلة ومناطق المحتلة الأخرى، وإنقاذ ما تبقى من معالمها الإنسانية والتاريخية.[1]