#جمشيد ابراهيم#
لم اكن اصدق ان هناك من يكره و ينكر وجود تأريخ كوردي على الطريقة التركية العنصرية و لكني وجدت ان هناك من لا يقل شراسة و كراهية للكورد: الاشوري.
الاشوريون من الاقوام السامية الشمالية (الارامية) بينما الكورد من الاقوام الايرانية او بعبارة اخري من عائلتين لغوتين مختلفتين اضافة الى ان الاشوريين ينتمون على الاكثر للديانة المسيحية بينما اكثرية الكورد تركت ديانتها الاصلية و دخلت الاسلام منذ فترة طويلة. هناك لا تزال اقليات كوردية زردشتية و يزيدية و مسيحية و يهودية و هناك اقلية كردية مثقفة مسلمة بالولادة تركت الديانة الاسلامية.
اما بخصوص تأريخ الكورد فهذا موضوع يجب ان يترك لاصحاب الاختصاص من الحياديين فالاشوري غير حيادي يستسلم للانفعالات و العاطفة و في باطنه غضب شرس ضد كل شيء كوردي لا يصلح لاصدار الاحكام العلمية و هناك عدد كبير من المصادر الاكاديمية يثبت وجود الكورد منذ قديم الزمان. هذا و ان تأريخ الكورد يمتلئ بالمعاناة و الظلم و العنف و الدم و الاشوري لا يختار هنا الا المغدور و المنكوب و الضعيف للانتقام منه رغم ان وضع الاشوريين في ظل الادارة الكوردية في كوردستان الجنوبية افضل بكثير بالمقارنة مع الادارات الاخرى.
بالتاكيد و بسبب الاحتكاك و التعايش بين القوميتين هناك قواسم مشتركة في الملابس و التقاليد و العادات لا بل حتى في اللغة. فهناك مفردات كوردية في لغة الاشوريين اليوم و كلمات اشورية في الكوردية و لكن و مهما اعتقد الاشوري فان الكوردي لم يأت من الفراغ و ان عملية تكوين و ظهور لغة و ثقافة كوردية لا يأتي فجأة بل هو عملية تطور بطيئة جدا.
لا يستطيع احد اليوم ان ينكر الحقيقة على ارض الواقع ان هناك لغة و ثقافة كوردية في عالم اليوم رغم تمزيق كوردستان و محاولة طمس الهوية الكوردية من قبل الاتراك و الفرس و العرب منذ فترة ليست بالقصيرة بينما دخلت الهوية الاشورية المتحف و هي على وشك الانقراض او تحولت الى اقليات مبعثرة هنا و هناك ليست لها دور معين يذكر او حركات مقاومة مسلحة. اخيرا ليست هناك ايضا دائما علاقة وثيقة بين اسم مدينة معينة و هويتها الاصلية.[1]