ترجمة/ بهاءالدين جلال
السفير جاميس دوبينز مدير مركز بحوث رند للسياسة الدفاعية و الأمنية الدولية و هو أحد كبار الدبلوماسيين الأمريكان وقد شغل في السابق منصب نائب وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأوروبية ثم مستشاراً خاصاً للرئيس الأمريكي لمنطقة البلقان وكان مبعوثاً خاصاً للأدارة الأمريكية لكل من كوسوفو والبوسنة وهايتي و الصومال في عهد الرئيسين بل كلنتون وجورج بوش،وقد كلّفه الرئيس بوش لأجراء المفاوضات مع المعارضة الأفغانية ابان الحرب من اجل تشكيل حكومة بعد رحيل نظام الطالبان،يذكر أنّه كان أحد الأشخاص الخمسة الذين نظمت لهم مجلة فورن افيرز طاولة حوار تحت عنوان (ماذا نعمل في العراق ( What to Do in Iraqوكانت بداية لتأسيس مجموعة الدراسات العراقية،وللمزيد من الحديث حول اوضاع العراق الحالية كان ل (كولان)هذا الحوارمع السفير جاميس دوبينز:
* واجه العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية أزمة سياسية كبيرة ،تنذر بأندلاع حرب أهلية وعلى صعيدين:الأول حرب بين الشيعة و السنة، و الثاني تأزم العلاقات بين الكورد وحكومة بغداد، السؤال هو:الى أي حد تهدد هذه الأوضاع مستقبل العراق؟
- اعتقد أنّ الأنقسام بين الكورد والعرب يشكل خطورة اكبر،لأنهما يمتلكان اسلحة تقليدية، وهذه حالة لاتوجد بين الشيعة و السنة، لذا فإنني اعتبر هذا الأنقسام بأنه يأخذ منحى خطراَ على صعيد السكان،كما اعتقد أنّه رغم هذا الأنقسام الاّ أنّ العراق سيبقى موحداً ولايقلق هذا الولايات المتحدة للتفكير في وصول البلاد الى شفا حرب اهلية،لأنّ القلق الآن يتركزاكثرعلى الأوضاع في سوريا، واذا ما توجهت تلك الأوضاع نحو الأسوء فمن المحتمل أنّ تنعكس سلباً على دول الجوار وبينها العراق،وهذا مايراقبه الجميع عن كثب.
* اوضاع العراق لها تداعيات سلبية على دول الجوار، وللعراق موقف سلبي ازاء المشكلة السورية وهذا الموقف هو ضد تطلعات الشعب السوري،وفي الوقت ذاته للعراق علاقات غير جيدة مع السعودية،ترى كيف يمكن لهذه المواقف أنْ تعرقل الحلول المطروحة لتلك المشكلات؟
- عدم استعداد العراق في الأفصاح عن تأييده لأحد اطراف الصراع الدائر حاياً في سوريا موقف بحاجة الى الفهم الدقيق،وذلك بوضع التقسيم الحالي بين مكونات الشعب العراقي بنظر الأعتبار وكذلك التهديدات التي يواجها العراق من اطراف مختلفة،ومنها السعودية و ايران، مواقف العراق كانت غير متوازنة ،ولا أعتقد أنْ يكون العراق اللاعب الكبير في ساحة الأوضاع السورية، واستطيع القول أنّ العراق لم يمد النظام السوري بالأسلحة و المعدات كي تشكّل مصدراَ للتهديد.
* زار نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن العراق من اجل مساعدة الأطراف العراقية في التوصل الى اتفاق، وبأعتقادكم هل للولايات المتحدة الدورالمساعد في حل المشكلات في العراق و حسم الأزمة السياسية الراهنة؟
- من المعلوم انّ النفوذ الأمريكي الآن محدود جداَ بالمقارنة مع السنوات القليلة الماضية ، اعتقد أنّ الجميع مستعدون للأصغاء الى الولايات المتحدة الامريكية لما لها من نفوذ وتأثير كبيرين على المستوى العالمي، وتعتبر كجهة محايدة في الصراع القائم بين الشيعة والسنة وكذلك بين الكورد والعرب، وهذا الحياد اكسبها ثقلاَ كبيراَ في وساطتها لتلك الأزمات.
* هناك خلافات ومشكلات عالقة بين اقليم كوردستان و العراق،وهذه تشكل خطورة على استقرار الأقليم وهوالوحيد الذي يتمتع بالأستقرار في العراق،هل أنّ تأزيم العلاقات بين الأقليم و الحكومة المركزية يهدّد أمن العراق ايضاً؟
- كما اشرت اليه آنفاً فإنّ الخلافات بين الكورد و العرب تعتبر اكثر خطورة بالمقارنة مع الأنقسامات الأخرى في المجتمع العراقي،من جانب آخر اعتقد أنّ الكورد حققوا مستوى عال من الحكم الذاتي وعليهم الأعتزاز بماحققوه ،ولكن عليهم ايضاً الأدراك بالمخاطر التي تهدد الأنجازات عند حدوث أي خلاف،وبدلاً من الأفراط بها ينبغي تكثيف جهودهم من اجل تثبيت مكاسبهم و المحافظة عليها.[1]