تاريخ اللغة الكردية
=KTML_Bold=تمهيد=KTML_End=
“اللغة كائن حي …، وقوة اللغة من قوة أهلها، ووهنها من ضعف أصحابها. ويحصل بين اللغات ما يقع بين البشر من تعارك وحروب، والتحكم الحتمي هو للمسيطر. فإما الانصهار والتمازج والتبادل بين اللغتين، أو التوازي بالاستعمال والتعايش معاً جنباً إلى جنب”(1).
وتعرف اللغة بأنها وسيلة للتفاهم والتواصل بين البشر، وهي إبداع إنساني ميّزه عن الحيوان، وكانت بدايتها عن طريق الإشارات أو الرموز أو إصدار أصوات معينة تقليداً للحيوانات، ومع الاتفاق على الرموز بين الكلانات (الجماعات البشرية) نشأت المجتمعات واللغات، وحسب تعريف هنري سويت إنها: “تعبير عن الأفكار عن طريق استعمال أصوات الكلمات التي تتجمع ضمن كلمات، والكلمات تشكل جملاً، وهذه الأفكار تعبّر عن بنية ذهنية محددة”، ويقول العلامة نعوم ﭽومسكي: “عن طريق اللغة ندخل إلى جوهر الإنسان ونتعرف على ذهنية الفرد والجماعة التي لازمته منذ نشأته على الأرض، وإن البنية الذهنية تتكامل لدى الإنسان بقدر تعبيره عن مآربه بالنطق والكلام”(2).
من العلوم الأساسية التي تبحث وتهتم بشؤون اللغة هي: علم اللسانيات “Linguistics”وهو العلم الذي يقوم بالدراسة العلمية التقنية للغة، وتبحث حسب مبدأ المنهج العلمي المطبق في العلوم الطبيعية، وهو العلم المعني بدراسة طبيعة اللغة من النواحي: النحوية، الصرفية، الصوتية، الدلالية والمعجمية”(3)، ومن أولوياته البحث في اللغة المنطوقة أي المحكية، ويساعد “اللسانيات” علوم فرعية مثل: علم المعاجم- المفردات، وعلم الأصوات العام Phonetics الذي يبحث في الجانب المادي لأصوات اللغة الإنسانية، وعلم الأصوات الوظيفي- التنظيمي- التشكيلي Phonology الذي يبحث في الجانب الوظيفي لأصوات اللغة، وعلم الدلالة Semantics ويهتم بدراسة دلالات الأصوات للمعنى وخصائصه، وعلم فقه اللغة Philology الذي يبحث في تطور وحال اللغة عبر المراحل التاريخية من الجوانب النحوية والصرفية والصوتية(4)، وكذلك علم الاشتقاق التاريخي Etmology وهو العلم الذي يبحث في جذور الكلمات والمفردات، ومما يؤسف له أن الباحثين الشوفينيين من الأتراك والعرب والفرس قاموا باستغلال “الأتمولوجيا” بشكل فظ إلى درجة التشويه بغية نفي وجود شعب اسمه “الكرد” وكذلك نفي وجود اللغة الكردية واعتبارها لهجة عربية أو تركية أو فارسية حسب مصالحهم القومية، وبالتالي إن الاعتماد على علوم اللغة المذكرة يمكّن الدارس من فهم حالة تطور ونمو أو اندثار لغة ما في زمن معاصر، كما يمكن بتلك العلوم تتبع نهج وسلوك لغة ما في موطنها الأصلي وحال نشأة اللغة خارج الوطن الأم.
تعرضت جغرافية كردستان وشعبها الكردي للحروب بغية السيطرة عليها والاستحواذ على خيراتها وموقعها الاستراتيجي عبر العصور التاريخية في مراحل ما قبل الميلاد، لكن الحروب اشتدت في مراحل ما بعد الميلاد، واستهدفت إضافة إلى خيراتها المادية ثقافة الشعب الكردي وعلى رأسها اللغة الكردية، وخاصة في مراحل السيطرة العربية- الإسلامية والتركية، ووصلت في المرحلة الأخيرة إلى درجة نفي وجود “الكرد” و”اللغة الكردية”، وتستمر هذه السياسة حتى اليوم من الأنظمة التركية والسورية والفارسية، لكن “انقطاع المسار الدولتي عند الكرد لم يُلغِ إحساسهم بالهوية وتمسكهم باللغة، والأهم أن سعيهم إلى كيان سياسي لا يزال مستمراً”(5)، ولذلك يستمر السعي نحو لغة كردية واحدة وتجاهل التعدد اللهجوي على الصعيد النظري والعملي وهذه من مهام الإيديولوجيا والقائمين على العمل السياسي.
يبدي علماء اللغات والكردولوجيا والتاريخ اهتماماً بمسألة اللغة الكردية، بداياتها وتطورها، حيث يفترض أن بداياتها ظهرت لدى الكرد الأوائل القاطنين في محيط بحيرتي وان وأورميه، ويرتبط بالشعوب التي استوطنت قديماً في سلاسل جبال كردستان المعروفة ب “زاﮔروس- طوروس”، حيث تذكر الأساطير والسرديات التاريخية والدينية أن سفينة نوح رست على قمة جبل جودي حسب القرآن الكريم، أو جبل آرارات حسب الكتاب المقدس، أو جبال بيره مﮕرون في جنوب كردستان، وجميع الأماكن تقع في السلسلة الجبلية نفسها وعرفت قديماً باسم بلاد “سوبارو- سوبارتو” أو ميزوبوتاميا العليا، التي احتضنت حضارات الﮕوتيين والخوريين والميتانيين والخلديين والكردوخيين والﭘارثيين والساسانيين والميديين، وبرزت خلالها عقائد وأديان متعددة يلحظ آثارها حتى اليوم تعبر عن التعدد والثراء الثقافي والديني رغم ظهور الاختلافات والتجاذبات والحروب مع قيام الكيانات السياسية، ولم تكن المواجهات الحربية بالسلاح فقط بل باللغة أيضاً، ولذلك اضطر الكرد في بعض المراحل التاريخية إلى استعمال أبجديات غيرها من الشعوب والكيانات السياسية، واستمر ذلك حتى اليوم.
=KTML_Bold=جذور اللغة الكردية القديمة=KTML_End=
لأن اللغة مثلها كمثل أي كائن حي آخر، لها أسلاف وأحفاد، فإن جذور اللغة الكردية القديمة تعود إلى أسلافها من لهجات المستوطنات الزراعية الأولى في ميزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين) العليا والسفلى العائدة للعصر الحجري القديم (تل حلف- تل العبيد)، وتطورت في مرحلة قيام المدن السومرية، واللغة السومرية لا تنتمي إلى أسرة لغوية معروفة، حيث تطورت من لهجات العشائر الزاﮔروسية والأكادية السامية، ثم انتقلت إلى طبقة الأشراف ورجال الدين (الكهنة) والبحارة، ولذلك يلحظ كثيراً من المفردات السومرية تتطابق مع المفردات الكردية الحالية وكذلك السامية، وسأورد مثالاً على مفردة واحدة كادت أن تنقرض في الكردية وهي: دومو- Domo وتعني الولد البكر في السومرية ومثلها في الكردية، وإذا كان المولود البكر أنثى فكانت تدعى “دومو مي- Domo mê” تماماً مثل الكردية، واستعمل في التدوين الكتابة التصويرية حيث كل رسم يعبر عن كلمة، ثم تطورت الصور إلى رموز بسيطة يعبّر كل رمز عن مقطع واحد وذلك في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد.
تطورت اللغة الكردية القديمة مع تأسيس الكيانات السياسية مثل الدولتين الﮕوتية واللولوبية في الربع الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد من تحالف العشائر الزاﮔروسية أولى أسلاف الكرد في جنوب ميزوبوتاميا وشمالها، ودعيت لغتهما “المهرانية”، وخلّفتا وراءهما بعض الأسماء الجغرافية وأسماء الأشخاص وألقاب الملوك، ثم ظهرت اللغة الخورية التي تطورت أكثر مع انتشار الممالك الخورية في شمال ميزوبوتاميا (سوبارو) وآسيا الصغرى وسوريا الحالية حتى مصر (دولة الهكسوس)، والخورية لغة متكاملة ذات مفردات وبناء قاعدي مستقل من خلال السابقات واللاحقات التي لا زالت مستعملة في الكردية الحديثة، ومثالها أن الجملة تبدأ بالفاعل كما في الكردية، واستعملت في الكتابة الأبجدية المسمارية الخاصة بها(6).
وفي نهاية المرحلة القديمة ظهرت اللغة الخلدية (الأورارتية) كما تدعى اللغة “الوانية” نسبة إلى مدينة وان عاصمة دولة خلديا، التي تطورت عن اللغة الخورية أو يمكن تسميتها لهجة متطورة عن اللغة الخورية، وكثرت مفرداتها بشكل كبير.
العربية الكردية الخلدية الخورية
رجولة mêranî marî maryanî
بقاء mayîn manu mann
سماع hiş haş haj
فرح- بشوش şa-şahî pişuşe pis
مهجور çûl çûl çûl
حصان esp ese es-eswa
سماء Asa-man eze Esa
عظيم- سيد gewre ewre ewre
غزال-جميل xezalê gazulî gaz
سنة sal salî sawale
قش- تبن ka gê ka
الأم daye dada dada
اذهبْ here hare hare
لواء- جنرال Ala-mîralay aluse ala
حلقة alqe Alg-a alg
أرض erd ardî ard
أسير exsîr asj asî
برج-حصن burc borg borg
مهترئ- مريض irya ç-irç irç irç
الأب Ate- bav ate attay
المرحلة الثانية من تطور اللغة الكردية تبدأ مع قدوم المجموعات الآرية التي دخلت كردستان في مستهل الألف الثاني قبل الميلاد التي شكلت الطبقة الارستقراطية في الدولة الكاشية التي حكم بابل زهاء ستة قرون، ومثلها التي انضمت إلى الخوريين وشكلت أيضاً ارستقراطية حاكمة، حيث اندمجت الآرية مع اللغات المحلية (الكاشية والخورية) وبرزت اللغة الميتانية (لغة الفرسان) الذين جلبوا معهم الحصان والعربات الحربية، وقد شكل الميتانيون ممالك قوية في كردستان وسوريا مثل: نوزي (كركوك)، خاتوشا (قرب أنقرة)، واشوكاني، جرابلس، آلالاخ، قَطْنا، أوغاريت (سوريا)، ودعيت الإمبراطورية الميتا- خورية، حيث تطورت اللغة وكثرت مفرداتها وتركت كثيراً من اللاحقات التي بقيت في الكردية حتى اليوم.
=KTML_Bold=المرحلة الميدية=KTML_End=
في هذه المرحلة اكتملت اللغة الميدية إلى درجة متقدمة بعد أن جمعت لهجات القبائل الميدية المنتشرة في الجنوب والغرب من بحر قزوين، وكانت أهمها لهجة قبيلة الزاكورتيين التي كانت لها الدور الأكبر في تشييد الدولة الميدية بقيادة “خشتريت”، وهي التي منحت اسمها إلى جبال “زاﮔروس”، حيث أبدعت الدولة الميدية كماً هائلاً من المفردات والمصطلحات الخاصة بالتنظيم الإداري والعسكري والسياسي والديني في الحكومة الجديدة، نورد بضاً منها:
خشتريت Xeşterît: مَلِك.
دَهياوكو Dehyawko: صاحب قرية.
ﮔانزابارا Ganzabara: التنظيم الإداري.
آزاتا Azate: طبقة الأحرار.
ﭬيسﭘوترا Vîspotre : الرئاسة.
ساتاﭘاتي Sata-Patî :قائد مائة جندي.
تيﮕران Tîgran: سهم مع إشارة جمع an.
مارتيا Martiya:فروسية، رجولة من مَرْدْ.
ﭘاروزاناParozana : مؤن.
زوره- سوره Sore: القوة.
ﭘيردوس Pîrdos: فردوس- جنة .
داينا Dayna : دين.
اكتشف نقش كتابي سنة 1936م مدوَّن على جدار كنيسة أرّانية (بلاد الآلان) في القوقاز (حالياً آذربيجان)، كتبت بلغة الماد مع ترجمتها الفارسية واليونانية والسريانية والجيورجية والعربية، تعود إلى القرون المسيحية الأولى، هي منطقة كردية أقيمت عليها الدولة الشدادية، واستمر الوجود الكردي فيها حتى اليوم، حيث ورد في النقش:
“Paqij xwedê paqij zexm paqij vê merg, ku hatî xaçe şukurme rehmete me”
الترجمة العربية: “قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت، لقد جاءنا الصليب، ارحمنا”.
وفي سنة 330 ق.م كتب شاعر يدعى بُرَبوز Boreboz هذه الرباعية باللغة الميدية القديمة:
Xwezdî ez û tu bi hevrabin ”
Werdî bihiri kura bin
Bi hivera hirini xarini
Bagik din bi hivra narini”
وترجمتها باللغة الكردية الحالية :
Xwezî deme ez û tû bi hevra bûn
Em bi hevra diçûn çiyayan
Were em bi hevre biçin xwerinê
Bihevra stranekê bi bêjin
وترجمتها العربية:
ليت ذلك الزمان الذي كنا معاً.
كنا نذهب إلى الجبال معاً.
نذهب إلى موعد الطعام معاً.
ونغَنّي أغنيةً معاً(7).
ثم يأتي بعدها دور الآﭬستائية وهي لهجة قبيلة الموﮒ Mog التي ينتمي إليها النبي والفيلسوف زارادشت، وهي توأم اللغة السنسكريتية المتطورة عن اللغة الآرية، التي انتشرت في أنحاء ميديا (كردستان) وبكتريانا (بلخ- بخارى) وأغلب آسيا الوسطى وإقليم كوجرات الهندية، وبقيام الدولة الساسانية في القرن الثالث قبل الميلاد تم جمع نصوص آﭬستا وترجمتها إلى اللغة البهلوية باستثناء قسم “الﮕاتات” التي بقيت آﭬستائية لأنها من أقوال زرادشت، حيث يلحظ تأثير اللغة الآرية على لغة الكرد القدماء من خلال عدد من المفردات مثل:
أب: ﭘتار Pitar ، أم: ماتار Matar ، أخ: براتار Biratar إلى جانب مفردات أخرى مثل:
قَدَمْ: ﭘاده Pade، صاحب مهنة: دار Dar، عشرة: داس das، بحر: Zaraye، حمل: بار bar.
والتطور الأخير كانت ظهور اللغة البهلوية (البهلية- الفيلية) المتطورة من الميدية، والتي تعتبر من أغنى اللغات الآرية (الإيرانية) حيث يظهر التأثير الآري بوضوح أكثر، اعتباراً من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى ظهور العصر الإسلامي، والتي خلفت مكتبة نفيسة ومرجعية ثقافية ولغوية للغة الكردية بدءاً من “زند آﭬيستا” (ترجمة وشرح لكتاب آﭬيستا)، وكانت اللغة الرسمية للدولة الساسانية بعد انقضاء العهد الﭘارثي في سنة 226 م، كما خلفت كتب ومخطوطات منها: آثار النبي ماني الكتابية، وأشعار غزلية مانوية، وكتب: ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، السندباد البحري، شترنج نامه، آيين نامه، خداي نامه، كار نامه (سيرة أعمال أردشير)، وقد ترجم عبد الله ابن المقفع بعضاً منها إلى العربية، وساد اعتقاد خاطئ لدى المثقفين العرب أن تلك الكتب ترجمت من الفارسية.
بمعنى أن اللغة الكردية انحدرت من سلفين اثنين، بدايتها كانت من اللغة المهرانية (الﮕوتية- اللولوبية) والخورية- الخلدية، والسلف الثاني من الشعبة الشرقية للغة الآرية التي تدعى الهندو- الآرية(8)، ففي الألف الثاني قبل الميلاد ظهرت اللغة الميتانية ولغة الطبقة الأرستقراطية الكاشية، وفي الألف الأول قبل الميلاد ظهرت اللغات: الميدية، الآﭬستائية، السنسكريتية والهخامنشية (الفارسية القديمة) والسكيتية، ومن آثار الآﭬستائية: كتاب آﭬستا المقدس، كتابات بهستون، وﭘرس ﭘوليس (مدينة اصطخر).
وخلّفت الميدية اللغة البهلوية والآﭬستائية وانحدرت منهما اللغة الكردية، كما خلفت الميدية أيضاً اللغات: الفارسية، الطالشية، البلوشية، البشتونية (الأفغانية)، الطاجيكية، الأوسيتية، ومن اللغتين الاسكيتية والفارسية القديمة ظهرت اللغتين الﭘارثية (الفرثية) والساسانية.
=KTML_Bold=لهجات اللغة الكردية:=KTML_End=
تتميز اللغة الكردية بكثرة لهجاتها مثلها كمثل اللغات العريقة كالعربية والألمانية والإنكليزية وغيرها، ويعود ذلك إلى أسباب عدة إضافة إلى قِدم اللغة، وعلى رأسها تضاريس جغرافيتها الوعرة من جبال عالية ووديان سحيقة وأنهار كبيرة ومساحتها الكبيرة التي تتجاوز نصف مليون كيلو متر مربع، حيث الحواجز الطبيعية تعيق التواصل وتساعد على تباين اللهجات، لكن العامل الأهم هو تعرض الوطن الكردستاني عبر التاريخ لاحتلالات عدة من أعراق مختلفة، وعدم تمكّن أهلها من تأسيس كيان سياسي جامع في العصور الوسطة والحديثة، باستثناء عدة دويلات وإمارات صغيرة لأزمنة محدودة، ناهيك عن أن تلك الكيانات الصغيرة لم تلعب دوراً إيجابياً في توحيد اللهجات في لغة موحدة، بل لعبت دوراً سلبياً في تجذير اللهجات المحلية، ويبقى العامل الأساسي الذي وقف حائلاً أمام توحيد اللغة وجعلها نمطية في التحدث والكتابة هو الدول الغاصبة لكردستان، التي لم تكتفي بعرقلة وحدة اللغة إنما نسفتها من الأساس وأنكرت وجود لغة اسمها اللغة الكردية، وعلى رأسها الدولة التركية الحديثة ومن ثم سارت على خطاها الدولة السورية المحدثة.
تنقسم اللغة الكردية إلى عدد من اللهجات(9) أهمها:
1- اللهجة الكرمانجية الشمالية: يتحدث بها حوالي نصف شعب كردستان نذكر منهم: روﮊآﭬا (غرب كردستان) من عفريت حتى ديريك، وشمال كردستان باستثناء إقليم ديرسم ومنطقة سويرك، وكرد القوقاز عامة (آذربيجان، أرمينيا، جيورجيا، نخﭽيوان)، والقسم الشمالي الغربي من شرق كردستان، ومناطق بهدينان (زاخو، آميدية، دهوك) وكذلك: شيخان، شنﮕال وزمار من جنوب كردستان، وفي خارج كردستان يتحدث بها كرد أناتوليا الوسطى، وإقليم خراسان: بلوجستان، نيسابور، بوجنورد، شيروان وقوﭽان، وكذلك كرد مقاطعة فيروز في تركمتنستان، وآلاف المهجرين من قبل ستالين إبان السلطة السوفييتية من القوقاز نحو جمهوريات آسيا الوسطى، ومن اللهجات الكرمانجية الشفوية المحلية: العفرينية، الجزيرية، الشمزينانية، البوتانية، البهدينانية، الشكاكية، البيازيدية، السليﭬية، الرهاوية والرشوانية في أناتوليا الوسطى.
2- اللهجة الكرمانجية الجنوبية: يتحدث معظم سكان جنوب كردستان (كركوك، السليمانية، ﭽمﭽمال، هولير، رواندوز، طوزخورماتو، كفرێ، والقسم الجنوبي الغربي من شرق كردستان مثل: سنه، كرماشان، ماهي دشت، سقز، بانه و مهاباد، ومن لهجاتها الشفوية: السورانية، الموكرية، السليمانية، السنه ئية، ولهجة عشيرة شيخبزني في أناتوليا الوسطى.
3- الكرمانجكية: مجموعة لهجات كردية قديمة يرى بعض الباحثين ضرورة دمجها تحت مسمى واحد لقربها من بعضها، وهي:
آ- الزازاكية/ الدملكية: يتحدث بها الكرد العلويون من إقليم ديرسم (ﭽَوْليﮒ، خارﭘيت، بينﮕول، سيواس، سويرك ومناطق شمال آمد، ومن لهجاتها الشفوية: الديرسمية والسويركية والمراشية.
ب- الﮕورانية: يتحدث بها كرد: هَوْرامان وشرق نهر شيروان من شرق كردستان، وكرد أفغانستان، وقسم من كرد خوراسان، ومن لهجاتها الشفوية: الﮕورانية والهَوْرامانية.
ج- اللورية: يتحدث بها كرد لورستان وقصر شيرين من شرق كردستان، وكرد خانقين من جنوب كردستان، وتحتوي على المفردات البهلوية حيث ينطق بها الكرد الفيلية في مدن: خرّم أباد، جسّان، بدره، علي الغربي، العزيزية، الزرباطية وبغداد وغيرها.
د- الكلهورية: يتحدث بها قسم من الكرد القاطنين جنوب مدينة سنة، وخانقين وكرماشان.
ﮪ- البراخوئية: يتحدث بها الكرد القاطنين في منطقة السند وبلوشستان بالهند.
الأبجدية الكردية(10):
استعمل أسلاف الكرد وغيرهم من شعوب الشرق الأدنى عدداً من الأبجديات خلال تاريخهم بمحض إرادتهم أحياناً أو حسب رغبة وإرادة السلطات الحاكمة أحياناً أخرى، وكانت “الصورة- الرسم” في البداية كتعبير عن الشيء المراد قوله أو نقله، ثم ظهرت الكتابة الهيروغليفية وهي أيضاً تصويرية لكنها مبسطة جداً، واكتشفت آثارها في موقع “زيوي” بشرق كردستان من مخلفات المانّيين، ثم ظهرت بعدها الكتابة المسمارية التي انتشرت في الشرق الأدنى عامة، واستعملها الخوريون والميتانيون والكاشيون وكانت مؤلفة من 36 حرفاً، وأضاف الميديون عليها ستة أحرف لتصبح 42 حرفاً.
مع انتشار الديانة الزرادشتية ظهرت الأبجدية الآفستائية التي تشكلت من 44 حرفاً بداية ثم أضيف إليها أربعة حروف وأصبحت 48 حرفاً وكتبت بها “آﭬيستا” كتاب زرادشت المقدس.
وفي مرحلة السيطرة الﭘارثية- الآشكانية (25- ق. م- 226 ب.م) استعمل الكرد الأبجدية الآرامية المربعة التي تشبه الأبجدية العبرية، اكتشفت ثلاث وثائق منها في هورامان.
كما استعمل الكرد الأبجدية البهلوية ودُوّنت بها ترجمات عبد الله بن المقفع الذي نقلها منها إلى العربية، وفي العصر الأموي ظهرت أبجدية ماسي سورات- بينوشاد، ذكرها أحمد بن وحشية النبطي كاتب ومترجم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في كتابه “شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام” المؤلف من 36 حرفاً ثم أضاف الكرد إليها ستة حروف لتصبح 42 حرفاً.
وفي القرن الثالث عشر ظهرت الأبجدية الإيزيدية المؤلف من 31 حرفاً، ودُوّنت بها الكتب الإيزيدية المقدسة مثل: “مصحف رَشْ” و “الجلوة”، واستعمل كرد القوقاز الأبجدية الكريلية- الروسية بعد قيام الاتحاد السوفييتي (حسب رواية الكاتب عرب شمو).
كما استعمل الكرد الأبجدية العربية في المرحلة العباسية الأخيرة والمرحلة العثمانية، ولازالت تستعمل حتى اليوم في جنوب وشرق كردستان بعد إجراء تعديلات عليها، ويستعمل الكرد في شمال وغرب كردستان أبجدية لاتينية خاصة مؤلف من 31 حرفاً منذ الربع الثاني من القرن العشرين.
=KTML_Bold=هوامش:=KTML_End=
(1)- حموتو ، د. آزاد، اللغة كائن حي، دار الزمان- دمشق 2007- نسخة الكترونية معدلة 2018.
(2)- قره مان، عبد الله، وطن الشمس ج 1، دار شلير- قامشلو، ص 383.
(3)- د. حموتو مرجع سابق ص 25.
(4)- المرجع نفسه ص 26.
(5)- محفوض، عقيل سعد، “الكرد واللغة والسياسة”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت 2013، ص 104.
(6)- للاستزادة يرجى مراجعة “وطن الشمس- ج 1″، مرجع سابق، ص 383- 395.
(7)- بحث منشور في مجلة صوت كردستان العدد 2012/66للباحث هركول كوجر.
(8)- تدعى الشعبة الغربية الهندو- جرمانية وتضم اللغات: الأناتولية (الحثية والليدية …)، اليونانية، اللاتينية (الأيطالية، الفرنسية، الاسبانية والبرتغالية)، الجرمانية (الألمانية، الهولندية، الدلنماركية والإنكليزية)، السلتية (الإيرلندية، الويلزية)، البلطيقية (اللاتفية، الليتوانية)، السلافية (الروسية، السلوفاكية،التشيكية، البولونية، الأوكرانية، الكرواتية، البلغارية والصربية)، الأرمنية، الألبانية. للاستزادة مراجعة “وطن الشمس- ج 1” ص 388.
(9)- مرجع سابق ص 401-402.
(10)- للاستزادة مراجعة وطن الشمس، مرجع سابق، ص 404-412.
*باحث في تاريخ كردستان، مواليد ناحية شران- عفرين عام 1951م، شارك في تحرير عدة صحف ومجلات (سورغول، صوت كردستان، روناهي)، عضو هيئة تحرير مجلة شرمولا، يكتب في الدوريات الثقافية المحلية، صدر له كتاب «وطن الشمس» بعدة أجزاء.[1]