=KTML_Bold=ملحمة كوباني التاريخية..=KTML_End=
آلدار خليل-
تبنّت الدولة التركية ومنذ نشوء تنظيم #داعش# في العراق وسوريا خيار دعمه بكل الإمكانات التي لديها رغبة منها- تركيا- لتوسيع تدخلها في المنطقة وكذلك إثارة المشاكل، في سوريا أرادت تركيا ومن خلال تحويل داعش لأداة تنفذ مشاريعها التدخل لإثارة الفتن وكذلك لمنع التوافق بين السوريين، بالإضافة لضرب المشروع الديمقراطي وحالة التحول التي أراد شعبنا القيام بها عبر قفزة 19 تموز 2012 فقامت الدولة التركية بتوجيه داعش نحو كوباني لاستهدافها لتحقيق الأهداف التي تم ذكرها بتاريخ 15 أيلول من عام 2014 بعد أن استهدفت قبلها في03-15-2014 شنكال وبعدها الهول وتل حميس وجبل كزوان وسلوك وكري سبي/ تل أبيض والرقة لحصار المنطقة وخنق تجربة روج آفا عبر كوباني من خلال حصارها مع المناطق المذكورة بمخطط تركي.
المقاومة التي ظهرت في كوباني كانت مقاومة تاريخية، دلالاتها تكمن في أن سقوط كوباني إن تم سيكون سقوطاً مدوياً لثورة روج آفا- شمال وشرق سوريا ونجاحاً لمشروع تركيا ليس ضد كوباني فقط وإنما ضد سوريا وحتى المنطقة أجمع، لكن ما ظهر جعل العالم برمته يرى كوباني بأنها باتت رمزاً للمقاومة وفيها ظهرت ملاحم البطولة على مستوى العالم ضد أعتى الهجمات الشرسة والإرهابية من داعش وداعميها، ظهرت في كوباني أيضاً الوحدة الوطنية الكردستانية عبر المشاركة التي تمت في المقاومة من قبل عموم الأجزاء الأربعة من كردستان، كذلك ساهمت كوباني في التعريف بثورة روج آفا، حيث عرّف العالم برمته حقيقة المقاومة والثورة الديمقراطية الموجودة في منطقتنا. لذا؛ التفت حول كوباني كل القوى الديمقراطية ونشطاء السلام في العالم حتى تحول لاحقاً وبعد الانتصار في كوباني يوم الأول من تشرين الثاني اليوم العالمي لأجل التضامن مع كوباني.
مقاومة كوباني أسدلت الستار عن تطورات كبيرة وعن مشروع هام في المجال الديمقراطي. لذا؛ قامت تركيا بتكريس كل قوتها وهمجيتها وصبت غضبها على الكرد، حيث بعد كوباني وبعد إفشال مخططها باتت تصعّد من الأمور، ففي سوريا وبعد فشل داعش في تحقيق أهداف تركيا تدخلت بشكل مباشر وعلني كدولة احتلال في آب 2015 عبر احتلال الباب وجرابلس ولاحقاً مناطق حول حلب، بالإضافة إلى إنها مارست عنفاً مفرطاً ضد باكور كردستان حتى وصل الحد بها في السماح لداعش بتنفيذ هجوم ضد الشباب الذي جاؤوا للتضامن مع كوباني في سروج والمطالبة بدعم إعادة إعمار كوباني عبر هجوم انتحاري أودى بحياة العشرات في 21 تموز 2015، كذلك أوقفت الحوار مع إيمرالي وصعّدت مواقفها ضد الحركة السياسية الكردية في باكور عبر اعتقال الساسة ورؤساء البلديات والنشطاء السياسيين ليس فقط من الكرد وإنما من عموم الذين وقفوا بوجه سياساتها، وما احتلال باقي المناطق من عفرين حتى سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض إلا إتمام لمخطط النيل من كوباني وما أُفرز عنها من تحول تاريخي في سوريا.
التحوّل التاريخي الذي أحدثته مقاومة كوباني التي تصدت لمخطط كان سيحرق المنطقة برمتها يعتبر الأساس لسقوط داعش لاحقاً، حيث كوباني تعتبر المحطة الأولى التي أكدت للعالم بأن داعش يمكن أن يتم هزيمتها خاصةً في أوج قوتها، حيث الجميع كان يهرب عندما كانت داعش تتقدم. أسست مقاومة كوباني لتاريخ عريق من المقاومة حيث أيقونات هذه المقاومة من ريفان، آرين وكلهات حولوا مع رفاقهم الأبطال كوباني لأن تكون اليوم مثالاً للمقاومة التي لا تعرف إلا الانتصار، بتضحياتهم وبروح البطولة تحولت كوباني لملتقى الأجزاء الأربعة من كردستان وكذلك لالتفاف العالم حولها وحتى مشاركة الأممين في مقاومتها. ما أحدثته مقاومة كوباني من خلال هزيمة داعش وإفشال مخططات تركيا ولفت أنظار العالم لها بهذا التأثير القوي يجعل تركيا حتى اليوم تُصعد من عنفها وتسعى نحو الانتقام من كل الذين أفشلوا مشاريعها وأعطوا سبيل هزيمة داعش في كوباني وعموم مناطق شمال وشرق سوريا وما دعمها وإيواؤها اليوم لمرتزقة داعش الذين فروا إليها واحتضنتهم تركيا اليوم وغيّرت من أشكالهم واسماؤهم ما هو إلا رغبة للانتقام لداعش التي سقطت في الباغور في 23 آذار 2019 عبر بوابة المقاومة في كوباني.[1]