أين تكمن الحقيقة
سليمان أبو بكر
منذ فجر التاريخ، بدأ الإنسان حياته بالمقاومة في وجه المصاعب التي تواجهه، سواء من الطبيعة أو ممن يختلقها، وذلك لأجل إثبات وجوده واستمرارية كينونته كإنسان، واستمرت المراحل إلى حين وصول الانسان للعصر الحالي، حيث استقواء الرأسمالية وجشعها في استعباد الانسان والمجتمعات، وفي ظل هذه الظروف أجمع؛ عاش الشعب الكردي ككل تلك الشعوب ورغبتهم في عيش حر كريم، وساعد الكرد الكثير الكثير من الأمم والشعوب في بناء كياناتهم، ولكن للأسف بقي الكرد في نهاية المطاف خلف كل تلك الأمم، وهذا ليس بسبب تخلفهم أو جهلهم، بل بسبب الأخلاق التي تمتعوا ويتمتعون بها وما زالوا مستمرين في ذلك.
الكل كان ينظر إليه (#الشعب الكردي# ) كأنه سيف مسلول لهم، دون أن يعطوه حقوقه، وفي نهايات القرن العشرين وعند وصول الأزمات إلى ذروتها، نجد بأن بصيص الأمل برز في الأفق ويلوح بقدوم الحرية للكرد ولجميع الشعوب أيضاً، حيث كان بداية في تجمع بعض الطلبة الكُرد في متروبولات (ساحات) الدولة التركية ودعوا فقط إلى الحقيقة التي أُسدلت الستائر عليها وحاولوا اخفاءها. فكان أول كلمة أطلقت كشعار من شخص بحث في الحقيقة واستنتج الوقائع، ألا وهو القائد “أوجلان” الذي قال إن كردستان مستعمِرة ويجب العمل على خلاصها.
بدأت المسيرة في وجه جميع المخططات والقيود وتحدي الظروف التي كانوا يواجهون، وأظهروا للعالم حقيقة الحقيقة التي كانت مسلوبة من الجميع وجعلوها مُلكاً للبشرية، وأوصلوا الانسان إلى فهم حقيقة الواقع ومن يقف وراء طمس الحقيقة.
وبذلك أرادت جميع تلك القوى المهيمنة إعادة الانسان إلى سابق عهده، ولكن رسالة هذا القائد كانت قد وصلت إلى جميع الأذهان وليس للكرد فقط، وأول من دفع ثمن هذه الحقيقة هو القائد “أوجلان” الذي أُسر بمؤامرة دولية بل بمؤامرة كونية، ورغم أسره لم تستطع جميع تلك القوى من أسرِ فكره وفلسفته، لأنها مثَّلتْ الحقيقة بجوهرها، وجعلها ملك للبشرية، ومن هذا نستخلص، أن هكذا قائد للإنسانية يجب أن يتواجد بين هذه الأمم حتى لا تتكرر تلك الأزمات من جديد، وكي لا يعود البشر إلى سابق عهدهم في عيش العبودية. [1]